الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نتعبده بالعقل وحذرنا من الجهل والتعصب وترك لنا دلائل واضحات بينات فمن شاء أن يهتدي تفكر فيها ومن أبى فالنار مثواه خالدا فيها فمدار التكليف على إستيعاب عقولنا وحذرنا من مكائد الشيطان الذي يتربص بنا في كل حين وأمرنا أن نتبع رسوله صلى الله عليه واله وأهل بيته الطاهرين عليهم الصلاة السلام وأن لا نعدو الى غيرهم
إن اليهود والنصارى غيروا وحرفوا كتاب نبيهم من بعده, فهذه الأمة أيضا لا بد وان يغيروا القران بعد نبينا "صلى الله عليه وآله"؛ لأن كل ما وقع في بني إسرائيل لابد وأن يقع في هذه الأمة, على ما أخبر به الصادق المصدق صلوات الله عليه
البخاري في صحيحه , :ج 9 ص 103 ح 7320 , بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : "لَتَتْبَعنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ".
عن أبي سعيد الخدري, عن النبي "صلى الله عليه واله", قال: لتتبعن سنن من كان قبلكم, شبرا شبرا, وذراعا بذراع, حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم, قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال فمن !
جامع الأحاديث للسيوطي:ج 17 ص 333 ح 18297 حرف اللام, والمستدرك للحاكم:ج 4 ص 502 ح 8404 .
عن ابن عباس, قال: قال: رسول الله "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاله": لتركبن سنن من كان قبلكم, شبرا بشبر, وذراعا بذراع, حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم، وحتى لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه
ورواه الهيثمي المصري في مجمع الزوائد, عن البزاز, قال : ورجاله ثقات
مجمع الزوائد للهيثمي:ج 7 ص 261 ح 12105 , بَابٌ مِنْه فِي اتِّبَاعِ سُننِ مَنْ مَضَى
فمن الأمور الواضحات والدلائل النيرات أن رسول الله صلى الله عليه واله إستشهد والقرآن لم يجمع بعد فأدى ذلك الى فتنة عظيمة وإبتلاء شديد لأمته إذ إختلفوا في جمع القرآن من بعده
فأن القرآن لم يكن مجموعا مرتبا في عهد النبي "صلى الله عليه واله" وإنما كان منتشرا متشتتا عند الأصحاب في الألواح والصدور, مع احتمال أنه لم يكن بعضه عند أحد منهم , كما أشير إليه في بعض الأخبار,أي أنه توجد آيات عند أحد الصحابة ولا توجد عند بقية الصحابة وهذا ما إعترف به المخالفون في أحاديثهم الصحيحة !
فقال الذين غلبوا على أمرهم لماذا الله لم يمهل رسوله حتى يجمع كتاب الله وجعل الناس تختلف فيه من بعده ؟
فظن الجهلة أنه صلوات الله عليه واله مع علمه بأنه يموت في مرضه, وتختلف أمته بعده ثلاثا وسبعين فرقة, وانه يرجع بعده يضرب بعضهم رقاب بعض, كيف لم يعين لهم على من يقوم مقامه ! ؟ ولا قال لهم اختاروا انتم ,حتى تركهم في ضلال مبين إلى يوم الدين... هذا ما لا يعتقده جاحد أو معاند, فإذا جاز توكيل هذا الأمر العظيم إليهم مع اختلاف الآراء وتشتت إلاهواء , جاز توكيل أمر جمع القران وتأليفه إليهم!
ولكننا نسلم إن القران بتمامه كان عنده "صلى الله عليه واله" متفرقا, وإنما فوض أمر الجمع والتأليف, الذي هو سبب لبقائه وحفظه , إلى من فوض إليه جميع أموره وأمور أمته بعده, واحتياج الناس إليه, بحيث نحيل عليهم أمرهم لولاة إنما هو بعده , وليس في ذلك تنقيص في نبوءته أصلا, بل في ذلك أعلاء لشأن من فوض إليه الأمر, وتثبيت لإمامته وإعلام برفعته , وقد امتثل ما أمره به فجمعه بعده,
نعم جمعت عند النبي "صلى الله عليه واله" نسخة متفرقة في الصحف والحرير والقراطيس, ورثها علي "عليه السلام" ولما جمعها بعده "صلى الله عليه واله" بأمره ووصيته, وألفه كما أنزل الله تعالى ثم عرضها عليهم فأعرضوا عنه وعما جاء به لدواعي الخلافة وطلب الرياسة , راموا معارضته بالمثل حمية وحسدا, أو لصرف وجوه الناس عنه لما علموا من وصية النبي "صلى الله عليه واله" بأخذه والتمسك به وعدم المفارقة عنه ولإحتياج الناس إليه ، وقد هجروا مصحفه
فالآثار والروايات تدل على أن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه الصلاة والسلام أول من جمع القرآن
فعن فرات ابن إبراهيم الكوفي في تفسيره, ص,399-398ح,20تفسير سورة حم عسق.
بإسناده عن عبد الرحمن بن كثير, عن أبي جعفر "عليه السلام" انه قال في حديث له :قال رسول الله "صلى الله عليه واله" : يا علي لا تخرج ثلاثة أيام , حتى تؤلف كتاب الله , كيلا يزيد فيـــه الشيطان شيئا، ولا ينقص منه شيئا، فإنك في ضد سنة وصي سليمان "عليه الصلاة والسلام"، فلم يضع علي "عليه السلام" رداءه على ظهره, حتى جمع القرآن ,فلم يزد فيه الشيطان شيئا, ولم ينقص منه شيئا
بينما يظن المخالفين إنه إجتهاد شخصي من عنده .
. اخرج ابن أبي داود في المصاحف, من طريق ابن سيرين, قال: قال عَلِيٌّ "عليه السلام": لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم آليت ألا آخذ علي ردائي إلا لصلاة جمعة حتى اجمع القران فجمعه
الإتقان للسيوطي:ج 1 ص 248 , النوع العشرون:في معرفة حفاظه ورواته.
قال ابن حجر: وقد ورد عَنْ عَلِيّ "عليه السلام": أنه جمع القرآن على ترتيب النزول عقب موت "صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَاله"
ففي بداية الأمر كانوا يحثونه على جمعه ويوافقونه الرأي أو هكذا أظهروا الأمر
الإتقان للسيوطي :ج 1 ص 204 , النوع الثامن عشر:في جمعه وترتيبه.
اخرج ابن الضريس في فضائله , عن بشر بن موسى, عن هوذة بن خليفة, عن عون, عن محمد بن سيرين, عن عكرمة, قال: لما كان بيعة أبي بكر, قعد علي بن أبي طالب"صلوات الله عليه" في بيته, فقيل لأبي بكر: قد كره بيعتك فأرسل إليه, فقال: أكرهت بيعتي! قال: لا والله, قال: ما أقعدك عني قال: رأيت كتاب الله يزاد فيه, فحدثت نفسي ألا ألبس ردائي إلا لصلاة حتى أجمعه, قال له أبو بكر: فإنك نعم ما رأيت ،
قال السيوطي : وأخرجه ابن أشته في المصاحف من وجه أخر عن ابن سيرين
فأول ما يعتقد من سبب لجمع القرآن من قبل أبو بكر وصاحبه إن غرضهم في هذا الجمع عدم ضياع شيء من أصل القرآن, لا من الوجوه الأخرى كما لا يخفى على من نظر في الإخبار, مثل قول عمر في الحديث المتفق عليه بينهم: إن القتل قد استحر بقراء القرآن واني اخشي إن يستحر القتل بالقران في المواطن, فيذهب كثير من القران, واني أرى إن نجمع القران... الخ, وقوله في حديث ابن أبي داود بعد إن سئل عن آية فقيل: كانت مع فلان قتل يوم اليمامة : " إنا لله" وأمر بجمع القران, وقول ابن شهاب: لما أصيب المسلمون خاف إن يذهب من القران طائفة, فاقبل الناس بما كان معهم وعندهم حتى جمع... الخ, بعد ما قتل من الذين زعموا أنهم كانوا من القراء, سبعون في بئر معونه وأربعمائة أنفس باليمامة, وخافوا أن يذهب القرآن شيئا فشيئا فيفتضحون.. والذين باشروا هذا الأمر الجسيم وضادوا النبأ العظيم, هم أصحاب الصحيفة, أبو بكر وعمر وعثمان وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية , واستعانوا بزيد بن ثابت
كتاب سليم بن قيس : ص369, قال الحسن "عليه السلام" : يا معاوية إن عمر بن الخطاب أرسلني في إمارته إلى علي بن أبي طالب "عليه السلام :"إني أريد أن أكتب القرآن في مصحف، فابعث إلينا ما كتبت من القرآن,
فقال "عليه السلام": تضرب والله عنقي قبل أن تصل إليه, فقلت: ولم؟ قال : لأن الله يقول:﴿ لا يمسه إلا المطهرون ﴾ الواقعة,79:
يعني لا يناله كله إلا المطهرون, إيانا عنى، نحن الذين أذهب الله عنا الرجس وطهرنا تطهيرا, وأورثنا الكتاب, ونحن الذين اصطفانا الله من عباده, ونحن صفوة الله , ولنا ضربت الأمثال, وعلينا نزل الوحي ,
فغضب عمر وقال: إن ابن أبي طالب يحسب أنه ليس عند أحد علم غيره فمن كان يقرأ من القرآن شيئا فليأتنا به, فكان إذا جاء رجل بقرآن فقرأه ومعه آخر كتبه، وإلا لم يكتبه,
فمن قال – يا معاوية – إنه ضاع من القرآن شئ ,فقد كذب ؟ هو عند أهله مجموع محفوظ.
ويؤيد هذا الكلام ما ذكره المخالفون في مناقب ابن شهر أشوب:ج 1 ص 320 , 53 "فصل في المسابقة في العلم",
قال : وفي أخبار أهل البيت "عليهم السلام" :أنه آلى أن لا يضع رداءه على عاتقه إلا للصلاة حتى يؤلف القرآن ويجمعه،
فانقطع عنهم مدة إلى أن جمعه، ثم خرج إليهم به في إزار يحمله وهم مجتمعون في المسجد، فأنكروا مصيره بعد انقطاع مع التيه، فقالوا: لأمر ما جاء أبو الحسن ؟
فلما توسطهم وضع الكتاب بينهم، ثم قال : إن رسول الله "صلى الله عليه وآله" قال: " إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي " وهذا الكتاب وأنا العترة،
فقام إليه الثاني فقال له: إن يكن عندك قرآن فعندنا مثله، فلا حاجة لنا فيكما
فحمل "عليه السلام" الكتاب وعاد به بعد أن ألزمهم الحجة,
وفي خبر طويل عن الصادق "عليه السلام" أنه حمله وولى راجعا نحو حجرته وهو يقول: ﴿ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثمنا قليلا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ﴾إل عمران: 187
ولهذا قرأ ابن مسعود:﴿ إِنَّ عَلَيْا جَمْعَهُ وَقُرْ آنَه ﴿ 17 ﴾ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَه ﴿ 18 ﴾.القيامة
فالقوم أرادوا حذف الآيات التي نزلت فيهم فكلفوا زيدا فحذفها ولم يستطيعوا أن يخرجوه للناس لئلا يخرج علي عليه السلام قرآنه فيفتضحوا
ثم إدعو أن أعرف هؤلاء بالقرآن زيد بن ثابت, ولذا قال له أبو بكر لما أراد جمعه: إنك كنت تكتب الوحي لرسول الله "صلى الله عليه واله" فاتبع القرآن , وروت العامة أن النبي "صلى الله عليه واله", قال: زيد أفرضكم وعلي أقضاكم, وأبي أقرأكم ومعاذ أعلمكم بالحلال والحرام, وهو من قول عمر
وبعد أن تولى عثمان وظهرت الحاجة الى جمع القرآن وقد كان يعلم أن القرآن المحرف لدى حفصة فقد أرسل يطلبه منها فرفضت في بداية الأمر ولكنه حلف لها أن يعيده اليها فوافقت .. وهنا تم التحريف الثاني له !
وروى البخاري في صحيحه ج 6 ص 183 ح 4987 , كتاب فضائل القرآن باب جمع القرآن.
بسنده عن أنس, أن عثمان أرسل إلى حفصة: إن أرسلي ألينا بالصحف ننسخها في المصاحف, ثم نردها إليك, فأرسلت بها حفصة إلى عثمان, فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف
وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم, ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف, رد عثمان الصحف إلى حفصة, فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا, وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
. وقال الزهري: أخبرني سالم بن عبد الله أن مروان كان يرسل إلى حفصة يسألها الصحف التي كتب فيها القرآن فتأبى حفصة أن تعطيه إياها, فلما توفيت حفصة ورجعنا من دفنها ,أرسل مروان إلى عبد الله بن عمر ليرسل إليه بتلك الصحف, فأرسل بها عبد الله بن عمر ,فأمر بها مروان فشققت
, وقال مروان: إنما فعلت هذا لأن ما فيها قد كتب وحفظ بالصحف فخشيت إن طال بالناس زمان يرتاب في شأن هذه المصحف مرتاب أو يقول إنه قد كان فيها شيء لم يكتب
والظاهر أن ما كان يخشى منه مروان كان حقا, وإنما لم يتلفها عثمان, إما للعهد الذي عهده لحفصة أو كان مطمئنا بعدم انتشارها, أو كان بانيا عليه فغفل عنه
بل لا يبعد أن يكون ما فعله مروان من أمر عثمان ووصيته له بالتخلص من تلك النسخة وكيف كان فما جمعه عثمان وهذبه بزعمه بمشاركة من علم انحرافهم عن الدين مثل زيد بن ثابت , وعبد الله بن الزبير, وأنس بن مالك, وسعيد بن العاص, وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام, ومروان وزياد, كان قابلا أيضا للتغيير والنقصان ومعرضا لإنجاز مكائد الشيطان
مضافا إلى ما أسسوه من احتمال تطرق نسخ التلاوة على بعض الآيات كما في خبر ابن سيرين, وسهولة إقامة شهود الزور عليه, وأنهم لم ينكروا عليه إحراقه تلك المصاحف, وقد كان ذلك في أول خلافته, وهو من الأمور العظيمة التي كان الطعن عليه بها أظهر وأعذر مما نقموا عليه مما جعلوه سببا لقتله, فكيف ينكرون عليه إخراج بعض الكلمات أو الآيات منه ولو للاحتمال المذكور؟ ويؤيد ذلك أنه لم يدخل في هذا العمل أحدا ممن كان حميد الطريقة مرضي الدين والسريرة .
ومن بدع عثمان أنه جمع ما عند الناس من صحف القرآن, فلم يترك عند أحد صحيفة فيها شيء من القرآن إلا أخذها منه, غير عبد الله بن مسعود فإنه امتنع من دفع صحيفته إليه, فطالبه بدفعه فأبى فضربه حتى كسر له ضلعين, وحمل من موضعه ذلك لما به ، فبقي عليلا أياما فلاموا عثمان في أمره فنهض ومعه مال ليدفعه إليه ويستحل مما فعله به, فدخل عثمان ومن معه إلى ابن مسعود فكلمه في ذلك فدمعت عيناه فنادى : يا معشر المهاجرين والأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله "صلى الله عليه واله" قال: رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد؟
قالوا: اللهم نشهد, قال: فاشهدوا علي أني ما أرضى لأمة حبيبي رسول الله "صلى الله عليه واله" عثمان,
قال: فنهض عثمان من عنده حنقا عليه, وبعد أيام أخبر عثمان بموته!! وكان مات بضرب عثمان, ثم عمد إلى المصاحف فألف منها هذا المصحف الذي في أيدي الناس, فأمر مروان بن الحكم وزياد بن سمية وكانا كاتبيه يومئذ, أن يكتبا هذا المصحف مما ألفه من تأليف المصحف, ودعا زيد بن ثابت فأمره أن يجعل له قراءة يحمل الناس عليها ففعل ذلك, ثم طبخ تلك الصحف بالماء على النار وغسلها ورمى بها
وهذه بدعة في الإسلام عظيمة الذكر فظيعة الأمر, لأنه لا يخلو من أن تكون في تلك الصحف ما هو في هذا المصحف أو كان فيها زيادة على ما هو في أيدي الناس, فإن كان فيها ما هو في أيدي الناس فلا معنى لفضله من الطبخ, إذ كان جائزا أن يكون عند قوم بعض القرآن في بعض المصحف من غير أن يكون عنده القرآن كله, وهذا ما لا يظنه ذو فهم
, فإن كان فيها زيادة على ما في أيدي الناس فقد منع المسلمين منه, وقصد إبطال بعض كتاب الله عز وجل وتعطيل بعض شريعته, ومن قصد ذلك فقد حق عليه قول الله تعالى: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍّ ﴾ البقرة: 85 , الآية
هذا مع ما يلزمه من الحجة أنه لم يترك ذلك ويطرحه تعمدا إلا وفيه ما قد كره, ومن يكره ما انزل الله في كتابه حبط جميع عمله كما قال الله تعالى: ﴿ ذَٰلِكَ بِأنََّهُمْ كَرِ هُوا مَا أَنْزَلَ اللَّه فَأحَبطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ محمد: 9
وهو ممن أخذ بتحقيق هذه الآية فهي له أحق, لأنه ممن قصد إلى صحف القرآن فطبخها بالماء وغسلها تعطيلا لما كان فيها من القرآن, وقد اجمع أهل النقل والآثار من الخاص والعام أن هذا الذي في أيدي الناس من القرآن ليس هذا القرآن كله, وأنه ذهب من القرآن ما ليس هو في أيدي الناس, وبهذا تحقق ما قلناه أنه كان في تلك الصحف شيء من القرآن كرهه عثمان فأزاله عن أيدي الناس , وكفى بذلك عناده لله ورسوله