د/ أسماء محمد عبد الغفور
مدرس الكيمياء الحيوية - كلية الصيدلة - جامعة الزقازيق
الإجهاد الحراري هو حالة تحدث عند تعرض الجسم للحرارة الزائدة. ويعد الإجهاد الحراري واحدًا من المتلازمات المرتبطة بالحرارة. وتتفاوت هذه المتلازمات في مدى خطورتها من حالات بسيطة إلى حالات خطيرة مهدِّدة للحياة. وتشمل أنواع الحالات الأخرى المرتبطة بالحرارة الطفح الجلدي الحراري والتشنجات الحرارية والإغماءات الحرارية وضربات الشمس.
يحدث الإجهاد الحراري نتيجة فقد الجسم كمية كبيرة من الماء أو الأملاح، ويحدث ذلك عادةً بسبب التعرق المفرط أو الإصابة بالجفاف. ويمكن أن يبدأ فجأة أو يتطور بمرور الوقت، ويحدث عادةً بعد العمل أو ممارسة الرياضة أو اللعب في الطقس الحار.
أسباب الإجهاد الحراري
التعرض لدرجات حرارة مرتفعة، وخاصة عندما يصاحبها ارتفاع في درجة الرطوبة وممارسة نشاط بدني شاق.
عندما يعجز الجسم عن تبريد نفسه حيث يبرّد الجسم نفسه بشكل أساسي عن طريق التعرّق. وينظّم تبخّر العرق درجة حرارة الجسم. ولكن عند ممارسة التمارين الرياضية بقوة أو بذل الجهد في الطقس الحار والرطب، تقل قدرة الجسم على تبريد نفسه بكفاءة.
الجفاف، الذي يقلل من قدرة الجسم على التعرق والحفاظ على درجة حرارة طبيعية.
ارتداء ملابس كثيرة، وخصوصًا الملابس التي لا تسمح للعرق بالتبخر بسهولة.
تعاطي الكحول، الذي يمكن أن يؤثر في قدرة الجسم على تنظيم درجة الحرارة.
عوامل الخطر:
يمكن أن يُصاب أي شخص بالأمراض المتعلقة بالحرارة، لكن هناك عوامل معينة تزيد من الحساسية للحرارة. وتشمل:
صغر السن أو كِبره: يكون الرضع والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 4 سنوات والبالغون الذين تزيد أعمارهم على 65 سنة أكثر عرضة للإصابة بالإجهاد الحراري.
بعض الأدوية: يمكن أن تؤثر بعض الأدوية في قدرة الجسم على البقاء رطبًا وعلى استجابته بشكل مناسب للحرارة.
السمنة: يمكن أن يؤثر الوزن الزائد في قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته والتسبب في احتفاظه بمزيد من الحرارة.
التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة: إذا لم تكن معتادًا على الحرارة، فأنت أكثر للإصابة بالأمراض المتعلقة بالحرارة، مثل الإجهاد الحراري إذ يحتاج الجسم إلى وقت ليعتاد على درجات الحرارة المرتفعة.
ارتفاع مؤشر الحرارة: مؤشر الحرارة هو قيمة حرارية واحدة تشير إلى طبيعة الشعور الذي تجده بسبب درجة الحرارة والرطوبة معًا في الأماكن المفتوحة. فعند ارتفاع نسبة الرطوبة، لا يتبخر العرق بسهولة ويواجه الجسم صعوبة في تبريد نفسه. ويزيد ذلك من قابلية التعرض للإجهاد الحراري وضربة الشمس.
الأعراض
برودة الجلد ورطوبته مع الإصابة بقشعريرة أثناء التعرض للحرارة.
التعرق المفرط.
الإغماء.
الدوخة.
الإرهاق.
سرعة النبض وضعفه.
انخفاض ضغط الدم عند الوقوف.
تقلصات عضلية مؤلمة.
الغثيان.
الصداع.
عند الاشتباه في الإصابة بالإجهاد الحراري
إذا كنت تشك في الإصابة بالإجهاد الحراري، فاتبع هذه الخطوات على الفور:
نقل الشخص خارج المكان الحار إلى مكان ظليل أو مكيف هواء.
جعل الشخص يستلقي على ظهره مع رفع الساقين والقدمين قليلاً.
نزع الملابس الضيقة أو الثقيلة.
جعل الشخص يشرب ماءً باردًا.
تبريد جسم الشخص المصاب عن طريق رشه بالماء الفاتر أو مسح جسمه بإسفنجة مبللة بماء فاتر مع تهويته.
مراقبة حالة الشخص بعناية.
الإتصال بالطبيب إذا ساءت الأعراض أو إذا لم يتحسن الشخص بعد إجراءات الإسعافات الأولية. (الطوارئ 123 - الطب الوقائي 105 أو الرعاية المركزة 137)
الوقاية
يمكن القيام بالعديد من الأمور لمنع الإجهاد الحراري وغيره من الأمراض المرتبطة بالحرارة. عندما ترتفع درجات الحرارة، تذكر ما يلي:
ارتداء الملابس الفضفاضة والخفيفة: يمنع ارتداء قطع كثيرة من الملابس أو الملابس الضيقة الجسم من تبريد نفسه بصورة سليمة.
حماية الجسم من حروق الشمس: تؤثر حروق الشمس في قدرة جسمك على تبريد نفسه. لذلك تجب حماية الجسم عند الخروج للشارع بارتداء قبعة واسعة الحواف ونظارة شمسية. واستخدم أيضًا مستحضرًا واقيًا من الشمس.
شرب الكثير من السوائل: يساعد ترطيب الجسم بشكل دائم على إفراز العرق والحفاظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية.
الحذر عند استخدام مع بعض الأدوية: احرص على متابعة المشكلات المتعلقة بالحرارة إذا كنت تتناول أدوية يمكن أن تؤثر في قدرة جسمك على البقاء رطبًا والاستجابة للحرارة.
عدم ترك أي شخص داخل سيارة متوقفة مطلقًا: فهذا من الأسباب الشائعة لوفيات الأطفال المرتبطة بارتفاع درجة الحرارة. إذ يمكن أن ترتفع درجة حرارة سيارتك أثناء إيقافها في الشمس بمقدار 20 درجة فهرنهايت (أي أكثر من 11 درجة مئوية) في غضون 10 دقائق.
تجنُّب الأنشطة الشاقة خلال أشد ساعات اليوم حرًا: إذا اُضطررت إلى القيام بعمل شاق أثناء الطقس الحار، فاحرص على شرب السوائل والاستراحة بشكل متكرر في مكان بارد. وحاول تنظيم وقتك بحيث تمارس التمارين الرياضية أو تؤدي العمل البدني خلال الأوقات الأقل حرًا، مثل ساعات الصباح المبكرة أو المساء.
محاولة التكيف مع الطقس الحار: تقليل وقت العمل أو ممارسة الرياضة في الجو الحار حتى يتم التكيف مع هذا الوضع. فالأشخاص غير المعتادين على الطقس الحار معرضون بوجه خاص للأمراض الناتجة عن الحرارة.
توخّي الحذر إذا كنت من الأشخاص الأكثر عرضة للمخاطر: إذا كنت تتناول أدوية أو لديك أي أمراض تزيد من احتمالات التعرض لمشكلات مرتبطة بالحرارة، مثل سبق الإصابة بمرض مرتبط بالحرارة، فكن حذرًا. تجنب الحرارة وتصرف بسرعة إذا لاحظت أي أعراض للحرارة الزائدة.