بيني وبينك لم يزل مَدَدٌ

بَيْني وبَينكَ لَمْ يَزَلْ مَدَدٌ

أمْ بِتُّ مَحْروماً مِنَ المَدَدِ

ِما لي بِغَيرِكَ رغم مَعْصِيَتي

أَمَلٌ إذا ما بِتُّ في كَمَدِ

ِكُلّ الخَلائقِ إن غَدوا عَضُداً

لي ما كَفُوا إن لَمْ تَكُنْ عَضُدِي

هذي الحياةُ دُروبها تَعَبٌ

والسَّعيُ دون هُدَاكَ في رَمَدِ

ِوالعَيْشُ دُونَ رِضَاكَ مَخْمَصَةٌ

مَهْما تُصِيْبُ النَّفْسُ مِنْ رَغَدِ

ِيَهْنا الضَّرِيرُ وفي رِضَاه هُدَىً

سُبْحانَ مَنْ يُعْطِي بلا أَحَدِ

ِجَرَّبْتُ كُلَّ العَيْش ما رَضِيَتْ

نَفْسي ولا رُوحِي ولا جَسَدي

إلا بآيٍ كُنتُ أحْفَظُها

في الصَّدْرِ حتى سُرِّبَتْ ليَدِي!

ونُسِيتُ لمَّا قَدْ نَسِيتُ هَوَىً

وشَقيتُ سُخْطاً دونَمَا جَلَدِ

ِلا شئ يُعْرَفُ فَضْلُهُ بِسِوى

فَقْدٍ فإيْلامٍ بِمُفْتَقِد

ِقُل للمُكِيلِ لخَيْرِ مُقْتَرِبٍ

اصْبِرْ لِرُؤيا سُوءِ مُبْتَعِد

ِتَعْساً لِغِرٍّ يَرتَجي سَنَداً

مِنْ غَيْرِ رَبّ العَوْنِ والسَّنَدِ

ِيَكْفِيه ما في السُّؤْلِ من أَلَمٍ

من بَعْدِ ذِكْرٍ في حِماهِ نَدِي

بَيْني وبَينكَ لَمْ يَزَلْ مَدَدٌ

أمْ بِتُّ مَحْروماً مِنَ المَدَدِ

2014

محمد سلامة