ناجي قدح

كثير هو التساؤل وأكثر من ذلك ان الاجابات متعددة، وكم هو كثير تساؤلي لماذا انا لماذا يا ربي،

مرت سنوات طويلة وانا اخاف حتى التفكير بحالي كنت أظن انه لا يحق لي، كيف لا وانا ذاك الطفل ذو الاحتياج الخاص الوضع المميز والحالة الحرجة، كم اوقفني اليأس وكم بكيت حالي وأنّبتها، آلمتُها وعاتبتها لظلمها والتقليل من شأنها وكم عانت أمي معي.

ها أنا اكتب اليوم يا أمي وأعبّر، ها أنا قادر على ان اقول "أنا هنا، أحب الحياة وأعشقها لدي شغف للمستقبل أحلم به مزهرٌ رائع، أتسمعوني؟".

لا أعرف إن كان ما عانيته تنمرًا ام جلداً لنفسي ولا يهم التصنيف مطلقاً، اصبحت منطلقًا مفكرًا ومحللًا حتى، أحبك ربي وشكرا لكوني مختلفاً.

-ناجي، ناجي دورك الآن بات متاحًا لك الدخول سيستمر علاجك اليوم من ساعتين إلى ثلاث ساعات على أقل تقدير آمل أن يكون يسيراً عليك.

-حسناً ها أنا قادم.

لقد كان خوفاً وهاجساً هذا مجرد خاطر قد مر على عقلي، ها قد عدنا إلى ارض الواقع ولكن بقوة هذه المرة، إسمعني ايها الانسان الذي تقرأ الآن وانصت لي جيدا من فضلك، كلٌ منا جميل بنفسه المتفرد المميز بابتسامته لربما بشكله وياقته او حتى ذوقه في إختيار ملابسه وبالتأكيد كلٌ منا مهم وأبدا لا يهُم من تكون ومن أي خلفيةٍ قد أتيت المهم أنك قد أتيت قدمت أهلًا يا عزيزي، قد أتيت ولن ترحل من ذاكرتهم بسهولة لانك جميلٌ قلبًا وقالبًا تاركا ورائكَ ذاك الأثرَ الناعم اللطيف ليومهم او بضع لحظاتٍ منه.

يصعب عليّ القول أنه كان سهلاً او يخلو من الصعاب وكتلةُ المشاعر تلك التي تضيق وتضيق فتنفجر باكياً غاضباً معلناً ثورة على كل ما يخصك حتى تفكر للحظة بالاعتزال عن الجميع والإعراض عن أخذ الدواء او الجرعاتِ كاملة، تتكاسل في مهامك المعتادة ويصبح أقرب الاشياء إليك نفسك وما يُمتّع وحدتها هو هاتفك الخاص منتقلًا به من رابطٍ لآخر في محاولةٍ منك ايجادَ متعةٍ تغنيكَ عن التفكير لساعات ...

هكذا إلى أن تدرك أنك تحاول الهرب عبثاً حينها عليك استجماع طاقاتك وشجاعتك الكافية لانه لن ينفعك أحد إن لم ترد أنت أن تُسمع العالم صوتك أو تُخبر من ناجي الذي يسكن في داخلك لماذا أتيت وماذا ستفعل، وأظن أني قد فعلتها اليوم، قد قدمت لأقول لك "كم أنا وأنتم وجميعنا جميلون ".