محمد حمادة

تحدي

بدأت القصة منذ وقت طويل، في تلك الأثناء لم نكن نعلم ما يحدث، ولم ننتبه لحقيقة الأمر. في صغري، أبي وأمي يناديان، لا أسمع ما يقولون بوضوح، يرددون مرة بعد مرة ولكن لا فائدة من ذلك. كبرت وأصبحت في الصف الخامس وأنا أعاني من نفس الحال، ولم أكن أسمع المدرسين جيدًا. لا أسمعهم حينما يحددون اختبارًا معينًا أو واجبًا منزليًا، وبالتالي لا أدرس فتنخفض علاماتي أكثر وأكثر، استمر الوضع بالتدهور، حتى وصل إلى أن تراجعت علاماتي بشكل غير مسبوق.

قرر أهلي اصطحابي لإجراء فحص سمع وتبين أن لدي ضعف في سمعي، وحينها بدأت بوضع السماعات وأصبح سمعي مختلفٌ جدًا عما كان. كانت الأمور صعبة، مراجعات كثيرة لمراكز السمع والأطباء، ولكن النتيجة جيدة فأنا الآن أسمع بشكل رائع، أسمع بوضوح، ولا ألتهي بالطلاب والفوضى، أي أنها لا تؤثر علي كما كانت في البداية. أصبحت أتحسن مرة بعد مرة. لكن الصعوبات لم تنتهي، فأنا لا أرتاح للسماعات، أحيانٌ كثيرة تؤلمني وأحيانٌ أخرى يلتصق بها الصمغ في أذني وأضطر لمراجعة الطبيب لإزالة الصمغ فيتحسن الوضع ولا تلبث أن تتكرر العملية مجددًا، يزعجني هذا الوضع جدًا خاصة أن الصوت في السماعات يصبح مزعجًا جدًا حينما يلتصق بها الصمغ ويصبح كالصفير العالي ويشوش على السمع. أيضًا حينما أذهب مع زملائي وأصحابي للعب كرة القدم اللعبة التي أحبها، لا أعلم أين أضع السماعات أو أجهزة FM؟ لأن الكرة قد تصدمها وحينها تكون مشكلة كبيرة، وأنا لا أريد أن يحدث هذا الشيء؛ فهذه الأجهزة التي أستخدمها باهظة الثمن وأيضًا ليس من السهل الحصول عليها. وإن تعطلت فأنا أضع نفسي في مشكلة كبيرة.

في النهاية السماعات وغيرها من الأجهزة التي نحتاجها ليست مريحة كثيرًا ولكنها الحل الموجود إلى الآن، وعلينا أن نصبر، فكل ما نحن فيه هو اختبار من الله عز وجل، والصبر يعني ثواب عظيم من الله سبحانه.