يمان شريف شحادة

الكوارث الطبيعية غضب من صنع الإنسان

منذ قديم الزمان والطبيعة تطلق حفيظتها بوجه الإنسان جراء ما يرتكبه من انتهاكات في حقها فتارة تطوح به بعواصف شديدة أو بإغارة الماء عليه فتكون أحلك الساعات على الإنسان فلا يعود له موئل يقيه من القيض والزمهرير فيستنبط جزعا رد الطبيعة على أفعاله فيضطر مهزوما أن يأخذ الرعان بيوتا حتى تأتي بشائر اليمن بانحصار الغضب

وتبقى ظاهرة الاحتباس الحراري هي كلمه السر في العلاقة بين وقوع مثل هذه الكوارث والنشاط الإنساني غير المنضبط الذي أثر على تساوق الطبيعة وأضناها، لكنه في المقابل أصبح يعد للأمر عدته فبدا ينتبه للإشارات التحذيرية التي تصدرها الطبيعة قبل أن تصب جل غضبها على الإنسان مثلا: ظهور مخافض الماء على الشاطئ أو ظهور الزبد على وجه الموجة قبل وقوع التسونامي، أو إرسال عدة عواصف صغيره تتمايل معها الأشجار كمن يرقص على النثير محذرة بان الرقصة القادمة أخطر

لكن رغم كل هذه التحذيرات مازال الإنسان لا يتعض من هول الأمور التي حدثت لأسلافه فعلى العكس تماما كلما تقدمنا بالسنين ترجحت كفة التكنولوجيا على كفة الطبيعة فأصبح الإنسان يتخذ من اليم والخمائل مكب للنفايات الكيميائية غير آبه بالعواقب الوخيمة المترتبة على هذا الأمر متناسيا بما أغضت عليه الطبيعة بمعاملة سخية، لا مبالاة الإنسان أدت لقتل الملايين وتشريد الكثيرين من سكان الدول النامية ودول العالم الثالث وتدمير اقتصاد بلدان كاملة وتدهور الأوضاع الصحية لسكانها إذ انه رغم التطور التكنولوجي مازال الإنسان غير قادر على تحديد الزمان والمكان الذي ستضرب فيه الطبيعة ليعود مجددا إلى نقطه البداية فيمكن لضربة واحده من الطبيعة أن تعيدنا إلى عصر ما قبل الكهرباء , ربما فقط في تلك الحالة قد يستفيق! لكن بعد فوات الأوان

ليكون وابلا من الإحداث شرارة في انطلاق الجمعيات الصديقة للبيئة التي تحاول الربط بين البشر والطبيعة مؤتزرين بثوب الشجاعة للإقدام على تلك الخطوة بهدف مصلحة مشتركة للجميع دون استثناء، أحد الأعمال التي تقوم بها تلك الجمعيات هي إجراء دراسات على تصرفات البشر إزاء قطع الأشجار واستخراج الذهب الأسود والعسجدي كما أنها تمول أبحاثا لخلق طاقة بديله مساوية بمفعولها طاقة الفحم والنفط، مثل تلك الأعمال تأثر على المدى البعيد وتحد من انتشار الكوارث الطبيعية لكن مع كل هذا درئها مئة بالمائة لا يزال أمرا مستحيلا

لطالما كانت الكوارث الطبيعية عقبة لا يمكن تجاوزها أو الالتفاف حولها في وجه الإنسان ودائما ما كانت تذكره بوجوب اخذ الحيطة والحذر وان أي خطا صغير قد يكون ضربة قاضية، مهما كان خلد الإنسان منفتحا على العالم عليه عدم الاستخفاف بقدرة الطبيعة واستغلالها بشكل صحيح وغير مبالغ به