حلم السلطان

حلم السلطان

(هذه القصة ارويها عن والدي الشيخ مخلص حماد الراوي كما رواها هو عن شيخه وجدي الشيخ احمد محمد أمين الراوي عليهم رحمة الله جميعاً )

بسم الله الرحمن الرحيم

استيقظ احد السلاطين العثمانيين فزعاً من رؤية رآها في منامه ، فاستدعى علماء مملكته و وزراء ديوانه ليعرض عليهم رؤياه التي أقضت مضجعه ، ويطلب تأويلهم لها . وبعد أن حضر شيخ الإسلام وكبار العلماء ، قال السلطان : رأيت فيما يرى النائم أني أضع فردةً من حذائي على رأسي . واني لا أرى هذه الرؤية إلا طالع شؤم .

اطرق القوم جميعاً ، وحاولوا أن يهونوا على السلطان ما يعتريه ويعتريهم من الحزن والضيق لأمر هذه الرؤية . واعتذر الجميع عن تأويلها .

ثم قال كبير العلماء : أرى يا حضرة السلطان أن ترسل إلى شيخ الأزهر ، وتطلب منه تأويلها ، لعل الله أن يفتح عليه فتحا من فتوح نبي مصر وسيد التأويل الأول ( سيدنا يوسف – عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم ) .

استدعى السلطان شيخ الأزهر للحضور إلى مركز الخلافة ( في اسطنبول ) . علم الشيخ بسبب استدعائه ، وأهمه ما أهم القوم . وبعد أن استقر الشيخ في مجلس السلطان ، سأل السلطان : أتعلم أي حذاء رأيت في المنام من الأحذية التي تملكها . أجاب السلطان بأنه يعرفه ، فقال الشيخ ارجوا أن تأمر بإحضاره ، وبعدها سال الشيخ السلطان : أتعلم أي واحدة من فردتيه كانت ، فحددها السلطان .

اخذ الشيخ فردة الحذاء وفتح بطانتها الداخلية ، ليجد بين طيات البطانة ورقةًٌ ، قلب الورقة فوجد على سطرها ( لفظ الجلالة الشريف ) رفع الورقة إلى السلطان وقال : لقد جاءت هذه الورقة هنا خطأً ودون قصد من احد . وأنت ما وضعت في رؤياك على رأسك ألا هذه الورقة التي فيها اللفظ الشريف .

فرح السلطان كثيراً وهو يعيد وضع الورقة الكريمة التي حملت لفظ الجلالة على رأسه .

عودة الى الصفحة الرئيسية