تحولات لقب شيخ بين الوسط والجنوب قبل الاحتلال وبعده وشتان بين شيخ الحقيقة والوهم

تحولات لقب شيخ بين الوسط والجنوب قبل الاحتلال وبعده وشتان بين شيخ الحقيقة والوهم

شيوخ العشائر يحظون بمنزلة كبيرة في مجتمعنا الذي يوصف بالمجتمع العشائري مما يجعل مكانة شيخ العشيرة محل احترام ، وتجد الشيوخ لهم كلمتهم المسموعة

لأنهم يملكون الأهلية التي تجعلهم يمتلكون الحكمة

والوعي وهذا لم يأتي اعتباطا بل جاء من خلال المجالس التي يطلق عليها مدارس فكثير ما نسمع ( المجالس مدارس ) والمجالس التي تربى فيها الشيخ هو المضيف

الذي يعتبر مدرسة ولا بد أن يكون المضيف

خاص بوالده او جده فيقال عنه ابن حمولة او ابن دواوين ومن تحفة ذلك المضيف هي القهوة (الدلة والفنجان)التي تعتبر من السمات التي يتصف بها المضيف

والحموله يقال (فلان ايدگ اگهوه)وهذه صفة يفتخر بها

القوم وتدل على حسن الضيافة والسخاء والكرم الذي يتصف بها العربي . ولكن مع الاسف الشديد في التسعينات والى يومنا هذا ان المشيخة تعرضت لموجات أثرت

على هذه المكانة بسبب السياسات التي مر بها

البلد ففي التسعينات ظهر الكثير من الدخلاء الذين لا يمتون للمشيخة بصلة ولا من البيوت المعلومة لا من بعيد ولا من قريب ، مستغلين الوضع المأساوي الذي يعيشه

العراقيين بسبب الحصار الاقتصادي فأصبحوا

هؤلاء بين ليلة وضحاها شيوخ لامتلاكهم الأموال التي جعلتهم يقيمون الولائم وبدون حياء او تملقهم لبعض المسؤلين وبعض الشيوخ القدماء الذين انتهجوا سياسة مع

الدخلاء لاجل مصالحهم الشخصية انتحلوا صفة

شيخ واطلق عليهم شيوخ التسعينات ، ساعدتهم في ذلك الحكومة ، وبما أنهم ليس أهلا للشيخة تسببوا بالكثير من المشاكل فبات لا يعرف من اين يبدأ واين ينتهي مما

يدل على انه ليس أهلا لهذا المكانة الاجتماعية ،

وبسبب هؤلاء حدثت مشاكل وكبرت مشاكل بسيطة لا تحصى ولا تعد لأنهم لا يمتلكون الحلول لأبسط مشكلة ، بل أصبحوا سبب المشاكل في كثير من الأحيان . وفي

ظل الديمقراطية للأسف الشديد تكرر سيناريو

شيوخ التسعينات وهذه المرة بطريقة أخرى لا بأمتلاك الأموال بل بسبب تعدد الأحزاب في الساحة العراقية التي تريد ان تحظى بقاعدة بأي شكل من الأشكال ، وتجد

مجالس الشيوخ او ما يسمى مجالس الإسناد الذي

تدعمه احزاب السلطة تتلقى دعم غير محدود ، نعم هناك من وقف داعيا للامن والاستقرار في البلد وهؤلاء لهم مكانتهم الكبيرة ، لكننا نرى الكثير ممن لم يحرك ساكنا

وانتهز الفرصة من اجل المصالح الشخصية

الضيقة للحصول على الهدايا والأموال بانتسابه لهذه المجالس ، نحن نقدر ونحترم ان كانت مجالس الشيوخ اسم على مسمى ، على الأقل سنرى رجال لهم الحنكة

والقدرة في ابداء الآراء القيمة والسديدة لأنهم وبحكم

مكانتهم وتدخلاتهم لحل مشكلة صغيرة هنا ومشكلة كبيرة هناك تجعلهم يمتلكون الخبرة فهم اعرف بما يفيد المجتمع وما يضره . أننا نرى ان هذه المجالس اسم على

غير مسمى وهذه إساءة للشيوخ أنفسهم ، فهناك

الكثير ممن لا يمت للرئاسة العشائرية بصلة ولم يسبق له أن جلس في ديوان وأصبح اليوم شيخ ، وتجدهم ينتظرون موعد الذهاب الى مجلس الشيوخ بفارغ الصبر

لسبب واحد وهو انه يعتقد بعقله القاصر قد أصبح

شيخا فعلا ، ولا يعلم انه أصبح أضحوكة بين الاخرين الذين يعرفون ان الشيخ يجب ان يكون ابن شيخ او جده شيخ ،او له صيت لاذع في الوسط الاجتماعي ومعروف

عند مجتمعه والكل يعلم ان الرجل الذي لم

يمتلك مضيف خاص بابيه او جده ليس بشيخ . ان الشيخ اذا كان فقيرا ليس عيبا بل العيب من ينتحل شخص الشيخ لامتلاكه الأموال او انتسابه لمجالس الشيوخ او

يتقرب للسلطان كما يحدث اليوم ، فالشيخ شيخ وان

كان فقيرا والشيخ لا بد ان يكون ابن شيخ لانها تكون سلسلة متوارثة ، وابن الحمولة ابن حمولة وان كان لايملك اموالا او سيارة (زيرو) ولا ينتمي للحكومات

والاحزاب . اتذكران بعض شيوخ التسعينات اصبحوا

شيوخا حسب العلاقة والمصلحة الشخصية مع شيخ (أ) وشيخ الاصلي (أ) يعلم جيدا ان الذي ايد له شيخة (ب) هو كان لا يذكر ان حضر ام غاب ولكن المصالح

الشخصية تلعب دورا فعالا حتى مع بعض الشيوخ

الأصليين , وهناك من المستشيخين أصبحوا لعبة بيد الشيخ الاصلي (بيده الريمون ) وهذا مما يدل على ضعف شخصيتهم . مع كل الاحترام والتقدير لرؤساء الافخاذ

الذين يملكون شخصية متزنة ولا يبالوا لما يدور

من تلون القوم وسلوكياتهم . نعم هناك رؤساء يمثلون قومهم ويملكون شخصية محترمة بعيدة عن الانتهازية ولهم مني ومن قومهم اسمى الاحترام والتقدير .

تحولات لقب شيخ بين الوسط والجنوب قبل الاحتلال وبعده

احد الشيوخ في احدا المدن العراقيه قال ذات يوم انه كان في مدينته ستة من الشيوخ الذين يطلق عليهم ( شيوخ عموم ) لكن صدام

حسين جعل منهم ( 600 شيخ عموم ) . ظاهرة الشيوخ بالطريقة التي حصلت فيها بعد عام 1990 عندما احتاج النظام

السابق الى حشد العشائر وبعد ذلك بالطريقة التي بدات تحصل بها الان بعد المتغيرات التي حصلت في الوسط الاجتماعي ــ العشائري العراقي لاسيما في مناطق

الوسط وغرب العراق على اثر ظهور القاعدة

ومن ثم ظهور ( شيوخ الصحوات ) باتت من المسائل التي تحتاج الى وقفة وتساؤلات نظرا لاهميتها على البنية الاجتماعية للمجتمع العراقي .. هذا المجتمع الذي

يتميز بكونه مجتمعاً

ذا تكوين عشائري ويعتز العراقي بجذوره وانتمائه العشائري ، وبنشأته في هذه البيئة التي تشبّع فيها بالقيم والتقاليد العشائرية الأصلية ، وعلى مرّ التاريخ

كانت للعشائر العراقية أيام ووقائع مشهودة يذكرها التاريخ إلى يومنا هذا وخاصة في مقارعته الاحتلال وتمسكها بتراب العراق ووحدته، وخير دليل (ثورة العراق

الكبرى "ثورة العشرين")، والتي سجلت فيها هذه

العشائر أروع الملاحم وصور الجهاد البطولي والمواقف الأصيلة، ولقّنتْ المحتلّ الدروس في الفدائية والتمسك بأرض الوطن والذود عنها مهما كلفها من

تضحيات، وكانت لشيوخ العشائر الوقفات الأصيلة التي توجّوا بها ذلك التاريخ .. ولم يقتصر دور العشائر في منطقة واحدة وإنما شملت العراق كله وطيلة فترة الحكم

الملكي للعراق كان للعشائر دور كبير في واقع

ومستقبل الشأن العراقي حيث كان هناك مجلس أعيان العراق في العهد الملكي الذي ضمّ أغلب شيوخ العشائر العراقية المعروفة .

كما كانت للعشائر امتدادات في محافظات العراق كافة وكان شيوخها يعدون على (عدد الأصابع) في كل محافظة، واستمر هذا الوضع إلى أن

قامت الجمهورية وانتهى العهد الملكي ، حيث بدأ دور العشائر ينحسر شيئاً فشيئاً وخاصة بعد صدور (قانون الإصلاح الزراعي) ، وذهاب أغلب الأراضي الزراعية

التي كانت تحت سيطرة الشيوخ إلى الفلاحين

وعند تسلّم حزب البعث السلطة في العراق وخلال فترة السبعينات ونهاية الثمانينات انحسر دور العشائر العراقية تقريباً عن الساحة ....

شيوخ التسعين

لكن وبعد الحرب على العراق، وأحداث عام 1991 بدأت الحكومة العراقية بالاهتمام بالدور العشائري، وبدأ صدام حسين باستقبال شيوخ

العشائر وتم تشكيل مكتب خاص لشؤون العشائر مرتبط برئاسة الدولة . وفي هذه الفترة بدأ ظهور طبقة جديدة من

شيوخ العشائر، بحيث أصبحت العشيرة الواحدة تضم عدداً من الشيوخ، وبدأت الهدايا (الرئاسية) تقدم في المناسبات إلى الشيوخ، والتي

أطلق عليهم (شيوخ التسعين) ويقصد بهم الذين ظهروا في فترة التسعينات، والقسم منهم يعمل في التجارة أو

المقاولات، وتم استغلال علاقاته ونفوذه من أجل حصوله على (لقب شيخ) والتي كانت من بين هدايا الرئيس صدام (العباءة) لقسم من هؤلاء

الشيوخ مع المكافأة المادية في المناسبات الوطنية.

وشيوخ الصحوة

بوش من جانبه لم يكذب خبرا ففي الوقت الذي كان فيه العراقيون موعودين بالعولمة والاقتصاد الحر والتقدم العلمي والحضاري لكي يكون

نموذجا يحتذى لما كان يسميه ( الشرق الاوسط الجديد ) واذا به بعد المتغيرات التي حصلت في العراق وخاصة في ا

لمنطقة الغربية يبدا بتطبيق سياسة ( التشييخ ) اذا صح التعبير . واذا كان صدام حسين قد اوجد مصطلح شيوخ التسعين فان بوش هو مبتكر

شيوخ الصحوات . فبعد احتلال العراق في التاسع من أبريل 2003 وما جرى من أحداث شهدتها الساحة العراقية

وظهور المقاومة المسلحة لقوات الاحتلال وتصاعد العمليات العسكرية واستهداف المدن العراقية المدينة بعد الأخرى وفي ظل هذا الوضع

المضطرب الذي عاشته المدن العراقية وخاصة في المناطق الساخنة والتي كانت تتواصل فيها عمليات استهداف ا

لقوات الأمريكية الأمر الذي دفع بالقوات الأمريكية بالاستعانة بشيوخ العشائر في هذه المناطق للمساعدة في حماية المسلحين للسيطرة

على هذه المدن ، وبالفعل فقد نجحت هذه التجربة والتي أطلق عليها (الصحوة) والتي أعطت لشيوخ العشائر دوراً

مهماً في الساحة السياسية والأمنية العراقية وحتى على الصعيد الإقليمي والدولي حيث نرى الزيارات التي يقوم بها شيوخ العشائر إلى

البلدان المجاورة الإقليمية وأيضاً زيارة وفد شيوخ عشائر الأنبار إلى واشنطن ولقاؤهم بالرئيس الأمريكي بوش في ا

لبيت الأبيض، وقبلها الزيارة التي قام بها الرئيس بوش إلى الأنبار ولقاؤه بالشيخ عبد الستار أبو ريشة مؤسس الصحوة.

ولكن بعد ذكرنا ان المشيخة متوارثة ولكن هناك امر لابد من ذكره هولن ولم تدوم وراثتها الا بالحظ السعيد والحظ السعيد هو مخافة الله تعالى . لان المشيخة ليس

حكرا بيد من يخالف الشرع المقدس او متكبرا على

ابناء قبيلته قال الله تعالى في الحديث القدسي (قال الله عز وجل : الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار ) او متلون السلوك مع الآخرين وكثير من الصفات المخالفة التي هي رهن على تحطيم تلك المشيخة المتوارثة

الدكتورالحاج علي الفهد ال عجيل العبادي

واعتذر عن الهفوات اللغوية او السلوكية أن وجدت ومنكم نتعلم

2015-9-20