اول الأمور يقول حميراء تصغير حمراء وليس تصغير حمارة ، والشيعة لم تقل حميراء تصغير حمارة فعليه ان يدقق فان كان قاله احد من الشيعة فهو مشتبه مخطأ ، كان يفترض به ان كان يدعي العلم والفهم او يدعي لا اقل انه من العلماء مثلا يحاول ان يبحث في كتب اللغة وكتب التراث ليرى استعمالات كلمة الحميراء اين جاءت ؟ لا انه هكذا انها حميراء شقراء بيضاء وكأنها فتاة اوربية كانت عائشة .
حسب كلامه الحميراء هي البيضاء المشربة حمرة ، وهو معنى في اللغة العربية حميراء !... وهذا غير صحيح ، لماذا ؟
نحن وجدنا ان رسول الله صلى الله عليه واله وصف بهذه الصفة ، انه كان ابيض مشربا حمرة وهذا الامر عليه اتفاق سواء عندنا او عندهم فتلك الرواية التي تصفه عندنا وصفته بهذه الصفة وكذلك عند مخالفينا مثل هذه الرواية ، مثلا ابن حجر العسقلاني في شرح حديث للبخاري الذي يقول فيه البخاري في صحيحة ج3 ص 164 عن ربيعة ابن ابي عبد الرحمن قال : سمعت انس ابن مالك يصف النبي صلى الله عليه واله ما هو وصف انس ابن مالك للنبي ؟ وهو كان خادما للنبي فيصفه وصفا دقيقا ، قال : قال ربعة من القوم ( ربعة متوسط القامة ليس بالطويل ولا بالقصير ) ازهر اللون ليس بأبيض امهق ولا آدم ( امهق شديد البياض ، وآدم يعني اسود )
لما يأتي ابن حجر ويشرحه يقول ازهر اللون المقصود به انه كان ابيض مشربا حمرة في كتابه شرح الباري شرح صحيح البخاري قوله أزهر اللون أي ابيض مشرب بحمرة .
وقد وقع ذلك صريحا بحديث انس من وجه اخر عند مسلم برواية مسلم وعند سعيد ابن منصور والطيالسي والترمذي والحاكم بحديث علي عليه السلام قال كان النبي صلى الله عليه واله ابيض مشربا بحمرة وهو عند ابن سعد عن علي وعن جابر وعند البيهقي من طرق عن علي وفي الشمائل من حديث هند ابن هالة في حديث انه ازهر اللون
نعرف من هذا صفة النبي صلى الله عليه واله ابيض مشربا بحمرة ووصفوه انس ابن مالك وامير المؤمنين صلوات الله عليه أزهر . العرب تقول للأبيض المشرب حمرة أزهر ولا تقول انه أحيمر ، لأنه حمير تصغير حمار بل أحيمر تصغير احمر
وهذه الصفة في فاطمة صلوات الله عليها أيضا رواها المخالفين ، مثلا الحاكم يروي عن انس ابن مالك في مستدركه ج3 ص 161 يقول انس ابن مالك سألت امي عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله صفي لي إياها فقالت كانت كالقمر ليلة البدر او الشمس كفر غماما ( الشمس لما يغطيها الغمام أي السحاب اذا خرج من السحاب ) بيضاء مشربة حمرة لها شعر اسود من اشد الناس برسول الله صلى الله عليه واله شبها والله
كما قال الشاعر:
بيضاء تسحب من قيام شعرها وتغيب فيه وهو جثل ازحم
( جثل كثيف في سواده )
فكأنها فيه نهار مشرق وكأنه ليل عليها مظلم
( سواد شعرها كالليل المظلم وبياض وجهها كالنهار المشرق )
فهذه صفة الزهراء عليها السلام لأنها بيضاء مشربة حمرة قيل لها زهراء ، وهذا ما نص عليه أيضا الزبيدي في كتابه المعروف تاج العروس من جواهر القاموس ج 3 ص 250 يقول : الزهراء المرأة المشرقة الوجه والبيضاء المستنيرة المشربة بحمرة .
عرفنا انه من يكون ابيض مشرب بحمرة ماذا يطلق عليه ؟ أزهر . ومن تكون بيضاء مشربة بحمرة ماذا يطلق عليها ؟ زهراء . لا يطلق عليها حميراء
هذه كلمة حميراء كلمة صدرت من النبي صلى الله عليه واله لعائشة ولكن ليست صادرة على نحو المدح وانما على نحو التنقيص والاستنقاص ، مثل كنية ابي هريرة . رسول الله لقب أبو هريرة بانه أبو هريرة ولكن ليس مدحا وانما استنقاص لأن هذا الاثول أينما يذهب دائما قطة في كمه ، كانت عندهم اكمام طويلة فأينما يروح معه قطته يأكل معها ينام معها الى اخره صاعد نازل معها .
فرسول الله صلى الله عليه واله قال له اما انت بمنته يا أبو هريرة ؟ ( كافي بعد وين ما تروح هي معك ) ، فالشاهد هذا انه مع الأسف يخرجون بعض الألقاب التي صدرت من النبي صلى الله عليه واله بعض الوصمات التي وصم بها النبي صلى الله عليه واله افرادا يخرجونها من سياق التحقير والاستنقاص الى سياق المدح والثناء ، بس ناقص انهم يقولون مثلا انه الوزغ ابن الوزغ في قضية مروان ابن الحكم انه المقصود مدح لما قال له النبي ذلك فذلك مديح مثلا مثلما قالوا على قضية معاوية انه لا اشبع الله بطنه هذا مدح له
مشكلة مع الثقافة البكرية ، تعال وانظر لماذا لقب النبي عائشة بالحميراء فلا تتفلسف وتقول انه المقصود بيضاء مشربة حمرة . ما عهد في كلام العرب هذا الشيء ؟ فقد وجدنا ان اطلاق على الأبيض المشرب حمرة والبيضاء المشربة حمرة .. أزهر وزهراء وليس أحمير وحميراء
فلو كانت الزهراء صلوات الله عليها هي كما علمنا بانها بيضاء مشربة حمرة كان ينبغي ان النبي صلى الله عليه واله لا يلقبها بالزهراء وانما يلقبها بالحميراء
كثير من زوجات النبي صلى الله عليه واله وصفن بأنهن بيضاء وبعضهن بيضاء مشربة بحمرة فما عهدنا ان النبي صلى الله عليه واله او أحدا من المسلمين قط وصفهن بانهن الواحدة منهن وصفت بالحميراء ام سلمة مثلا وصفت انها كانت على هذه الصفة فما وصفت بذلك فقط عائشة
فكلمة الحميراء تعني شيئا اخر . فماذا تعني كلمة الحميراء ؟
اذا رجعنا الى القواميس والمعاجم وامثال العرب تجلى لنا المعنى ، مثلا نجد في لسان العرب لابن منظور وأيضا في تهذيب اللغة للأزهري يقول وحكى الاصمعي عن بعض العرب انه قال : الحمى في أصول النخل وشر الغبيات غبية النبل وشر النساء السويداء الممراض وشر منها الحميراء المحياض .
المرأة التي تمرض كثيرا خصوصا في تلك الأزمنة كان يتحول لونها الى الاسوداد بسبب المرض تصير سوداء فيقال لها السويداء الممراض من كثرة المرض الذي يلازمها فهذا المرض يصبغ جلدها بلون فتصبح سويداء
المرأة التي تكون محياض ( كثرة الحيض والاستحاضة عندها ) كذلك تؤثر عليها في حالة كونها في العادة الشهرية لون جلدها يتغير وثم لأنه في تلك الأزمنة ما كان يوجد وسائل للتحفظ عن دم الحيض والاستحاضة مثل زماننا هذا وان كان يستقطنون في بعض الأحيان ولكن قلة القطن كان هذا الاحمرار من الدم يصبغ جسد المرأة كأن يصبغ رجليها فكان العرب يتقززون من ذلك او يتشأمون بذلك فيقولون هذه محياض ويصفونها بالحميراء لأنها كثرة حيض واستحاضة عندها
لأن هذه الحالة حالة الحيض تصبغها او تعطيها لونا خاصا ورسول الله صلى الله عليه واله سبحان الله ذكر المعنى الدقيق لوصف عائشة بالحميراء في روايات قيد الوصف وقال ياحميراء الساقين ، لماذا قال الساقين بالذات ؟ لأن النجاسة تجري على الساقين والمرأة هذه لم تكن تتحفظ عن النجاسة لأن عائشة بشكل عام كانت نجـ ـ ـ ـسة قـ ـ ـ ــذرة وهي التي تذكر في رواياتهم موجود انه كانت تحيض وهو كلام مقزز انه مع النبي خلوات وان النبي كان عادي طبيعي عنده انه لا يبتعد عنها وهي في فترة الحيض ويحتك بها حتى في هذه الفترة
كانت عقدة عند عائشة قضية كثرة الحيض والاستحاضة عندها ، فالحميراء هي المحياض وليست البيضاء المشربة حمرة
قال ابن حيان التوحيدي والزمخشري كما نجده في البصائر والذخائر لأبي الحيان التوحيدي ج 75 وربيع الابرار للزمخشري ج 1 ص 461 يقول : العرب تقول شر النساء الحميراء المحياض والسويداء الممراض .
وهذا هو معنى الحميراء أيها الجاهل ، وليس المعنى هو ما زعمته انت ؟ بجهلك وعدم اطلاعك على كتب اللغة وكتب التراث . هات لي شاهد ان رسول الله قد فسر الحميراء بهذا المعنى الذي ذهبت اليه .
فلا تقل ان علماؤك المتأخرون كيف فسروا الحميراء حتى يحفظوا مقام عائشة ويجعلون هذه اللفظة يبدلونها من دلالتها على التنقيص والازدراء الى دلالة أخرى هي دلالة المدح والثناء .
فهؤلاء ليسوا بحجة ، الحميراء هي المحياض ... وللعلم هذا المعنى تنبه له ابن القيم الجوزية ولهذا السبب فان ابن القيم الجوزية بعد ان تنبه لهذا المعنى على ما يبدوا وان كلمة الحميراء كأنها سبة لعائشة وازدراء لعائشة فجاء ونفى كلية انه رسول الله صلى الله عليه واله خرجت منه هذه الكلمة بحق عائشة .
قال ابن القيم الجوزية في كتابه المنار المنير في الصحيح والضعيف ص 60 يقول : كل حديث فيه يا حميراء او ذكر الحميراء فهو كذب مختلق ( يخاطبكم يا اهل الخلاف : أي حديث فيه ان رسول الله انه قال يا حميراء او فيه ذكر الحميراء اعرفوا انه كذب مختلق وضعته الرافضة )
لماذا قال هذا الكلام ؟ وحاول ان يكذب كل الاحاديث التي فيها هذا اللفظ وفيها هذه الكلمة لأنه علم ان دلالة هذه الكلمة تحقير لعائشة .
فمن الجاهل الان ؟ من الذي جالس ويلقي محاضرته على قطيع الغنم والمساكين جالسين ويتصورون ان هذا يفتهم ويبني على انه هذه الاحاديث الحميراء وهذا معنى الحميراء .
فنحن نعتقد ان رسول الله قال يا حميراء وهو ثابت عندنا ونعلم انه كان ازدراء وتحقير لعائشة ولكن هم يقولون هذا شيخكم ابن القيم وهو جليل القدر عندهم ويحفظون الى الان اشعاره ونونية ابن القيم دائما يرددونها ويحفظونها عن ظهر قلب . هو يقول ان هذه الاحاديث كاذبة فلماذا تستدل بها ؟
فهم أرادوا ان يقربوا ويقولون العجم والفرس والروم كانوا يطلقون عليهم بنوا الأحمر . لماذا بنوا الأحمر ؟لأنه يغلب عليهم الاحمرار فالروم والعجم والفرس فهذه الاقوام بشرتهم بشرة تميل الى الاحمرار فربطوا ذلك بنوا الأحمر فهذه حميراء فنجعل اختلاط بينهما حميراء تصغير الأحمر فطلعت عائشة رومية فارسية اصفهانية نقشبندية المهم طلعت أصولها من ذاك الطرف
يا جهلة .. يا جهلة .. يا اغبياء .. ارجعوا الى صفة ابي عائشة فالابن يحمل صفات ابيه ، أبو بكر وصف في مصادركم بانه كان طوالا ادم اللون ( ادم يعني اسود ) مثل القير الأسود ، فكيف تطلع عائشة ابنة هذا بيضاء مشربة بحمرة وشقراء أيضا فعندهم انها كانت شقراء فقط ناقص يقولون ان عيونها خضراء !
قبيلة عائشة ، انظر الى قبيلة عائشة بنو تيم الذي خرجت عائشة من رحم هذه القبيلة ، معروفين ومشهورين بالاسوداد . ارجع الى صفاتهم الى المؤرخين والى النسابين . ومن شدة اسودادهم ما كنوا يميزون بين سادة قبيلة تيم وعبيد قبيلة تيم لأنهم كلهم نفس اللون
فالعرب ما كانوا سودان بمثل اهل السودان واهل الحبشة بل فيهم سمار ، فكانت العرب تميز بين السيد وبين العبد في القبائل باللون ( هذا من احدى المميزات ) ولكن عندما ينظرون الى قبيلة تيم التي كانت مستلحقة ( يأتون بعبيد من الحبشة ويستلحقونهم فيصبحون جزء من قبيلتهم )
فالقبيلة هذه لأن السادة والعبيد فيها كانوا على نفس الدرجة من اللون . قال الشاعر :
وانك لو رأيت تيما وعبيدها قلت ايهما العبيد
( لا تستطيع التمييز ) كلهم نفس اللون فقبيلة عائشة كانت مشهورة بالسواد ووالد عائشة كان ادم اللون وام عائشة كانت بهذا اللون واخو عائشة عبد الرحمن ايضا مذكور في صفته كان ادم اللون
يعني كل عشيرة عائشة وكل قبيلة عائشة سواد في سواد وهي تخرج بيضاء وحميراء بهذا المعنى الذي تنقلون ، خليكم واقعيين واحترموا عقول الناس ( الا اذا كانت قد اجرت عملية تجميلية )