نقول لا ... وهذا ما أكده لنا ووضحه لنا امير المؤمنين صلوات الله عليه
هنالك رواية في تفسير البرهان حينما يتكلم امير المؤمنين مع سائل عن بعض الآيات التي إشتبه عليه أمرها
هذه الرواية جدا طويلة وفيها آيات كثيرة الإمام يناقشها كونها صحيحة أم غير صحيحة فيها زيادة أم غير فيها زيادة نأخذ منها محل الشاهد حجية ما عندنا في الإسلام وعن الحلال وعن الحرام
يقول أمير المؤمنين وهو يتكلم مع الشخص السائل بعدما وصل لهذا المقطع قائلا :
إن الله عز وجل جعل رموزا في القرآن وإنما جعل الله تبارك وتعالى في كتابه هذه الرموز التي لا يعلمها غيره وغير أنبيائه وحججه في أرضه لعلمه بما يحدثه في كتابه المبدلون من إسقاط أسماء حججه منه وتلبيسهم ذلك على الأمة فأثبت فيه الرموز وأعمى قلوبهم وأبصارهم لما عليهم في تركها وترك غيرها من الخطاب الدال على ما أحدثوه فيه وجعل أهل الكتاب القائمين به والعالمين بظاهره وباطنه من شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء
وجعل الشجرة الملعونة الذين حاولوا إطفاء نور الله بافواههم فأبى الله إلا أن يتم نوره ولو علم المنافقون لعنهم الله ما عليهم من ترك هذه الآيات التي بينت لك تأويلها لأسقطوها
وهذا كلام غاية في الجمال .. القرآن الآن الذي لدينا فيه بعض الرموز لأن الله بعلمه أن هنالك ناس سوف تبدل الآيات فجعل فيه رموز لا يفتح شفرتها إلا الإمام ، فالكثير من الآيات القرآنية فيها رموز قاتلة ضد المخالفين تركت بدون أن يعلموا ما هي ولكن الإمام المعصوم يعرفها
أمير المؤمنين يقول القرآن فيه آيات تدل أنه وقع فيه شيء ، وامير المؤمنين شرح آيات كثيرة من القرآن الموجود عندنا الآن تدل على عصمتهم وعلى خلافتهم ولكن رموز يفتها الإمام
يقول الإمام : ولو علموا أن هذه الآيات تدل علينا أهل البيت لأسقطوها مع ما أسقطوا منه ولكن الله تبارك وتعالى ماض حكمه بإيجاد الحجة على خلقه كما قال فلله الحجة البالغة أغشى أبصارهم وجعل على قلوبهم أكنة فتركوه بحاله وحجبوا عن تأكيده
السعداء يتثبتون عليه والأشقاء يعمون عنه ثم أن الله جل ذكره لسعة رحمته ورأفته بخلقه وعلمه بما يحدثه المبدلون من تغيير كتابه قسم كلامه ثلاث أقسام فجعل قسم يعرفه العالم والجاهل وقسم لا يعرفه إلا من صفى ذهنه وصح تمييزه ممن شرح الله صدره للإسلام وقسم لا يعرفه إلا الله وأمنائه والراسخون في العلم
إنما فعل الله ذلك لئلا يدعي اهل الباطل على ميراث رسول الله من علم كتاب الله ما لم يجعله الله له
فأما ما علمه الجاهل والعالم من فضل رسول الله في كتابه فهو قول الله من يطع الرسول فقد أطاع الله وقوله إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ولهذه الآية ظاهر وباطن فالظاهر قوله صلوا عليه والباطن قوله وسلموا تسليما أي سلموا لمن وصاه وإستخلفه وفضله عليكم
بعض المخالفين يتهمون الشيعة بأنهم فقط يصلون على النبي ولا يسلمون عليه ! مع انهم لا يصلون على النبي كما ينبغي يقولون صلعسلم
الإمام يشرح ما معنى التسليم ؟ هؤلاء أين هم من هذا الكلام
وهذا مما أخبرتك أنه لا يعلم تأويله إلا من لطف حسه وصفا ذهنه وصح تمييزه كذلك قوله تعالى : سلام على آل ياسين ، لأن الله سمى النبي صل الله عليه واله بهذا الإسم حيث قال يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين لعلمه بأنهم يسقطون قوله سلام على آل محمد كما اسقطوا غيره ، فوضع الله سلام على آل ياسين
كلام أهل البيت فعلا إبداع .. سبحان الله .. سبحان الذي أبدع في خلقهم .. سبحان المبدع في خلق آل محمد .. سبحان الذي أنطقهم بهذا
أن القرآن الموجود الذي بين يدينا فيه الحلال والحرام والفضل الدال على آل محمد ولكن بطريقة الرموز وفتح الشفرات عند آل محمد كما شرحه الإمام
ثم بين الإمام أن هناك نقص كبير وقص واضح فيه ، فالسائل صار لديه تناكر بين وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فأنكحوا ما طاب لكم ، فما دخل اليتامى وما دخل فأنكحوا ما طاب لكم ؟ ما الذي جاء بهذا على هذه ؟
أكبر مسلم شيعي ولا سني لا يستطيع حل هذا اللغز ، لأنه توجد سقطة هنا وحذف وقص وامير المؤمنين كشفه أمام شخص جاء ليشكل
هذه حقيقة يخفيها عليه ، فقال :
وأما ظهورك على ما تناكر في قوله وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فإنكحوا ما طاب لكم من النساء
وليس يشبه القسط في اليتامى نكاح النساء ولا كل النساء أيتاما فهو مما قدمت ذكره من إسقاط المنافقين من القرآن وبين القول في اليتامى وبين نكاح النساء من الخطاب والقصص أكثر من ثلث القرآن !
أمير المؤمنين يقول وأن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى هنا قطع ثلث القرآن تم قصه ثم أدخلوا فإنكحوا ما طاب
والآن يأتي الملحد يشكل عليك ماذا تقصدوا بأن تقسطوا اليتامى وبين أنكحوا النساء ، فقال أمير المؤمنين هذه من إسقاط المنافقين ولكن القرآن فيه ما يدل على الحلال والحرام وفيه ما يدل على نبوة محمد وأخلاق محمد وعصمة اهل البيت وخلافة الأئمة بل وخلقهم للكون
ومع هذا لم ينكر ويقول لا يوجد قطع ولا تحريف ولا تبديل .. بل وقع القطع والتحريف والتبديل ولا ينكر ذلك إلا جاهل .
ولكن في القرآن دال على الحلال وعلى الحرام وعلى الإسلام وعلى الصلاة وعلى الحج وعلى العمرة وعلى الكعبة وعلى حب أهل البيت والبراءة من أعدائهم ولعن المنافقين والكثير
وما دام عندنا روايات أهل البيت التي تقول هكذا نزلت وهكذا نزلت والإمام يقرأ آية فيها زيادة أو نقص ، فهل نتمكن من جمع القرآن وكتابته من جديد
ولكن الإمام لن يقبل بهذا لأن الإمام قال خذوا بهذا القرآن وعاملوه معاملة القرآن الكامل ، ولكن لا نخفي أنه وقع فيه نقص ؟ لا
وقع فيه تحريف ؟ لا نخفي
ثبت في الصحيحين عند السنة وثبت عندنا نحن الشيعة أنه قد وقع فيه تحريف وزيادة ونقصان
رواية في الكافي عن سالم قال :
قرأ رجل على أبي عبد الله عليه السلام وانا استمع حروفا من القرآن ليس على ما يقرأها الناس فقال أبو عبد الله عليه السلام كف .. إقرا كما يقرأ الناس حتى يقوم المهدي فإذا قام قرأ كتاب الله كما أنزل
هذا رجل كان يقرا كلام وقراءة ليست كما يقرا الناس من القرآن المتعارف يعني هذا الظاهر مقرب من الإمام يقرأ بالقراءة الخاصة فقال له الإمام عليه السلام توقف عن هذه القراءة
ورواية اخرى ايضا في الكافي عن محمد ابن سليمان قال عن ابي الحسن عليه السلام قال :
قلت له جعلت فداك إنا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم فهل نأثم ؟
يقول له مولاي آيات وطريقة القراءة اصلا ليست مثلما أنتم تقرأون وليست كما هي عندكم فهل نأثم إذا قرأنا هذا القرآن
قال عليه السلام : لا ، إقرأوا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم
يعني الإمام المهدي هو الذي سيأتي ويعلمكم
وهذا معناه أننا مأمورون عن اهل البيت وليس عن الصحابة عند المخالفين
المخالفين حايرين بالقرآن لا يعرفون كيف جمع
نحن عن أهل البيت نعرف كيف نأخذ بهذا القرآن وبتفسير عن أهل البيت فقط ، فمن فسر القرآن برأيه فقد كفر