أ.د/ نهله يونس
أستاذ الكيمياء الحيوية ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة
كلية الصيدلة - جامعة الزقازيق
المبيدات الحشرية المنزلية والبيئة
مع ارتفاع درجات الحرارة بفصل الصيف تنتشر الحشرات بشكل كبير مثل البعوض، والذباب، والصراصير، والنمل. بالإضافة إلى الإزعاجً الكبير التي تسببه، والمظهر المُقزز لتلك الحشرات، فإنها تسبب أضرار صحية كثيرة، مما يستدعي استخدام المبيدات الحشرية بمختلف أنواعها للتخلص منها.
المبيدات الحشرية المنزلية
هناك العديد من أنواع المبيدات المنزلية المستخدمة لمكافحة الحشرات والآفات في المنازل. فيما يلي بعض الأنواع الشائعة للمبيدات المنزلية:
1- المبيدات الحشرية العامة: تشمل المبيدات الحشرية العامة مثل البيريثرويدات والكاربامات والأورجانوفوسفات. تعمل هذه المبيدات على قتل الحشرات الضارة عن طريق التأثير على جهازها العصبي. قد تكون لها تأثيرات سلبية على الحشرات النافعة والحيوانات الأخرى في البيئة، مثل النحل والأسماك. بعضها يمكن أن يتراكم في البيئة ويسبب تلوثًا طويل الأمد.
2- رذاذ البعوض والحشرات الطائرة: يستخدم للتخلص من البعوض والناموس والذباب والحشرات الطائرة الأخرى. تحتوي على مكونات مبيدة مثل البيريثرويدات والبيرثروئيدات. يمكن أن يؤثر استخدام هذه المبيدات على الحشرات النافعة مثل النحل والفراشات، وقد يكون لها تأثير على الطيور والحيوانات الأخرى التي تتغذى على الحشرات.
3- مبيدات الآفات الزراعية: قد يتم استخدام بعض المبيدات الزراعية في المنازل لمكافحة الآفات المحددة مثل الصراصير والنمل واليرقات. تحتوي هذه المبيدات على مركبات كيميائية مثل البيريثرويدات والنيونيكوتينويدات. يجب استخدامها بحذر لتجنب التأثير على الحشرات النافعة والنباتات الزراعية.
تجدر الإشارة إلى أن العديد من المبيدات المنزلية المتوفرة في السوق تم تطويرها وفقًا لمعايير بيئية صارمة وتحت اختبارات السلامة، وتم تصميمها لتكون آمنة للاستخدام المنزلي عند اتباع التوجيهات والتعليمات الصحيحة. ومع ذلك، لا ينبغي التقليل من أهمية اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند استخدام المبيدات المنزلية والحرص على عدم التعرض المفرط للمبيدات الكيميائية.
المبيدات المنزلية والبيئة
استخدام المبيدات المنزلية له آثار سلبية مختلفة على البيئة بناءً على المكونات الكيميائية وطرق التطبيق والتخلص منها. كما أن الاستخدام المفرط للمبيدات المنزلية يزيد من الكمية المستهلكة وتأثيراتها البيئية. فيما يلي بعض التأثيرات البيئية للمبيدات المنزلية:
استخدام المبيدات المنزلية له تأثير طفيف على زيادة الاحتباس الحراري حيث تؤثر علي البيئة بشكل غير مباشر من خلال عملية التصنيع والتي تستهلك مواد كيميائية وموارد طاقة تساهم في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
عند استخدام المبيدات الكيميائية داخل المنازل، فإن هذه المواد قد تنتقل إلى البيئة الخارجية بشكل غير مرغوب فيه، سواء عن طريق التهوية أو من خلال التسربات. ومع مرور الوقت، يمكن لهذا التلوث أن يتراكم في التربة ويصل إلى المياه الجوفية.
التخلص الغير صحيح للمبيدات المنزلية، سواء عن طريق التخلص في القمامة أو التخلص منها بالقرب من المجاري المائية أو عندما يتم غسلها بواسطة الأمطار إلى الأنهار والبحيرات، يمكن أن يتسبب في تسربها إلى التربة والمياه الجوفية، مما يؤدي إلى مشكلة بيئية خطيرة يؤدي إلى تأثيرات طويلة الأمد على البيئة والنظم البيئية.
تتمثل الآثار السلبية لتلك المبيدات للمبيدات على التوازن البيئي والتنوع البيولوجي في تأثيرها علي:
الحشرات النافعة مثل النحل والدعاسات واليرقات المفترسة. تلك الحشرات النافعة التي تلعب دورًا هامًا في التحكم البيولوجي للآفات وتلقيح النباتات.
توازن النظام البيئي وعلى تنوع الحياة البرية. فالمواد الكيميائية المتراكمة في التربة قد تؤثر على نمو النباتات وتلوث المياه الجوفية، مما يعرض الحياة النباتية والحيوانية للخطر.
توازن النظام البيئي والتنوع البيولوجي المائي حيث يمكن أن تكون سامة للأسماك واللافقاريات المائية الأخرى.
تعد بعض هذه المبيدات سامة للطيور والثدييات إذا تم تعرضها لكميات عالية والتي يمكن أن تتسبب في تسمم الجهاز العصبي وآثار سلبية على الصحة والتكاثر وسلوك الكائنات الحية.
كما تؤثر تلك المبيدات على الهواء الداخلي حيث تتطاير في الهواء عند استخدامها وتتسبب مركباتاتها العضوية المتطايرة في خفض جودة الهواء الداخلي وتؤثر على صحة الأفراد، مثل زيادة مخاطر الربو والحساسية.
بشكل عام، للحد من تأثير المبيدات على البيئة، يمكن اتباع بعض الإرشادات والإجراءات البيئية المستدامة التالية:
استخدام المبيدات المنزلية بحذر وفقًا للتوجيهات والتعليمات المنتجة وتجنب الاستخدام المفرط.
الاعتماد على الوسائل البيولوجية والميكانيكية للسيطرة على الآفات، مثل الفخاخ والحواجز الطبيعية.
اتباع ممارسات النظافة الجيدة في المنزل للحد من الظروف الملائمة للحشرات والآفات، مثل إبقاء المسطحات النظيفة وتخزين الطعام بشكل صحيح.
التخلص من المبيدات المنزلية المنتهية الصلاحية أو الغير مستخدمة بطريقة آمنة وفقًا للتوجيهات المحلية للتخلص من المواد الكيميائية الخطرة. يجب تجنب التخلص منها في المجاري أو الصرف الصحي.
البحث عن بدائل طبيعية وأكثر صديقة للبيئة لمكافحة الآفات في المنزل، مثل استخدام الزيوت العطرية أو الأعشاب الطبيعية، حيث يمكن أن تكون أقل تأثيرًا على البيئة.
البدائل الطبيعية
النباتات الطبيعية: والتي يمكن زراعتها بالمنازل والحدائق المنزلية بانبعاث رائحتها التي لا تفضلها الحشرات مثل الريحان، الكافور، اللافندر، النعناع، زعتر الليمون، اكليل الجبل،......... وغيرها
الزيوت العطرية: بعض الزيوت العطرية لها خصائص قوية قادرة على صد الحشرات. مثلاً، زيت النعناع وزيت اللافندر يمكن أن يساعد في صد النمل والصراصير. يمكنك وضع بضع قطرات من الزيت العطري على قطعة قماش وتمريرها على المناطق التي يتواجد فيها الحشرات.
الخل الأبيض: يعتبر الخل الأبيض مادة طبيعية وفعالة في قتل الحشرات مثل النمل والذباب. يمكنك خلط كمية متساوية من الخل الأبيض والماء في رذاذ ورشها في المناطق المستهدفة أو استخدامها لتنظيف الأسطح.
مسحوق البوراكس: يعد مسحوق البوراكس بديلاً طبيعياً لمكافحة الصراصير والنمل. يمكنك رش مسحوق البوراكس في المناطق التي تراودها الحشرات وسيساعد في قتلها.
الثوم: يحتوي الثوم على خصائص قوية قادرة على صد الحشرات مثل البعوض والذباب. يمكنك تحضير محلول ثوم بوضع بضع فصوص ثوم في الماء وتركه لبضع ساعات، ثم رش المحلول في الغرف أو استخدامه كرذاذ للحشرات.
بعض العناصر الغذائية الطبيعية: بعض العناصر الغذائية يمكن استخدامها لمكافحة الحشرات بطرق طبيعية. على سبيل المثال، يمكن استخدام القرفة لصد النمل، حيث تكره النمل رائحة القرفة. يمكن وضع بعض مسحوق القرفة في المناطق التي يظهر فيها النمل.
استخدام البدائل الطبيعية للمبيدات المنزلية تحتاج إلى تطبيقها بانتظام وقد تحتاج إلى قوة أكبر من المبيدات الكيميائية لتحقيق النتائج المرجوة. قد تختلف فعالية هذه البدائل اعتمادًا على نوع الحشرة ومستوى الإصابة.
ومن الأهمية بمكان اتخاذ الحذر عند استخدام المبيدات المنزلية والسعي للحد من تأثيرها على البيئة وصحة الإنسان. قد يكون من الجيد استشارة خبير في مكافحة الآفات أو الاستدلال على المنتجات البيئية والصديقة للبيئة للحصول على معلومات إضافية وتوجيهات حول الاستخدام الآمن والفعال للمبيدات المنزلية.