ألاء دعنا

التحـــــــدي

لإرادة القوية التي تجعلني اصمم على ما أريد، الصبر على ما اواجه من عقبات في سبيل الوصول الى هدفي " التحدي"

بداية التحدي عندي كان في انخفاض مستوى السمع والذي اصابني في جيل الثالثة من عمري.

بدأ التحدي منذ وضعت السماعة وانزعاجي منها فقد كنت طفلة احب اللعب والركض مع اختي التوأم التي لم تكن تعاني من مشكلة السمع او تضطر الى وضع سماعات تلازمها طوال يومها .

من بعض هذه الصعوبات وجودي في صف لا يوجد فيه ملائمات للسمع حيث كانت المعلمة تشرح الدرس وانا لا اسمع سوى نصف جملة , نصف كلمة واحيانا حرفين او ثلاثة حروف, وكنت أحاول ان اكمل الكلمات التي لم اسمعها من المعلمة بحركة الشفاه ,وايضاً صراخ الطالبات بين الحصص كان يزعجني, كنت احاول ان التقبل كل الصعوبات حتى وانا طالبة فبدأت مرحلة من التحدي في الدراسة لأكون كما اختي مجتهدة وعلامات مرتفعة ومتميزة .

قامت المدرسة بتوظيف معلمة سمع تلازمني في بعض المواضيع ومتابعة سمعية وتقدمي الاكاديمي ,حيث لاحظت المعلمة ان نزول السمع وانا في الصف السادس يتطور بحيث اصبح من نزول متوسط الى نزول عميق لأنني كنت لا اسمع بعض الحروف ,و قامت بنصحي بعمل عملية زراعة القوقعة , و بعد تردد اهلي بعمل تلك العملية قُمت بأجرائها , راودني شعور غريب الا وهو الضيق و محاولة الهروب ,أصبحت أرى الأشياء منظور آخر , لا اطيق ان اضع الجهاز الجديد, لا استطيع ان اتحمل نظرة الناس وخاصة اخوتي واقاربي, أصبحت اسمع أصوات غريبة غير مفهومة أيضا وضع الجهاز الجديد لا استطيع تحمل الواقع فرأيت ان هذا تحدٍ جديد من نوعه في واقع جديد من الحياة.

ولا أُنكر موقف والديَّ ومعلماتي وزميلاتي في الصف بوقوفهم الى جانبي للخروج من هذا الشعور المزعج، لقد جمعت زميلاتي وصديقاتي مبلغ من المال واشتروا لي مجموعة من الهدايا الجميلة حيث جاءت مربية صفي ومعلمة السمع وعشر طالبات من صفي , فرحت كثيراً . فبدأ التحدي في العلاج منذ تلك اللحظة وانا دائما اجعل من كل صعوبة تحدي والغي كلمة صعوبة وأجعلها خيط نجاح والتفوق حيث أصبحت اذهب الى المستشفى مرة في الأسبوع اتلقى جلسات علاجية تأهيلية لجهاز القوقعة , بعد مرور سنة أصبحت الأمور أوضح والمشاكل أصبحت تنجلي وبدأت الحياة تزهر بحيث ان هدفي اصبح قريب وممكن تحقيقه لأنني لم اكن أرى خيط الاحلام والتحدي والإصرار الذي بداخلي جعلني أرى خيط الاحلام لكي اسير عليه للوصول الى هدفي بان أكون ممرضة اساعد الآخرين .

اعلم ان الطريق طويل إلا ان قوتي الذاتية وثقتي بها انا على يقين انني سوف اصل الى النتائج وانتصر بالإصرار والتحدي