الفصل الثالث

الآراء التوفيقية المتوسطة عند الإمام الأشعري

الفصل الثالث

صفة الكلام

المبحث الأول : رأي الإمام الأشعري ( رحمه الله ) في صفة الكلام .

أولاً : إثبات صفة الكلام لله تعالى .

يثبت الأشاعرة ( رحمهم الله ) صفة الكلام تبعاً للإمام الأشعري ( رحمه الله) الذي أثبت الصفات السبع وهي : إن الله تعالى عالم بعلم ، وحي بحياة ، وقادر بقدرة ، ومريد بإرادة ، ومتكلم بكلام ، وسميع بسمع وبصيرٌ ببصر ، وله في البقاء اختلاف رأي.

وهذه الصفات أزلية قائمة بذاته ليست عينه ولا غيره ([1]) أي ان الصفات السبع التي تسمى بالصفات الذاتية أو صفات المعاني أو الصفات الثبوتية الأزلية هي :

1 - القدرة ، 2- الإرادة ، 3- الحياة ، 4- العلم ، 4- السمع ، 5- البصر ، 6- الكلام .

والتي تهمنا في هذا الفصل هي صفة الكلام عرفها الأشاعرة ( رحمهم الله ) بقولهم الكلام : هو صفةٌ أزلية عُبر عنها بالنظم المسمى بالقرآن المركب من الحروف .

والله تعالى متكلم بكلام هو صفة له أزلية ليس من جنس الحروف والأصوات ، والكلام صفة منافية للسكوت والآفة والله تعالى متكلم بها امرٌ ناهٍ مخبر .

وفي هذا التعريف عدة قيود :

القيد الأول : قولهم متكلم بكلام هو صفةٌ له احترزوا عن قول المعتزلة من أن الله تعالى متكلم بكلام قائم بغيره وليس صفة له .

ويرد على المعتزلة : بأن الضرورة تقتضي بامتناع اثبات المشتق للشيء من غير قيام مأخذ الاشتقاق ، فإذا قلنا عالم أي ذات ثبت له العلم ، وإذا قلنا متكلم أي ذات ثبت له الكلام .

القيد الثاني : قولهم أزلية : ضرورة امتناع قيام الحوادث بذاته تعالى وفيه رد على الكرامية القائلين بجواز قيام الحوادث بذاته تعالى .

القيد الثالث : قولهم ليس من جنس الحروف والأصوات : ضرورة إنها أعراض حادثة مشروط حدوث بعضها بانقضاء البعض ؛ لأن امتناع التكلم بالحرف الثاني بدون انقضاء الحرف الأول بديهي ، وفي هذا رد على الحنابلة والكرامية القائلين بأن كلامه تعالى عرض من جنس الأصوات والحروف ومع ذلك فهو قديم .

القيد الرابع والخامس والسادس : الكلام صفة منافية للسكوت والآفة : ( صفة ) أي معنى قائم بالذات ، ( منافية للسكوت ) الذي هو ترك المتكلم مع القدرة عليه ، ( والآفة ) التي هي عدم مطاوعة الآلات إما بحسب الفطرة كما في الخرس أو بحسب ضعفها ، أو عدم بلوغها حد القوة كما في الطفولية .

القيد السابع : والله تعالى متكلم بها آمر ناه مخبر : يعني انه صفةٌ واحدة تتكثر إلى الأمر والنهي والخبر باختلاف التعلقات كالعلم والقدرة وسائر الصفات فإن كلا منها صفة واحدة قديمة والتكثر والحدود انما هو في التعلقات والاضافات . ([2])

الدليل النقلي على ثبوت صفة الكلام : قوله تعالى ] وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا[ ([3])

الدليل العقلي يقول الإمام الأشعري ( رحمه الله ) : ‘‘ إن قال قائل : ولم زعمتم انه لو كان لم يزل غير متكلم لكان موصوفاً بضد الكلام ؟

قيل له: لان الحي اذا لم يكن موصوفاً بالكلام كان موصوفا بضده ؛ كما انه اذا لم يكن موصوفاً بالعلم كان موصوفاً بضده .’’ ([4])

وصاغ هذا الدليل القاضي الباقلاني(رحمه الله) بقوله :‘‘ فإن قال قائل: فما الدليل على انه سميع بصير متكلم ؟

قيل له: الدليل على ذلك انه قد ثبت انه حي بما وصفناه ؛ والحي يصح ان يكون متكلماً سميعاً بصيراً ، ومتى عرى من هذه الأوصاف مع صحة وصفه بها فلا بد من ان يكون موصوفا بأضدادها من الخرس، والسكوت والعمى والصمم، وكل هذه الأمور آفات قد اتفق على أنها تدل على حدث الموصوف بها، فلم يَجُزْ وصف القديم بشي منها، فوجب ان يكون سميعا بصيرا متكلما .([5])

ثانيا: القران كلام الله غير مخلوق .

يناقش الامام الاشعري(رحمه الله) مسألة خلق القران التي اثرت عن المعتزلة، وكانت سبب المحنة المشهورة (بفتنة خلق القران) والتي امتحن بسببها العلماء والمحدثون والفقهاء وأوذوا وحبسوا ومن هؤلاء الإمام احمد بن حنبل t ، وبعضهم ماتوا، وقتلوا بسببها ومنهم محمد بن نوح مات في طريقه الى طرسوس أثناء وفاة المأمون، ومات نعيم بن حماد في سجن الواثق وقتل الخزاعي في سجن الواثق ايضا.([6])

ومنهم ابو يعقوب البويطي (رحمه الله) صاحب الامام الشافعي t قال الربيع: كنت عند الامام الشافعي انا والمزني وابو يعقوب البويطي فنظر الينا فقال لي انت تموت في الحديث، وقال للمزني وهذا لو ناظره الشيطان قطعه او جدله، وقال للبويطي انت تموت في الحديد، قال الربيع فدخلت على البويطي فرأيته مقيداً إلى أنصاف ساقية مغلولةً يعني يده إلى عنقه ، قال البيهقي فكان كما تفرس .([7])

وذلك لأنه كان شديداً على أهل البدع ذاباً بالكلام عن أهل السنة فدعي في أيام الواثق إلى القول بخلق القرآن فامتنع منه فحمل مقيداً من مصر إلى العراق حتى مات في أقياده محبوساً ثابتاً على دينه صابراً على ما أصابه من أذى رحمه الله ورضوانه عليه .’’ ([8])

وللإمام الأشعري ( رحمه الله ) في هذه المسالة التي أثرت عن المعتزلة تحقيق دقيق حَوَّلها من مسألة دامية إلى مسألة بسيطة والخلاف فيها لفظي كما سيتضح ذلك .

يقسم الأشاعرة ( رحمهم الله ) تبعاً لإمامهم الكلام إلى لفظي ونفسي :

أالكلام اللفظي : ‘‘ هو الحروف والأصوات وهذا حادث غير قائم بذاته تعالى .’’([9])

بالكلام النفسي : ‘‘ هو المعنى القائم بالنفس .’’([10])

‘‘ وكلام الله النفسي صفة قديمة كبقية صفاته القديمة ليس بحرف ، ولا صوت لأنهما عرضان حادثان ، ويستحيل اتصاف القديم بالحادث وهذا مذهب أهل الحق ’’ ([11])

يقول الإمام الغزالي ( رحمه الله ) : إن ‘‘ الإنسان يسمى متكلماً باعتبارين أحدهما بالصوت والحرف ، والآخر بكلام النفس الذي ليس بصوت وحرف ، وذلك كمال وهو في حق الله تعالى غير محال ولا هو دال على الحدوث ونحن لا نثبت في حق الله تعالى إلا كلام النفس ، وكلام النفس لا سبيل إلى إنكاره في حق الإنسان زائدا على القدرة ، والصوت حتى يقول الإنسان زورت في نفسي كلاماً ، ويقال في نفس فلان كلام وهو يريد ان ينطق به ويقول الشاعر :

لا يعجبنَّك من أثير خطه حتى يكون مع الكلام أصيلا

إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا ([12])

يقول الأشاعرة ( رحمهم الله ) : القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق .([13])

الدليل العقلي على كون القرآن الكريم كلام الله غير مخلوق

يستدل الإمام الأشعري ( رحمه الله ) على ذلك بدليل عقلي مستنبط من الدليل النقلي ومزجه للأدلة النقلية مع العقلية في مواضع أخرى ليس هذا محل بسطها ، فهو يسبك الدليل النقلي مع الدليل العقلي سبكاً رائعاً حيث يقول :

إن قال قائل : لِمَ قلتم إن الله تعالى لم يزل متكلماً وإن كلام الله تعالى غير مخلوق ؟

قيل له : قلنا ذلك لأن الله تعالى قال : ] إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [ ([14]) فلو كان القران مخلوقاً لكان الله تعالى قائلاً له كن ، والقرآن قوله ويستحيل ان يكون قوله مقولاً له ؛ لأن هذا يوجب قولاً ثانياً والقول في القول الثاني وفي تعلقه بقول ثالث كالقول في القول الأول وتعلقه بقول ثانٍ ، وهذا يقتضي مالا نهاية له من لأقوال ، وذلك فاسد ، وإذا فسد ذلك فسد أن يكون القرآن مخلوقاً .

ولو جاز أن يقول لقوله لجاز أن يريد إرادته وذلك فاسد عندنا وعندهم وإذا بطل هذا استحال أن يكون مخلوقاً ’’ ([15])

يقول التفتازاني ( رحمه الله ) : ‘‘ وتحقيق الخلاف بيننا وبينهم [ أي المعتزلة ] يرجع إلى إثبات الكلام النفسي ونفيه ، وإلا فنحن لا نقول بقدم الألفاظ والحروف ، وهم لا يقولون بحدوث كلام نفسي . ’’ ([16]) لو ثبت عندهم .([17])

والحاصل : أن مذهب أهل الحق أن القرآن كلام الله غير مخلوق بمعنى أن المعنى القديم القائم بالذات المقدسة غير محدث ؛ لأن كلام الله تعالى صفته ، ويستحيل اتصاف القديم بالمحدث ، وذهب المعتزلة إلى القول بخلق القرآن الكريم لكن لم يريدوا أن ذلك المعنى القديم القائم بالذات مخلوق لأنهم لا يثبتونه ، فيرجع الخلاف بين أهل السنة ، والمعتزلة إلى إثبات الكلام النفسي أي المعنى المذكور ونفيه إذ لا نزاع لأهل السنة في حدوث الكلام اللفظي ، ولا نزاع للمعتزلة في قدم الكلام النفسي لو ثبت عندهم ، وحينئذٍ فلا يحكم بكفر المعتزلة بسبب قولهم بخلق القرآن لما ذكرت من أنهم لا يريدون الكلام النفسي .

ولم يزل السلف و الخلف على الصلاة خلفهم ، و مناكحتهم وتوارثهم وإجراء أحكام المسلمين عليهم كما ذكره الشيخ محي الدين النووي ( رحمه الله ) حيث قال : ‘‘ وقد تأول الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي وغيره من أصحابنا المحققين ما جاء عن الشافعي وغيره من أهل العلم من تكفير القائل بخلق القرآن على كفر النعمة لا كفر الخروج عن الملة .

وحملهم على هذا التأويل ما ذكرته من إجراء أحكام المسلمين عليهم .’’([18])

يقول الدكتور محمد رمضان عبد الله : (( ومبنى تكفير المعتزلة في قولهم بخلق القرآن على الحديث الذي يوردونه ويرونه عن الرسول y حيث يقول : (( كلام الله غير مخلوق ، من قال بأنه مخلوق فقد كفر بالله العظيم )) وهذا الحديث مطعون فيه ذكره ابن الجوزي في الموضوعات ، والسيوطي طعن في سنده بما لا يزيد عليه .

المبحث الثاني : آراء باقي الفرق الإسلامية في صفة الكلام .

المطلب الأول: رأي المعتزلة في صفة الكلام .

الذي أجمع عليه المعتزلة من القول في القرآن أنه مخلوق ، وقد اختلفوا فيه هل هو جسم أم ليس بجسم ؟ وفي خلقه على ستة أقاويل :

واختلفوا في كلام الله هل يبقى أم لا يبقى ؟

واختلفوا في الكلام هل هو حروف أم لا ؟ على مقالتين …. إلى آخر اختلافاتهم .([19])

ولا أريد أن أخوض في تفاصيل ذلك كله ، ولكن الذي يجمعون عليه هو القول بخلق القرآن بسبب إنكارهم للصفات عامة ، ولصفة الكلام خاصة .

يقول الإمام الرازي ( رحمه الله ) : ‘‘ أعلم أن المعتزلة كلهم متفقون على نفي صفات الله تعالى من العلم والقدرة ، وعلى أن القرآن محدث مخلوق . ’’([20])

لذلك كانت فتنة خلق القرآن ، ومحنته المشهورة ، وقد أرجع بعض الباحثين أسباب المحنة إلى أمور خارجية وليست داخلية مثل مناقشة النصارى في ألوهية عيسى u وهذه الأسباب ليست بعيدة خصوصاً إذا انضمت إلى منهج المعتزلة في نفي الصفات وإنكارها .

ويؤيد هذا ما رواه ابن عساكر بسنده إلى الحسين بن الفضل البجلي ( رحمه الله ) يقول: دخلت على زهير بن حرب بعد ما قدم من عند المأمون وقد امتحنه فأجاب إلى ما سأله .

فكان أول ما قال لي : يا ابا علي تكتب عن المرتدين فقلت : معاذ الله ما أنت بمرتد وقد قال الله تبارك وتعالى : ] مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ [ ([21]) فوضع الله عن المكره ما يسمعه في القرآن .

ثم سألته عن أشياء يطول ذكرها فقال : أشدها علينا أن قال لنا :

ما تقولون قي عيسى ؟ - صلى الله عليه وسلم –

قلنا : مَنْ عيسى يا أمير المؤمنين ؟ قال : ابن مريم .

قلنا : رسول الله . قال : وكلمته ؟ قلنا : نعم .

قال : فما تقولون فيمن قال ليس عيسى كلمة الله ؟

قلنا : كافر يا أمير المؤمنين .

قال : فقال لنا : أليس عيسى كلمة الله ؟! قلنا : بلى .

قال : فمن زعم أنه غير مخلوق . قلنا : كافر يا أمير المؤمنين .

قال : فما تقولون في القرآن ؟

قلنا : كلام الله عز وجل .

قال : مخلوق أو غير مخلوق ؟

قلنا : غير مخلوق .

قال : فمن زعم ان عيسى غير مخلوق ، وهو كلمة الله ؟

قلنا : كافر .

قال : يا سبحان الله ! عيسى كلمة الله ومن نفى الخلق عنه كافر ، والقرآن كلمة الله ومن يثبت الخلق عليه كافر ! ([22])

قال الحسين فأعلمته ما يجب من القول ، وقلت له : قد كان المكي يختلف اليكم ويقول لكم : اني اعلم من هذا الباب ما لا تعلمون ، فتعلموا ذلك مني فتحملكم الرياسة على ترك ذلك ويقول لكم : يكون لكم ما تعلمتموه مني عدة تعتدونها لأعدائكم فإن هجموا يوماً لم تحتاجوا إلى طلب العدة فإن احتجوا بعد ذلك عليكم ولم يحضركم الأعداء لم يضركم الإعداد للعدة فتأبون ذلك ، والحجة في هذا الباب كيت وكيت .([23])

فقال : والله لو وددت أني كنت أعلم هذا كما تعلمه يوم دخلت على المأمون وإن ثلث روايتي ساقطة عني ، ثم نظر إلى يحيى بن معين وهو معه فقال له : وأنا أقول كما تقول .

فقال لي زهير : فعلم ابني فإنه حدث ، فخلوت به في المسجد فعلمته ذلك ثم انصرفت .

قال محمد بن عبد الله الحاكم : الحسين بن الفضل البجلي صاحب عبد العزيز المكي المقدم في معرفة الكلام .([24])

نعود إلى تفصيل قول المعتزلة في كلام الله تعالى .

فالمعتزلة قالوا بأن كلامه تعالى حروف وأصوات ، ولكنها ليست قائمة بذاته ، وإنَّما يخلقها الله في غيره كاللوح المحفوظ ، أو الملك جبريل ، أو النبي ، وهو حادث.([25])

وقالوا : ‘‘ إن مدلول العبارات في الخبر راجع إلى العلم القائم بالمتكلم و في الأمر راجع إلى إرادة المأمور به ، وفي النهي إلى كراهة المنهي عنه ، فلا يثبت كلام نفسي مغاير لباقي الصفات . ’’([26])

‘‘أما العبارات نفسها فألفاظ حادثة مخلوقة من الله ، كما اتفقنا جميعاً ، فهي ليست صفةً لله تعالى ولكنها مخلوق من مخلوقاته ، وليس الكلام إلا عبارة عن هذا .’’([27])

‘‘واحتجوا بآيات من القرآن الكريم منها قوله تعالى : ] إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا [ ([28]) زاعمين أن جعل بمعنى خلق وهو مردود بأن جعل إذا كان بمعنى خلق يتعدى إلى مفعول واحد على حد قوله تعالى : ] وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ[ ([29]) وإذا تعدى إلى مفعولين لم يكن بمعنى خلق كما في هذه الآية وفي قوله : ] وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا[ ([30])،’’([31])

وتمسكوا بآيات أخرى من الكتاب العزيز ورد عليهم أهل السنة بما أسكتهم.

يقول الآمدي : ‘‘ وما أوردوه من الظواهر في معرض اثبات الحدث والأولية فظنية غير يقينية كيف وأن قوله : ] مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ[ ([32]) يحتمل أن يكون معناه الوعظ ، والتذكير الخارج عن القرآن وهو الأقرب .’’([33])

إلى غير ذلك من الآيات التي أستدلوا بها ورد عليهم أهل السنة أبلغ رد وفندوا أقوالهم غاية التفنيد .

أما دليلهم العقلي فهو باختصار :

انهم لم يخالفوا في كون الباري تعالى متكلماً ، وفي أن له كلاماً ولكنهم قالوا : معنى كونه متكلماً ، وان له كلاماً انه فاعل للكلام ، وذلك صفة فعلية لا صفة نفسية .

ثم كيف يكون متكلماً بمعنى قيام الكلام به ؟ وهو إما أن يكون قديماً او حادثاً ، فإن كان قديماً اقتضى إلى إثبات قديمين وهو ممتنع ، وإن كان حادثاً لزم أن يكون الرب تعالى محلاً للحوادث وهو محال .([34])

ويجيب أهل السنة عن هذا ان كلام الله إن كان قديماً وهو صفة لله تعالى لا يلزم منه تعدد القدماء لأنه صفة قائمة بالذات وليست ذاتاً أخرى حتى يلزم اثبات قديمين .

‘‘ وإن كان حادثاً أحدثه الله تعالى باللفظ المركب من الحروف والأصوات فهو عرض لا يخلو إما أن يكون قائماً بذاته فتكون ذاته محلاً للحوادث ، أو بذات غيره فيلزم قيام وصف الشيء بغيره ، أو يكون قائماً بنفسه فيلزم قيام العرض بنفسه والكل محال . ’’([35])

فوجب أن يكون كلام الله تعالى صفةً ازلية قديمة قائمة بذات الله تعالى .

ويورد ابن عساكر حكايةً انقلها عنه ليعلم اهل السنة ان علمائهم كانوا يقفون للخصوم بالمرصاد وليتأسوا بهم ويسيروا على منوالهم .

يقول ابن عساكر ( رحمه الله ) : ‘‘ كانت شوكة المعتزلة بالعراق شديدة إلى أن كان زمن الملك فنا خسرو وكان ملكاً يحب العلم والعلماء وكانت له مجالس يقعد فيها للعلماء ومناظرتهم ، وكان قاضي القضاة في وقته معتزلياً .

فقال له فنا خسرو يوماً : هذا المجلس عامر من العلماء إلا أني لا أرى أحداً من أهل السنة والإثبات ينصر مذهبه فقال له : إن هؤلاء القوم عامةٌ رعاع اصحاب تقليد واخبار وروايات يروون الخبر وضده ويعتقدونهما واحدهما ناسخ للثاني أو متأول ولا أعرف منهم أحداً يقوم بهذا الأمر .

- وهذا الفاسق إنما أراد أطفاء نور الحق ويأبى الله إلا أن يتم نوره - ثم أقبل يمدح المعتزلة ويثني عليهم بما استطاع .

فقال الملك : محال ان يخلو مذهب طبَّقَ الأرض من ناصر ينصره ، فانظروا أي موضع يكون مناظر لنكتب فيه ويحضر مجلسنا فلما عزم في ذلك وكان ذلك العزم أمراً من الله أراد به نصرة الحق .

فقال له : اصلح الله الملك أخبروني أن بالبصرة رجلين شيخاً ، وشاباً أحدهما يعرف بأبي الحسن الباهلي والشاب يعرف بابن الباقلاني وكان حضرة الملك يومئذٍ بشيراز. فكتب الملك إلى العامل ليبعثهما إليه ، واطلق مالاً لنفقتهما من طيب المال .

قال القاضي ابو بكر بن الباقلاني : فلما وصل الكتاب إلينا قال الشيخ وبعض أصحابنا هؤلاء القوم فسقه لا يحل لنا أن نطأ بساطهم ، وليس غرض الملك من هذا إلا أن يقال إن مجلسه مشتمل على اصحاب المحابر كلهم ولو كان ذلك لله عز وجل خالصاً لنهضت فأنا لا احضر عند قوم هذه صفتهم .

فقال القاضي t : كذا قال ابن كُلاَّب ، والمحاسبي ومن كان في عصرهما من المتكلمين إن المأمون لا نحضر مجلسه ، حتى ساق احمد إلى طرسوس ثم مات المأمون وردوه إلى المعتصم فامتحنه وضربه وهؤلاء اسلموه ولو مروا إليه وناظروه لكفوه عن هذا الأمر فإنه كان يزعم أن القوم ليست لهم حجة على دعاويهم فلو مروا إليه وبينوا للمعتصم لارتدع المعتصم ولكن اسلموه فجرى على أحمد بن حنبل t ما جرى وانت ايها الشيخ تسلك سبيلهم حتى يجري على الفقهاء ما جرى على أحمد ويقولون بخلق القرآن ، ونفي رؤية الله تعالى ، وها انا خارج إن لم تخرج قال : فخرجت مع الرسول إلى شيراز في البحر حتى وصلت إليها .

ثم ذكر من دخوله على الملك و مناظرتة مع المعتزلة ، وقطعه اياهم ما ذكر قال ثم دفع إليه الملك ابنه يعلمه مذهب أهل السنة ، وألف له كتاب التمهيد فتعلق أهل السنة به تعلقاً شديداً ، وكان القاضي ابو بكر t فارس هذا العلم مباركاً على هذه الأمة كان يلقب شيخ السنة ، ولسان الأمة .’’([36])

المطلب الثاني : رأي الحشوية بصفة الكلام وهم الكرامية ومبتدعة الحنابلة .

أولاً : الكرامية :

قالوا : إن كلامه تعالى حروف واصوات ، وسموه قولاً له ، وسلموا أنه حادث .

وقالوا : هو قائم بذاته لتجويزهم قيام الحوادث به وهو باطل ، تعالى الله عما يقولون .([37])

يقول الإمام الرازي ( رحمه الله ) حاكياً مقالة الكرامية : ‘‘ وفي الجملة فهم كلهم يعتقدون أن الله تعالى جسم وجوهر ومحل للحوادث ، ويثبتون له جهة ومكاناً .’’([38])

ثانياً : مبتدعة الحنابلة :

قالوا : ‘‘ كلامه حرف وصوت يقومان بذاته وانه قديم وقد بالغوا فيه حتى قال بعضهم جهلاً الجلد والغلاف قديمان فضلاً عن المصحف ’’ ([39])

وهم بهذا يتفقون مع الكرامية في قولهم كلامه تعالى عبارة عن حرف وصوت ، ويختلفون معهم في قولهم قديم ؛ لإنهم لم يجوزوا قيام الحوادث بذات الله تعالى كما جوزها الكرامية .

ويرد علماء أهل السنة والجماعة على الكرامية والحشوية من الحنابلة ردوداً كثيرة أورد منها مثالاً واحداً وهو :

قول الإمام الغزالي ( رحمه الله ) حيث يورد حجتهم ويرد عليها وهي : ‘‘ إن القرآن كلام الله تعالى أم لا ، فإن قلتم لا فقد خرقتم الإجماع وإن قلتم نعم فما هو سوى الحروف والأصوات ومعلوم أن قراءة القارئ هي الحروف والأصوات .

فنقول : هاهنا ثلاثة ألفاظ قراءة ومقروء وقرآن أما المقروء فهو كلام الله تعالى أعني صفته القديمة القائمة بذاته .

وأما القراءة فهي في اللسان عبارة عن فعل القارئ الذي كان ابتدأه بعد أن كان تاركاً له ولا معنى للحادث إلا أنه ابتدئ بعد أن لم يكن ، فإن كان الخصم لا يفهم هذا من الحادث فالنترك لفظ الحادث والمخلوق ولكن نقول : القراءة فعل ابتدأه القارئ بعد أن لم يكن يفعله وهو محسوس ، وأما القرآن فقد يطلق ويراد به المقروء فإن أُريد به ذلك فهو قديم غير مخلوق ، وهو الذي أراده السلف ( رضوان الله عليهم ) بقولهم : القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق أي المقروء بالألسنة .

وإن أُريد به القراءة التي هي فعل القارىء ففعل القارىء لا يسبق وجود القارىء ، وما لا يسبق وجود الحادث فهو حادث وعلى الجملة من يقول ما احدثته باختياري من الصوت وتقطيعه ، وكنت ساكتاً عنه قبله فهو قديم ، فلا ينبغي أن يخاطب ويكلف بل ينبغي أن يعلم المسكن إنه ليس يدري ما يقوله ولا هو يفهم

معنى الحرف ، ولا هو يعلم معنى الحادث ولو علمهما لعلم أنه في نفسه إذا كان مخلوقاً كان ما يصدر عنه مخلوقاً ، وعلم أن القديم لا ينتقل إلى ذات حادثة ، فالنترك التطويل في الجليات .

فإن قول القائل : بسم الله إن لم تكن السين فيه بعد الباء لم يكن قرآناً بل كان خطاً ، وإذا كان بعد غيره ومتأخراً عنه فكيف يكون قديماً ، ونحن نريد بالقديم ما لا يتأخر عن غيره أصلاً .’’([40])

ويقول السيف الآمدي : ‘‘ ولعل معتمد المعطلة في إثبات الحروف والأصوات هو ما قاد الحشوية – لعدم فهمهم كلام النفس – إلى إثباتها صفة للذات ، فإنهم لما [ لم ] يسعهم القول بالتعطيل ، ولم يقدروا على التأويل ، لهذا التهويل جمعوا بين الطريقتين ، وانتحلوا مذهباً ثالثاً بين المذهبين ، ولم يعلموا ما في ذلك من السفاهة ، وفي ضمنه من الفهاهة ، لما فيه من الهرب إلى التجسيم ، فوق الوقوع في التعطيل ؛ إذ الحروف والأصوات إنما تتصور بمخارج وأدوات ، وتزاحم أجرام واصطكاكات وذلك في حق الباري محال .

فانظر إلى هاتين الطائفتين كيف التزم بعضهم التعطيل خوف التجسيم ، والتزم بعضهم التجسيم خوف التعطيل .’’([41])

المبحث الثالث : موازنة بين رأي الإمام الأشعري ( رحمه الله ) وآراء باقي الفرق الإسلامية .

مما تقدم من المباحث نعلم أن الإمام الأشعري ( رحمه الله ) توسط بين الطرق فلم يقل بأن كلام الله تعالى حروف وأصوات وهو حادث قائم بغيره تعالى أي من صفات الأفعال كما قالت المعتزلة ، وهو باطل كما تقدم .

ولا بأنه حروف وأصوات قديمة كما قال بعض الحنابلة وهو باطل أيضاً ومخالف لبديهة العقل .

ولا بأنه حروف وأصوات حادثة قائمة بذات الله تعالى كما قالت الكرامية وهو باطل لعدم جواز قيام الحوادث بذاته تعالى .

وهذا التوسط ليس مجرد جمع للأقوال ، والخروج بقول وسط بينها كما يتصور البعض ، وإنما توسط وتوفيق يعتمد على الأدلة النقلية ، والبراهين العقلية .

إذ إن بعض الحنابلة القائلين : بأن كلام الله حروف وأصوات وهو قديم ، قد توسطوا بين قول : المعتزلة كلام الله حروف واصوات حادث قائم بغيره تعالى ، وقول الكرامية : كلام الله حروف وأصوات حادث قائم بذاته تعالى .

ولكن توسطهم هذا مخالف للمنقول ، والمعقول كما تقدم ، وهو هروب من التعطيل إلى التجسيم كما قال السيف الآمدي ( رحمه الله ) .

أما توسط الأشاعرة فإنه جاء من إثباتهم الكلام النفسي فقالوا : الكلام النفسي الذي هو صفة لله تعالى قديم ، وأما القراءة واللفظ والكتابة ، وما إلى ذلك من لوازم الحوادث فهو حادث .

فالقرآن الكريم إذا أريد به الكلام الدال على كلام الله النفساني الذي هو صفة له فهو قديم بهذا الاعتبار .

وإذا أريد به قراءة القارىء وكتابة الكاتب ، وحفظ الحافظ ، فهو حادث بهذا الاعتبار .

وهذا هو التوفيق والتوسط في هذه المسألة التي زلت بها الأقدام ، وتنابز بها الأقوام ورمى بعضهم البعض بالتكفير والتضليل ، والخلاف فيها لفظي لا حقيقي انتهكت بسببه حرمات ، واستبيحت أرواح ونسمات ، وشغلت به الأمة ردحاً من الزمن طويل .

والحاصل : ‘‘ إن كلام الله تعالى واحد هو أمر ونهي واستخبار ووعد ووعيد ، وهذه الوجوه ترجع إلى اعتبارات في كلامه لا إلى عدد في نفس الكلام ، والعبارات ؛ إذ للألفاظ المنزلة على لسان الملائكة إلى الأنبياء ( عليهم السلام ) دلالات على الكلام الأزلي ، والدلالة مخلوقة محدثة ، والمدلول قديم أزلي ، والفرق بين القراءة والمقروء ، والتلاوة والمتلو كالفرق بن الذكر والمذكور ، فالذكر محدث والمذكور قديم .’’([42])

وقد ذكر الله الإنسان في ثمانية وعشرين موضعاً ، وقال إنه مخلوق ، وذكر القرآن في أربعة وخمسين موضعاً ، ولم يقل إنه مخلوق ، ولما جمع بينهما نبه على ذلك فقال : ]الرَّحْمَانُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ[ ([43])

ثم تارة يدل عليه بالعبارة ، وتارة يدل عليه بالكتابة ، فإذا عبر عنه بالعربية كان قرأناً ، وبالعبرانية فتوراة ، وبالسريانية فإنجيل .

كما إذا ذكر الله تعالى بلغات مختلفة فالمسمى واحد وإن كانت اللغات مختلفة .

أما العبارات الدالة عليه فمخلوقة حادثة لكن امتنع العلماء من إطلاق الخلق والحدوث عليها إذا سميت قرأناً لما فيه من الإيهام ….

وإن لكل موجود وجوداً في الخارج ، ووجوداً في الذهن ، ووجوداً في العبارة ، ووجوداً في الكتابة ، فهي تدل على العبارة وهي على ما في الذهن ، وهو على ما في الخارج ، فالقرآن باعتبار الوجود الذهني محفوظ في الصدر ، وباعتبار الوجود اللساني مقروء بالألسنة ، وباعتبار الوجود البياني مكتوب في المصاحف ، وباعتبار الوجود الخارجي وهو المعنى القائم بالذات المقدسة ليس في الصدور ولا في الألسنة ولا في المصاحف. ’’([44])

وهو الصفة الأزلية الثابتة لله تعالى المعبر عنها بكلام الله ؛ لذلك قال أهل السنة القرآن كلام الله غير مخلوق .

([1]) أنظر الملل والنحل ، 1/99 .

([2]) أنظر شرح النسفية للتفتازاني ، ص87 – 90

([3]) سورة النساء ، آية 164.

([4]) –اللمع ، ص17.

([5]) -التمهيد ، ص47 .

([6]) -انظر تبيين كذب المفتري ص349، وتعليق الشيخ زاهد الكوثري في نفس الصفحة

([7]) - يقصد كما تفرس به الإمام الشافعي ( رضي الله عنه ) من الفِراسة يقول الرسول r: (( إتقوا فِراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله )) سنن الترمذي ، 5/298 .

([8]) - تبيين كذب المفتري 348 – 349 .

([9]) - المواقف ، 8/93 .

([10]) - غاية المرام ، ص97 .

([11]) - شرح الزبد للشيخ أحمد الرملي الأنصاري ، ص11 .

([12]) - الاقتصاد في الاعتقاد ، للإمام حجة الإسلام الغزالي ، ص54 –55 ط1 مطبعة حجازي بالقاهرة ، بدون تاريخ .

([13]) - شرح العقائد النسفية ، ص91 .

([14]) سورة النحل ، الآية 40 .

([15]) - اللمع ، ص15 .

([16]) - شرح العقائد النسفية ص92 .

([17]) - أنظر شرح المقاصد ، والمواقف 8/95 .

([18]) المعتقد الإيماني شرح منظومة الشيباني ، للعلامة أبي البقاء الأحمدي ص15-16 .

([19]) لمعرفة اختلافاتهم في كلام الله انظر مقالات الإسلاميين 1/245 – 247 .

([20]) اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ، ص83 .

([21]) سورة النحل ، آية 106 .

([22]) هذا لازم قولهم ولم يقولوه عندما سألهم عن كلام الله عز وجل مخلوق ام غير مخلوق فأجابوه غير مخلوق ولم يقولوا : من قال بأنه مخلوق فهو كافر .

([23]) لعل الحجة هنا ما قاله حجة الإسلام الغزالي ( رحمه الله ) : ‘‘ لكل مولود سبب قريب وبعيد ، الأول : المني ، والثاني : قول كن ولما دل الدليل على عدم القريب في حق عيسى u أضافه إلى البعيد ، وهو كن إشارة إلى انتفاء القريب ، واوضحه بقوله سبحانه ( القاها إلى مريم ) أي أوصلها إليها ، وحصلها فيها ، فجعله كالمني ، الذي يلقى في الرحم ، وهذا هو تفسير قوله تعالى : ] وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ[ ’’سورة النساء ، آية 171 .

[ روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، محمود الآلوسي البغدادي ( ت1270هـ ) ، 6/24 ، دار احياء التراث العربي ، بيروت ، لبنان ، بدون تأريخ ] .

يقول الآلوسي ( رحمه الله ) : واطلاق ( الكلمة ) على ما اطلقت عليه باعتبار انه خلق من غير واسطة اب ، بل بواسطة ( كن ) فقط على خلاف بني آدم فكان تأثير ( الكلمة ) في حقه أظهر واكمل … وعلى ذلك أكثر المفسرين وايدوا ذلك بقوله تعالى : ] إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ[ سورة آل عمران ، آية 59 . [ أنظر المصدر السابق ، 3/160 ] .

([24]) تبيين كذب المفتري ، ابن عساكر ، ص352-354 .

([25]) أنظر شرح المواقف ، 8/92-93 ، اصول الدين الإسلامي ، د. رشدي عليان ، د. قحطان الدوري ، ص164

([26]) شرح المواقف ، 8/95 .

([27]) كبرى اليقينيات الكونية وجود الخالق و وظيفة المخلوق ، د. محمد سعيد رمضان البوطي ، ص135 ، دار الفكر ، ط3 ، 1394هـ .

([28]) سورة الزخرف ، الآية 3 .

([29]) سورة الأنعام ، الآية 1 .

([30]) سورة النحل ، الآية 91 .

([31]) نثر اللئالي على نظم الأمالي ، عبد الحميد الآلوسي ، ص42 – 43 .

([32]) سورة الأنبياء الآية 2 .

([33]) غاية المرام ، الآمدي ، ص49 .

([34]) أنظر المصدر السابق باختصار ، ص94 – 95 .

([35]) نثر اللئالي على نظم الأمالي ، ص45 .

([36]) تبيين كذب المفتري ، ص118-120 .

([37]) انظر شرح المواقف ، 8/92 ، والمسامرة بشرح المسايرة ، ص77 .

([38]) اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ، الإمام فخر الدين الرازي ، ص67 ، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ، 1356هـ – 1938م .

([39]) شرح المواقف ، 8/92 .

([40]) الاقتصاد في الاعتقاد ، ص58-59 .

([41]) غاية المرام ، ص111 – 112 .

([42]) الملل والنحل ، 1/100 .

([43]) سورة الرحمن ، الآية 1 –4 .

([44]) شرح الزبد ، للرملي ، ص11- 12 .

-