خميس فرحان علي الخنجر العيساوي هو سياسي ورجل أعمال بارز وله تأثير كبير في المجتمع السني العربي في العراق. لديه علاقات تجارية وسياسية واسعة النطاق في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وهو شخصية مثيرة للجدل لها سمعة في تحويل التحالفات السياسية وروابط محتملة لتمويل الإرهاب عن طريق صلات بالدولة الإسلامية، هذا بالنسبة ايضا لمعارفه السابقة والحاضرة مع حزب البعث العراقي وعائلة صدام حسين، كما وان علاقاته مشبوهة مع دولة قطر. حاليا هو مؤيد لنظام فيدرالي في العراق من شأنه أن يخلق منطقة مستقلة للعرب السنة مشابهة لحكومة وإقليم للأكراد فب منطقة كردستان شمالي العراق.
ولد خميس الخنجر في التاسع من اب عام 1965 وترعرع في قبيلة أبو عيسى في الفلوجة بالعراق. والده يدعى فرحان وكان يعمل كراعي في مزرعة تابعة للعائلة . في البداية عمل هو وأخوه عبود في المزرعة وسرعان ما أصبحا من رجال الأعمال البارزين في شمال العراق. ومن هنا بدا الخنجر يوطد علاقاته السياسية، وكان من المعروف أنه يحول الاموال ويدعم بعض السياسيين المتنافسين. ودوره الفعال كان من خلال جمعياته الخيرة الشخصية التي بواسطتها حول الأموال للمنظمات التي تدعم جماعات الإرهاب. استخدم خميس وأخوه عبود المال الذي جمعه والده قبل وفاته، وفتحا متجراً ايطالياً للأثاث وطورا علاقتهما التجارية مع أبناء الديكتاتور العراقي آنذاك صدام حسين: عدي وقصي. بدأ خميس وعدي حسين باستيراد وتهريب السجائر عبر الحدود وسرعان ما أصبحا مهربين مختصين. حصل الخنجر على بكالوريوس في العلوم. في الأدب العربي من جامعة صلاح الدين-أربيل، ثم على ماجستير في إدارة الأعمال من كلية صيدا الجامعية في لبنان، وماجستير في العلاقات الدولية في جامعة الشرق الأوسط في عمان.الخنجر متزوج ورزق بثلاثة أولاد، ولد ذكر وابنتين وعائلته مقيمه في الأردن.
خلال التسعينات عمل الخنجر بشكل وطيد مع عدي وقصي أبناء صدام حسين، وبشكل خاص مع عدي في تهريب السجائر. ويشاع أن عدي وخميس قد اعتادا في تعاملهما التجاري تقاسم الأموال. ويزعم أن شقيق خميس الخنجر عبود سجن بعد أن اقترب من ابنة صدام حسين واقتراحه الزواج. وبعد تدخل صديق عائلي، أطلق سراح عبود وهرب كلا الأخوين إلى الأردن. الجزء الأكبر من ثروة الخنجر غير معروف كيف حصل عليه ولكن يفترض أنه قد تم بناؤه على عمله باستيراد وتهريب السجائر.[1] قبل سقوط نظام صدام حسين بفترة وشيكه ومع بدا الهجوم الأمريكي على العراق عام 2003، أودع عدي مبلغ 700 مليون دولار عند الخنجر والاخير قام بإيداعه في بنك الاتحاد في الأردن الذي كان الخنجر مديرا خلال تلك الفترة. وقد قتل عدي على يد الامريكيين عام 2003 وظلت الاموال التي اودعها عند الخنجر لغزا حتى اليوم.
للخنجر علاقات تجارية مع العائلات الحاكمة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك الأردن وقطر. في عام 2014 هرب من الأردن بعد صدر أمر باعتقاله بسبب محاولته مع مسؤول تنفيذي في بنك الاتحاد الاستيلاء على بعض المصانع في البلاد ولم يعد إلى الأردن منذ ذلك الحين
خميس الخنجر يحمل جواز سفر قطري منذ عام 2012. يشاع بان خميس تزوج ابنة صدام حسين الأكبر رغد في عام 2012 وهذا الذي ساعده بمنحه الجنسية القطرية. كما أنه يملك العديد من محطات البث التلفزيوني .[3] اتهم الخنجر بأنه كان الوسيط ا للأموال القطرية المخصصة للجماعات المتمردة في سوريا. وتفيد التقارير بأن علاقات الخنجر مع قطر كانت قد توترت بسبب شكوك قطرية بان الخنجر استغل الأموال التي منحت له من قطر لإقامة مشاريع خيرية في كردستان والعراق كبناء مدارس تحت راية مؤسسة الخنجر للتنمية . وتفيد التقارير بأن علاقته مع قطر كانت قد أعلنت قبل حضور خنجر لمعهد المعهد الأوروبي للسلام في جنيف في الفترة من 15 إلى 16 فبراير 2017 في سويسرا. ويقال إن الخنجر يعمل كبديل للحكومة القطرية وان مصالح الخنجر تتلاقى مع مصالح الحكومة القطرية
ان الذي يدير مصالح الخنجر التجارية في أربيل هو مجيد العيساوي صهر رافع العيساوي الذي تربطه بالخنجر علاقة متينه فقد كان الخنجر لاعبا رئيسيا في إنشاء الحركة الوطنية العراقية قبل انتخابات 2010. وكان شريكه المقرب رافع العيساوي الذي ينتسب ايضا للمشروع العربي في العراق. وكان العيساوي قد انضم إلى للحركة الوطنية لتحرير السودان، قد عمل سابقا كجزء من إيب (الإخوان المسلمين) التابع لجماعة الإخوان المسلمين .[5] لدى العديد من السياسيين في مؤسسة الخنجر علاقات مع الاخوان، مما أثار الجدل والاتهامات بانتماء الخنجر لجماعة الإخوان المسلمين. وقد كان منح الخنجر إذاعة الرافدين لشركائه في القاهرة لتعزيز نشر جماعة الإخوان المسلمين ورابطة علماء المسلمين. وتبث محطة التلفزيون بشكل دائم البرامج التي تسعى إلى تقوية ونشر الافكار الإخوانية وأراء العلماء المسلمين. فالدكتور محمد عياش الكبيسي هو المتحدث باسم جمعية الفكر الإسلامي للعلماء المسلمين ومؤيد خميس الخنجر.
في عام 2016، نقل عن الخنجر بأنه شيد ومدح زعيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي حيث كتب في حسابه على الفيسبوك: "أبو بكر البغدادي (زعيم داعش) هو زعيم الإسلام" .[6]
وكان الخنجر قد عمل مع حاكم الموصل السابق اثيل النجيفي وشقيقه أسامة النجيفي نائب الرئيس السابق لحكومة العراق ووزير المالية السابق رفع العيساوي لنشر فكرتهم المشتركة وهي اقامة منطقة سنية مستقلة في العراق. كما تتلقى المجموعة المساعدة والدعم المالي من دولة قطر. ويسعى الخنجر والعيساوي حاليا من الحصول على أمر اعتقال إرهابي ضد رئيس الوزراء نوري المالكي. ويقال أيضا بأنه قام ببناء ميليشيا سنية –تدعى قوة حرس نينوى لمحاربة الدولة الإسلامية التي تضم ما لا يقل عن 4000 رجل من محافظة نينوى.[1] حذر الخنجر علنا من العنف الطائفي في تشرين الثاني / نوفمبر 2016، قبل بدأ الجهود العراقية لتحرير الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية، وقال بان هذا سيحدث في حال قامت القوات غير السنية بتحرير المدينة، واتهم قوات الحشد الشعبي بقيادة الشيعة بارتكاب الفظائع ضد السنة. وقد عبر الخنجر عن رائيه في مقابلة حيث قال: "الجميع يبحث عن الخلاص من داعش [...] ولكن بعد هزيمة داعش، ستبدأ مرحلة خطيرة جديدة، فإذا لم تعالج الولايات المتحدة والحكومة الظلم الذي يمر به السنة من قبل الشيعة ستزداد المشاكل وهذا سيهدد مستقبل العراق".[7] في عام 2017 كان مرتبطا بزعيم الحزب الشيعي عمار الحكيم. وضغط على المجلس الأعلى الإسلامي في العراق، بهدف بناء دعم لمشروعه السني وهو اعادة الإعمار في محافظة الأنبار ذات الغالبية السنية.
الحاج علي الفهد العبادي