يوسف غوشة

حلمي

أنا اسمي يوسف غوشة، عمري 14 عام، ساكن في كفر عقب، عندي 3 أخوه و 3 خوات، أنا الأصغر بيناتهم، أمي تعمل ربة منزل، وهي التي ربتنا وقامت برعايتنا بعد وفاة والدي جراء سكتة قلبية أثناء تواجده عند الحلاق، توفي والدي عندما كنت في عمر 8 سنوات.

ولدت مع مشكلة سمع شديدة في كلتا الأذنين، بدأت مسيرتي التعليمية في مدرسة صور باهر للبنين، كنت في صف مطور، مكثت في المدرسة سنتين، ومن ثم انتقلت الى مدرسة أبو حامد الغزالي عند أستاذ رامي أبو شافع، كان يعاملني باحترام ومحبة، فاعتبرته كصديق وكان مثل أخي الكبير، بعد عام واحد انتقلت الى مدرسة ابن الهيثم الإعدادية، في تلك السنة كان أستاذي محمد عبيدي، أصبحت مشاكلي كثيرة في المدرسة بسبب الأستاذ، وأصبحت امي تأتي الى المدرسة كل يوم، ولم يكن المجيء الى المدرسة سهلًا بالنسبة لها، اذا أننا نسكن في منطقة كفر عقب وهي بعيدة عن منطقة ابن الهيثم، فالطريق كانت طويلة وصعبة بالنسبة لها.

كنت أشعر بالغضب عند مجيء أمي الى المدرسة، وذلك لمعرفتي بالمعاناة التي تعانيها عند الخروج من البيت متجهة الى المدرسة، فهنالك حاجز قلنديا، والباصات، والخط الضعيف الى منطقة امليسون، عدا عن الوقت الذي تحتاجه للوصول، وكنت أزيد من مشاكلي مع الأستاذ بعد قدوم أمي، وذلك بسبب غضبي، هذا عدا عن كوننا لم نتعلم أي شيء خلال تلك السنة، فقد كانت من السنوات التي خسرناها تعليميًا.

في السنة التالية، جاء أستاذ جديد الى الصف، وقد قال بأنه سيكون مكان الأستاذ محمد عبيدي، كان اسم الأستاذ وهيب عبيد، كان يعاملنا باحترام ومحبة، فأحببت المدرسة من بعد استلامه للصف، وقام بتشجيعنا على الدراسة، حتى أنه قام بشرح المواد بطريقة جميلة حتى نفهمها، ونحبها، فأصبح جميع الصف متشجعًا للدراسة، ويريدون تحقيق أحلامهم، بالنجاح في البجروت ودراسة ما يحبون.

من جهتي فأنا أريد أن أتعلم وأتخصص في موضوع العلاج الطبيعي، وقد أحببت هذه المهنة لعدة أسباب، منها، أنني في أحد الأيام ذهبت الى الحمام التركي قبل عرس أخي، ولا زلت أذكر هذا الشعور حتى اليوم، شعور الراحة والقوة، أحببت الطريقة التي يعاملون بها زبائن هذا الحمام، والمهنية الموجودة لدى الموظفين القائمين على عمل المساجات للزبائن، فهي تريح الجسم وتزيل عنه التعب والارهاق.

السبب الثاني، هو محبتي للحلاقة، فأنا أساعد صديقي في الحلاقة، وتعلمت المهنة منه حتى أتقنتها، حتى أصبحت أحلق للزبائن بمفردي، وأصبح طموحي أن أفتتح محل حلاقة للرجال، ومعظم هذه الأماكن اليوم يوظفون لديهم معالج طبيعي، ولديه غرفته الخاصة، والتي يقوم الزبائن بالتوجه اليها خصيصًا من أجل عمل المساجات.

حلمي اليوم هو تعلم العلاج الطبيعي حتى أتمكن من افتتاح محل حلاقة مع عيادة علاج طبيعي، أقوم أنا بالإشراف عليها والعمل بها، هذا حتى أكسب الكثير من الزبائن وأكسب ثقة الزبائن بي، مما يؤدي الى نجاح عمل وكسب الكثير من النقود، والتي تمكنني من شراء كل شيء أرغب به مثل مطور Tmax وسيارة GTI أو سيات FR.