عروبة نصاصرة

يا الهي ما حدث لهذه الدنيا ؟! أستولت التكنولوجيا على العالم, أصبحنا أجسادا بلا حضور ولا روح أعيننا دوما نحو شاشات تسرقنا من واقعنا وأجهزة تسيطر علينا

ماهو مستقبلنا وماذا ينتظرنا؟ لم تعد العائلة حميمة كالسابق ولم يعد الأصدقاء يلتقون كما كانوا وأصبحت حياتنا كالسجن تحت حكم التكنولوجيا. صرنا مجرد أجساد ألية بدون عقول روح ومشاعر

كان جدي رحمه الله يعيش ببساطة ومع كل مصاعب الحياة كان يجلس مع الأقارب والعائلة ويتبادلوا الأحاديث بفرح وطيب

اما اليوم فكلنا أسرى للأجهزة التكنولوجية, لم نعد نتبادل الأحاديث, صرنا نرسل لبعضنا الرسائل بدل طرح السلام

لم نعد نكترث لبعضنا البعض ولا لمشاعر الأخرين

صرنا نتواصل عبر وسائل الإتصال الإجتماعية ونعيش حياة مزيفة تغطيها مظاهر خادعة, صارت الأخبار تنتشر بثواني معدودة وتصل إلى كل العالم

.حرمة بيوتنا وخصوصيتنا لم يعد لها إحترام وأصبحت حياتنا لعبة بيد الأخرين

لاشك أن التكنولوجيا خدمت الإنسان وسهلت حياتنا وجعلتنا نعيش حياة أفضل, أصبحنا نتحدث من أشخاص بعيدة عنا ونتغلب على بعد المسافات

...صارت حياتنا مليئة بالرفاهية أصبح الروبوت ينظف ونحن نرتاح والثلاجة تأتي أليك كأنها خادم يقول لك: تفضل يا مولاي

.صارت السيارات أسرع وتقنياتها أعلى وتقود بدن سائق أو تعمل على الكهرباء, صار الروبوت هو من يجري العمليات الجراحية بدل الطبيب

يا للعجب حقا إن كل هذا مثل الخيال لا أستطيع تخيل الحياة بدون تكنولوجيا لولا التكنولوجيا لم أستطعت ان أسمع زقزقة العصافير, ولما إستطعت أن أستخدم الهاتف ولا أن أستمع للموسيقى

لحسن حظي أن التكنولوجيا إستطاعت أن تعوضني عن عسر السمع وتمكنني العيش مثلي مثل الأخرين والإستمتاع من حياتي

ولكن كيف ستكون الحياة في المستقبل هل ستسيطر علينا الروبوتات ؟

ممكن في خلال خمسين أو مائة عام كل واحد منا سيكون لديه روبوت يملكه ويكون صديقة المقرب إليه وربما لن نجد صديق بشري لنشرب معه القهوة ونفضفض له مشاعرنا وهمومنا

وربما لن نجد أخ أو قريب يرعانا ويهتم بنا فنحتفل بيوم ميلادنا مع الروبوت لكي لا نشعر بالوحدة

ممكن أن يصبح الروبوت هو من ينقذ حياتنا ويعطينا الدواء أو يتصل بالإسعاف لأجلنا وقت الحاجة

أنا أعترف أنني أقضي وقت طويل أمام الحاسوب أو الهاتف ولكني لا أعلم كيف ستكون حياتي عندما أصبح عجوز

أعترف أني إذا كسر هاتفي سوف أبكي من كل قلبي أو حين ينقطع الإتصال بالإنترنت أو إذا أذهب إلى مكان لا يوجد "واي فاي" سأشعر كان الحياة توقفت ولا أعلم ماذا يحدث حولي وأن شيء ينقصني

لست أعلم إذا كان الهاتف صديقي أم عدوي الذي يلهيني عن دروسي أو حياتي الاجتماعية

علينا أن نستيقظ من كل هذا ونعود إلى الواقع والحياة الطبيعية حيث تجلس العائلة معا وتتبادل الأحاديث ويلعب الأصدقاء سوية

.ربما خلال خمسين عام لن نجد أصدقاء ولا أقارب وسنكون وحيدين في هذا العالم الكبير ربما الأن علينا وضع حدود وإلا سيصبح العالم غريب ولا يطاق