البلاستيك

مع الثورة الصناعية أصبح عصرنا الحالي هو عصر البلاستيك. يعتبر البلاستيك أحد أهم الابتكارات في القرن الماضي، حيث استطاعت المواد البلاستيكية أن تحل محل المواد التقليدية مثل المعادن أو الزجاج أو القطن في العديد من التطبيقات اليومية. وبالنظر حولنا نجد العديد من الأشياء التي نستخدمها بشكل يومي يدخل البلاستيك في صناعتها. ولذلك تعد صناعة البلاستيك الصناعة الأولى عالميا. فقد أحدثت المواد البلاستيكية ثورةً في العديد من الصناعات فهي تتميز بمقاومتها العالية للعوامل البيئية كما أنها آمنةٌ بشكلٍ عام للبشر وهي اقتصاديةٌ ومتاحةٌ على نطاقٍ واسعٍ.

اللدائن أو ما يعرف بالبلاستيك هي عبارة عن مادة مصنوعة من البوليمر العضوي أو الصناعي أو شبه الصناعي وتتكون من الكربون والهيدروجين وبعض العناصر الأخرى.

صناعة البلاستيك

تمر صناعة البلاستيك بعدة خطوات هي

1ـ استخراج وتكرير المواد الخام لصناعة البلاستيك

يتم استخراج المواد الخام التي يُصنع منها البلاستيك وتشمل النفط والغاز الطبيعي وتحويلها خلال عملية التكرير إلى منتجات بترولية مختلفة كالمونومرات التي تمثل اللبنة الأساسية لإنتاج البوليمرات. تمر عملية تكرير النفط الخام بعدة مراحل تتضمن التسخين لدرجات حرارة مرتفعة ثم التمرير إلى وحدات التقطير حيث يتم فصل النفط الخام الثقيل إلى مكونات أخف من ضمنها النفتا الذي يمثل المركب الأساسي لتصنيع كميات كبيرة من البلاستيك.

2ـ البلمرة:

يتم خلال عملية البلمرة اتحاد ما لا يقل عن 100 جزئ أو أكثر من الجزيئات الصغيرة (المونومرات) كيميائياً لإنتاج جزيء شبكي كبير جداً (البوليمر) ذو خصائص المرونة وقوة الشد العالية والقدرة على إنتاج الألياف.

3- المضاعفة والمعالجة:

وتشمل المضاعفة على خلط ومزج مجموعة مختلفة من المواد الذائبة والمنصهرة من أجل إنتاج مركبات البلاستيك باستخدام أجهزة خاصة وبعد ذلك تأتي عملية تجفيف الخليط للحصول علي المنتج النهائي أو شبه النهائي.

أنواع المواد البلاستيكية

المواد البلاستيكية نوعين أساسيين هما البلاستيك المعالج بالحرارة واللدائن الحرارية ولكل نوع العديد من الأنواع التي تندرج تحتها ولكلٍ منها استخدامه الخاص.

البلاستيك المعالج بالحرارة

يحافظٌ هذا النوع من البلاستيك على شكله بعد التبريد مباشرةً ولا يمكن تغيير شكله من قبل المستهلك أبدًا. يستخدم في تصنيع قطع غيار السيارات وقطع غيار الطائرات والإطارات، ويضم هذا النوع البولي يوريثان والبوليستر والراتنجات الايبوكسي والراتنجات الفينولية.

اللدائن الحرارية

اللدائن الحرارية أقل صلابةً من البلاستيك المعالج بالحرارة ويمكن أن يتغير شكلها عند التسخين ثم تعود لشكلها الأصلي بعد التبريد. ويضم هذا النوع البولي إيثيلين (PE) والبولي بروبيلين (PP) وكلوريد البوليفينيل  (PVC)

التلوث البلاستيكي

علي الرغم من أن البلاستيك مادة مفيدة ولكنه مصنوع أيضًا من مركبات سامة تسبب أمراض خطيرة ولأن الغرض منه هو المتانة فهو غير قابل للتحلل حيث يستغرق البلاستيك 400 عام وأكثر حتى يتحلل. استخدام البلاستيك الذي يستخدم لمرةٍ واحدة بكثرة ينذر بعواقبَ وخيمةٍ للبيئة. ففي كل دقيقةٍ تشترى مليون زجاجة مياه شربٍ بلاستيكيةٍ، في حين يستخدم ما يصل إلى 5 تريليون كيس من أكياس البلاستيك الذي يستخدم لمرةٍ واحدةٍ كل عام. وفي الإجمالي! وهي موادٌ غير قابلةٍ للتدوير ولها عمرٌ طويلٌ قبل أن تتآكل وتندثر.

أسباب التلوث البلاستيكي

في حين أن حل مشكلة التلوث البلاستيكي قد يبدو سهلاً، مثل مجرد إعادة التدوير أو تنظيف الزجاجات الفارغة، فإن الحقيقة هي أن البلاستيك الذي يسبب التلوث يمكن أن يتراوح في الحجم من كبير إلى مجهري. آثار التلوث البلاستيكي يمكن أن تدمر البيئات الطبيعية مما يؤدي إلى مشاكل طويلة الأمد للنباتات والحيوانات والبشر، فيما يلي بعض آثار التلوث البلاستيكي:

التلوث البلاستيكي على البيئة: يؤثر التلوث البلاستيكي على الأراضي، عن طريق المواد الكيميائية الضارة التي تصل إلى التربة المحيطة، وتتسرب إلى المياه الجوفية أيضا ويؤدى ذلك إلى أضرار بالغة.

التلوث البلاستيكي على المياه: يؤثر تلوث البلاستيك على المياه التي يتم إلقاء البلاستيك فيها، لأنها تتحول إلى لدائن صغيره وجسيمات دقيقة.

التلوث البلاستيكي على صحة الحيوان: من الأسباب الرئيسية التي تسمم الحيوانات، وتؤدي إلى قتلها هو التلوث البلاستيكي.

التلوث البلاستيكي على الحياة البحرية: من أخطر أنواع المشاكل التي تواجه العالم هو تلوث البحار عن طريق المواد البلاستيكية، فهي تشكل تهديد كامل على توازن الأنظمة البيئية البحرية.

 التلوث البلاستيكي على صحة الإنسان: تشكل اللدائن الدقيقة وهي عبارة عن جسيمات صغيرة من البلاستيك، خطر كبير على صحة الإنسان وذلك عن طريق الأسماك والأطعمة البحرية الذي التي يتناولها كالأسماك، فالأسماك تقوم بابتلاع البلاستيك وهذه اللدائن من البحار، ومن ثم إلى جسم الإنسان من خلال هذه الأسماك، والملح أيضا الذي يستخدمه الإنسان في الطعام يحتوي على جزيئات بلاستيكية خطيرة.