هيا مصطفى

العالم بعد مائة عام

اليوم نرى العالم مختلف عن الزّمن القديم حيث لم تكن التّكنولوجيا موجودة وكانت الحياة بسيطة وذات تربية عالية بالنّسبة للأطفال، كما لم تتواجد الهواتف الذّكيّة وبرامجها الترفيهية ففي ذلك الزّمن كان الأطفال يلعبون بألعاب أخرى من ابتكارهم: من الحجارة "الطّمسة"، كرات ملوّنة "بنانير"، طاولة، العصا والعجل... أي يجتمع الأطفال كي يلعبونها بمجموعات وكانت اللّقاءات والحياة الاجتماعيّة هي الأهمّ بين جميع النّاس، لذلك كانت الحياة بسيطة وتجمّلت بالطّمأنينة.

في الزّمن الحاضر اختلف الوضع، فقسم من التّكنولوجيا قد عطّلت الكثير من الأشياء وأثّرت أيضًا على الإنسان، مثلًا التّواصل الاجتماعي عبر الهواتف الذّكيّة قد لغى جماليّة وأهميّة اللّقاء والجلسات العائليّة والاجتماعيّة.

يشعر بعض الأطفال اليوم أنّهم خسروا متعة التّواصل الاجتماعي بسبب تركيزهم على الهواتف الذّكيّة، فنرى أنّ بعض الأطفال يستفيدون من هذه التكنولوجية فيتعلّمون من خلالها ويتنوّرون منها بالمعلومات الحديثة، أمّا بعضهم الآخر تؤثّر عليهم هذه التكنولوجية سلبًا مثل، تعلّق الأشخاص بهواتفهم بشكل كبير بدل من التّواصل مع من حولهم وتقليد الأطفال لتصرّفات الإنسان البالغ، فهذا يؤثّر عليهم في حياتهم ويسبّب لهم صعوبة بالتّواصل الاجتماعي.

لذلك نرى بأن التكنولوجيا هي صاحبة التّأثير الأكبر في هذه الدنيا وخاصّة لدى الأنسان، فكلما ازدادت الآلات التّكنولوجيّة، كلّما قلّ التّواصل الاجتماعي، وإذا فكّرت قليلًا وتخيّلت الحياة بعد مائة عام من اليوم، أرى بأنّ التّواصل بين النّاس سيكون فقط من خلال التّكنولوجيا، حتّى في المدارس أتخيّل أن يتعلّم الأولاد في بيوتهم عن طريق الحاسوب أو الهاتف، وفي مجال العمل سيكون زيادة في البطالة لأنّ الآلات التّكنولوجيّة ستبدّل عمل الإنسان فلن يجد أماكن كثيرة للعمل فيها.

بالمقابل لهذه الأمور السّلبيّة ممكن أن تؤثّر التّكنولوجيا بشكل إيجابي فسيكون التّواصل بين النّاس أسهل وأسرع، وتنتقل الأخبار بشكل أفضل مثل، فيروس "الكورونا" الّذي ظهر في الصّين وأثّر على كلّ العالم فنقل الخبر والتّحذير منه كان من خلال التكنولوجيا. بالإضافة إلى ذلك أتخيّل أنّ من ناحية الطّب سيكون تطوّر كبير ويساعدون النّاس على اكتشاف أمراضهم ومعالجتها وسيكون حلول أكثر للأمراض الخطيرة. لأمّا في مجال المواصلات ووسائل النّقل فأتخيّل أن تكون القيادة أسهل فالسّيّارات ستسير لوحدها وربّما تطير قليلًا ومواقف السّيارات ستكون أفضل بسبب تدخّل التّكنولوجيا.

أتمنّى أن يكون تأثير التّكنولوجيا بعد مائة عام هو تأثير إيجابي أكثر وليس سلبي، وأن يهتمّ الإنسان بحلّ مشكلة التّواصل الاجتماعي عن طريق استعمال تطبيقات من خلالها يلتقي الأشخاص لأهداف مختلفة مثل تطبيقات رياضيّة أو تعليميّة.