التجويد
التجويد هو إخراج كل حرف من مخرجه، وإعطاؤه حقه ومستحقه من الصفات والأحكام من غير تكلف طبقًا لما تلقاه المسلمون من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
التجويد هو إخراج كل حرف من مخرجه، وإعطاؤه حقه ومستحقه من الصفات والأحكام من غير تكلف طبقًا لما تلقاه المسلمون من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نشأ علم التجويد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد أقرأ جبريلُ عليه السلام النبيَ صلى الله عليه وسلم القرءان مجودًا، وأقرأ النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة الكرام كما تلقى، وهم رضوان الله عليهم أقرؤه كما تلقوه، وهكذا حتى وصل إلينا بالسند المتصل بالرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا ما يسمى بالتجويد العملي الذي اعتمد على سليقة العرب وعلى التلقي والمشافهة فقط.
لم يدون غير القرءان الكريم في العصر الأول وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: {لا تكتبوا عني شيئًا إلا القرآنَ، فمن كتب عني غيرَ القرآنِ فلْيمحْه، وحدِّثوا عني ولا حَرَجَ، ومن كذبَ عليَّ متعمِّدًا، فلْيتبوأْ مقعدَه من النارِ} [صحيح الجامع: 17868]، إلا أنه عندما اتسعت رقعة الإسلام ودخل فيه الأعاجم، بدأ يظهر الخطأ في تلاوة القرءان، مما دعا العلماء إلى وضع قواعد لهذا العلم يساعد على القراءة الصحيحة، فقعدت قواعده وجمعت مسائله طبقًا لتلاوة النبي صلى الله عليه وسلم التي تلقاها عن جبيل عليه السلام وعلمها للصحابة الكرام وعلمها الصحابة للتابعين، واتسعت دائرة التدوين في العهد الأموي ثم في العصر العباسي الأول وكثر على مر العصور المؤلفات في هذا العلم الشريف.
يختلف حكم التجويد العملي عن حكم التجويد النظري، فحكم:
قال الإمام ابن الجزري في المقدمة الجزرية
وَالأَخْـــذُ بِالتَّجْـوِيـدِ حَـتْـــمٌ لازِمُ ... مَــــنْ لَــمْ يُـجَـــوِّدِ الْـقُــرَآنَ آثِــمُ
لأَنَّــــــهُ بِـــــهِ الإِلَــــهُ أَنْــــــزَلاَ ... وَهَـكَــــذَا مِـنْـــهُ إِلَـيْـنَـا وَصَـــلاَ
وَهُـوَ أَيْـضًـــا حِـلْـيــةُ الـتِّــلــاَوَةِ ... وَزِيْــنَـــــةُ الأَدَاءِ وَالْــقِـــــــرَاءَةِ
وَهُـوَ إِعْـطَـاءُ الْـحُــرُوفِ حَقَّـهَـا ... مِـــنْ صِـفَــةٍ لَـهَـــا وَمُستَحَـقَّـهَـا
وَرَدُّ كُـــــلِّ وَاحِــــــدٍ لأَصْـلِـــهِ ... وَاللَّـفْـــظُ فِــي نَـظِـيْـرِهِ كَمِـثْـلـــهِ
مُكَمِّـــلاً مِـنْ غَـيْــرِ مَــا تَكَــلُّـفِ ... بِاللُّطْـفِ فِـي النُّطْـقِ بِــلاَ تَعَـسُّـفِ
وَلَـيْــــسَ بَـيْـنَـــهُ وَبَـيْـنَ تَـرْكِــهِ ... إِلاَّ رِيَـاضَــــةُ امْــــــرِئٍ بِـفَـكِّــــهِ