من معاني الحج
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمينى: «أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قَالُوا: االله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ:
فَإِنَّ هَذَا يَوْمٌ حَرَامٌ. أَفَتَدْرُونَ أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ قَالُوا: اللُّه وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: بَلَدٌ حَرَامٌ. أَتَدْرُونَ أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ قَالُوا: اللُّه وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
قَالَ: شَهْرٌ حَرَامٌ. قَالَ:
فإن اللَّه حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأمَوَالكَمْ وَأعَرَاضَكُمْ كَحُرْمَةِ يوَمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بلَدِكُمْ هَذَا. » رواه البخاري
إنه الركن الخامس من أركان الإسلام. فإلى بيت الله العتيق يتجه عباد الله التائبين الطالبين لغفرانه، جاؤوه من كل البلاد لافرق ولا تمييز بينهم، يلبون ويدعون في صعيد واحد وكل أملهم ومبتغاهم أن يعودوا كيوم ولدوا من بطون أمهاتهم وقد نالوا الحج المبرور الذي ليس له جزاء الا الجنة.
عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرورليس له جزاء إلا الجنة) «متفق عليه .»
في الحج دلالات كثيرة ومعان جميلة، منها أن الحج موسم عظيم تتجسد فيه وحدة المسلمين في مشهد عظيم باعث على أن هذه الأمة أمة واحدة، يجمعها دين واحد ورسالة واحدة ومصير واحد.
من أشرف بقاع الأرض وفي أشرف الأيام يؤكد رسول الله – صلى الله عليه وسلم - في خطبته الجامعة خطبة الوداع على
معنى عظيم، أن كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه.
فلا يجوز لأي مسلم مهما كانت دوافعه ومعتقداته واجتهاداته أن يمس أخاه المسلم بسوء معنويا كان أو ماديا، بل والواجب عليه أن يحفظ أخاه في نفسه وماله وعرضه.
وللأسف فإن هذا ما يفتقده كثير من المسلمين هذه الأيام، حتى بات كثير من المسلمين لا يأمنون على أنفسهم وأعراضهم و أموالهم، لا من أعدائهم بل ممن أحلوا لأنفسهم إستباحتها من أبناء المسلمين.
مع كل ما يتعرض له الإسلام من محاربة وتشويه متعمد، ومع محاولة بعض الفاشيين في الغرب القيام به، ومع
انتشار ظاهرة ما يسمى بالإسلاموفوبيا.
فإن جميع التقارير تشير إلى زيادة أعداد الحجاج كل عام ولاسيما في الغرب، وخير دليل على هذا هو حرص
المسلمين هناك و خصوصا من دخلوا بالاسلام حديثا على أداء هذه الفريضة، بل وإقبال غير المسلمين على التعرف على مناسك هذا الركن العظيم