ان الحقائق التأريخية متداولة مشهورة في كتب التاريخ عندنا وعند أبناء عائشة على السواء فترسلوا الكلام هكذا جزافا وتقولون هكذا اكرمها في كل حفاوة وتقدير في ظروف الحرب وانتم لم تطلعوا ما يرويه المخالفون أيضا انه كيف امير المؤمنين تعامل مع عائشة في ظروف الحرب ؟ هل عاملها بحفاوة واكرام وتبجيل كما تقولون ام انه في ظروف الحرب اهانها وذمها ؟
مع الأسف الجهات البترية والمنافقة والغبية والجاهلة تروج هذا الامر انه امير المؤمنين اكرم عائشة ، لا والله ما اكرمها ! بل داس برجله الى رأسها واهانها
في شرح النهج لأبن ابي الحديد من علماء اهل الخلاف من المعتزلة يروي عن المدائني والواقدي وهؤلاء مؤرخون كبار والفتوح لأبن اعثم الكوفي وهو كتاب تاريخي شهير عند اهل الخلاف وكذلك كتاب الجمل لشيخنا المفيد كلهم يروون هذه الرواية التي حاصلها انه في بداية المعركة معركة الجمل .
أخذت عائشة كفا من حصى فحصبت به عليا وأصحاب علي عليه السلام ورمت به وصاحت بأعلى صوتها شاهت الوجوه ، هكذا صنعت ! . فكيف رد عليها امير المؤمنين عليه السلام وتلك رواية موجودة عندنا وعند اهل الخلاف فقال عليه السلام : وما رميت اذ رميت يا عائشة ولكن الشيطان رمى ! وليعودن وبالك عليك ان شاء الله
امير المؤمنين عليه السلام يصف عائشة بالشيطان ، رسول الله صلى الله عليه واله وصفها بقرن الشيطان ونحن ماذا نقول في شأنها ؟ انما قولنا هو قول ال محمد عليهم السلام ، فالألفاظ التي يستخدمها اهل البيت نحن نستخدمها والتعابير والأسلوب نفسه فنصف عائشة بانها شيطان ، راس الكفر ، قرن الشيطان ، عائشة في النار ، وهذه كلها تعابير ومدلولات كلام الائمة عليهم السلام .
فالذي يريد ان يقفز على الحقائق ويقول انه عاملها واكرمها بكل حفاوة وتقدير وتبجيل فهو الجاهل الغبي .
والموقف الاخر في نهاية الحرب امير المؤمنين انتصر وعقر الجمل وهربت الناس الذين كانوا يؤيدون عائشة .... أنصارها هربوا عندما سقط الجمل تفرقوا عنها
هنا امير المؤمنين بعدما سقط الجمل تقدم صوب عائشة ( انظر الى الاكرام والحفاوة والتبجيل والتقدير ) هذه الرواية مروية في آمالي الشيخ المفيد ومروج الذهب للمسعودي ( واحد من اعظم المؤرخين في تاريخ الإسلام ) ان امير المؤمنين عليه السلام تقدم صوب الهودج مع عمار ومحمد ابن ابي بكر وعائشة ساقطة على الأرض من الهودج
فانتهى الى الهودج وكأنه شوك القنفذ من كثرة السهام التي كانت على عائشة من جيش امير المؤمنين وما نهاهم ( ولم تمت من ذلك لأن الله قدر كما هو الأثر في الروايات ان تعيش حتى تستمر بالإغواء مثلما الله انظر ابليس ليوم الوقت المعلوم حتى يستمر بالإغواء ، الله قدر ان عائشة تستمر بالإغواء الى يوم قبيل شهادة الامام الحسين بكم سنة )
الحرب طالت سبعة أيام ولا عندنا رواية عن أمير المؤمنين يقول فيها يا قوم كفوا عن زوجة نبيكم وامكم ولا ترموها بالسهام .. لا يوجد هذا الشيء . سبعة أيام الروافض الكفرة يرمون ام المؤمنين بالسهام .
نحن كفرة ولكن كفرة بالطاغوت فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى
امير المؤمنين تقدم الى الهودج وكأنه شوك القنفذ مما فيه من النبل ( لم يحمل عائشة وقال لها كيف صحتك وان شاء الله لم يصبك مكروه وما الى ذلك .. والحمد لله على السلامة ! ) فضربه بعصا ثم قال ايه يا حميراء ... اردت ان تقتليني كما قتلت ابن عفان ، أبهذا امرك ( او عهد اليك ) رسول الله صلى الله عليه واله
هنا الطبري يروي رواية في تاريخ الطبري يقول استفززت الناس وقد استفزوا فالبت بينهم حتى قتل بعضهم بعضا
امير المؤمنين اخزاها ولم يكرمها ، فهي طبعا بعدما رات هكذا ارتعبت وقالت ملكت فاسجح ( انت انصرت بعد اعفوا عني )
و في كتاب سليم ابن قيس في كلام له عليه السلام للأشعث ابن قيس الكندي لما الاشعث ابن قيس اشكل على امير المؤمنين وقال انك من اول ما صعدت المنبر ومن اول يوم في خلافتك وحكمك تقول لم ازل مظلوما من يوم قبض رسول الله صلى الله عليه واله ؟ طيب اذن لم تجاهد أبا بكر وعمر وعثمان بعد ذلك جاهدت طلحة والزبير وعائشة ومعاوية والخوارج
فأمير المؤمنين يرد عليه يقول لم يكن عندي ناصر في زمان ابي بكر وعمر وعثمان ولكن بمجرد ان قتل عثمان صار عندي انصار وتجمعت الناس علي فهل رأيت مني حينذاك فشلا في حروبي ومواقعي واولها الجمل
يقول عليه السلام هل رأيت مني فشلا او تأخرا او جبنا او تقصيرا في وقعتي يوم البصرة وهم حول جملهم الملعون من معه الملعون من قتل حوله الملعون من ركبه !!
يقول الملعون من ركبه ، يعني عائشة علنا على المنبر وامام رأس من رؤوس الخوارج الاشعث ابن قيس وامام جماعة من اهل الخلاف ارجعوا الى التاريخ الذي كانوا في الكوفة ليس كلهم شيعة بل اكثرهم كانوا من المخالفين انهم بايعوا امير المؤمنين على ما بايعوا الخلفاء قبله
قليلا قليلا بدئوا يتشيعون بجهود امير المؤمنين والثلة المخلصة من أصحابه
امير المؤمنين لعن من ركب هذا الجمل وهو عائشة وهذا ليس اكراما
وهل من الاكرام ان امير المؤمنين عليهم السلام يرى أصحابه يهينون عائشة في اثناء المعركة ( لأنه يقول اكرم عائشة ام المؤمنين بكل حفاوة وتقدير وتبجيل في ظروف الحرب ضده في واقعة الجمل فلماذا يأتي من يخالف مذهب اهل البيت ويخرج عن منهجيتهم لينال من السيدة عائشة )
طيب ارجع الى التأريخ وانظر كيف ان الشيعة في زمان امير المؤمنين ، أصحابه وجنده في ظروف الحرب كانوا ينالون من عائشة وامير المؤمنين لم ينههم ولم ينكر عليهم ما يقولون ، لهم اشعار في اثناء الحرب لأنه في اثناء الحرب كانت هناك اشعار واراجيز كانوا يقولونها ، بطبيعة الحال العرب في حروبهم كل كان يقول ارجوزة او شعرا حتى يحمس نفسه والاخرين للقتال
هذه الاشعار ذكرت في مجموعة من كتب التاريخ ، مثلا تاريخ الطبري كتاب الجمل للمفيد جمهرة النسب لأبن الكلبي وتاج العروس للزبيدي وغيره كتب كثيرة
ان جند امير المؤمنين عليه السلام في محضره كانوا يخاطبون جند عائشة والحرب قائمة فماذا كانوا يقولون ؟
كانوا يقولون وليكم عجل بني امية وامكم خاسرة شقية هاوية في فتنة عمية
امير المؤمنين قائد الجيش ويرى جنده يثلبون عائشة وينالون من عائشة وليكم عجل بني امية الذي هو عثمان ، وامكم خاسرة شقية الناس تصيح امام مرأى امير المؤمنين وسمعه هاوية في فتنة عمية
أيضا كانت من اشعارهم : عائشة عائش ان جئت تهزمينا وتنشر البر لتغلبينا وتقذف الحصباء فينا تصادفي ضربا وتنكرينا بالمشرفيات ( السيوف القوية ) اذا هزينا ( اذا غزينا ) نسفك من دماؤكم ماشينا ( ما شئنا )
اليك اني تابع عليا وتارك امكم مليا اذ عصت الكتاب والنبيا وارتكبت من امرها فريا
بل امير المؤمنين نفسه له اشعار ضد عائشة في معركة الجمل كما يذكره المؤخرون انه تقدم صوب عائشة وقال
انت التي غرك مني الحسنى يا عائش ان القوم قوم اعدى الخفض خير من قتال الابنى
وطبعا جند عائشة كانت لهم اشعار منها يا امنا عائش لا تراعي كل بنيك بطل شجاع نحن بنو ضبة أصحاب الجمل ننعى ابن عفان بأطراف الاسل ( الاسل الرماح ) ردوا علينا شيخنا ثم بجل
فرد عليهم أصحاب امير المؤمنين وعلى رأسهم مالك الاشتر فقالوا
كيف نرد نعثلا وقد قحل ( صار جيفة ) سارت به المنايا وقد رحل
الله اسقط كرامة أعداء الإسلام في القرآن ورسول الله اسقط كرامتهم وهو الذي امر حسان بأن يهجو قريش فانه اشد على قلوبهم من وقع النبل
هذه المسألة التي هي مع الأسف مسألة شائعة بشكل خاطئ ، كثير من الناس تجدون حتى المنتسبين الى الشيعة يقولون امير المؤمنين عليه السلام أرجعها الى المدينة مكرمة أي أكرمها في إعادتها الى المدينة !
أهل البصرة كانوا حينذاك موتورين ، رجالهم قد قتلوا في معركة الحرب ، فهم أصحاب ثارات من علي عليه السلام عامتهم ( عامة اهل البصرة كانوا عثمانية وموالين لعثمان ابن عفان وخرجوا طلبا بثاراته )
وان أمير المؤمنين قد وصفها في نهج البلاغة بأنه في صدرها حقد علي كمرجل القين ، وضغن ( حقد ) غلى في صدرها كمرجل القين ! كان هذا الحقد يغلي في صدر عائشة على علي عليه السلام كمرجل القين ( الحداد ) والمرجل ( هذا التنور او ما أشبه الذي يصهر فيه الحديد )
لأن عائشة كانت تريد ان تبقى في البصرة لتهييج النفوس وتستثيرها من جديد لحرب أخرى على امير المؤمنين صلوات الله عليه وخاصة انها كانت تستغل المشاعر المعادية التي تكونت في بيوت اهل البصرة بسبب قتلاهم في حرب الجمل .
فكانت تريد بطلب ثارات هؤلاء مضافا الى ثار عثمان من جديد ولذلك كانت تصر على المكوث بالبصرة بعد معركة الجمل ، فأمير المؤمنين عليه السلام أمرها وارسل اليها اكثر من مرة بان عليها ان تعود الى المدينة
فهذه المرأة كانت تريد ان تمكث في البصرة وما كانت تريد ان تخرج من البصرة وما كانت تريد ان تعاد الى المدينة وتحبس في حجرتها ، فبعث اليها امير المؤمنين اول مرة انه إرجعي الى المدينة فأبت وقالت بل اريد ان ابقى
وبعث لها مرة أخرى الحسن صلوات الله عليه انه ارجعي أيضا أبت ، وبعث لها مرة ثالثة ابن عباس فأبت وهكذا الى ان جاءها امير المؤمنين عليه السلام بنفسه وفي بعض الروايات الحسن عليه السلام وقال لها لترجعين والا بعثت لك بالكلمات التي تعلمين !
فما ان سمعت ذلك .. قالت لأبن عباس اذا والله أرجع فليس من محل ابغض الي من مكان تكونون فيه انتم يا بني هاشم .
تدخل ابن عباس هنا وسيطا فقال لأمير المؤمنين عليه السلام اتركها ، فقال كلا ، انها لا تألوا شرا أي انها لا تقصر في الشر ، لابد ان اردها الى المدينة
ويستدلون على ذلك بان امير المؤمنين عليه السلام أحاطها بأربعين امرأة تلثمن بزي الرجال . وهؤلاء مشتبهون اشتباها كبيرا ، أولا ان الامام عليه السلام والائمة ما ورد عنهم قط انهم قالوا ان امير المؤمنين ارجعها معززة مكرمة وهذا الذي تستدلون به علاوة على كونه من روايات اهل الخلاف فهذه رواية ابي الفرج هذه فعلها امير المؤمنين عليه السلام ان صحت لأجل قطع عذر عائشة لكي يسلب منها إمكان التحريض عليه لاحقا
فعدنا بالروايات ان امير المؤمنين هددها بذلك فأضطرت ان تستجيب وجاءت كتيبة ولكن من النساء فاعتقلن عائشة وأخذنها رغما عن أنفها ، فعائشة خلافا لإرادتها امير المؤمنين اعتقلها وبعث بها الى المدينة وحبسها هناك في حجرتها
وعائشة كانت امرأة متحررة تريد ان تتحرر وان تخرج من بيتها ولم تكن تريد ان تلتزم بقوله تعالى وقرن في بيوتكن فلم تكن تريد ان تحبس نفسها
وطبعا خوفها هنا ليس أن لا تلتحق برسول الله في الاخرة فهي أصلا لا تعترف بنبوة رسول الله فهي كانت تتكلم مع النبي وتقول هه انت الذي تزعم انك نبي الله لما كانت تتشاجر مع النبي صلى الله عليه واله فتقول أنت تزعم انك نبي الله !! فلا تؤمن بالنبوة
فأبن عباس كان في احدى المراحل المفاوض بين امير المؤمنين وبين عائشة ، ولما رأى ابن عباس ان عائشة ترفض وتصر ومعاندة لأن تبقى في البصرة اقترح على امير المؤمنين ان يبقها في البصرة فرفض امير المؤمنين وتلك الرواية في كتاب الاقتصاد للشيخ الطوسي
يقول : قال ابن عباس لأمير المؤمنين عليه السلام دعها في البصرة ولا ترحلها ، فقال عليه السلام انها لا تألوا شرا ( لا تكف عن الشر ) فاذا ابقيت في البصرة ستؤجج علي المجتمع وسيخرجون علي من جديد ، ولكني أردها الى بيتها راغمة
فأمير المؤمنين لم يرجعها مكرمة لأنه لو أراد ان يكرمها كما يزعمون لأبقاها في البصرة على إرادتها ، وانما داس على رأسها ورغم أنفها أرجعها الى المدينة وثم هناك في المدينة أبقاها حبيسة دارها ، لماذا ؟ لأنها لا تألوا شرا ،
فاذا سمح لعائشة ان تخرج من الدار كما سمح لها في أواخر عهد عثمان تقلب الدنيا
عائشة سمح لها بذلك وبدأت تخرج وتتعامل بحرية مع المجتمع العام وأخرجت فتوى اقتلوا نعثلا فقد كفر فقلبت الدنيا على عثمان ابن عفان الى ان قتلته ..
فما قال لها امير المؤمنين عندما تقدم نحو هودجها في البصرة ايه ياحميراء أردت ان تقتليني كما قتلت ابن عفان فهي لا تألوا شرا فلذلك تحبس في بيتها