د/ أحمد سامي
يعد التلوث البيئى من أخطر المشكلات التى تواجه العديد من الدول ان لم يكن العالم بأسرة. التلوث اصطلاحا يعنى الاخلال بمكونات البيئة الطبيعية عن طريق ادخال مواد وموجات ضارة والذى ينتج عنه تغير فى توزيع المكونات الغازية للغلاف الجوى وارتفاع درجات الحرارة (الاحتباس الحرارى) مما يتسب فى اضرار اقتصادية وبيئية واجتماعية وصحية بالمجتمع.
تتنوع مصادر التلوث البيئى وأشكاله واسبابه، فتلوث الماء والهواء والتربة بالمواد والعناصرالكيميائية المختلفة والمخلفات البيئية والنفايات الضارة مثل غاز ثانى أكسيد الكربون والميثان والمواد البترولية تسهم بشكل كبير باختلال التوازن البيئى والتأثير السلبى فى مناح الحياة المختلفة على الانسان والحيوان.
ويشكل التلوث تهديدا عالميا للمناخ من حيث ارتفاع درجات الحرارة نتيجة الاحتباس الحرارى والذى يؤدى الى ذوبان الجليد وارتفاع مستوى البحر والفيضانات والتصحر وحرائق الغابات ولذلك تسعى دول العالم للحد من انعاثات الغازات المتسببة فى الاحتباس الحرارى مثل غاز ثانى أكسيد الكربون، CO2. وفى هذا السياق تعقد قمة المناخ سنويا لمكافحة تغير المناخ و الحد من ارتفاع درجات الحرارة لتجنب المزيد من عواقب تغير المناخ. وقد استضافت مصر قمة المناخ Cop 27فى شرم الشيخ 2022 ويكمن الهدف الأساسي لـ مؤتمر المناخ 2022 في تعزيز إجراءات التكيُف ومعالجة الخسائر والأضرار وتوفير تمويل المناخ و تعزبز الإسهامات المحددة وطنيًا في مجال خفض الانبعاثات الكربونية.
وتعتبر المواد الكيميائية (المذيبات ، والمواد المطهرة، والفلزات الثقيلة (مثل الزئبق الموجود في مقاييس الحرارة المكسورة) والمستحضرات الدوائية) العقاقير واللقاحات المنتهية الصلاحية وغير المستعملة والملوثة) والنفايات الطبية (استخدام الإبر والحقن الملوثة بشكل أساسي) من المخلفات التى تسهم فى التلوث البيئى. ومما لا شك فيه أن المخاطر البيئية لسوء إدارة نفايات المؤسسات الصحية وشركات الادوية والمختبرات العلمية كبيرة جداً وتؤثر سلباً على المواطن.
اليه الحد من التلوث والتحكم فية:
ويعتبر الفرد المسئول الاول عن التلوث والحاق الاذى بالبيئة حيث القاء القمامة والنفايات الطبية (سرنجات ملوثة) فى الانهار والترع والمصارف أو على ضفافها وحرق القمامة ورش المبيدات الحشرية المحظورة. وبناءا على ذلك فان مسئولية اعادة البيئة الى طبيعتها الخضراء الجميلة تبدأ بتغيير سلوك الانسان والتوعية المستمرة وتنشأة جيل جديد قادر على حماية بيئتة للحفاظ على الصحة والبيئة والاستفادة بقدر الامكان بالمخلفات واعادة تدويرها والاستفادة منها.
وفى سياق الاطار المحلى لمواجهة التلوث:
1- أطلقت مصر مبادرة " 100 مليون شجرة" حيث زيادة المساحة الخضراء وامتصاص الملوثات وحجز الادخنه والغبار وتحسين نوعية الهواء وخفض انبعاثات غاز الاحتباس الحرارى بما ينعكس ايجابيا على صحة المواطنين
2- مشروع "إدارة تلوث الهواء والتغير المناخي في القاهرة الكبري" والممول من البنك الدولي والذى يهدف إلى تحسين نوعية الهواء من خلال الحد من الانبعاثات المختلفة من القطاعات الحيوية.
3- تعمل الدولة جاهدة على استبدال السيارات التى تعمل بالنزين والسولار بتلك التى تعمل بالكهرباء، حيث تم التعاقد مع لانتاج الاتوبيسات الكهربائية فى مصر.
4- تنفيذ وتشغيل إدارة المخلفات بالمحافظات حيث تطبيق النظم الصحية والسليمة للاستخدام الآمن للمدافن الصحية (المدفن الصحى بمدينة بدر و مدينة بلبيس) والحفاظ على البنية التحتية واستدامتها وسلامة البيئة والمياه الجوفية للمساهمة في الحد من تراكمات المخلفات والانبعاثات الناتجة عنها المسببة لتلوث الهواء وتغير المناخ.
5- تحسين إدارة والتخلص الأمن من مخزونات الملوثات العضوية الثابتة بالتركيز على المبيدات الزراعية منتهية الصلاحية وثنائى الفنيل متعدد الكلور.
6- إعادة الاستخدام أو التدويرللمخلفات البلدية الصلبة "القمامة" كالقارورات البلاستيكية والزجاجية، العلب المعدنية، المجلات، الصحف، والكرتون المموج المقوى.
(قانون رقم 202 لسنة 2020 بإصدار قانون تنظيم إدارة المخلفات)
" مبادرة وزارة البيئة'' FROM WASTE TO GOOD TASTE
7- تدشين أول تطبيق الكتروني E-Tadweer للمخلفات الالكترونية حيث وقعت مصر مع السفارة السويسرية بالقاهرة في مارس 2016 مذكرة تفاهم بشأن التعاون في دعم صناعات إعادة تدوير النفايات الإلكترونية في مصر.
8- عادة تدوير المخلفات الزراعية والتوسع فى استخدامها ككومات سمادية وأعلاف، وكذلك التقليل من الاضرار الناتجة عن حرق قش الارز من خلال إتاحة فرص الاستثمار فى مجال قش الأرز للمتعهدين من خلال التوريد المباشر لشركات الأسمنت0
9- التخلص الآمن من النفايات الطبية من خلال إنشاء محطة المعالجة المركزية للنفايات الطبية باستخدام تكنولوجيا الفرم والتعقيم، كما تم إطلاق الموقع الالكترونى لإدارة مخلفات الرعاية الصحية بالتعاون مع وزارة الاتصالات، بهدف متابعة كميات المخلفات المتولدة بكل منشأة صحية وتوقيتات نقلها لمحطات المعالجة، والكميات التي تمّت معالجتها.
10 - رفع كفاءة الشبكة القومية لمحطات الرصد اللحظي والمستمر لرصد ملوثات المياه على طول نهر النيل وبحيرتي مريوط والمنزلة، حيث تعمل وزارة البيئة جاهدة لإلزام المنشآت الصناعية بالربط على الشبكة من خلال تركيب نظام مراقبة جودة المياه، لرصد ملوثات الصرف الصناعى الخاص بهم بشكل دقيق، ما يساهم في الحفاظ على صحة المجتمع والبيئة.
وفى سعى كلية الصيدلة- جامعة الزقازيق للحفاظ على البيئة، قامت كلية الصيدلة بعمل الية للتخلص الامن من المخلفات الكيميائية وتوقيع اتفاقيات للتخلص الامن من المخلفات البيولوجية وذلك بالاضافة الى حملات التوعية وتشجير مساحة من حرم الكلية.