نظرة

لا أعير مثيلاتها اهتماما، كانت تجيء بينهن وتذهب، لم ألحظها إلا صدفة ذات مره وهي تقف في زاوية بمفردها تنظر لي نظرة شاردة بعينين بنّيتين شديدتي الألق وقعتا في قلبي منذ النظرة الأولى والتي طالت قليلا ثم انسحبت في خجل لأجد نفسي أتتبعها لأعرف أي طريق ذهبت إليه ومن أي طريق تأتي. لم يمر وقت طويل حتى رأيتها ثانية، فلم تطل نظرتنا الأولى هباءا، قلبي يحدثني بأنها بادلته شيئا أفتقده منذ زمن، أقله الوَنَس!

مع الوقت .. أصبح لكل منا وقت ما .. يتلفّت فيه باحثا عن الآخر، ومع الوقت زادت جرأتها، فأصبحت تقترب جدا،، بل وتسمح لي بملامستها ومداعبة شعرها أحيانا،، بل إنها مره فاجئتني بالجلوس إلى جواري وهي تحتضن ذراعي تماما كحبيبين! ضعُفت ،، تكسرت الحدود ،، وبقدر ما يمنع رجل أربعيني أعزب في الأرياف ،، بقدر ما يسمح طفل في داخله بصياحها،، ودللها،، وبعثرتها للأشياء ،، ومقاطعتها لأي حديث ،، بل وللأفكار ،، بظهور مفاجئ على ما فيه من تحكم وغرور ،، يبقى حلوا ومرغوبا!

لم أتصور أبدا أن ما بيننا قد يوصم بمجرد تلبية النزوات، أو قضاء المصالح، حتى اليوم!! اليوم فقط،، تكررت القصه القديمة،، والعهد القديم،، لأكتشف الغدر خالصا بعد أن غافلتني والتهمت نصف كيلوا سمك بلطي كنت أعددته للغداء والعشاء معا،، الأدهى أنها عادت ( لتنونو) بعد ربع ساعة فقط تطلب مداعبتها وكأن شيئا لم يكن!!

محمد سلامه

3/8/2021

Link