لنكن أرقاما

كنت آخذ الأمر على عاتقي معارضا وبشدة إلغاء خانة الديانة في البطاقة الشخصية وعيا بمخطط يسير على قدم وساق بفتح الباب في مصر لإحتواء المواطن البوذي والسيخي ومن لا دين له وتحل المواطنة الحديثة محل الأعراف التي لا تزال تقف حجر عثرة كبير أمام الساسة في هذا البلد من تمسك شعبها بلحمة عائلية ظلت إلى الآن حجر الصد الأقوى ضد مخططات التقسيم شمالا للمسلمين وجنوبا للمسيحيين وشرقا ووسطا لليهود .

أما اليوم .. كمشتغل بالقانون في هذا البلد الخرب .. فأؤيد وبشدة إلغاء كل الخانات من البطاقة ، وأن ترفع الدولة يدها عن خانات حالتي الإجتماعية أعزب أم متزوج أم مطلق أم معنس مثلي وخانات العمل التي لا تزال بالملايين (عاطل) و (بلا عمل) وأن ترفع يدها عن خانة ديني ودين أمي .

بل إن لأقترح وبحق على قطاع مصلحة الأحوال المدنية أن ينسق مع مصلحة السجون ويستغير منهم نظام الأرقام ، فيكون للمواطن رقما لدى الدولة تتعامل معه "كمجرد رقم" فهذا أقرب للحقيقة والواقع ويقينا شر الجرائم المستترة فليس هناك رقم سوف يتزوج رقما آخر عرفيا ليقبض معاش رقم ثالث متوفي أو مطلق .

وليس هناك من رقم سوف يجمع بين رقمين كأزواج ، وسنقطع الطريق أمام آلاف جرائم الشرف التي لن يكون لها محل فليس للأرقام أي شرف يرهق أصحابها بصيانته، أو عِرض يُراعى فيه دين أو ذمة ، لنكن أرقاما لديكم !

جربوه ، فعلوم الكمبيوتر الحديثه ولغات البرمجة في العالم كله مبناها لغة الصفر والواحد ، هكذا نحل هذا الإشكال دونما حاجه لأن يلجأ المسيحي إلى تغيير ملته أو طائفته إلى طائفة لا يعترف بها بل ويؤمن أنها على الباطل وخلاف مذهبه من أجل زواج امرأة أو طلاقها ، وهكذا نحل هذا الإشكال دون أن يغفوا المسلم في هذا البلد ويصحوا وهو يرى الدولة وموظفيها ومدعي الثقافة فيها وساستها جميعهم متفقون على أن الدين مشكلة كبرى ، والإلتزام به جهل ، وآدابه تخلف ، وأحكامه جائرة ، وقرآنه قصص أسطوري غير ملزم وظالم للمرأة.

بلغوها لفهيم سليمان .. سوف يروق له هذا الإقتراح (يمكن يحل عن دين أبونا .. ما هو انت مش هتعرف تقنع رقم إنه كل يوم لازم ينقص ويصبح بالسالب عشان ماسر )