... قالوا عن أبي ياسين

( صفحة متجددة باستمرار )

عبِّر عن أبي ياسين

م. أمير الصالح

قد قيل " ان من يكتب لا يموت"

و هناك شواهد و مصاديق كثيرة معظمنا شاهد بام عينه صحة تلكم المقولة

؛ و كان جزء من تأبين الراحل مهدي الرمضان ( رحمه الله )

هي إعادة نشر بعض كتاباته التي يتناقلها

أحباءه و مريديه استشهادا منهم لصدق قيمه

و وفاءه لمجتمعه و وطنه ؛ فرحمه الله .

الشاعر/ أحمد اللويم

عصرت عنقود حزني في كؤوسكم

فاشتد فيه سعار السكر لا الخدر


من للرزايا إذا ما ثار جاحمها

في أكبد طار من أضلاعها الشرر


الموت كالموت إن لاحت بوارقه

والبرقُ لا برقَ إلا ما به مطر


كم ضاحك وهو في أحشائه كمد

ونادب وهو في أحشائه ظفر


وليس مثل أبي ياسين إن عجلت

له المنايا عليه يشمت الحجر


ذاك الذي كان من نعماه ما ملأت

به السعادة روحا مسها الضرر


يمشي على الرمل محزونا فتدركه

رؤيا اخضرار فينمو الظل والثمر


ويفتح الباب في أبعاد فكرته

حتى يسافر عقل شاقه السفر


هناك تنضج أفكار تعاهدها

مهندس قد رواها السمع والبصر


كم كان يشغله وعي يطيش به

وهْمٌ فيشعل قنديلا له نُذُرُ


وكم تندر بالسارين ما التفتت

عيونهم لضياء ساقه القمر


مضى ولكن سيبقى ملء حاضرة

له بكل ثراها عاطرا أثر


إن كنت قبل أفول الشمس أجهلها

فالليل ذكرنيها وهي تستتر


قد كان ملء انبلاج الصبح في أفق

لكن عيني علاها في الضحى (القتر)


الشاعر/ جاسم الصحيح

‏(أبا ياسين) لو أنَّ الليالي

‏تؤوبُ بكَ الغداةَ إذا تؤوبُ


‏لآبَ إلى ملامحِنا ربيعٌ

‏أُهِيلَ عليهِ فَقدُكَ والشحوبُ


‏أَنَنفُضُ منكَ أيدينا ونمضي؟!

‏ويذبلُ ذلك الزمنُ الخصيبُ؟!


‏زمانٌ؛ كنتَ تَوْبَتَنا إليهِ

‏ونحنُ الأصدقاءَ لهُ ذنوبُ


‏وفي أفكارِنا تنمو الخطايا

‏وفِكرُكَ عن خطايانا يتوبُ


الأربعاء ٤ ذوالحجة ١٤٣٩هـ الموافق ١٥ اغسطس ٢٠١٨م

‏-----------------------------


يُحاولُكَ الغيابُ ولا تغيبُ

‏ويطلبُك الحنينُ ولا تُجيبُ


‏ولو مَيْتٌ يُعاد بشَقّ جيبٍ

‏جديرٌ أنْ تُشقَّ له الجيوبُ


‏ومِثلُكَ لو يُعاد بشَقّ قلبٍ

‏جديرٌ أن تُشقّ له القلوبُ


‏ولو أنّ النحيب عليك يُجدي

‏لأصبحَ أبجديَّتَنا النحيبُ


‏ولو أنّ الدروب إليك تُفضي

‏لما استعصتْ على الشوق الدروبُ


الإثنين ٢ ذوالحجة ١٤٣٩هـ الموافق ١٣ اغسطس ٢٠١٨م

-----------------------------


(أبا ياسين).. والأقدارُ شتَّى

وأنتَ لـصَحْبِكَ القَدَرُ الحبيبُ!


نمرُّ ببَيتِكَ العالي فيطغى

على أسوارِهِ شبحٌ كئيبُ


ونخشى أنْ ندقَّ البابَ..

نخشى بأنْ يتفتَّق الجُرحُ الرطيبُ


فما جَرَحَ المَحَبَّةَ في حشاها

كأبوابٍ تُدَقُّ ولا مُجِيبُ!!


الإثنين ٢ ذوالحجة ١٤٣٩هـ الموافق ١٣ اغسطس ٢٠١٨م

الشاعر / جاسم عساكر

كنف الأحلام


إلى المهندس/ مهدي بن ياسين الرمضان (رحمه الله تعالى)


مازالَ قلبكَ للعشَّاقِ مرتشفَا

نجيءُ ضفَّتَهُ ظمأى لنغترفا


وكلُّ سنبلةٍ في الحقلِ ترمقُنا

ونحنُ حولكَ ، قد ودّتْ لتزدلفا


نمضي إليكَ ولم يقعد بنا سببٌ

نقولُ : أنتَ الذي نمضي لهُ و كفى


أجلْ / تبسّمْ .. أضىءْ في الأفقِ عتمتَه

كما تبسّم بدرٌ شعشعَ السعفا


و دعْ لنا من مسيلِ النورِ مُغتسلاً

إليهِ نلجأُ ، إنْ ليلٌ بنا عصَفا


فهاهُنا يا (أبا ياسين) في دمِنا

لك استفاقَ الهوى كي ينشرَ الصُّحُفا


يحكي عن اللُّطفِ في كفّيك تنسجهُ

ورداً بغيرِ رحيقِ القلبِ ، ما نزفا


النهرُ يسردُ عن عينيكَ قصّتَهُ

والوردُ يقرأُ عن كفيكَ مُقتطَفا


يا منْ تخلّق في رحمِ المحبّة قد

صفّى بك الله نهراً شائباً فصفا


و أعلنَ الفنَّ خلاّقاً بريشتهِ

و أبدعَ الخلقَ والأرحامَ والنُّطفا


يا قلبَك الحرمَ الزاكى .. مناسكُهُ

طهرٌ يناغمُ في باحاتهِ شرفا


قلبٌ على ما الذي قد ذاقَ من كبَدٍ

يظلُّ أنبلَ من في الأرضِ قد عُرفا


لم تَسْرِ في الناسِ أحلامٌ مشرّدةٌ

إلاَّ ولاقتْ لها في نبضهِ كنَفا


يا أنتَ يا روضةَ الإنسانِ ما انعطفتْ

أغصانُها حولَنا إلا لنقتطفا


فمن يلومُ بها الأخلاقَ ناضجةً

أو من يلومُ بها غصناً إذا انعطفا ؟!


إنّا حملناكَ في أرواحِنا أملاً

مذ كنتَ تحملُنا في سيْرِنا كَتفا


أنكرتَ ذاتَك حتّى عدتَ لا أحداً

إلاّكَ في ذاتِنا بالحبِّ مُتَّصفا


أنكرتَ ذاتك حتى صغتَ من ذهبٍ

ذاتا ، بها قد أقرّ النُبلُ واعترفا


جئناكَ أجمعَ ، من أقصى جوانحِنا

و كلُّنا أولاً ، قد حطَّ مُعتكِفا


لا (ياءَ) في الحبِّ ، تباً للحروفِ إذا

لم تزدلفْ كلُّها في شوقِها (أَلِفا)

أ. عبدالحميد الملاء

ماذا عساني أن أقول

وان اكتب ايها الرجل

الكبير

لقد رحلت عنا ونحن في

أحوج لرجال نحتاج لهم

انت الذي صنعت لنا طريق نعبر في أعماق

المحبة والتألف والتسامح والتسامي

مهما اختلفنا في رؤنا

وفكرنا وتشعباتنا

انت المحور الذي تبني

ولاتهدم ترمم ما استطعت

الى ذلك سبيلا

اتذكر كلماتك الدعوية

في حدث خلافي

كنت تقول لي

إننا بحاجة إلى كل فرد من هذا المجتمع مهما

كان اتجاه لنبني منه

طوب. طوب ويكون صرح

نحتاجه وينظم الى

دائرتنا

انه كلام العظماء

كلام أصحاب النظرات

الثاقبة

والرؤى النيرة

كنت مهتم بمجتمعك

حريص على من حولك

تريد وتطمح الى مزيد

من التقدم والازدهار

في مسيرة كل أفراد

عشيرتك تميزت بالهدوء المصطحب بالعقلانية

تحب الخير للجميع

تخطو خطوات النجاح

بكل ثقة

ترسم لك ولمجتمعك

دائرة جميلة

بداخلها كل معاني السمو

وتحقيق الأهداف بتحلي

بصبر وثبات

رحلت وانت المدرسة والدرس

الذي ننهل منه معاني الأخوة والصفاء

فعندما نقول ليس

هذا وقت رحيلك

لأننا أحوج إلى رجل

يملك كل تلك الصفات

التي تميزت بها

لكن إرادة الله

الحكيم القادر العالم بكل شيئ ولا راد لقضاء ه وأمره

ونحن لا نملك الى ندعوا لك بالرحمة والمغفرة

رحمك الله رحمة الأبرار

وأسكنك فسيح جناته


٤ ذوالحجة ١٤٣٩هـ الموافق ١٥ اغسطس ٢٠١٨م

-----------------------------------------

فقدت الأحساء

رجل من رجالها العظام وقامة من قامات هذا

البلد العظيم

هذا الرجل

كل من كان قريب منه

يعرفه ويعرف إمكانياته

وقدراته

رجل أعطى وبذل

مجتمعه وأسرته واهل منطقته كل ما يملك

من قدرات

لم يبخل ولم يطل

فهو رجل وطني

وشخصية فذة

وله حضور قوي


وتواصل مع الجميع

يحب كل من حوله

ويملك قدره منقطعة النظير في محبة مجتمعه واصداقائة وأهله وأسرته

ودوما يأسرك بابتسامته

العريضه

التي يشعرك بالراحة

والسعادة

رجل معطاة كريم

حسن الخلق

يتأسى. دوما بالأئمة

الاطهار

رحمك الله

رحمة الاطهار

وأسكنك فسيح جناته.

فعلا فقدنا الحبيب

الصديق الغالي

فلن ننساك ابدا

وتبقى في قلوبنا

مدرسة ننهل منها

معاني الاخلاص

والتفاني وحب

الوطن ونتعلم منك

اسمى معاني العطاء

في البذل والعطاء

بدون حدود

وحينما تنزل دمعة من عيوننا فأننا نبكي

إننا فقدنا رجل عظيم

له مكانة في وجداننا

وضمائرنا رحمك الله

ابا ياسين


اخوك المفجوع

عبد الحميد الملاء

السبت ٢٩ ذوالقعدة ١٤٣٩هـ الموافق ١١ اغسطس ٢٠١٨م

أ. وفاء جواد الرمضان ( أم أيمن )

يداً بيد في طريق المجد والخلود ..


امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بالمقالات وكلمات الرثاء المؤثرة والقصائد الجميلة التي تتحدث عن مناقب ابن العم أبو ياسين مهدي الرمضان - تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته - الجميع يمدحون ويثنون على شخصية المهندس المتميز مهدي ياسين الرمضان - ألف رحمه عليه - الذي كان أب وقدوة للجميع بحنانه وحبه وعطائه وثقافته ورقي اخلاقه فتذكرت والدي الحبيب شيخ المؤرخين أبو حسن جواد الرمضان الذي توفي قبل ابن العم بشهر تقريبا وتجددت الاحزان في قلبي وانهمرت الدموع من عيناي .


المهندس مهدي ياسين الرمضان -رحمه الله - لم يكن فقط ابن عم عزيز بل كان أبن وفي ومخلص للوالد شيخ المؤرخين أبو حسن جواد الرمضان ومن أعز أصدقائه الله يرحمه وله مكانة كبيرة في قلبه ، فهو من الداعمين والمشجعين للوالد رحمه الله في رحلته الشاقة في جمع تراث المنطقة وحفظها، واتذكر كم كان يفرح والدي الحبيب ويبتهج اذا جاء ابن العم لزيارته فحب الوطن والكتب والثقافة والمعرفة والعطاء بدون حدود ومساعدة وتشجيع الجميع على الإبداع جمعت قلوبهم فمشوا يدا بيد في طريق المجد والخلود في قلوب مجتمعهم ووطنهم وها هما يرحلان الى الرفيق الاعلى مع بعض فهنيئا لهما الفردوس الأعلى من الجنة .


المرحوم أبو ياسين مثل والدي الحبيب من الشخصيات المتميزة والمحبوبة في الأحساء بثقافته وفكره ورقي أخلاقه وحبه وإخلاصه لعشيرته ومجتمعه ووطنه ، لقد ترك هو ووالدي بصمة رائعة في قلوب الجميع ستبقى خالدة على مر الزمان، فإنجازاتهم الرائعة والمتميزة والعظيمة واياديهم البيضاء ودعمهم وحبهم واحترامهم للجميع بدون تفرقة ستكون شفيعة لهم عن رب العالمين.


وفي هذا المصاب الجلل الذي عصر قلوبنا جميعا نقدم احر التعازي لعشيرة الرمضان وأهل الأحساء والوطن على فقدان قامتان ثقافيتان شامختان لهما مكانة كبيرة في قلوب أهل الأحساء ولهما الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في رفع اسم عشيرة الرمضان عاليا في السماء .

ونقدم عزاء خاص وشكر وامتنان لسيدتان فاضلتان وهما والدتي الحبيبة أم حسن وأبنة العم أم ياسين فهما قد ضربوا لنا ا أروع الأمثلة في الزوجة المثالية والمحبة والمخلصة والمثابرة والمكافحة.

فهما قد ضحوا وصبروا وكافحوا لمساندة ازواجهما في حياتهما وعملهما ومرضهما فكانتا نعم الزوجات وشريكات الحياة والصديقات والممرضات .

الله يلهمهم ويلهم أبنائهم وبناتهم وأقاربهم وعشيرتهم ومجتمعهم ووطنهم الصبر والسلوان على فراقهما

وانا لله وانا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .


أ. عبدالله آل داوود

إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاْجِعُوْنَ .

رغم أن الموت هو غاية كل حي ، وطريقنا جميعا ، إلا أن فقد المؤمن المتقي والمثقف المطلع والأديب الرسالي والوجيه المعطاء يوجع القلب ويجلب الحزن .

المرحوم المهندس الحاج/ مهدي ياسين عبدالله الرمضان (أبو ياسين) إلى رضوان الله .

آخر مراسلة بيننا في ليلة القدر ثم في يوم عيد الفطر ومن عند سيد الشهداء عليه السلام .

وكان حديثه حديث المؤمن الصابر .

التعرف عليه من حسنات قنوات التواصل الاجتماعي .

رجل استوت فيه كفة الإيمان بكفة الوعي ، وعبر عن ذاته بقلم حكيم، وعاش طالبا للعلم طيلة حياته، وحمل هم مجتمع مثقل بالهموم وكان من المعروفين بخدمته.

لم يكن مجرد رجل أعمال ناجح بل كان رجلا متعدد المواهب .

تعالى للحب وترفع عن الجهل وعرف بالفكر .

كان صادقا فأحبه الجميع .

رحيله كان رحيلا للحب والحكمة .

أ. أياد عبدالهادي الفضلي

ابا ياسين الموت حقيقة مطلقة هو ماخطه قلمك في احدى مقالاتك التي اشهد انني قد تعلمت منها الكثير ، والمثير والمعنى الغزير منذ تعرفت عليك لاكثر من عشر سنوات مضت ، كنت تكتب بروح وعقل واعيين قل نظيرهما.

تعلمت منك كيف يجب ان يكون الانسان انساناً بما يعنيه مفهوم الانسانية كعقل يفكر ويبدع لخير البشر في دنياهم واخرتهم. كنت القوي بايمانه والراسخ في علمه والواثق في خطوته والسائر على بصيرة من امره ، بهذا كله كنت انساناً واعياً واضحاً متصالحاً شفافاً مع ذاته ومع من حوله.

لن اشعر ان الموت قد اخذك بل سأزورك كلما استذكر لقاءتك واقرأ مقالاتك ونقاشاتك واشعر انك بيننا ومعنا ، وان تكن قد سبقتنا فما هي الا فترة من حقب الزمان الا ونحن لاحقون بك.


تغمدك الله بواسع رحمته وحشرك مع محمد وال محمد وانا لله وانا اليه راجعون


أ. أحمد عبدالله العبدالنبي

مهدي الرمضان قامة افتقدناها


مهدي الرمضان بوياسين رحمه الله تعالى رحمة الأبرار، قامة مشرقة شامخة في سماء وطننا الغالي، فهو قمة بل قمم في جزيئاته التي تتشكل منها شخصيته، وذاتيته، فبهاء وجهه الوضاء ونقاء سريرته وابتسامته، جزيئات ناصعة يستشعرها كل من عرفه. لهذا لا غرابة أن نرَّ هذه الشخصية السمحة قد استقطبت مداد القلوب ويراعات المحبين من علماء، وخطباء، وشعراء وأدباء ووجهاء وأقرباء أوفياء، كل منهم يتسابق فيما جادت به قريحته منهم السيد محمد رضا السلمان -بوعدنان- بأبياته الضافية، والسيد الشاعر علي النحوي، والشاعران الجاسمان الصحيح، وعساكر، والباحث أحمد البقشي، والسيد الأديب أمين الغافلي والمهندس عبدالله الشايب، والأستاذ الأديب عبدالله بوخمسين -بوأحمد- والأستاذ محمد العيسى وغيرهم الكثير. وأبناء عمومته الذين فاضت يراعتهم وبراعتهم باختلاجات تنضح ألماً وحسرة كما سطره أبو كميل والإعلامي سعيد الرمضانيان، وبالمقام الأول زوجه المؤمنة الوفية -أم ياسين- وأبناؤها البررة، وأخيه صادق الصديق الصادق لعضيده، ليسطروا بمدادهم الزكي أسمى كلمات الوفاء والعرفان بأحرف تكاد تقطر ألماً على فراق تلك الروح السامية.


وإذا أردنا أن نتعرف أكثر على هذه الشخصية الأحسائية الرمضانية، نجد أن ثمة خط انتهجه في مسيرته وسيرته الحياتية، وربما بتصوري هذا الخط هو العمود الفقري وهو: الابتعاد عن (الاصطفاف) فحياتنا كما نعلم جميعاً بلا استثناء فيها توجهات واختلافات ورؤى، وبطبيعة الحال هذه الاختلافات بل التمايزات مصدرها حب الجماعة فالإنسان إجتماعي بفطرته، وينسجم مع جماعته ويتوافق معهم في الرؤى. وعلى ذلك بعضهم عندما يكون ضمن جماعة معينة أو شريحة معينة يتعصب ويتخندق ويكون في برح عاجي يرمق الآخرين بنظرات شزر تجاه من لا يتوافق معهم. بينما فقيدنا الغالي بما حباه الله من جمال خَلق، وخُلق، وثراء، وعلم، ومكانة، ووجاهة نراه يتحلى بأجمل الصفات الانسانية من تواضع جم وأخلاق راقية، تجعله يتقبل غيره مهما كانت الاختلافات ولا يضمر حقداً أو كراهيةً لأحد، ولا يقبل الاصطفاف البغيض أو يجعل مجلسه ومحافله للنيل من المؤمنين. وإنما سجيته تقدير الآخرين وحسن الظن بهم بما يتوافق وإنسانيته وتربيته، وذاتيته. وهذه أهم سجاياه فكم من شخص يعرض نفسه وجيهاً وهو يفتقد إلى أبسط القيم والأخلاقيات، ولا يزينه إلا (كرمك بشته الأحسائي)، لكن فقيدنا يزين البشت والمجلس والمحفل الذي يتصدره بجدارة.


وفقدنا يحارب التناحرات ويؤلف القلوب، ويدرك أن السبب الرئيس للصرعات التخندق والتأطير، لهذا لا تراه يؤطر نفسه بأطر بالية خاوية فهو مع الجميع بروحه وعطائه وسماحته. وكانت النتيجة أن ما زرعه في المجتمع من إشراقاته انعكست عليه إيجابيا، وحصد ثماره اليانعة. فعند الدولة له مكانة وحظوة بصفته ممن يضع الخطط الاستراتيجية الزراعية بالمملكة، أضف لذلك اختياره ضمن أعضاء مجلس المنطقة بإمارة الشرقية. وكذلك مكانته الإجتماعية وفِي أسرته (الرمضان) هذه الأسرة التي أنجبت الأخيار رجالاً ونساء. ولعل أكبر مصداق لذلك التشيع المهيب لفقيدنا الغالي لمثواه الأخير (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ). والجميع شاهد الانعكاس الايجابي لشخصيته بوضوح في الحشود المتتالية لأداء واجب العزاء من جميع الاطياف والمناطق.


ويحسب لأبي ياسين عليه شآبيب الرحمة عدم انسياقه في الاحترابات كما أسلفنا لهذا تراه بعيداً عن الاصطفاف أياً كان، وأيضاً لا يدخل نفسه في صراعات ايدلوجية أو اجتماعية، أو ينصب نفسه قيماً وقاضياً على الناس، وإنما حسب معرفتنا بشخصيته يحاول جاهداً الإصلاح والبعد عن الزوايا الحادة وزرع المحبة والمودة أينما كان، ولعل ذلك من تأثير عمله وتخصصه بصفته مهندساً زاعياً حيث أيقونات ذهنيته الخضراء اعتادت السقي والزرع والغرس والنماء والتطعيم، وجعل كل شجرة تأخذ حقها من المكان والنور لتنعم بالحياة لتينع تثمارها. وكذا الحرص على ثباتها وتجذرها ومحاربة التصحر واليبوسة. ونافلة القول أن فقيدنا متوازناً بعقلانية في علاقاته، وأمور حياته. وهو يأخذ بقول إمامنا علي بن أبي طالب -عليهم السلام-: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً"


نسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة،وأن يسكنه الفسيح من جنانه، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)

هـ1439-12-3

أ. عبدالله الهميلي

مهدي الرمضان والرأي الآخر


قبل خمس سنوات تقريبا وصلتني رسالة واتسابية من الصديق الشاعر يحيى العبداللطيف كان فيها ثناء خاصا علي من الأستاذ مهدي الرمضان الذي لم أكن أعرفه قبل ذلك اذ كنت في معرض دفاعي عن حرية الرأي والرأي الآخر خصوصا في نقد التصورات الدينية فقد كان ثناؤه يقرأني من العمق قبل أن يكون النقد الديني سائدا ومتداولا في مدينتي الحبيبة الأحساء كانت تحدث هناك ارهاصات فكرية وصراعات بين بعض المثقفين ورجال الدين وبعض المتدينين ، وكنت أضع نفسي كما وصفني في الموقعين الذي يتفهم الرأي والرأي الآخر ويطالب بالرصانة المعرفية من كلا طرفي الخلاف .

وشاء القدر أن نلتقي في مجموعة الرأي الآخر الواتسبية وهو من أوائل المجموعات الواتسابية التي تعاملت مع الأفكار بجدية وكان هذا الملتقى يتطلب الكتابة المقالية الرصينة للمشاركة فيه .

كان الأستاذ مهدي في هذه المجموعة بمثابة كفة الموازنة بين الآراء المختلفة والمتنوعة بثقافته الواسعة وكان لا يجامل أحدا في رأي من الآراء رغم كونه أحد رجالات الأعمال البارزين في منطقة الأحساء .

مر هذا الرجل كما سرد لنا في سيرته الذاتية بعدة تحولات وتيارات فكرية جايلها في شبابه في الستينات والسبعينات الميلادية فهو من جيل يعرف جيدا قيمة المعرفة والثقافة .

أتذكر أني سألت أحد أصدقائي مندهشا بكون رجل أعمال بحجم مهدي الرمضان وانشغالاته أن يطل على المجتمع ويتفاعل مع قضايا التنوير والثقافة في المجتمع الأحسائي وأين كانوا قبل ذلك الوقت ؟!

فأجابني إجابة مقنعة إلى حد ما بما مضمونه أن المجتمع الأحسائي كان متدينا جدا حد الإنغلاق لكن مع ظهور المد الشبابي المثقف الذي يحاول إعادة قراءة موروثه وغربلته بكل جرأة وشجاعة نادرة من هنا بدأ مهدي الرمضان وأقرانه يتفاعلون مع مثل هذه الحراكات الثقافية التنويرية وكأنه كان يمثل شيئا من طموحاتهم وانبهارهم بمثل هذا الحراك الواعي كيف لا ومهدي هو المثقف الكبير الذي أتذكر أنني شاهدته في أكثر من فعالية ثقافية في نادي الأحساء الأدبي ففي ٢٠٠٨ م تمت استضافة المفكر الدكتور سعيد السريحي في محاضرة بعنوان "الحد الفاصل مابين الحداثة والتنوير" وكانت له مداخلة في ذلك منذ ذلك الوقت لم انس هذا الرجل .

إلى أن اجتمعنا على خوان مجموعة الرأي الآخر والنقاشات الحادة التي كانت تدور هناك ، لقد كان مهدي شخصا هادئا جدا ومتواضعا وغزير الوعي والإطلاع دقيقا في وجهة نظره وتقييمه ومصلحا اجتماعيا .

تمت في احدى سنوات المجموعة الواتسابية استضافة مترجم كتاب "وهم الإله " لريتشارد دوكنز الدارويني المعروف بسام البغدادي تعبيرا عن الرأي الآخر ومناقشته .

وأتذكر كم كان شجاعا الأستاذ مهدي الرمضان وهو يناقش ويرد على تناقضات بسام البغدادي ، أثبت أبوياسين أنه مثقف هائل وشجاع كانت ردوده

على بسام البغدادي قوية جدا في حين لم يتجرأ أحد على مناقشته أو في أغلب الأحيان كانت الردود ضعيفة .


تغمده الله بواسع رحمته

د. رمضان الغزال

" سَنَة التأشيرات"


رحلوا ومازال ذكراهم يرتله الدعاء ونبض كفهم يسكنه الوفاء !!

بهذه المقدمه البسيطه ابدأ لأنقل بعض مشاعري برحيل أبي ياسين بعد أن اوهنتا ألوان الشحوب بفقده وتعثرنا في فحيح الخطوب لتبقى حكاية رحيله مضطربه مابين البداية والنهاية حائرة

الفقيد له تاريخ حافل وكان يتردد على منزلنا في فترات متقطعة عندما كان يعمل مع أخي في مديرية الزراعة بالاحساء وأكثر دقه في "المزيرع "قبل

نصف قرن تقريبا وكانا خريجي المعهد الزراعي وعادة هذا المعهد يستقبل خريجي الشهادة المتوسطة، لكن الفقيد لم يروق له لا المكان ولا الزمان وارتحل الى بيروت لدراسة تخصص آخر يساند تخصصه الأساسي بدرجة البكالريوس ثم واصل الماجستير في إنجلترا لذات التخصص واخي كذلك لم يروق له الزمان ولا المكان وارتحل الى أمريكا وإنجلترا ليواصل دراسته العليا كأستاذ في الجامعه ثم نال بعدها درجة البروفيسور في تخصص الزراعه اما الفقيد فكان شغوفا وكان تطلعه في التجاره فقرر الاستقالة من عمله والتوجه لإنشاء مؤسسه الياسين الزراعية تخدم المحافظة والوطن ، والتي لاتزال قائمة وهي حاليا تحت ادارة أخيه وعضيده الأستاذ صادق

البارحه كنت من الحريصين لتشييع أبي ياسين وأكرمني الله بذلك من بداية مراسيم الدفن حتى النهاية، وما أثار دهشتي ان جنازته حظت بتواجد وحضور لفيف مكثف من مثقفي الساحة ومن أصدقائه والمهتمين بالشأن الثقافي، والملاحظة الثانية أن هناك انحسار كبير بوجود العمامة في جنازته ماعدى من قام بالصلاة عليه ابن عمه الشيخ احمد الرمضان مع العلم ان الفقيد له علاقات متجذرة مع عدة مشائخ يحملون سمة الاعتدال من داخل وخارج المحافظة !

الفقيد كما أظن ليس مع زهد علي ولا مع اشتراكية أبي ذَر هو قائد انسانيه يملك كاريزما نادرة خاضها على صعيدين متماهيين في الأهميه الثقافه والتجارة

اخواني في ظني أن عقارب الساعة بدأت بالتسارع كشبح فسنة التأشيرات لملك الموت في ذروتها هذه السنة لتنال للعديد من رفقاء الدرب فرحماك يارب

رحمك الله أبي ياسين وأسكنك فسيح جناته

١١ اغسطس ٢٠١٨

أ. معصومة العبدالرضا

دمث الأخلاق عرفتك موحيا للإ نسانية يا أبا ياسين :

إلى جنة الخلد سبقنا المهندس مهدي الرمضان إلى النعيم الدائم في جوار الرحمن الرحيم

إننا وذويه نحس إحساس بهول المصاب لفقيدنا دمث الاخلاق والذي عز علي أن تكون كتابتي سببها الفقد بمقدار الرغبة بتكريمه في حياته ولكن كعادتنا دوما نحفل بذكرى الراحلون ونروي الصفحات بتسجيل مكارم أخلاقهم ومواقفهم النبيلة ونزرع آلام الحسرة في صدور محبيهم إذ إنني دوما أنادي بمبادرة تكريم الأحياء ويظل رصيدا لما بعد الرحيل فكم سعدت بمشاركتي في تكريم المؤرخ جواد الرمضان – المغفور له -

واليوم فشلت في تحقيق أمنية الكتابة وتتحول كتابتي إلى نية المشاركة إلى الحاجة إلى التأبين أجد نفسي أكتب لشخصية لم تقرأ تقديرها عندنا ولم تطلع إلى عنفوان الكلمة في شخصيته الطامحة لتزداد طموحا وعطاء .

جئت أعزي أهله وذويه حاملة في خلدي يوم التعرف عليه إنسانا يتعاطى الإنسانية بأعلى درجاتها صاحب الهمة والعزيمة والذي لا يعرف التباطؤ ولا الكسل ذو السيرة العطرة الذي لفتني في الاجتماع الأول لتأسيس مشروع "الوطن للجميع " بتاريخ 3/6/ 1435 يوم السبت في مجلس أ/ محمد الخرس مؤسس الملتقى مع د/ عبدالعزيز العطيشان عضو الشورى و نخبة من ذوي الخبرة والعلم والتجربة الطويلة الذين يحملون شعلة الوطن لإنارة الطريق من كافة مناطق المملكة من بينهم كان المهندس مهدي الرمضان والذي اليوم جئنا ننعاه بقلوب ملؤها الأسى والحزن – إنا لله وإنا إليه راجعون – كنت في هذا الملتقى من هيئة الإدارة و من ضمن مهامي التواصل مع جميع الأعضاء واستلام أوراق العمل منهم .. حينها أرسل المهندس مهدي ورقته مرفق بسيرته العلمية وحراكه المجتمعي

" ماجستير علوم زراعية ، رئيس مجلس إدارة الياسين الزراعية ، عضو مجلس إدارة جمعية النخلة التعاونية ، رئيس الفريق التوجيهي لمبادرة تسويق الخضار بصندوق التنمية الزراعية ، عضو مجلس إدارة مركز أبحاث النخيل والتمور بجامعة الملك فيصل ، عضو مجلس أمناء جائزة غرفة الأحساء ، عضو شرف بنادي الفتح الرياضي "

ورقته التي تحمل التعبير لما يحمل من الحس الوطني العميق المتولد من التربية الذاتية وتأكيده على نبذ العنصرية بجميع أشكالها متفق تماما مع رؤية الملتقى والهدف من إنشائه .

فضلا عن ما يتمتع به من دماثة الاخلاق والتروي والهدوء

يحمل شخصية متزنة كاسرا للتعميمات صاحب مبدأ ورسالة يتحدث بأطر عريضة يجبرك في الحديث معه على توخي الدقة و الصدق . عرفته إنسانا مثقفا واعيا مقدرا لكل الطاقات .

م. نعيم جواد المطوع

مهدي بن ياسين الرمضان

الأنسان الملهم

في عام 2003 م، حضرت منتدى الأحساء الاستثماري الأول التي اقامته غرفة الأحساء انا ذاك والذي تضمن عدة محاور وطرح العديد من أوراق العمل من خلاله. لفت انتباهي حينها ورقة عمل قدمت عن المياه بالمملكة كانت متميزة جداً وعملية مبينه التحديات والتوصيات، وثقة مقدمها بنفسه الذي كان ثري ودقيق جداً بالمعلومات ومتحدثاً لبق فانتابني الفضول للتعرف على هذه الشخصية فكانت تلك الشرارة الأولى لشغف التعرف عليه لكن لم تسنح لي الفرصة في حينها. ومع انضمامي لمجلس إدارة غرفة الأحساء في عام 2006 كنت التقيه بمناسبات وفعاليات الغرفة بشكل مستمر واستمع الى اطروحاته ومداخلاته المتميزة بإعجاب فكانت الفرصة لي متاحه أكثر للتعرف على هذا الرجل المميز خاصة وان سيرته بالغرفة ولدى مجتمع الأعمال عطرة ومشرفة والجميع دون استثناء يثني عليه، فعرفته كرجل اعمال مبدع وكشخصية حكيمة ومتوازنة.

وكعادة المجتمع الأحسائي الزاخر بمناسباته وفعالياته المتنوعة كنت التقيه دائماً في المناسبات الاجتماعية والرسمية المختلفة فكانت بمثابة فرص استثنائية للتعرف عليه من جوانب أخرى، فعرفته كناشط ومفكر محب للوطن والمجتمع ورأيت ثقة الناس به بطبقاتهم وثقافتهم المختلفة بشكل ملحوظ فتولدت لدي ثقة كبيرة في هذا الرجل رغم انني لم اتعامل معه بشكل مباشر في تلك الفترة. وحينما سنحت لي فرصة التعاون المشتركة معه على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي لم اتوانى لحظة او اتردد على الإطلاق لان مشاركته مكسب على جميع الأصعدة فكنت فخور جداً بأن أتشارك مع أحد قامات الفكر والاقتصاد. واتذكر جيداً في اجتماعاتنا لتأسيس احد المشاريع قبيل وفاته وفي شدة مرضه كان حريص على حضور الاجتماعات التأسيسية والتحضير المسبق حرصاً منه على البذر السليم لإنتاج ثمر سليم ليس له وانما للأجيال القادمة مؤمناً بالرؤية الثاقبة البعيدة المدى ومجسداً لعمارة الأرض، فعرفته إنساناً ملهماً.

يسعى الكثير منا الى صنع ثقته بنفسه ويعمل جاهداً لذلك من خلال بناء الذات وزيادة معارفه وعلاقاته وهذا شيء ليس بالصعب إذا سعى الأنسان اليه ولكن ان تصنع ثقة الناس بك فهذا تحدي كبير وفي غاية الصعوبة فالأول تسعى له والثاني يسعى لك، هكذا هو

مهدي بن ياسين الرمضان رحمه الله

ملك قلوب الناس فملك ثقتهم به من خلال مواقفه المشرفة على الصعيد الإنساني، الوطني، والإجتماعي.

رحمك الله يا أبا ياسبن فقد اوجعتنا برحيلك وأخذت جزء من ارواحنا معك


د. إحسان بوحليقة

عندما تفقد قدوة

| الاحد 12 أغسطس 2018

في صغري، قبل عصر الإنترنت والحاسوب، كنت أشعر بقدر كبير من الإحباط عند متابعة أفلام الكرتون الناطقة بالإنجليزية دون أن أتمكن من فهم ما يدور فيها من حوار. وكان هذا الأمر بالذات أحد الأسباب الموجبة لتعلم اللغة الإنجليزية، فدأبت أكتب الكلمات التي تتكرر وأسأل عنها من يعرف قدرا من الإنجليزية، وكان علي الانتظار طويلا لقلة العارفين آنئذ.

وكنت أبث هذه الشكوى لوالدي، الذي كان يحدثني عن شاب في العائلة يجيد الإنجليزية سيعرفني عليه لاحقا، وأن علي أن أجمع كل الكلمات التي لا أعرفها لأعرضها على قريبي الذي لا أعرفه، فقد كان يدرس خارج البلاد.

لم يخبرني والدي أكثر من ذلك، فمكثتُ أكتب الكلمات التي لا أعرفها، ومن فرط إحباطي فقد حفظت نطق معظمها دون معرفة المعنى، بانتظار أن أجد من يخبرني عن معانيها. في يوم من الأيام، أخبرني والدي أنه ذاهب إلى بيروت، قائلا: استعد سنذهب صباحا. وصلنا بيروت وكنت أصحب والدي في كل مشاويره في بيروت الأنيقة، بما في ذلك رؤيتي الدرج المتحرك "الاسكليتر" للمرة الأولى، في "ستاركو" عندما ذهبنا لزيارة تاجر هناك.

وفي المساء أخبرني والدي أننا سنذهب لتناول العشاء عند عمي. وقد كان، لكني صادفت في بيت عمي شابا يافعا نحيلا بنظارة عدستيها سميكتين، أستطيع الجزم أن هذا الشاب ليس ابنا لعمي، فأولاد عمي أصغر مني عمرا، مَن هذا الشاب؟ قضيت وقتا وأنا "أخز" الشاب، حتى بادرني بالسؤال عن حالي ودراستي، فساقنا الحديث إلى "كلماتي الإنجليزية"، فقال: ما كلماتك؟ قلت: تعرف إنجليزي؟ قال: أدرس في الجامعة الأمريكية، والدراسة بالإنجليزي.

ذكرت له بعض الكلمات، فأخذ يخبرني معناها مُصححا نطق كثير منها، ثم اصطحبني إلى غرفته، وأخبرني: لا تنتظر أحدا بعد اليوم، سأعطيك قاموسا، عربي - إنجليزي، وإنجليزي - عربي تبحث فيه عن الكلمات وستجد معناها، والتف إلى رف الكتب وأهداني قاموس إلياس، وأسَرَّ لي بـ"تكنيك" لزيادة حصيلتي من المفردات.

كانت تلك بداية معرفتي بمهدي، الذي أصبح فيما بعد مهندسا زراعيا ملء السمع والبصر، وبقي العطاء خصلة متأصلة فيه. كبرنا وجمعتنا الحياة في محافل عدة، أسرية واجتماعية وسواها، ولم أكن أرى فيه إلا الشخص الذي علمني كيف أتعلم، وآثرني بأن أهداني كتابا حاجته إليه أكبر. اليوم، رحل مهدي تاركا كثيرين أمثالي مدينين له، فقد وجدنا فيه قدوة معطاءة كالأرض الخصبة التي كان يرعاها.

أ. حميدة ياسين الرمضان

(أخت الفقيد)

🖤عرفت أخي الحبيب مهدي

كطيف رقيق حلو المعشر مذ نعومة أيامي..

وعرفته كأب حنون ومربي محنك حينما لذعني اليتم بفقد والدي..

وعرفته كصديق مخلص مهذب عندما جمعتنا هواية الكتابة..

وأبهرتني حكمته كلما احتجت إليه كأستاذ ومعلم..


وأشّد ما أحببته كأنسان..

فهو يتحلى بصفات جوهرية يكاد يكون كل منها أنموذج متفرد في جماليته

وكأنه ماسة ثمينة نادرة ذات وجوه براقة تأخذ بالألباب

ولكن مما أسرني فيه صبره الجميل وحكمته لدرجة الغموض وقت مرضه..

وقد بعث لي برسالة بعدما أمضّه المرض الخبيث وأنهك جسده..

وكانت رسالة خاصة أوصاني إلا اطلعها على احد!!

فيها مكاشفة وشهود عجيبين!!

ولكني أجيز لنفسي أن أنشر ردي عليه


وهذه هي رسالتي:

أخي الحبيب مهدي رسالتك تلك كانت أكثر من رائعة وكأنها ﻻمست أوتار قلبي وعزفت عليها بمزامير داوود انغام العذوبة السرمدية

أخي الحبيب لقد دعاك الموقف العصيب الذي تمر به لأن تبحر في ذاتك وأن تغوص في لجتها وتستخرج كنوزها.

وهل أجمل من سبر أغوار النفس والوصول الى رقيقة الحقيقة التي أودعها الله فيها

لقد عرض الله ماسة التوحيد على السموات والأرض وأبيّن أن يحملنها لشدة ثقلها

وحملها الإنسان مجرد نور ضعيف ينوس في أعماقه وكأنها لغز محير في غياهب روحه!!

ولكل ذي لب أن يستيقن أن استخراج ماسة توحيد الخاصة من اعماقه وفهمها والعمل بموجبها هي قضية عمره وما بعث من أجله.

فما نحن وما البعث وما المعاد

إﻻ الوصول الى توحيد الله

والتماهي معه والإغراق فيه.


ولكن وبسبب عالم الكثرات..

ربما أضاع الكثير منا تلك الماسة الثمينة ونسيها للأبد

أو ربما خبا بريقها في داخل البعض وتحولت الى مجرد فحمة سوداء مظلمة

يقال ان طرق الوصول لله بعدد انفاس البشر

ولكن يبدو لي يا أخي الحبيب أن توحيدك الخاص هو ماسة مميزة احتاج إنضاجها إلى نار بدرجات حرارة عالية جداً

وأنى لنار أشد إحراقا من معاناة فكرة الموت؟

وربما تهون تلك الفكرة عن حقيقة مرض هو أشد فتكاً من الوحوش الضواري!!

وهنا لي العجب كل العجب منك أن تصنع من نار تلك المعاناة مرقاة لروحك

السامية لترتقى بها الى عالم الأرواح الخالدة.


وحسب ما شرحت لي أن روحك قد ارتقت إلى عالم علوي وشهدت ماسة توحيدك النورية هناك وأنست بها واستذوقت طعمها العسلي بكل لذاته فهو طعم القرب والزلفى من رب رحيم ودود هو اقرب للأرواح العابدة الزاهدة منها إليها وأنى للذة أن تداني تلك اللذة

أحسب أن ما حدث لك يا أخي الغالي على قلبي..

هو شهود قلبي لعالم البرزخ النقي

ومكاشفة بصرية لعالم الملكوت النوراني

وإن هذا لعمري ﻻ يحدث إﻻ لﻷوحدي من الناس الذي إما أن يكون قد وصل بعلمه للحكمة المتعالية

او لشخص مثلك ذو نفس صافية شفافة رقيقة رحيمة عطوفة معطاءة دون منٍ كريمة دون كِبر لم تتعلق بالكثرات ولم يصبها شوش الحياة الدنيا بكدوراته


أخي الغالي مهدي هنيئا لك نفسك المطمئنة الراهبة الراغبة..

وهنيئا لنا بك كأنموذج طيب

نحتاج أن نقتفي أثره دوما.


طبت وطاب محتدك🖤

أ. أحمد المغلوث

فقدت الاحساء اليوم المهندس (مهدي ياسين الرمضان) والحاصل على الماجستير علوم زراعية من بريطانيا وكان عضوا في مجلس المنطقة وكان خبيرا متميزا في مجاله وثقافته الواسعة واتسم بتواضعه ومشاركاته في الحراك الاجتماعيوالاقتصادي بالمنطقه رحمه الله رحمة واسعه وانا لله وانا اليه راجعون

أ. محمد الشافعي

عن الصديق الإنسان مهدي الرمضان الذي غيّبه الموت

بصور أطفالٍ تعلوهم ابتسامة البراءة و النقاء و الصفاء، تماماً كتلك التي يحملها كان يبدأ مراسلاته يومياً لأصدقائه.. كان الأطفال الكائنات الأقرب إلى قلبه.. ففي كل مرة نلتقي كان سؤاله الأول دائماً عن ابني عبدالله.. و لا أزال أذكره حين حضر لقاءً ثقافياً مع حفيده مهدي و طلب من الحفيد الذي لم يبلغ السابعة أن يشارك في الحوار..

الصديق النقي كان حريصاً على مشاركتنا اهتماماته و همومه.. كان فقيدنا مدرسةً في العصامية و هو الذي ترك الوظيفة الحكومية ليؤسس شركة رائدة في الزراعة، و لينشغل بالتطوير و استقدام الحلول الحديثة للزراعة و الري و التقنيات الاوروبية، و ساهم في بحوث علمية تتعلق بالمياه و التنمية من خلال عضويته في الغرف التجارية و الصناعية و مجلس المنطقة..

كان فقيدنا واسع الإطلاع.. تجذبه القراءة في مجالات متباينة.. يأسرك و هو يتنقل في الحديث في الفلسفة و الفيزياء و علم النفس و الأعصاب.. و كان رشيقاً في تقبله للأفكار الجديدة.. حتى أكثرها جدلاً و المتعلقة بالإصلاح الديني و هو الملف الحسّاس في ثقافتنا.. لطالما كنا نتحدث حول هذا الملف، و طالما قال لي كن متفائلاً فلقد تغيّر الزمن و ارتفع الوعي و راهن على مستقبل الشباب الواعي.. كنت أمازحه بالقول بأن الدراسات الحديثة في مجال الأعصاب أثبتت أن العصبونات تتشكل مع الأفكار في سن مبكرة على نحو لا يسمح بالمرونة في تغيير الأفكار عند الكبر.. و لكنني أدعو الله أن يرزقني عصبونات كعصبوناتك!

كان فقيدنا مبادراً لصناعة التغيير.. مبدعاً في خلق المبادرات.. لا أنسى مبادرته في تمويل برنامج لتطوير رياضيين يمثلون نواة لزرع ثقافة رياضية في المجتمع تهتم بالصحة و نمط الحياة الصحي.. و لا أنسى مبادرته بتمويل برامج تدعم مكتبة الطفل و أنشطة تحفز على انخراط الأطفال في برامج تثقيفية..

كان فقيدنا ملهماً حتى في تجربته مع المرض.. فور تعافيه في جولته الأولى مع المرض، زرته مع بعض الأصدقاء في منزله.. فانطلق بالحديث عن مرضه بكل شجاعة مشاركاً إيّانا تجربته الروحية في تلك الفترة و كيفية الحفاظ على السلام الداخلي و الاستقرار.. هو واحد من أولئك الذين تسعى لمواساتهم فتجدهم يواسونك، و يرفعون هم من معنوياتك..

حتى في انتكاساته الأخيرة مع مرضه، بقي مشاركاً أصدقاءه دروساً قيمة غيّرت معانٍ كثيرة لأكثرهم حول قضايا المعنى و مفاهيم الحياة..

هو رجلٌ لم يحرم محبيه حتى من درس الموت.. نقل لنا تجارب العمل و النجاح و التغيير و لم ينسى أن ينقل لنا كيف يرحل الناجحون عن هذه الحياة..

لروحه الرحمة و السكينة و لنا الصبر على فراقه

د. علي الحمد

أم ياسين ..

طرقتُ باب غرفة المستشفى بلطف، ففتَحت لي الباب، سألتُها إن كانت هذه غرفة المهندس مهدي الرمضان، فهزت رأسها بالإيجاب. قلت لها: المعذرة، يمكنني أن أعود في وقت آخر، فقالت لي بصوت خفيضٍ مثقلٍ بالحزن: تفضّل، وأشارت لي بالدخول. دخلتُ فوجدت أستاذي أبا ياسين مستلقياً على السرير الأبيض وتبدو على وجهه ملامح الوهن والتعب. صافحتُه وقبّلت جبينه واعتذرتُ منه لقدومي في وقت غير مناسب. قال لي: "لا بأس يا أبا ريّان، هذه ليست زائرة، إنها شريكة عمري ورفيقة دربي أم ياسين وهي ترافقني في المستشفى منذ بداية مرضي" صمت قليلاً ثم أردف قائلاً "لا يمكنني أن أصف لك مقدار امتناني وشكري لها على صبرها وتحمّلها ووقوفها معي في أصعب لحظات حياتي وصولاً إلى مرضي هذا". أشار لي بالجلوس، فجلستُ ثم التفتُّ حولي في الغرفة ذات السرير الواحد، فلم أجد إلا أجهزة وأنابيب طبية، وباقة ورد جميلة، وفِراشاً إسفنجياً رقيقاً ممدوداً على الأرض. سألتُه: ألم يوفّر المستشفى سريراً آخر؟. أجابت هي: "كلّا، أنا لا أحتاج السرير يكفيني هذا الفِراش وسماحهم لي بالبقاء معه". شعرتُ بالحرج قليلاً لأنني اقتحمتُ هذه المساحة الصغيرة الخاصة التي ملأتها أم ياسين بالحب والدفء كي تخفف عن زوجها آلام مرضه، فاستأذنت بالخروج، فقالت لي: "بل سأتركك أنا معه وأخرج قليلاً لأتمشى".


جلستُ معه في ما علمت لاحقاً أنه سيكون آخر لقاء يجمعنا، فقد ساءت بعدها حالته الصحية ثم علمت بالأمس بخبر رحيله المستَعجَل عن عالمنا. أتذكّر أنني قضيت معه يومها قرابة نصف الساعة، في حديث شيّق تناولنا فيه الكثير من الأسئلة الفلسفية الكبرى عن الموت والحياة والعلم والدين والإنسان والعقل والخير والشر. قال لي أثناءها بصوت مبحوح: "أنا تغيّرت كثيراً يا أبا ريّان، فلم أعد أخاف من الموت، لقد قدّمت ما لديّ واستفدت من وقتي القصير في هذه الحياة، ولكنني حزين لأجل أم ياسين والتي سأتركها وحيدة بعدي". قلت له: "من المهم أن يتصالح الإنسان مع الموت ولكني أتمنى بصدق ألا تتخلى عن حبّك للحياة، فلا زال لديك الكثير لتقدمه لأسرتك ولمجتمعك ولأصدقائك. لقد تركتَ يا أبا ياسين أثراً كبيراً في نفسي، فكانت تجربتي الفكرية معك في منتدى القرّاء وقبلها في إدارة منتدى الرأي الآخر، ثريّة وغنيّة بكل المقاييس، فقد استطعتَ احتضان الجميع بكل حب رغم كل اختلافاتهم الشخصية والفكرية، وكنتَ قدوة لي في اهتمامك بالعلم والفكر وشغفك بالكتابة رغم كل انشغالاتك ومسؤولياتك، وكان نجاحك التجاري وعطاؤك الخيري والاجتماعي ملهماً لي، بل ولم تبخل حتى بمشاركة الدروس التي استدفتَها من تجربة مرضك. أنت مدرسة يا أبا ياسين وأنا أدين لك بالكثير مما تعلمتُه".

قال:" يُسعدني جداً أنني تركت أثراً طيّباً في من حولي ويكفيني من هذه الدنيا نجاح أبنائي وفخري بهم". لم أشعر وقتها أنني اكتفيت من الحديث معه، ولكن كانت أم ياسين قد عادت، فشعرتُ بضرورة وداعه والرحيل كي يرتاح قليلاً قبل أن يأتي زوّار آخرون. نهضتُ وودّعتهما واعتذرت من أم ياسين على سرقتي بعضاً من وقتها معه وخرجتُ وأنا أسترجع صداقتنا التي دامت سنواتٍ قصارٍ بعدّتهن طِوالٍ بتأثيرهن. تذكّرته في بدايات علاقتنا الفكرية وهو يكتب لي معلّقاً: "من سمات الانسان السوي والصادق مع ذاته الابتعاد بقدر إمكانه عن تصنيف الآخرين وإن اضطر للحكم على غيره فإنه يلجأ لحيلة فلسفية قديمة بأن يتخيل نفسه في موضع الآخر كي يستطيع ان يحيد إنحيازاته الذاتية التلقائية المعتادة وكي يكون حكمه أكثر عدلاً وأقرب للصواب. من يستطيع أن يجتاز ضغوط قوالبه الذهنية و صورته النمطية عن الآخرين هو فقط من يمتلك زمام ذاته وهو فقط العادل في حكمه. وأراك أبا ريان تنحو نحو ذلك." وتذكّرته وهو يفتح لنا أبواب مجلسه الكبير الذي احتضن لقاءاتنا الثقافية والفكرية، وتذكّرته وهو يكتب ويعلّق ويناقش ويثري مواضيعنا الحوارية. لم أتخيّل في يوم من الأيام أن يكون لي صديق بعمر والدي أو أكبر، ولكنّه لم ير أي ضير في ذلك بل على العكس تماماً كان الجميع أصدقاءه باختلاف أعمارهم ومستوياتهم.


لقد توقف قلبي قليلاً ودمعت عيناي لخبر رحيله، ثم شعرتُ بقليل من السلوى حين رأيت أصدقاءه وأحباءه يتنادون لجمع مقالاته وكتاباته من أجل نشرها وتخليدها، فمن يكتُب لا يموت أبداً. ولكنّني عدتُ لأتخيّل حزنِ أم ياسين العميق وهي التي فقدت صديقها ورفيق دربها وشريك حياتها ووالد أبنائها، ذلك الحزن الذي لا يمكن لأي كلماتٍ أن تصفه ولا أي عزاء أن يسلّيه ولا أي كتاب أن يوفيه حقّه. ذلك الحزن الذي يخنق الأنفاس ويُثقِل الصدور. ذلك الحزن الذي يخترق العظام لشدّة برودته ويحرق القلب لشدّة لهيبه. ذلك الحزن الذي يمكن فقط لشريكة العمر أن تشعر به.


أعظم الله أجركِ يا أم ياسين 💔


علي بن محمد الحمد

١١ أغسطس ٢٠١٨

د. سعيد ياسين الرمضان

رحمك الله يا ابا ياسين

فلقد كنت نعم العون لابناء عمومتك ومجتمعك ووطنك. وحتى في معاناتك لم تدخر جهدا ولم تترك رعايتك واهتمامك بمن حولك. يشهد عليها مواقفك للكثير من القضايا التي عصفت بالعائلة والمجتمع.

رحمك الله يابن العم

فلقد كنت بحق وسطيا في تدينك، ووسطيا في حداثتك. واذا نظرت الى امر تنظر اليه بعين المؤمن فتخرج برأي قلما يختلف عليه اثنان .

رحمك الله ايه الوجيه الذي لم تؤثر مكانته ووجاهته على تواضعه.

لقد فقدنا بفقدك احد اعمدة العائلة وعينا من اعيان المجتمع والوطن

فرحمك الله رحمة الابرار وجعلك من اصحاب اليمين. ولا نقول الا ما يرضي ربنا وعند الله نحتسبك فإنا لله وانا اليه راجعون

د. علي بوخمسين

عظم الله لكم الاجر واحسن لكم العزاء

في فقيدكم وفقيدنا وفقيد الاحساء

وفقيد الوطن رحمه الله بواسع رحمته

وانا لله وانا اليه راجعون

السيد محمدرضا السلمان بوعدنان

"مُفْرَدَاتٌ بِلاَ وَتَرْ-١٣٨"*

*"عندما يرحل الطَّيِّبون"*

في صفاء النَّفس في إشراقها

في حدود الصَّمت أصَّلتَ الكمالْ

وبنيتَ الفكر فيما صغتَه

من معينٍ فيه كم حار الرِّجالْ

نظرةٌ تسمو على من صدَّها

وتعيد الجذب في دنيا الخيالْ

أدبٌ فيه من "الآل" رؤىً

ومن التَّاريخ للذِّكرى مقالْ

إنْ تكن غبتَ عن الدُّنيا فقد

كنتَ بالأخلاق تغتال الزَّوالْ

لك عند "الله" أجرٌ ثابتٌ

يا خفيف الظِّلِّ يا روح الكمالْ


بمناسبة رحيل المهندس "مهدي ياسين الرَّمضان" رحمه الله

٢٨-١١-١٤٣٩هـ

أ. أحمد السماري

كدرني خبر وفاة الصديق العزيز مهدي ياسين الرمضان ( ابو ياسين ) بعد معاناة طويلة مع المرض ،

غفر الله له و اسكنه فسيح جناته و الهم أهله الصبر و السلوان ،

ان لله وان اليه راجعون .

أ. أمير المحمد صالح


رحم الله أستاذنا الكبير المهندس مهدي ياسين الرمضان أبوياسين

————————

.. إذا قصدت زيارته فلابد أن تتوضأ بالحب ولاغير الحب في حضرته

.. وإذا اقتربت منه لابد أن تكون أبيض ناصعاً كالثلج ولا غير الصفاء في حضرته

.. فإذا صافحته فلابد أنك صافحت الملائكة

.. مهدي الرمضان الإنسان، العذب، الشهم، العالم، النبيل

. مهدي الإنسان الذي بذر في القلوب الكثير من ( مهدياته ) الإنسانية الخالدة

.. مهدي .. لا يمكنني رثاؤك أيها الغالي، أيها الحبيب، أيها المعلم، أيها الملهم، أيها الكبير

. لا يمكن للأحرف أن ترقى لقامتك مهما قلتُ أو سيُقال

يكفي أنك علمتنا الكثير الكثير في حياتك، وها أنت في صمتك الأبدي تكشف لنا عن عمق حضورك فينا، وبأنك النحّات البارع الذي استطاع أن ينحت له تمثالاً في قلب كل من عرفه

.. أبا ياسين أيها الغائب الحاضر

.. عزائي في هذا المصاب الأليم بأن الخالدين لا يموتون

.. وأنت في زمرة الخالدين

.. ولن يهزمك الموت

.. أبداً لن يهزمك

محبك : أمير

أ. محمد حسين آل هويدي

عظم الله أجورنا وأجوركم في مصابنا ومصابكم،

وأبو ياسين على خير إن شاء لكنه تركنا خلفه أيتاما.

شخص ليس فقط لم نر من يكرهه، بل لم نر من لا يحبه.


إلى جنان الخلد أبا ياسين

الشيخ علي عساكر

📖ورحل الإنسان: مهدي الرمضان

كان يوم أمس الجمعة (28 ذو القعدة 1439هـ 10 أغسطس 2018م) يوما مؤلما وحزينا على الأحسائيين جميعا، إذ فيه فقدت الأحساء قامة من قاماتها الكبيرة، التي يشهد لها كل من عرفها عن قرب بسمو الذات، وعظمة الشخصية، وعمق الوعي، وغزارة الثقافة، وسعة الاطلاع، ولين الجانب، وسماحة النفس، وكرم الأخلاق، وحس المسؤولية الاجتماعية، ودعم المشاريع التنموية، والمبادرة إلى الصالحات، والمسارعة في الخيرات...

إنه الحاج المرحوم المهندس (مهدي بن ياسين الرمضان-أبو ياسين) الذي امتحنه الله وابتلاه بذلك المرض العضال، الذي اتخذ من بدنه الضعيف المنهك مصيفا له، أو مستعمرة محتلة، وراح ينهشه بكل قسوة، ويذيقه من الألم أشده، ومن العذاب أعظمه، إلى أن دق منه العظم، وأكل اللحم، وأذاب الشحم، ولم يبق منه باقية، وهو رحمه الله صابر محتسب، مسلم غير معترض، كلما اشتدت عليه آلامه لجأ إلى ربه متضرعا، وكلما ازدادت معاناته أقبل عليه متوسلا، وكلما تضاعف عليه الكرب والبلاء عرج بقلبه إلى ربه يشكو إليه ضعفه، وقلة حيلته، ويعبر له عن حبه له، وشوقه إليه (كما تشهد بذلك كل كتاباته التي سطرها وهو في قمة الألم والمعاناة) أو كما قال لي فقط قبل يوم أو يومين من دخوله الأخير إلى المستشفى، حيث تشرفت بزيارته في منزله فراح يحدثني عن مرضه وشدة وطأته، وكيفية مقابلته له، وتعامله معه: (لا أنكر قسوة مرضي وشدته، لكني أراه رحمة، فبفضله اكتشفت ذاتي، وعرفت من أنا، ويكفيني أنه ربطني بربي، وجعلني مطمئنا إليه، لقد اكتشفت أني أحبه، وأشعر أنه يحبني أيضا)


بكل صدق (وليست الساعة ساعة كذب) هذا ما خرج من لسانه إلى أذني (وإن كان ذلك بالمضمون) وما تغير عن ذلك، بل بقي عليه، وازداد فيه وهو على فراش العلة والمرض في المستشفى، كما كنا نقرأ ذلك في كلماته المعبرة، ومقالاته المؤثرة، التي لم يقطعها رغم شدة مرضه وتعبه، إلى أن شاء الله له الراحة التامة، والهدوء الكامل، والسلام الأبدي، فقبضه إليه قبض رأفة ورحمة، فودعنا -مسلما الروح إلى بارئها، مهاجرا إليه سبحانه وتعالى- ليكون مع {الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ، فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ}


وما إن أذيع نبأ الوفاة وأعلن عنه في وسائل التواصل الاجتماعي، حتى خيّم الحزن على قلوب محبيه (وما أكثرهم) وانقبضت قلوبهم، واستوحشت نفوسهم، واكتسوا أبراد السواد، وامتلأت تلك القنوات ببيانات العزاء، وكلمات التأبين، الجامعة بين التعبير عن الحزن والأسى، وتعداد مآثر الفقيد السعيد، وبيان خدماته وإنجازاته في أكثر من مجال ومجال، وعلى أكثر من صعيد وصعيد.

كنت أرقب ذلك كله وقلبي يتقطع حسرات، وكم تمنيت لو أنني شاركتهم العزاء والتأبين، ولكن للأسف لم تسعفني الكلمات، فقد كنت أرى أن كل الكلمات قاصرة عن التعبير عن مشاعري تجاه هذا الرجل الكبير، وبيان مكانته العظيمة في قلبي.

(إني أعرفه عن قرب، ولا أجد وصفا ينطبق عليه حقيقة غير أنه (الإنسان

نعم، إنه (الإنسان) بكل ما لهذه الكلمة الكبيرة العظيمة من معنى، وذلك بما جسده في شخصيته الكريمة من قيم إنسانية عليا، تجلّت -بكل وضوح وجلاء- لكل عارفيه ومعاشريه، والواقفين على مواقفه الثقافية والإنسانية والاجتماعية عن قرب... وهل يوجد بين الكلمات كلمة قادرة على وصف القيم الإنسانية، وبيان عظمتها وعظمة أو مكانة من يتصف بها في الحياة؟!

لهذا لم أكتب عن فقيدنا السعيد شيئا، ليس لأنه لا يستحق، وإنما لعجزي وقصوري على الأقل وأنا أعيش دهشة المصاب وفجيعته، ولذا اكتفيت وأنا أقرأ ما أقرأ عنه في الليلة الماضية بأن قلت معبرا عن غبطتني لمن عبر عن مشاعره، ومعترفا بعجزي عن ذلك: (إني أغبط كل من كتب وعبر وقال.

أرى نفسي مجبرا على الصمت، لا أدري ماذا أقول! أو ربما الكلمات عاجزة عن التعبير عما أريد أن أقول...)

وربما إلى الآن أنا لا أدري ماذا أقول، وإن كان لابد لي من قول، فأنا أوجهه إلى الموت نفسه لأقول له: لئن استطعت أن تخطف أبا ياسين من دنيانا، وتغيب بدنه عن أعيننا، فتلك هي سنة الحياة، إذ كل مدة فيها إلى انتهاء، وكل حي إلى فناء، ولكن ثق وتأكد أنك لن تستطيع محو ذكراه الطيبة عن ذاكرتنا، ولن تتمكن أن تخطفه من أرواحنا، وليس في قدرتك أن تنزعه من قلوبنا، ولترحل يا أبا ياسين مطمئن القلب، قرير العين، وتاكد اننا اوفيا لك، فلن ننساك، فها انت رحلت وكلمات الثناء عليك، والعرفان بفضك تتقاطر من افواه الناس، وها انت هاجرت والسنتهم تلهج بذكرك، فسلام عليك من راحل ما رحل عنا.

محبك المخلص/ علي محمد عساكر

صباح يوم السبت

29 ذو القعدة 1439هـ 11 أغسطس 2019م

أ. علي العرفج

أن يرحل الفريد

لم يكن( مهدي ياسين ) رجل أعمال عاديا

ولم يكن يستسيغ حياة الأعمال لمجرد ماهيتها العملية

هو الإنسان العملي جدا

المثقف جدا

المحسن لمجتمعه العزيز الكريم

أبو ياسين

ابن الأحساء والمنامة وبغداد وبيروت

قلما تجتمع هذه المدن الحضرية الموغلة في الحضارة في قلب رجل واحد ك ( مهدي ياسين) .

ابو ياسين

ابن الوطن البار الذي قدم خلاصة تجربته العلمية والعملية في مجال التنمية الزراعية عبر عضويته الفعالة المبدعة في صندوق التنمية الزراعية

رحل ابو ياسين ليترك وراءه أثر النور والحب والبحث الدؤوب الدائم عن سر السعادة التي كانت تحيط عارفيه بسببه .

رحمك الله أبا ياسين

وعوض الله الوطن والأحساء عنك خيرا..

خالص العزاء لآل الرمضان الكرام وذويهم المحترمين .

أ. حجي النجيدي

المهندس مهدي ياسين الرمضان ينطبق عليه القول

" من عاش لنفسه عاش صغير ومات صغير"

" ومن عاش لغيره عاش سعيدا ومات كبيراً"


ويكفي أثره وخلقه الطيب الذي سوف يحفظه له كل من عرفه

رحمك الله ابا ياسين واسكنك الفسيح من جنته .

أ. خالد النزر

خسرنا اليوم أخاً كبيراً، وأستاذاً منيراً

ذو قلب كبير وعقل رزين ويدٍ بيضاء

أعزي أهله وذويه، وجميع محبيه في الأحساء والوطن

فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله

د. إبراهيم الشبيث

رحل اليوم عن عالمنا الرجل الخلوق الوجيه الحاج م. مهدي الرمضان

أحب الناس جميعا فأحبوه

قريب من الجميع يقف على مسافة واحدة من الكل

يصعب أن أكتب عن مشاعري تجاه هذا العلم عديد الصفات الحسنة صاحب المبادرات والخدمات المجتمعية التي ربما لا يعرفها أقرب المقربين


سلاما لروحك الحرة أباياسين

أ. السيد أمين الغافلي

أيها العزيز أبا ياسين!

كنتُ أحتسي الشاي برفقة زوجتي عصر أمس،ففتحت تويتر ،وإذا بالأستاذ يحيى العبداللطيف ينعيك بتغريدة حزينة .لم أصدّق الخبر ،ففتحتُ الفيس بوك وإذا أكثر محبيك كتبوا عن رحيلك المؤلم.كم فُجعتُ بهذا الخبر! وكم بكيتُ عليك! فأنت كنتَ أخي الأكبر ،وأستاذي في الأخلاق والثقافة.

هل تذكر عزيزي أبا ياسين حواري القصير معك عبر الهاتف قبل سفري إلى إسطنبول بيومين ،وتحديدا يوم 2-7-2018م ؟ سألتك عن صحتك وأحوالك ؟ فأخبرتني أن كل شيء تمام ،ولكن صوتك الحزين عبر سماعة الهاتف أوحى لي أن ثمة

وجع شديد يحاصرك .

أنا أفهمك عزيزي أبا ياسين،فأنت كما عهدتك لا تشتكي أوجاعك لأحد ،ففي كل اتصالاتي معك أثناء مرضك ،كنتَ تحمد الله على الصحة والنعمة ،حتى السيد حسن الحاجي الذي حرص باستمرار على زيارتك في تخصصي الدمام ،كان يبلغني أنك طلبت منه أن يقول لأي أحد يسأل عنك: إنك بخير.

منحك الله قوة الإيمان ،وقوة الإرادة ،فكنتَ على ثقة انك ستهزم مرضك ،لأنك مدرك أن هناك فرقا بين الاستسلام للقضاء ،والاستسلام للمرض. كنتَ مع الأول ،وضد الثاني،قاومته حتى آخر دقيقة من حياتك وكلك أمل وثقة بالله .

في اتصالي الأخير معك،طلبتُ منك أن تسامحني لأنني مقصر معك،فقلتَ لي: ماوراك قصور ياسيد.

لا أنسى عزيزي أبا ياسين ،حواراتنا الخاصة عبر الواتس اب ،بعد انضمامي لقروب الرأي الآخر،خاصة بعد أن عرفت أن زوج أختك الكريمة السيد أحمد الغافلي هو ابن عمي،فقد اثنيتَ عليه في قبره،وأثنيتَ على ثقافتي وحرصي على القراءة والتعلم .

عبّرت لي عن اعجابك بالأسئلة التي أطرحها،وعبّرتُ لك عن اعجابي بديمقراطيتك الليبرالية المتوازنة.فأنت صريح في كونك معها ،وصريح في كونك مع الاعتزاز بتراثك الإسلامي/الشيعي ،وإن كنتَ لا تقبله بكل مثالبه .

أول مَن عرّفني عليك هو الأستاذ الفاضل عبدالكريم بوخمسين،الذي جمعني معه عمل واحد في عام 1992م .فقد كان الأستاذ عبدالكريم يُظهر أمامي مشاعره الحميمية نحوك،ومصدر إعجابه هو عصاميتك المتفردة،وحبك لوطنك ومجتمعك،ودعمك اللامحدود للخير،وثقتك في التصدي لإدارة مؤسسات أهلية وحكومية.

كان الأستاذ عبدالكريم يحرص أشد الحرص على حضور الاجتماعات التي تكون أنت طرفا فيها ،وقد دعاني أكثر من مرة لحضور مثل هذه الاجتماعات ،لكنني خيّبتُ ظنه،وكم ندمتُ على ذلك!

عزيزي أبا ياسين، لا تكفي محبيك صفحة واحدة للحديث عنك،لذا أقول لك:رحمك الله رحمة واسعة،وألهم أهلك ومحبيك الصبر ،وتأكد أنهم لن ينسوك أبدا،فقد زرعتَ في قلوبهم محبتك ،وسقيته بكرمك وأخلاقك،ومثل هذا الزرع هيهات أن يذبل أو يموت!

تلميذك الصغير أمين الغافلي.


م. عامر جواد الرمضان

فقدت العائلة رجل من رجالها الأخيار

قلوبنا حزينة لفقد ابن العم العزيز المهندس أبي ياسين الرمضان. لقد كان رجل ذو علم غزير و ثقافة و أخلاق عالية جعلته يستحوذ على قلوب كل من عرفه من قريب أو بعيد


رحمة الله عليه و أحسن الله العزاء لعائلة الرمضان و جميع محبيه.

م. محمد العيسى

أبو ياسين

حق لي أن أسمّيك

"كثيرُ اليتامى"

فما أكثر "يتاماك" اليوم.

أبٌ استمد أبوّتُه الواسعة من قلبٍ كبير وعلمٍ غزير وأخلاقٍ فاضلة ويدٍ باذلة ونظرةٍ ثاقبة وحكمةٍ بالغة ولطفٍ ظاهر وحبٍّ آسِر..

رحمك الله ولطف بيتاماك.


------------


في العادة لا أضع في صفحتي أخبار وفيات الأقارب والأعزاء..

ولكن المهندس مهدي ياسين الرمضان (بو ياسين) رجلٌ غير اعتيادي ولا يمكن أن يمر حدث انتقاله إلى الرفيق الأعلى من دون أن أذكره.

كنتُ معه في أحدى مجموعات الواتساب لأكثر من أربع سنوات. ودارت بيننا حوارات ومثاقفات كثيرة. لم يوجّه لي فيها خطاباً قط دون أن يسبقه بكلمة "ابن العم". كنتُ أشعر بالغبطة لقربي منه ولهذه الصداقة الخاصة التي يوليني إياها.

وبحكم هذه الصداقة الخاصة نويتُ أن أكتُبَ شيئاً بمناسبة رحيله إلى ربه ومحبوبه. ولكني عندما فتحت وسائل التواصل هذا اليوم وجدتُ عشرات المقالات من أناسٍ آخرين وكلّهم يشعرون بصداقته ومنزلتهم الخاصة من قلبه.

ماذا يعني هذا؟ ماذا يعني أن يشعر الجميع أن له صداقةً ومنزلةً خاصة في قلب أبي ياسين؟

هذا يعني أنه كان رجلاً عظيماً وأن قلبه اتسّع لجميع من عرفوه واحتكوا به.

لن أتكلم عن علمه وإيمانه وثقافته وأخلاقه وأياديه التي طالما امتدت بالخير.

سأقول لكم فقط:

إقرؤوا فقط ما امتلأت به صفحات الواتساب والفيسبوك هذا اليوم وما ستمتليء به في الأيام القادمة وستعرفون سماته الشخصية التي جعلته رجلاً استثنائياً يصعب فقده.

رحمه الله وأحسن مثواه وعظم الله أجر أهله وذويه ومنّ عليهم بالصبر والسلوان وأحسن الله لهم ولنا ولكم العزاء..

وإنا لله وإنا إليه راجعون..

أ. سلمان الحجي

المهندس مهدي الرمضان ( ١٣٦٥- ١٤٣٩ )

المهندس مهدي بن ياسين بن عبد الله الرمضان ، من مواليد عام 1365هـ ، حصل على شهادة البكالوريوس تخصص علوم زراعية من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1969م ، وحصل على شهادة الماجستير تخصص علوم زراعية من جامعة شمال ويلز – المملكة المتحدة – عام 1975م ، شريك ورئيس مجلس إدارة شركة الياسين الزراعية 1993-الآن ، مهندس زراعي بوزارة الزراعة والمياه 1969-1973م ، خبير أبحاث زراعية بوزارة الزراعة والمياه 1975- 1993 م ، عضو مجلس المنطقة الشرقية 2001- 2005م ، عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية بالأحساء ( لدورتين ) ، عضو مجلس إدارة الشرقية للتنمية الزراعية ( ثلاث دورات ) ، عضو مجلس مديري شركة الأحساء للصناعات الغذائية – مصنع التمور ، رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية لتسويق البيض والدجاج اللاحم بالأحساء ، عضو اللجنة الوطنية الزراعية ، من العضويات السابقة : عضو مجلس إدارة جمعية البر بالأحساء ، عضو في صندوق الزواج الخيري بالأحساء ، عضو لجنة الإشراف المحلية على انتخابات المجلس البلدي بالأحساء ،

عضو مجلس إدارة صندوق التنمية الزراعية، عضو مجلس إدارة هيئة الري والصرف، عضو مجلس إدارة جمعية النخلة التعاونية، عضو مجلس أمناء جائزة الاحساء، ممثل غرفة الأحساء في مجلس الغرف السعودية بالرياض ، ساهم بورقة عمل عن المياه في الأحساء في المنتدى الاقتصادي للأحساء 2003م ، ساهم في مؤتمر الرؤية المستقبلية للاقتصاد السعودي ، له مساهمات مختلفة في نشاطات الغرف التجارية ، وفي مجال إدارة الأعمال والقطاع الزراعي السعودي ، من اهتماماته والهوايات : الاطلاع على المستجدات في مجال العلوم الإدارية والاقتصادية ومجال التقنيات الزراعية ، والاهتمام بمجالات الاقتصاد والسياسة والشؤون الاجتماعية في المنطقة والقراءة في مجالات علوم الفيزياء والفلك .

توفي يوم الجمعة الموافق ١٤٣٩/١١/٢٧

من كتاب قصص الناجحين ، سلمان الحجي ، ما زال مخطوطاً .


أ. علي اليوسف

كيف أنعاك وكلما استذكرت فقدك غمرتني مدامعي و خنقتني شهقاتي المتتالية

كنت دائما أفضل الصمت في حالات الفقد لعلمي أني لا أستطيع التعبير و الوفاء لكن هذه الفجيعة أدمتني

لذلك سأكتب هذا النعي البسيط المتهالك الذي يصف هزة وجداني, فاليوم فقدت من كان بمكانة الأب و المربي

يدوي في عقلي صرخات الشاعر " إلهي باسمك الأعظم و أسراره ,, رد غريب الدار لدياره "

وأشهد أنه كان غريبا على هذه الدار, فالأنقياء و الملائكة الرحمانيين أمثاله لا ينتمون الى مثل هذه الحياة, فقد اقترن اسمه دائما ببراءة الأطفال التي كان يشاركنا إياها كل صباح , أقرب وصف لنقائه, ميزان الأعمال بعد الحج المبرور.

أتذكر كم أغضبتك , وكم رضيت عني , وكم زرعت ذاتك داخل قلبي , وكم ساهمت لتصلح بيني و بين ماضيي , و الأعظم من كل هذا , انك سندتني وانا اضع عماد خيمة معناي !, معنى لوجدان مغترب مكتئب

سأظل أحتفظ و أفي لكلماتك و وصاياك, حبك و غضبك

افخري يا أرض ,فاليوم ضممتِ بين أحشائك من كانت تفخر الملائكة بحمل صلواته

يالفجعتي برحيلك .. إبنك المغترب , علي

د. سيد هاشم الصالح العبدالمحسن

( .. حتى الحزن يبكي عليك )

( .. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ )

عندما عرفته عرفت معنى المحبة والإنسانية ..وعندما عانقته لأول مرة وهو يستقبلنا في مزرعته في أول لقاء لي مع منتدى القراء ...قلت مع نفسي يالله يكفينا من المنتدى هذا الإنسان ...اجلسني إلى جنبه وصرت منشغلا به وفرحا بهذا اللقاء معه .. مرة انظر إليه...ومرة اخرى أستمع إليه...أحسست اني انجذب إليه بقوة

كان يتكلم بلسان حكيم ...وكان يستمع إلينا بإذن واعية...

وكان يحاورنا بقلب سليم وخلق رفيع

عودنا في صباح كل يوم أن تكون أول مشاركاته...صورة طفل أو طفلة...وكأنه يريد أن يرسل رسالة لنا... إن يكبر الإنسان فهذا لا يعني أن تموت الطفولة فيه ...فالطفولة هي الصدق في كل شيء...في المحبة...في المودة...وفي المشاعر...

كم كنت خائفا من هذه اللحظة...صرت اشعر بالوحشة في المنتدى عندما غادرنا مودعا...كنا نخاف أن نثقل عليه بتواصلنا معه وكان يخاف علينا أن نحس بوجعه وألمه...كان يخاف أن يخذله لسانه من الترحيب بنا كما يريد قلبه...كان يخاف أن لا يقوى على القيام لمعانقتنا

كنا نخاف عليه..ولكن خوفه علينا كان أكبر

رحمك الله أبا ياسين...فكل من عرفك أحبك...فلا خوف عليك من الموت فإذا كانت الدنيا احبتك بكل هذا الحب فبالتاكيد سيحبك الموت...سيحب إبتسامتك وطيبة نفسك...وسيحب كل هذا الجمال في روحك...كيف لا يحبك وهو ستنكشف له روعة أخلاقك

هنيئا لك بكل هذا الحب الذي خلفته في قلوب محبيك...ويالها من لحظة صعبة علينا جميعا ونحن نعزي أنفسنا بفقدك...

رحمك الله رحمة الأبرار


أ. عصام البقشي

فقدان معلم.

عصام البقشي


الان احاول تذكر متى عرفت هذا الانسان النبيل و اين ؟


مهدي ياسين الرمضان.

من اللحظات الاولى في لقاء هذا الانسان يمتلك فلبك و مشاعرك بهدوئه و دماثة اخلاقه و حسن تعامله.

هو واقعا مثال للانسان المثقف الشامل.

تجده في الازمات الاجتماعية حاضرا بكل هدوء و ثقة.

ابتسامته الساحرة و كلماته الواضحة تصل الى قلوب الجميع ببساطته المعروفة و التي يشعر بها كل من عرفه.

التقينا كثيرا مع الاصدقاء، تناقشنا، تجادلنا، تحاورنا، يحتدم النقاش بيننا،

حتى يتكلم ابا ياسين فيكون طائر السلام، نسمة الجمال ، رسول الانسانية و الذي يرغم الجميع بلطفه و روعته على الاصغاء و الارتياح.

كان صديق للجميع صغارا و كبارا.


لا يمكن لي ان اكتب شهادتي في حقه،

فانا اصغر من ذلك.


لكن يمكن لي ان اضع شهادته في حقي و هذا ما اعتز به ما حييت.


رحمك الله ابا ياسين

فقد فقدك مجتمع الاحساء بل فقدك الوطن كرجل شهم و مواطن جميل.


عصام البقشي .


شهادة اعتز بها.

( عصام،

ما أحلاك وما الطفك.

اسلوبك السهل الممتنع يمثل اسلوبك وفلسفتك في الحياة.

أظن ان الفترة التي عاصرتها بتحولاتها الإجتماعية و الاقتصادية املت على شخصيتك ان تكون بهذه الحلاوة و المرح.

انت عاصرت البدايات الاقتصادية الصعبة وايضا عشت عصر البحبوحة والطفرة الاقتصادية الأولى وتنامي مداخيل الاسر وخاصة الذين عملوا في تجارة الاراضي كوالدك العزيز.

انت شاهد على عصرك وأبن لتلك الحقبة من التحوالات السياسية أيام المد القومي و اوج المرحلة الناصرية.

امتعتنا باسلوبك الأخاذ وفلسفتك المرحة وجديتك المستترة فأنا اعرف أن خلف هذا المرح والفرفشة الدائمة لك شخصية إجتماعية فاعلة وعمل تجاري ناجح تمارسة وفوق ذلك تملك ثقافة واسعة و تخالط طيف واسع من جميع المستويات في المجتمع ويجدك الجميع محبوبا بينهم و منسجما في وسطهم.


دمت بعز و رفاه حبيبي أبا ماهر.


م. مهدي الرمضان ).


رحمك الله ابا ياسين رحمة الابرار.

د. السيد علي النحوي

‏الأحساء تفقد قامة اجتماعية وثقافية وفكرية

سعادة المهندس مهدي ياسين الرمضان رحمه الله

الذي طالما كافح ونافح لنشر قيم الحب والسلام والتسامح

أبوياسين طالما شملنا بحبه وكرمه ولطفه

وكثيرا ما استفدنا من حكمته وعلمه

كان بخضم الصراعات الثقافية والفكرية القلب الذي نجتمع لديه جميعا

م. محمد الحسين

رحمك الله أبا ياسين .. والله آلمنا الخبر

سأحيا لأتذكر عطاءك ودعمك وحبك لمجتمعك

لن أنسى تلك الرسائل التي كنت ترسلها بين الفينة والأخرى ..

تشجعني بها وتدعمني وتوجهني

رحمك الله.. وحشرك مع محمد وآله الأخيار ع

آ. عباس المعيوف

لم يكن في يوم من الأيام يبحث عن الظهور والوجاهة الكرتونية بل كان بحق رجل الموقف

بما تحمل هذه الكلمة من معنى.

من الصعب في هذا الوقت أن تجد وجيها" يحمل الوعي والغنى والتواضع والاصغاء للرأي الأخر

بمثله كان صديق الكل بلا استثناء.. أتى إلينا بهدوء ورحل عنا بهدوء

أ. رائد بن علي البغلي

مهدي ياسين الرمضان ( أبا ياسين ) اسمٌ يكاد يكون مألوفًا و معروفًا لدى القاصي و الداني في مجتمعنا الأحسائي ، و حتى في المجتمعات المجاورة ، لما يمتلك من ثقافة و وعي و وجاهة أهّلته لأن يكون في الخط الأمامي في المجتمع

و تجمعني فيه أنا شخصيًا علاقة قرابة و نسب . و كنتُ أسمع عن هذه الشخصية الجميلة ، و العقلية اليَقِظة الشيء الكثير . لكن ، مَنْ استمع ليس كمن رأى و عاشر

اعتبر نفسي محظوظًا ، إذ قذَفَتْ بي الأقدار على مراسي هذه القامة الشامخة ، فقد كانت لدى فترة تطبيق لفصل دراسي كامل ، و اخترتُ أن تكون في شركة الياسين الزراعية التي كان - رحمه الله - آنذاك يقف على قمّة هرمها ، و تعلمتُ من حنكته الإدارية التي كان يُغلّفها هدوءه اللافت ، و سحرتني ابتسامته الجميلة التي كانت تحمل على جناحيها مشاعر التحفيز لفريق عمله الذي كان يرأسه

في هذه المرحلة ، تعلّمتُ من أبي ياسين الصبر و الثبات و الطموح و البناء في العمل ، و لا زال صندوق ذاكرتي عامرًا بتفاصيل تلك المرحلة المهمة من حياتي

و في مرحلة أخرى ، جمعتني بهذا العظيم مجموعات ثقافية على الواتساب ، و تعرّفتُ على جوانب أخرى في شخصيته . فقد أذهلني بإطلاعه الواسع ، و كتاباته الرصينة ، و فكره المستنير

لستُ بصدد الحديث عن هذه القامة الشاهقة ، فحروفي و كلماتي لن تصف عشر معشار من روعته.حقًا خسرنا رجل موسوعي و مُلهم

إلى جِنان الخُلد يا أبا ياسين

أ. يوسف اليحيى

عندما يُغيب الموت إنسان يتمثل بجمال الخُلق والفِكر

.. فإن الفقد يتعدى فقد كومة من اللحم والدم

لقد قُهِرنا بفقد إنسان الخلق والفكر والكرم أخونا المهندس / مهدي ياسين الرمضان

.. عزائنا لأسرة الرمضان وللأحساء ولكم جميعاً

.. فسلام عليك يا أبا ياسين يوم ولدت ويوم فُقدت ويوم تبعث حيّا

حيدر موسى

عدم وجود وسيلة تواصل اجتماعية في السابق رغم كثرة المنابر، جعلنا نجهل شخصيات جميلة ورائعة داخل مجتمعنا. وعندما انفتحنا على قروبات الواتساب تعرفنا على جملة من النخب الجميلة لكن يا للاسف اختطفها عنا الموت ورحلت دون ان نكتفي بها نحن الجاهلون بعظمتها. كان من اجملهم المرحوم المهندس ابوياسين الرمضان.

هذا الاحتفاء والاطراء لشخص المرحوم ابا ياسين ليس من فراغ ، فكل ما كتب وسيكتب فيه قليل بحقه، وتبقى شهادتنا فيه مجروحه. كان يستمع لارائنا ويتفاعل معها رغم قساوتها وطيشها احيانا كوننا الشباب المندفع. لم نشعر يوما بأنه ذلك المهندس الجد الكاتب الموسوعي ورئيس شركة ناجحة. فهو يتفاعل معك بعيدا عن كل الالقاب والنسب والمسميات وحتى العمر.

وحتى عندما سمحت لنا الفرصة للقائه في اكثر من مناسبة على ارض الواقع كان ابا ياسين الواقع هو نفسه ابا ياسين الواتساب، بروحه الجميلة المتواضعة، صاحب الخبرة المعتقة الذي يحتويك دون ان يجرحك.


أ. يعقوب العوفي

رحل منبع الإنسانية

إنا لله وإنا إليه راجعون

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

رحمك الله اباياسين

أ. حسن الحاجي

من شدة ألمي وحزني على فقد هذا الرجل العظيم لا أستطيع أن أقول سوى

إنا لله وإنا إليه راجعون

رحلت عنا سريعاً يا أباياسين ولم نودعك

لك في القلب وحشة

رحمك الله يا أباياسين بواسع رحمته وأدخلك

فسيح جنته

د. محمد البحراني

غفرالله للجميع

لقد كان رجل الفكر والراي والسلم والتعايش

لقد فقدت الاحساء احد أبرز رجالاتها

تميز عطاء كرم تفاؤل.

مستبشر راضي بقضاء الله وقدره رحمك الله يا ابا ياسين واسكنك فسيح جناته

والعذر لكم للتقصير لمشاركتم العزاء كوني خارج البلد

لله ما أعطى ولله مااخذ

الشيخ . محمد العباد

لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم

عظم الله اجوركم و أسكن الفقيد فسيح جنانه مع محمد و آله الطاهرين

ما أهون الدنيا اذا رحل عنها أمثال ابي ياسين و أثمن الجنة اذا رحل إليها

فهو ذوخلق دمثة و هدوء مع الوعي و ثقافة مع الأصالة

عرفته بكل ذلك كما عرفته بكرم الضيافة وحسن الإستقبال وإحترام الرأي والرأي الآخر

كنت على تواصل معه في كثير مما نتشارك فيه فيبدي رأيه المحاط بموضوعية

وسلاسة البيان وتواضع الرأي

فرحمك الله يااباياسين وأنت ترحل في أفضل أيام الأسبوع يوم الجمعة المباركة

وهذا من بركات عمرك بما قدمته و اعطيته لمجتمعك

عبِّر عن أبي ياسين

إعداد وتصميم : سعيد الرمضان