نقاش عربي سبعة نجوم

كنوز النورس |نجيب كيّالي

قصيدة ساخرة


إذا ناقشتَ- ويحَكَ- لا تُسايرْ

وبالعينين يا بنَ العم زَاوِرْ

وقرقشْ عظمَ خصمكَ كالبطاطا

وفوقَ النارِ ضعه كالفطائرْ

أطِرْ نظارتيه بصوتِ حَلْقٍ

يُمزِّقُهُ كتمزيق الدفاترْ

وربِّعه، وخمِّسه، وشَطِّرْ

فعولن فاعلن ليقالَ شاطرْ

وقل: لا.. لا، وكلَّا، ثم كلَّا

وللتتنيح(١) كن أنتَ المُبادِرْ

على خديه أمطِرْهُ لعاباً

كأنَّ الجوَّ- رغمَ الصيف- ماطرْ!

لسانُكَ سُنَّهُ كرماح عبسٍ

وهاجِمْ لا تقل: أللهُ ساترْ

تجنَّبْ أيَّ لينٍ أو هدوءٍ

وكسِّرْ ما استطعتَ من الخواطرْ(٢)

توسَّطْ حَلْبةَ الكلمات، واصرخ:

أنا كالذئب أنهشُ بالأظافرْ

كزيت القلي أغلي، ثم أغلي

لأكوي الخصمَ، أجعله يغادرْ

كطنجرة البُخار أتى صفيري

وتلقاني كضبع الليل غادرْ

بتيسنةٍ أنال العزَّ، أغدو

أبا زيد، وشيخاً للعناترْ


*

أسدُّ الرأسَ عن فَهْمٍ وعِلْمٍ

فإنَّ الفهمَ يُزري بالبصائرْ

وعن عَمْدٍ أسفِّهُ كلَّ قولٍ

وأجعله لتمسيح الطناجرْ

فويلي إنْ فهمتُ الآن شيئاً

سأغدو في نِزال الخصم خائرْ

وذاك الوعيُ يجعلني طريَّاً

كقط البيت أو صوصِ البيادرْ

فجهلي قلعتي يحمي سقوطي

وعزي وجهُ ليلي، لا المنائرْ

*


(١) التتنيح: المعاندة والوقوف في المكان كالبهائم.

(٢) الخواطر هنا: القلوب.

٢٠٢٠/٢/٢٤