إبراهيم إدريس

تحدي

كل شخص يواجه تحديات وصعوبات في حياته، لكن ليس الجميع يستطيع التغلب عليها والتعلم منها، فوجود هذه التحديات هو أمرٌ ضروري في حياة أي شخص، فهي التي تقوم ببناء شخصية ذلك الشخص، وهي التي تحدد ان ما كان ذلك الشخص يستطيع التحدي أم لا.

مررت بالكثير من التحديات في حياتي، وواجهت الكثير من الصعوبات والعقبات، بعضها كان في المدرسة، والبعض الآخر كان في البيت، حيث بدأت مشكلتي وأولى تحدياتي عندما كنت في الصف الأول، حينما غادرت المدرسة متجهًا الى البيت، صدمتني سيارة في الطريق، واصطدم رأسي في حافة الشارع، ومن هنا بدأت تتغير حياتي، حيث نقلني صاحب السيارة التي صدمتني الى البيت لاصطحاب أبي وأمي، ومن ثم اتجهنا الى المشفى، وقد تم إيجاد كسر في رجلي، وتم لفها بالجبصين، وبعد سنة من الحادث قمت بإجراء عملية في قدمي لتعديل العظم.

في تلك الفترة أصبحت أخاف كثيرًا من السيارات، وأخاف من الليل، وكنت ألازم أمي طيلة الوقت، ولا أستطيع مفارقتها، وكنت أخاف من التواجد لوحدي في مكانٍ ما، فأخذتني أمي الى المركز النفسي، في تلك الفترة كنت أغيب كثيرًا عن المدرسة، وأصبحت أنام في الحصص، وكثير التشتت حتى في البيت، عندها اخذتني امي الى دكتور العائلة والذي بدوره قام بتحويلي الى طبيب أنف أذن حنجرة، وبعد عمل الفحوصات اللازمة تبين أن لدي مشكلة سمع، وحصلت على سماعة أذن، في البداية لم أكن أريد استعمالها، لكن بعد أن قام أهلي بالتحدث معي عن أهميتها أصبحت أستعملها.

بعد استعمالي للسماعة تحسنت قليلًا في دروسي حتى وصلت الى المرحلة الإعدادية وانتقلت الى مدرسة الطور الشاملة، في تلك المدرسة لم أكن أفهم من المعلمين ولم أكن أدرس، ولا حتى أنتبه في الحصص، فأصبحت أعمل الكثير من المشاكل مع الطلاب، وبالتالي كان المعلمين يضربونني.

في تلك السنة كانت معلمة السمع "مس رندا" تأتي وتعطيني حصص تقوية، وأصبحت تقنعني أن أذهب الى مدرسة ابن الهيثم لأتعلم في صف خاص للسمع، كنت أرفض الفكرة وبشدة، وذلك لأن المدرسة بعيدةً ورفقائي في مدرسة الطور الشاملة، فلم أكن اريد الابتعاد عنهم، فعملت مس رندا على اقناع أهلي، وعندما أقنعتهم أخذوني لزيارة مدرسة ابن الهيثم، كنت مصرًا جدًا على موقفي، ولا أريد التسجيل فيها، فقام أبي بإرسالي الى المدرسة، وقد قمت باختيار التسجيل في صف الأستاذ وهيب، في البداية كنت خزينًا جدًا، ولا أريد البقاء، ولكن بعد عدة أسابيع، بدأت بالاندماج مع طلاب الصف، وكان معلمي في الصف الأستاذ وهيب عبيد يعاملني بطريقة جميلة، وأصبحت أدرس في الصف، وأحل وظائفي، وتحسنت كثيرًا في هذه الفترة، حتى أن أهلي شعروا بتحسن تجاهي، وأصبحوا يعززوني ويتفاخروا بي، معدلي اليوم هو 82 مقارنة بمعدل الشهرين الذي كان 74.

في النهاية أتمنى الحفاظ على نتائجي في الامتحانات، وأن أكون متقدمًا دائمًا في دروسي، فبالرغم من مواجهتي للكثير من التحديات، وبعد مواجهتها في النهاية، وصلت اليوم الى المكان الذي أريده والذي يريدونه أهلي لي.