المعهد القومي البريطاني أجرى تجربة أراد منها التحقق من أحدى النظريات التي تفسر هذا الكون ، والنظريات أسمها نظرية القردة أو برهان القردة
بالفعل جاؤوا بستة قردة ودربوها وأحضروا لها ستة كومبيوترات وجعلوها في قفص لمدة شهر كامل ، حسب حساب الإحتمالات إذا كان ذلك البرهان تاما أو تلك النظرية نظرية القردة تامة والتي طرحها بعض الملحدين في تفسير الكون .. يقولون لا تتعجبوا أن هذا الكون بهذه الدقة وصحيح نرى دقة وكل شيء واضح بعد الأرض من الشمس والنسب الموجودة في الهواء وبدن الإنسان المعقد العين والرأس وغيره وكل شيء يوجد بدقة في الإنسان وبهذه الكائنات
صحيح أن الكون مرتب ومصمم بشكل دقيق يتلائم مع إحتياجاتنا وبشكل عبقري ولكن هذا كله خلاف ما تتوهمونه فليس هناك قوة عبقرية من خلاله وليس هناك قوة ذكية من وراءه فالقضية كانت عشوائية وصدفة والتجربة التي نطرحها نحن هي تجربة القردة أنه ممكن يصير هذا الشيء
بالفعل هذا المعهد البريطاني وجاء بستة قردة وجعلهم في مكان ودربهم على الكومبيوتر بان يكبسوا بشكل عشوائي وتتم طباعة ما كتبوا وتركوهم لمدة شهر ، كتبوا آلآف الصفحات
ففوجئوا أنه القردة طوال شهر كامل ما إستطاعوا لا أن يؤلفوا قصيدة لشكسبير بل ولا بيتا واحدا لشكسبير بل ولا كلمة واحدة مفهومة ولا حرفا واحدا مفهوما .. الى حد انه ما نجحوا
نحن مشكلتنا لعله لا نلتفت الى الدقة بسبب الإعتياد .. لأنه نحن معتادين على هذا الكون الذي نراه من حولنا وهذه البيئة فلا نستشعر هذه الدقة هذه الموجودة ولا نرى الإعجاز فيها ولذلك يقول بعض العلماء إذا أردت أن تقف على أسرار الكون فأنظر اليه كأنك تنظر اليه للمرة الأولى .. أنظر الى ذاتك كأنك تنظر لها للمرة الأولى
فحقيقة تكتشف أنه بالفعل أسرار هذا الكون دالة على وجود الله عز وجل في ان يجعلوا حرف A له دلالة مفهومة حسب اللغة الإنكليزية ناهيك عما هو أعقد منه
فمن هنا سخر العلماء الغربيون من برهان القردة هذا ، لأنهم قالوا هذه القردة الآن كانت نسبة حسب قوانين الإحتمال يصيبوا قصيدة لشكسبير فنسبة الإحتمال أكبر من نسبة إحتمال أن الكون منذ الإنفجار العظيم الى زماننا هذا كون هذه الحياة المعقدة
فقالوا إذا ذاك لم يثبت فهذا لا يثبت بطريق أولى .. إذا لم يكن للقردة ان تصيب حسب قوانين الإحتمال قصيدة لشكسبير بل حتى عبارة واحدة ذات جملة مفيدة لا توجد بل كلمة بل حرف مفيد له دلالة .. فقالوا إذن لا يمكن ان نفسر الكون بهذه الطريقة إلا أن نتخرص
وهذا بالفعل الذي دفع بعضا من علماء الغرب الى التخلي أو الى التشكيك لا اقل في مسألة أن الكون قد نشأ بشكل عشوائي
أنتم هاهنا تعقدون فهم الكون بشكل أقرب الى أن يكون من ضروب أفلام الخيال العلمي فقط
ما من برهان على الإطلاق
نحن تفسيرنا أقل تعقيدا وتفسيرنا أقرب الى العقل وتفسيرنا أقرب الى المنطق .. هم من يتخرصون
هم يرمون المتدينين أو الذين يقولون بالخلق والخالق أي يثبتون وجود إله وخالق .. يرمونهم بأنه غارقون في الأحلام والخيالات وأنه ليس لديهم دليل وهذه ميتافزيقيا والى آخره ، في حين لو تأملنا نجد أن الأمر عندهم هو الصحيح
كلامنا واضح ونقول كل موجود لابد له من موجد وكل أثر لابد له من مؤثر وهذا المؤثر الموجد هو واجب الوجود
أما الكلام حول أن نظرياتهم مبنية على التجربة وعلى قواعد علمية فهذا غير صحيح ، فليس لديهم أي تجربة على أنه هناك إنفجار عظيم وكانت نقطة صفر وأن قانون الفيزياء كان هو الموجود بالأصل أو على نظرية الأكوان المتعددة أو على نظرية نبضة الطاقة في الكون وليس قانون الفيزياء السالب والموجب والجاذبية والمادة كما يقول ستيفن هاوكنغ
نظريات مختلفة ليس عندهم دليل عليها ، فلو كان لديهم دليل وبرهان لوجدت كل العلماء يتطابقون على ذلك ، لماذا هم مختلفون ؟ لم قسم منهم يذهب الى التصميم الذكي ؟ لم بول ديفيز يقول هذه مقولات إعتباطية ؟ وعنده عبارة يقول نحن إن سلمنا بهذا الأمر بكلام ستيفن هاوكنغ وغيره نكون في الوحل
يقول إذا كان الأمر هذا مقبول علميا وهو مجرد خيال في خيال وتخرص وفلم خيال علمي ، فليس هنالك دليل فيزيائي واحد على ما يقولون ملموس أو مبرهن حسب الفيزياء .. سواء الفيزياء الكلاسكية أو الفيزياء الدقيقة
ما هو الدليل على وجود أكوان متعددة متوالدة ؟ لا يوجد دليل واحد
هذا مجرد إفتراض .. فرضية تطرح للتغاضي من بعض الإشكالات لا أكثر
ما الدليل على أنه القانون الفيزيائي بالأصل كان هو القديم حتى عند نقطة الصفر ؟
هناك نظرية تقول أن القوانين طارئة على المادة ونظرية تقول المادة طارئة على القوانين وستيفن هاوكنغ يقول بالثانية يعني الأصل هو في القوانين والمادة طارئة على القانون وهو يخالف الآخرين
بينما الآخرون من الفيزيائيين مثل آينشتاين يقول بأنه القانون طارئ على المادة يعني القانون الفيزيائي كأنه إشتق من المادة وليس العكس
في حين ستيفن هاوكنغ يقول الأصل هو القانون .. ومن هنا يرد عليه بول ديفيز يقول أنه إذا كنا قابلين بأن هذا القانون هو الأصل لماذا لا نقبل إذن الإله ؟ لأنه إذا كان هذا القانون الذي لا يعرف من الذي جاء به فقل أيضا الإله الذي لا تعرفون أيضا من أين جاء ؟ .. لأنهم يطرحون هذا الإشكال كثيرا !
في حين تفسير الكون بوجود الإله أقرب من تفسيره بهذا القانون ، لأنه على الأقل إثبات إله ذكي حكيم مصمم مريد صاحب مشيئة فبعث الحركة في الكون واوجد الوجود ، وهو خارج الوجود يعني لا يمكن ان يتحيز بالوجود واجب الوجود
فهذا تفسيره أقرب الى العقل والمنطق فيقول إذا نحن قبلنا كلام وكتاب ستيفن هاوكنغ التصميم العظيم فنحن نكون حينئذ في الوحل ، يقول هذه مقالة إعتباطية لا يمكن أن يسندها أي دليل علمي على الإطلاق
هذه المجرات الموجودة الآن التي لا تعد ولا تحصى ، تجاوزت المليارات وفي كل مجرة هناك المليارات من النجوم ، ويدور حول كل نجم ربما مئات من الكواكب
كل ذلك معد لإستقبال الكائنات الحية
لماذا لا نكون نحن المتناسقين مع وجود هذا الكون بل ليس الكون متناسق معنا
نحن تطورنا لكي نتناغم للعيش بهذا الأسلوب وبهذا المكان
أن العلم والحقائق العلمية تثبت العكس .. أن تفترض انه الحياة المعقدة هذه نشات من صدفة بلا غاية وهي تكيفت مع هذه الصدفة ! هذا أمر غير معقول .. يعني لابد من وراء هذا التناسق ومن وراء هذا التناغم أن يكون هنالك من نسق ومن أعد هذه النسب الدقيقة وهذه الدقائق الى أن يجعلها مترابطة بهذه الطريقة
الكائنات تحتاج الى بعضها بعضا .. الحياة تكونت بهذا الشكل من الإعتماد على نسب دقيقة في الكون إذا إختل شيء واحد منها إنعدمت الحياة
والعلماء هكذا يقولون .. بالنتيجة الان شبه تطابق على انه بالفعل الظروف التي نعيش فيها هي الظروف الأوفق لنشوء الحياة .. يعني العقل لا يمكنه أن يتخيل شيئا وراء هذا الكون بهذا الشكل الحالي ملائما لظهور وتطور الكائنات الحية بهذا الشكل
يقولون هذه البيئة المناسبة وهذه البيئة الأمثل والأوفق ، فكيف نفترض أنه هذا بسبب أننا نحن تكيفنا مع البيئة ، فالعكس هو الصحيح
العالم الفيزيائي الأمريكي فريمان دايسن يقول أنه كلما إزدادت معارفنا وإزداد وقوفنا على دقائق هذا الكون وكيف ان هذا الكون متناسب في أدق دقائقه مع إحتياجاتنا نحن .. نحن الكائنات الحية .. كلما زاد شعوري بان هذا الكون قد اعد لنا ولإستقبالنا من قبل قوة معدة له
مع قطع النظر على أن هذه القوة إلهية أو غير إلهية .. المهم هو يقول أنا حينما أنظر في دقائق هذا الكون أجد بأنه هذا الكون كانه فصل لنا فقط .. يعني على مقاسنا بالضبط
فإذا إتفقنا على أن هذا الكون متناسق ومتناغم بشكل دقيق مما يكشف أن هذه الدقة أن الأمر لم يكن عشوائيا إلا إذا أردنا أن نقول أنه عشوائي لابد أن يكون ذلك مقبولا وفق قوانين الإحتمال
وقوانين الإحتمال ليست مفتوحة ، هنالك لها ضوابط وحدود حتى تكون مقبولة ، لا يمكن أن أريك طائرة وأقول لك ان هذه الطائرة صارت من خلال إنفجار في مصنع الطائرات .. وهذا الإنفجار كون حالة عشوائية سببت أنه هذه القطعة تلتصق بهذه القطعة وهذا المسمار يدخل في هذا الثقب وهذا الجهاز وهذا السلك يرتبط بهذا المكان فتشكلت الطائرة صدفة ..
وهذا لا يقبله أحد .. لأنه إن جعلنا ذلك على حساب العشوائيات وعلى حساب قانون الإحتمال يكون الإحتمال ضئيلا جدا وراء ما يقبله المنطق .. يعني المنطق يتوقف عند حد ويقول أن الإحتمال له حدود بحيث يقبل أن هذا الموجود قد نشا من صدفة أو من عشوائية
علماء الرياضيات قد ثبتوا هذا الحد المقبول منطقيا مثلا يقولون الإحتمال واحد من مائة وخمسين مثلا هذا ممكن أما واحد من بليون فهو غير ممكن وهذا لا يقبله المنطق .. يعني لا يمكن أن يفترض المرء أنه إحتمال واحد من بليون أنه ممكن أن يتحقق دون قوة قد صممته أو دون عقل ذكي