إستبرق بامية

حلمي

كنت أذهب إليه إلى المشفى وأشعر بفرحة كبيرة عند رؤيته،ولكن مع الأيام أصبح وجودي حوله غير محبّب من أمي خوفاً منها على مشاعري،فكنت أصرّ على طلب رؤيته ولكنّ رفض أمي لم يتغير ... بعد أن رأيت أبي يتألم في سريره وأنفاسه متقطعة،تألّم صدري وكدت أختنق من شدة البكاء،ومن حينها وأنا أطمح أن أصبح طبيبة جراحية،فمن وجهة نظري ورأيي فهذا التخصص يهدف إلى مساعدة الآخرين ،فالطبيب هو اليد الحنونة ومصدر من مصادر الدعم لمرضاه.وبعد رؤيتي للأمر الذي عاناه والدي أحاول ساعية قدر الإمكان من الوصول إلى حلمي الذي أريد ؛ لأرسم الابتسامة على العديد من الأشخاص ليتجاوزوا الصّعاب التي يعيشونها.

لي أمنيات كثيرة أسعى إلى تحقيها في هذه المهنة ، فأتمنى أن أنشر روح الحب والتفاؤل في نفوس جميع من حولي،وأن تكون لي طريقتي الخاصة المليئة بالمسؤولية والاختلاف،وأن أكون طبيبة على قدر واسع من الكفاءة لأكون الشخص المناسب في المكان المناسب.

أما فيما يتعلق في حياتي الشخصية،فلا يوجد شخص كامل،ومن أهم الأمور التي أسعى إلى تحقيقها إلى جانب حلمي أن أوصل رسالة أخرى ،ألا وهي أنّه يحق لكل شخص أن يحلم مهما كانت معاناته وظروفه .

أعاني من مشكلة في السمع منذ أن كان عمري 12 عاما،وكان اكتشاف هذا الأمر متأخراً عن طريق معلمة كانت تخاطبني ولاحظت عدم انتباهي واستجابتي لمخاطبتها لي،وبعد اكتشافها بدأت عائلتي بإجراء الفحوصات اللازمة واستنتج أنّ المشكلة وراثية،فلست الوحيدة في عائلتي التي أعاني من مشكلة في السمع. بدأت المشكلة في أذن واحدة فقط وتفاقمت وانتقلت إلى الأذن الأخرى،فكان من الضروري وضع السماعة التي قابلتها في بداية الأمر بالرفض لما تسببه لي من إزعاج وخجل،إلّا أنني استطعت بعد ذلك وضعها والتأقلم معها،ومن الأمور التي ساعدتني في اجتياز الأمر وجودي الآن في صف اعتمدت المدرسة عند تأسيسه أن يضم مجموعة من الفتيات اللواتي يعانين من مشاكل في السمع،وبدأنا في إيصال أصواتنا وأحلامنا وطموحنا لمن حولنا،ونسعى دائما للتفكير والحلم والسعي وراء هذا الحلم،فلكل واحدة منّا حلم تسعى إلى تحقيقه وستحققه بإذن الله تعالى عاجلاً أم آجلاً...