منطق الحلاليف !!

لا يسود الظلم والقهر إلا في مجتمع يفضل الظلم والقهر على العدل حتى أصغر فرد فيه ، أعطيك مثلا من التاريخ ، الحرب الأمريكية ، في أثنائها ، اضطر المعسكر الكونفدرالي الجنوبي الذي يحارب من أجل بقاء العبودية ، ضد ولايات الشمال التي تعتبر إلغاء العبودية أولوية لها ، أن يمد فترة التجنيد الغير الإلزامي للجنود من أجل مواصلة الحرب وكانت لسنة واحدة فتم مدها إلى ثلاث سنوات ، مع شروط أخرى ، هل تعرف ما هي هذه الشروط ؟

- كان يجب على أي رجل أبيض فوق سن ال18 سنه ان يلتحق بالجيش أو ان يمتلك 20 عبدا ، فاستمر الفقراء والمهمشين والرعاع يقاتلون بجدارة مع صفوف الساسة من ولايات الجنوب المؤيدة للعبودية ، من اجل أن ينال حريته ويتخلص من الخدمة في الجيش عن طريق تحقيق حلمه بامتلاك عشرين عبدا !

فكانت رغبة العبيد في استعباد الناس كما استعبدوهم هي الفكرة الشيطانية التي استغلها الساسة لصالحهم لإستبقائهم متحاربين من أجلهم ومن اجل مصالحهم ومن اجل بقاء العبودية ذاتها ، ولو أن احدا استطاع إفهام هؤلاء العبيد ، أن العبودية نفسها جريمة في حق الإنسانية ولا يجوز لأي انسان أن يفكر بها كاستثمار او مشروع لما استطاع سيد انجليزي أو هولندي او اسباني قادم من أوروبا أن يشتري ويبيع رجل افريقي واحد ، لكن العبودية ذاتها .. تبدأ دائما .. من استعباد العقل والفكر المتخلف للشعوب المتخلفة التي تسير خلف أي حللوف دون تفكير ، وتسلم الأيادي!

محمد سلامه