إِنَّ مَدرَستنا هِيَ أَشبَهُ مَا تكونُ بِنَبتة قَد أودعناها فِي أرضٍ خَصبَةٍ وَبيئَةٍ سليمة ومناخ طيّب فما لبثت حَتى كَبُرَت وَرَبت، فامتَدّت بِجذورِ العِلمِ والأخلاقِ فِي عُمق الأرضِ راسِخةً ثَابِته، وأينَعت ثِمارُها تُعانِقُ المَدى مِن فَوق أغصانِها الشّامخة نحو السَماء، وأوراقِها الخَضراءُ الفَتِيّة اليانِعة التي لا تَكفُّ عَن مُداعَبة عَبَقِ أزهارِها وَطِيّبِ ثِمارِها فتَسُرُّ الناظِرين، وَتَلقَفُ إلى أحضانِها النَحلَ لِيَصنَعَ مِنها مَا طَابَ وَما نَدر مِن الشَهدِ الخالص، من العِلمِ، الخُلقِ والعَمل الذي قَلّ فِي حاضِرنا. مِن هُنا حَملت مَدرَستُنا رُؤيا واضِحة ثاقِبة تُنادي: "بالعمل والهمّة مَعًا نَحو القِمّة".