المد
المد هو إطالة زمن الصوت بأحد حروف المد الثلاثة أو أحد حرفي اللين عند وجود سبب لمد.
المد هو إطالة زمن الصوت بأحد حروف المد الثلاثة أو أحد حرفي اللين عند وجود سبب لمد.
يقاس المد بوحدة تسمي حركة، والحركة هي الزمن اللازم للنطق بالفتحة أو الضمة أو الكسرة، وهذا مقياس مرن يعتمد على مرتبة التلاوة.
ولأئمة القراءة في قياس أزمنة المدود خمسة مقادير هي:
ينقسم المد حسبب سببه إلى:
وينقسم المد حسب حكمه إلى:
المد الطبيعي يكون في حروف المد الثلاثة وهي: الألف (ولا تكون إلا ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوح)، والواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسور ماقبلها. ويلحق به الألفات المقصورة المتطرفة نحو: {هُدٗى} [البقرة: 2]، {سُدًى} [القيامة: 36]، {عَمًى} [فصلت: 44].
حكمه: واجب ومقداره حركتين.
يلحق بالمد الطبيعي مدود لم يأت بعدها همز ولا سكون ولها أحكام المد الطبيعي وهي:
1. العوض
يكون عند الوقف على الكلمات التي آخرها تنوين فتح ما لم يكن التنوين على تاء التأنيث المربوطة، فيبدل التنوين عند الوقف ألفاً عوضاً عن التنوين نحو: {عَلِيمًا} [النساء: 11] ولهذا سمي بمد العوض. أما الوقف على: {هُدٗى} [البقرة: 2] ومثيلاتها فلا يعتبر عوضاً بل مد طبيعي لأن الألف هي من أصل الكلمة.
حكمه: واجب ومقداره حركتين.
2. التمكين
يكون في الكلمات التي فيها ياءان متتاليتان الأولى مشددة مكسورة والثانية ساكنة نحو: {حُيِّيتُم} [النساء: 86]، فتمد الياء الثانية (الساكنة) مد تمكين، وسمي بالتمكين لأن الياء المشددة مكنت من نطق الياء الساكنة؛ويلحق بمد التمكين ما إذا تجاورت واوان نحو: {ٱصۡبِرُواْ وَصَابِرُواْ} [آل عمران: 200] أو ياءان نحو: {ٱلَّذِي يُوَسۡوِسُ} [الناس: 5] الأولى حرف مد والثانية متحركة وذلك لتمكين أحرف المد لئلا يحدث إدغام فيذهب المد.
حكم: واجب ومقداره حركتين.
3. الصلة الصغرى
هو وصل هاء الكناية بواو مدية إذا كانت مضمومة أو ياء مدية إذا كانت مكسورة وذلك إذا وقعت بين متحركين على أن لا يكون المتحرك الثاني همزة نحو: {إِنَّهُۥ كَانَ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرَۢا بَصِيرٗا} [الإسراء: 30]، فينطق بها: (إنهو كان بعبادهي خبيرًا بصيرًا)؛ وعلامته في المصحف وضع واو صغيرة بعد الهاء إذا كانت مضمومة، وياء صغيرة فارسية إذا كانت مكسورة.
لحفص استثناءين: تحققت شروط الصلة في الأول لكنه لا يصله وذلك في: {يَرۡضَهُ لَكُمۡ} [الزمر: 7]، ولم تتحقق الشروط في الثاني (حيث أن الياء ساكنة) لكنه يصله وذلك في: {فِيهِۦ مُهَانًا} [الفرقان: 69].
حكمه: واجب ومقداره حركتين.
4. ألفات حي طهر
هي الحروف الهجائية في فواتح بعض السور التي رسمها في المصحف على حرف واحد ولفظها حرفان الثاني منهما حرف مد نحو: {طه} [طه: 1] والحاء في {حمٓ} [غافر: 1].
حكمه: واجب ومقداره حركتين.
1. العارض للسكون
هـو أن يأتي بعد حرف المد سكون عارض لأجل الوقف، وذلك بأن يوقف بالسكون على كلمة آخرها متحرك يسبقه حرف مد نحو: {ٱلرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1].
حـكمه: جائز ومقداره اثنـان أو أربع أو ست حركات وقفًا، أما وصلًا فيمد حرف المد حركتين كمد طبيعي؛ وعلة مده حركتين مراعاة الأصل وعدم الاعتداد بالعارض، وعلة مده أربعة حركات كون السكون عارض، وعلة مده ست حركات توافقه مع المد اللازم في سبب المد (السكون).
2. اللين
هو أن يأتي بعد حرف اللين سكون عارض لأجل الوقف، وذلك بأن يوقف بالسكون على كلمة آخرها متحرك يسبقه حرف لين نحو: {خَوۡفِ} [قريش: 4]
حكمه: جائز ومقداره اثنان أو أربع أو ست حركات وقفاً، أما وصلاً فلا يمد لعدم وجود حرف مد.
3. اللازم الكلمي المثقل
هو أن يأتي بعد حرف المد حرف ساكن سكونًا لازمًا في كلمة واحدة مدغم فيما بعده (الحرف الثاني مشدد) نحو : {ٱلۡحَآقَّةُ} [الحاقة: 1]، وسمي مثقلًا لثقل النطق به لأن الحرف الذي بعد حرف المد مشدد.
حكمه: لازم ومقداره ست حركات وصلًا ووقفًا.
4. اللازم الكلمي المخفف
هو أن يأتي بعد حرف المد حرف ساكن سكونًا لازمًا مظهر في كلمة واحدة، ولم يرد هذا في القرءان الكريم إلا في كلمة: {ءَآلۡـَٰٔنَ} [يونس: 51، 91]، وسمي مخففًا لخفة النطق به لخلوه من التشديد.
حكمه: لازم ومقداره ست حركات وصلًا ووقفًا.
5. اللازم الحرفي المثقل
هو أن يأتي بعد حرف المد حرف ساكن سكونًا لازمًا في حرف من حروف فواتح السور تقتضي الأحكام إدغامه فيما بعده فينتج التشديد نحو: اللام في {الٓمٓ} [البقرة: 1]، وسمي مثقلًا لثقل النطق به لأن الحرف الذي بعد حرف المد مشدد.
حكمه: لازم ومقداره ست حركات وصلًا ووقفًا.
6. اللازم الحرفي المخفف
هو أن يأتي بعد حرف المد حرف ساكن سكونًا لازمًا في حرف من حروف فواتح السور تقتضي أحكام التجويد إظهاره نحو: اللام في {الٓر} [يونس: 1]، وسمي مخففًا لخفة النطق به لخلوه من التشديد.
حكمه: لازم ومقداره ست حركات وصلًا ووقفًا، وللميم في: {الٓمٓ ٱللَّه} [آل عمران: 1] وجهان عند وصلها بما بعدها: إما بمد حرف المد كالمد اللازم الحرفي المخفف ست حركات باعتبار حركة الميم عارضة ناتجة عن التقاء ساكنين، أو مدها كالمد الطبيعي بمقدار حركتين لزوال سبب المد.
7. اللازم الحرفي شبيه بالمثقل
هو أن يأتي بعد حرف المد أو اللين حرف ساكن سكونًا لازمًا في حرف من حروف فواتح السور تقتضي أحكام التجويد إخفاؤه عند الحرف الذي يليه نحو: السين في {عٓسٓقٓ} [الشورى: 2]، وسمي شبيه بالمثقل لوجود بعض الثقل عند النطق به لكون الحرف الذي بعد حرف المد مخفي.
حكمه: لازم ومقداره ست حركات وصلًا ووقفًا؛ تمد (العين) في {كٓهيعٓصٓ} [مريم: 1] و {عٓسٓقٓ} [الشورى: 2] أربع أو ست حركات من طريق الشاطبية لأن الياء في العين حرف لين لا حرف مد.
1. المتصل
هو أن يأتي بعد حرف المد همز في كلمة واحدة نحو: {سِيَٓٔتۡ} [الملك: 27].
حكمه: واجب ومقداره أربع أو خمس حركات وصلًا ووقفًا؛ إلا أنه في حال بداية القراءة بمد العارض للسكون بمقدار ست حركات، يمد حرف المد في الكلمة مهموزة الآخر والموقوف عليها بالسكون نحو: {ٱلسَّمَآءِ} [البقرة: 19] أربع أو خمس حركات كواجب متصل أو ست حركات كعارض للسكون وذلك لأن المتصل أقوى من العارض، أما في حالة الوصل فيمد أربع أو خمس حركات كواجب متصل فقط.
2. المنفصل
هو أن يأتي بعد حرف المد همز في كلمتين، وذلك بأن يكون حرف المد في آخر الكلمة الأولى والهمزة في أول الكلمة التي تليها نحو: {إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ} [يوسف: 2]، وسمي منفصلًا لانفصال حرف المد عن سببه سواء كان الانفصال حقيقية (حرف المد ثابت لفظًا ورسمًا) نحو: {قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ} [التحريم: 6] أو حكمًا (حرف المد ثابت لفظًا لا رسمًا) نحو: {يَٰٓأَيُّهَا} [البقرة: 21] وهذا وقع في (يا) النداء و (ها) التنبيه وإن اتصلت في رسم المصحف بالكلمة التي بعدها إلا أنهما منفصلتان حكمًا عن ما بعدها.
حكمه: جائز ومقداره أربع أو خمس حركات وصلًا، والمقدم في الأداء مده أربع حركات.
3. الصلة الكبرى
هو وصل هاء الكناية بواو مدية إذا كانت مضمومة أو ياء مدية إذا كانت مكسورة تمد عند الوصل كالجائز المنفصل وذلك إذا وقعت بين متحركين على أن يكون المتحرك الثاني همزة نحو: {إِنَّهُۥٓ أَنَا} [النمل: 9]، فينطق بها: (إنهو أنا)، وعلامته في المصحف وضع واو صغيرة فوفها علامة المد بعد الهاء إذا كانت مضمومة، وياء صغيرة فارسية فوفها علامة المد إذا كانت مكسورة.
حكمه: جائز ومقداره عند الوصل أربع أو خمس حركات وصلًا.
5. البدل
هو أن تتقدم الهمزة على حرف المد على أن لا يكون بعد حرف المد همز أو سكون نحو: {ءَامَنُواْۡ} [البقرة: 9]، وسمي بدلًا لأن حرف المد مبدل من الهمزة فأصل كلمة {ءَامَنُواْۡ} على سبيل المثال (ءَأْمنوا) بهمزتين الأولى متحركة والثانية ساكنة، فأبدلت الهمزة الساكنة بحرف مد مجانس لحركة الأولى.
ويلحق بالبدل ما لا يكون حرف المد فيه مبدلًا من الهمزة نحو: {قُرۡءَانٞ} [البروج: 21] ويسمى شبيه بالبدل ويأخذ حكمه.
ومن البدل ما لا يكون ثابتًا إلا عند الابتداء به نحو: {ٱئۡتُواْ} [طه: 64] فتقرأ (إيتوا) عند الإبتداء، أما عند الوصل فلا ينطق إلا بهمزة واحدة ساكنة.
حكمه: جائز ومقداره حركتين عند حفص.
قال ابن الجزري في المقدمة الجزرية:
وَالـمَــــدُّ لاَزِمٌ وَوَاجِــــبٌ أَتَـــى ... وَجَـائِـــزٌ وَهْـــوَ وَقَـصْـــرٌ ثَـبَـتَــا
فَـلاَزِمٌ إِنْ جَـاءَ بَعْـدَ حَـرْفِ مَـدْ ... سَـاكِـــنُ حَالَـيْـــنِ وَبِالـطُّــولِ يُـمَـدْ
وَوَاجِــبٌ إنْ جَــاءَ قَـبْـلَ هَـمْـزَةِ ... مُـتَّـصِـــلاً إِنْ جُـمِــعَــــا بِـكِـلْـمَـــةِ
وَجَـائـــزٌ إِذَا أَتَـــى مُـنْـفَـصِـــلاَ ... أَوْ عَـرَضَ السُّكُـونُ وَقْـفًـا مُسْـجَـلاَ
مراتب المد من حيث القوة والضعف هي كما يلي:
قاعدة أقوى السببين:
إذا اجتمع أكثر من سبب للمد على حرف مد واحد يأخذ بالسبب الأقوى ويلغى الأضعف؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر، اجتمع في كلمة: {ٱلۡمََٔابِ} [آل عمران: 14] سببان للمد على حرف مد واحد (الألف) وهما: الهمز قبل الألف وينتج عنه مد بدل، والسكون العارض بعد الألف وينتج عنه مد عارض للسكون، فيعمل بمد العارض للسكون لأنه الأقوى ويلغى مد البدل لأنه الأضعف.
قاعدة اللفظ في نظيره كمثله:
لابد من تسوية مقدار المد في المدود التي هي من نوع واحد، فإذا مددنا المتصل الأول خمس حركات وجب مد المتصل بعد ذلك أربع حركات، وكذا إذا مددنا أول عارض للسكون حركتين وجب مد العارض للسكون بعد ذلك حركتين.