مالك ابن انس امام المالكية الذي يتبعه معظم اهل المغرب الإسلامي وكذلك الاسر الحاكمة في الخليج باستثناء اسرة ال سعود واسرة قابوس ( قابوس اسرته بن سعيد ) البقية كلهم كالأسر الحاكمة في الكويت وقطر والامارات كلها مالكية المذهب
فهو امام شهير لعله نصف الملة البكرية على اتباعه ان لم يكن اكثر .. هذا الامام الشهير امام من أئمة النار ومن أئمة الذين يدعون الى النار ، هذا الرجل هو من جملة الذين اخرجوا حديث الحوض بلفظ آخر في كتابه الشهير المعروف كتاب الموطأ !
موطأ مالك .. وفيه برقم 60 يروي عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه واله خرج الى المقبرة فقال : السلام عليكم دار قوم مؤمنين وانا ان شاء الله بكم لا حقون وددت اني رأيت إخواننا ، فقالوا يا رسول الله السنا بإخوانك ، قال بل انتم اصحابي واخواننا الذين لم يأتوا بعد وانا فرطهم على الحوض فقالوا يا رسول الله كيف تعرف من يأتي بعدك من امتك ، قال : أرأيت ان كان لرجل خيل غر محجلة في خيل دهم بهم الا يعرف خيله قالوا بلى يا رسول الله قال فانهم يأتون يوم القيامة غر محجلين من الوضوء ، وانا فرطهم على الحوض فليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال ، اناديهم الا هلم الا هلم الا هلم اقبلوا الي فيقال انهم قد بدلوا بعدك فأقول فسحقا فسحقا فسحقا !
غر محجلة : المواضع الخاصة من الخيل التي يكون فيها بياض مثلا الرأس وفي الحوافر هذه تسمى الغر المحجلة ويضرب بها المثل في النور والايمان ولذلك يقال عن علي عليه الصلاة والسلام امام الغر المحجلين أي المؤمنين لأنه أيضا تظهر لهم مواضع من النور في وجوههم وفي أيديهم البيضاء بسبب وضوئهم وبسبب صلاتهم
النبي هنا يقول حسب هذه الرواية أرأيت لو كان لرجل خيل غر محجلة هذه البيضاء المشرقة في خيل دهم بهم ( خيل سوداء مظلمة ) فهو خيوله هذه الخيول البيضاء في وسط الخيول السوداء يستطيع ان يميزها ام لا ؟ يستطيع ان يميزها ببساطة ، يقول انا هكذا استطيع ان اميز اخواني يوم القيامة
مالك ابن انس اخرج حديث الحوض ولكنه تصرف فيه فحذف قوله صلى الله عليه واله من اصحابي او ممن صاحبني قال فليذادن رجال عن حوضي ... من هؤلاء الرجال ؟ لا ندري ! فجعل هذا الحديث بسياق كأن المقصود به من ؟ اخوانه الذين يأتون من بعد ! مع انه تنافر بين المعنيين النبي كان في سياق مدح اخوانه الذين يأتون من بعد ام في سياق ذمهم ؟
كان في سياق مدحهم لأنه يصفهم الغر المحجلين ، كيف بعدئذ ان هؤلاء سيذادون عن حوضي وبعد ذلك أقول لهم سحقا سحقا ! هو دمج في الواقع حديثين والحقهما ببعضهما في خسة ودناءة
ودمج هذا الحديث بحديث اخر يتكلم فيه النبي صلى الله عليه واله عن اشتياقه لأخوانه الذين يأتون من بعده فوقع هذا التنافر وعدم التجانس
ان المراد بأصحابي الذين يذادون عن الحوض ويؤخذ بهم ذات اليمين وذات الشمال ويؤخذ بهم الى النار وانهم ارتدوا بعدك على ادبارهم القهقرى ، ان المراد من يأتون فيما بعد ويعرفهم ( حتى اذا عرفتهم وعرفوني ) يقول يعرفهم بالغر والتحجيل .فتح باب التأويل كما فعله ابن حجر
ولكن سبحان الله .. مع كل هذا التخليط والتمحل والتدليس الذي ارتكبه مالك حتى لا يعرف احد حديث الحوض على وجهه ولا يعتقد بان أكثرية أصحاب النبي صلى الله عليه واله سيرتدون ، مع كل هذا الذي قام به مالك كان يعض أصابعه ندما على انه اخرج هذا الحديث في موطأه وكان يبدي تأسفه الشديد هو وتلميذه الشافعي على ان هذا الحديث قد خرج في الموطأ !!
اذا لم يكن في الحديث شيء ولم يكن يمس الصحابة ! انما يمس الاخوان الذين يأتون فيما بعد ، لماذا كان يتندم ؟ لأنه عالم بانه ما صنعه لن يقنع أحدا وان الناس سيتمكنون من تفكيك الحديثين بالرجوع الى المصادر الأخرى يرجعون الى الطرق الاخرى كما رجعنا نحن الان الى البخاري والى مسلم والى غيرهما فنفهم ان الحديث الذي يتكلم فيه النبي عن الارتداد انما يخص أصحابه .
لا من يأتي بعده ، فهذا الحديث اذن سيكتشف الحقيقة . لماذا اخرجه في موطأه ؟ كانت هذه غلطة عمره ! اين نجد هذا الاعتراف من مالك ابن انس ؟!
نجده أولا في شرح موطأ مالك للزرقاني ( الزرقاني عنده شرح الموطأ ) لما وصل الى هذا الحديث في نهايات شرحه قال : ومن اللطائف ان ابن شاكر روى في كتاب مناقب الشافعي عن يونس ابن عبد الأعلى قال : ذكر الشافعي الموطأ فقال : ما علمنا ان أحدا من المتقدمين الف كتاب احسن من موطأ مالك وما ذكر فيه من الاخبار ولم يذكر مرغوبا عنه الرواية كما ذكره غيره في كتبه وما علمته ذكر حديثا فيه ذكر احد من الصحابة الا ما في حديث ليذادن رجال عن حوضي
فلقد اخبرني من سمع مالكا ذكر هذا الحديث وانه ود انه لم يخرجه في الموطأ !
موطأ مالك ما ذكر حديثا ضعيفا – مرغوبا عنه – كما غيره صنع ، بل كل الاحاديث فيه معتمدة او لا اقل انها في دائرة الاعتبار
ما معنى وما علمته ذكر حديثا فيه أحدا من الصحابة : يعني ما علمته ذكر حديثا فيه شيء يسيء للصحابة ، ذكر الصحابة هنا ليس بمعنى ذكرهم بالثناء بل ذكرهم بماذا ؟ بالسوء وبالثلب .. كما قال الله تعالى في القرآن الحكيم حاكيا ما قاله الكفار عن نبينا صلى الله عليه واله : اهذا الذي يذكر الهتكم ( يذكر الهتكم يعني يسيء لآلهتكم وما يذكرهم بالثناء ) ويتضح هذا المعنى في هذا الأثر عن الشافعي يتضح باستكمال الأثر
الشافعي يعترف ، أولا بان هذا الحديث حديث يسيء للصحابة على حد تعبيرهم ! ، وينقل عن مالك استاذه انه ذكر هذا الحديث فيما بعد وود ( عبر ) عن انه ود لو لم يخرجه في الموطأ !
هذا ما نقله الزرقاني في شرح الموطأ ونقله أيضا ابن عساكر في كشف المغطأ في فضل الموطأ
ولعل أحدا يأتي ويقول الشافعي لا يقصد ان مالكا كان نادما على اخراج هذا الحديث . نقول بلى
ارجعوا الى كتاب فتح الملك العلي لأبي الفيض احمد ابن الصديق الغماري ص 175 يقول : وخرج مالك والبخاري ومسلم حديث الحوض الذي حكي عن مالك انه قال ما ندمت على حديث ادخلته في الموطأ الا هذا الحديث ! وعن الشافعي انه قال : ما علمنا في كتاب مالك حديثا فيه ازراء على الصحابة الا حديث الحوض ! ووددنا انه لم يذكره !
الشافعي يقول يا ليت .. ليت مالكا لم يذكر هذا الحديث في موطأه ! لماذا ؟ تبا لك يا أيها الشافعي تبا لك يا مالك اليس هذا حديث رسول الله !! صلى الله عليه واله فلماذا تتندمون على إخراجه ؟ !
ألستم تزعمون انكم اهل السنة اذن يجب ان تنشروا السنة حتى وان لم تعجبكم صحيح ؟ لماذا تتندمون ؟ وتقولون وددنا انه لم يخرجوه ولم يدخله في موطأه . يقول لأنه فيه ازراء على الصحابة
اذن انتم لستم باهل السنة فعلا انتم اهل الصحابة ؟ انتم تريدون هؤلاء حتى ولو بالخلاف على رسول الله صلى الله عليه واله . انتم تريدون بالقوة الجبرية ان جاز التعبير ان تجعلوا أبا بكر وعمر وعثمان مثلا صلحاء وهذا الحديث قد يمسهم فلا تريدونه !
الصدر الثاني : نهاية الآمال في صحة وشرح حديث عرض الاعمال للحافظ ابي عبد الله محمد ابن الصديق الغماري ص 4 ضمن تقديم أخيه ابي الفيض احمد ابن الصديق قال : كان الشافعي يقول لا ألوم استاذنا مالكا على شيء الا على ذكره حديث الحوض في الموطأ
ثم يرد على هذه المقالة من الشافعي ومالك يقول وهذه من هناة الائمة الاكابر رحمهم الله ، يعني من هناتهم من بعض قبائحهم فإنما حدث به رسول الله صلى الله عليه واله لا يلام احد على روايته بل يلام على تركه وتصنيعه ، والمقصود ان الشافعي فهم ان الحديث في معاوية واصحابه لا في المرتدين !
لأنه الغماري يقول حديث الحوض يقصد به معاوية ( معروف الغماري له موقف شديد ضد معاوية ويلعنه ويراه رأس الفئة الباغية ويبرأ الى الله منه حاله من حال مثلا السقاف والكبيسي وعدنان إبراهيم وحسن فرحان المالكي )
اما أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وان وجهوا لهم بعض الانتقادات وبعض الجرح لكن يبقون في دائرة الترضي ودائرة المدح الإجمالي او الاحترام الشرعي
فهو يريد ان يقول ان الشافعي فهم ان المراد بحديث الحوض هم معاوية واصحابه ممن صاحب النبي صلى الله عليه واله وليس المقصود المرتدين ابدا كما يزعم الزاعمون ان المقصود بهذه الاحاديث احاديث الحوض المقصود بها المرتدون الذين حاربهم أبو بكر مثلا
اذا كان مثل مالك امام المذهب والشافعي امام المذهب ما وجدا محملا ولا معنى لهذا الحديث الا ما نقوله الان ، ما وجدوا تفسيرا لهذا الحديث الا ما فيه ازراء على الصحابة ! وما وجدوا معنى الا هذا المعنى ان رسول الله صلى الله عليه واله يقول بضرس قاطع ان معظم أصحابه ممن صاحبه وعرفهم وعرفوه انهم مرتدون !
اذا كان هنالك معنى اخر واذا كان المعنى هو ما يطرحه الكهنة اليوم او الدعاة المهرجين اليوم أكان مالك سيتندم ويقول وددت اني لم اذكره ولم اخرج هذا الحديث يعني معقول يغيب عنه وهو امام مذهب يغيب عنه معنى هذا الحديث وهو من المتقدمين وعاصر بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله من المتأخرين ويرى الحجة في قول اهل المدينة
المشهور عن مالك انه امام اهل المدينة ويعتمد في فتواه وفي حكمه يرى الحجة لمن ؟ لعمل اهل المدينة وفهم اهل المدينة . يقول لأنهم كانوا امس الناس واقرب الناس الى رسول الله صلى الله عليه واله والى من عاصر النبي صلى الله عليه واله وعايشه .
فهذا الشخص الذي يكون في ذلك العهد وتلميذه الشافعي أبو الابتكارات عند اهل الخلاف والنابغة وفلتة زمانه لا يجدون هذا الحديث الا دليلا على انه هنالك حكما من النبي صلى الله عليه واله بان معظم أصحابه سيرتدون ! لا يجدون تأويلا اخر
أمعقول انه يخفى عليهم مثل تلك التأويلات التي طرحت لا حقا او التي تطرح اليوم . تريدوننا ان نقنع بتأويلاتكم السخيفة التافهة التي تصادم النص ، تأويلات تبرعية ينقض بعضها بعضا وتريدوننا ان نقنع بهذه ونهمل ما يقوله ائمتكم الاكابر القدماء .. هذا ما لا يستقيم !؟
اعترفوا خيرا لكم .. اعترفوا ! .. ان هذا الحيث يثبت ان معظم أصحاب النبي صلى الله عليه واله مرتدون لا ينجوا منهم الا مثل همل النعم هؤلاء فقط يلحقون النبي صلى الله عليه واله في الجنة .