من الزيب الى رأس الناقورة

تاريخ النشر: Dec 16, 2014 5:11:27 AM

 مسار يصل بين آثار تل قديم عمرة ألاف السنين, مرورا بمصب وادي جاف في بركة على  شاطئ البحر مليئة بالحياة  إلى صخور الشاطئ الجميلة وخلجان الرمل الذهبية. إلى جبل صخري من الجير الأبيض يتعانق مع أمواج البحر الصاخبة. تداخله مغاور متفرعة يميزها الهدير والضجيج.

 طول المسار 4كم مدته أربع ساعات يلاءم جميع الأجيال , يمكن الخروج إلية في كل فصول السنة عدا الأيام الماطرة خاصة عندما يكون البحر هائجا.

المسار

 يبدأ المسار في تل  الزيب,  يجانب الشارع الواصل بين نهاريا ورأس الناقورة. على بعد 6كم  شمال نهاريا, ندخل منتزه الزيب. على تله   منفردة بالقرب من شاطئ البحر, يحدها من الجنوب مصب وادي الصعاليك ومن الشمال  مصب وادي القرن.

 شهدت تلك التلة الحياة منذ العصر البرونزي  القديم(3 ألاف سنة ق.م). كانت عبارة عن مدينة محصنة, امتدت عليها الحياة الكنعانية العربية إلى أن استولى عليها "سنحا ريب" الأشوري سنة701 ق.م تلاه الرومان  وسموها "اكديبا" عادت الى العرب المسلمين, احتلها الصليبيون  وبنواب ها قلعة سميت"ايف" بعد رحيل الصليبيين عن ديارنا عادت الزيب الى العرب إلى إن هدمت نهائيا عام 1948 بعد ان شهدت معارك طاحنة وضارية بين العرب واليهود.

 هجرها سكانها العرب بعد سقوط الجليل بكاملة بأيدي اليهود , أقيم على  أنقاضها منتزه ومصيف.

 في نهاية المنحدرات الشمالية لتل الزيب يمر اكبر وأجمل أودية الجليل , وادي القرن  يصب في البحر مباشرة. على نفس المنحدر بقي  شامخا بيت من بيوت الزيب العربية, بيت مختار القرية, بفضل جهود  احد السكان اليهود الذي استولى على البيت وجعله متحفا   تراثيا. جمع به ما وجد في بيوت القرية بعد رحيل أصحابها مثل أدوات زراعة أدوات منزلية كثيرة, إضافة إلى  أدوات حربية قديمة وادوات منزلية من فترات تاريخية سابقة تشهد على عظمة الزيب.

أقام هذا الرجل  والذي يدعى"ايلي افيفي" دويلة صغيرة في هذا البيت تشهد على عزة المكان التاريخية, ننصح أن لا تفوتكم الفرصة لزيارة هذا  الموقع.

بعد عشرات الأمتار شرقي المصب , نمر فوق جسر متجهين شمالا, ننزل إلى الشاطئ يجانب نصب تذكاري من حديد, صنع من بقايا سفينة كانت تحطمت على احد شواطئ البلاد إثناء نقلها بعض  القادمين  الجدد زمن الانتداب البريطاني بني هذا النصب التذكاري على يد الفنان من كيبوتس الكابري سنة 1967م.

 إلى الشمال والغرب من النصب التذكاري تمتد مساحة  تغمرها مياه البحر التي تعبر الحاجز الصخري. بعد تفجر أمواج البحر, تتطاير المياه لتسقط في تلك البركة, نقف قليلا لنلاحظ تحركات بعض المخلوقات البحرية الصغيرة التي تعيش هناك بين الصخور والرمال وداخل المياه , أصداف مختلفة تلتصق بالصخور  لدرجة إن قوة الأمواج لا تؤثر  بها, كذلك أنواع عديدة من السماك الصغيرة تسبح بجماعاتها المختلفة.

 في قعر البركة على بعض الحجارة نلاحظ وجود القنفذ البحري, الملتصق في الحجارة. كروي الشكل, اسود اللون, تمتد منه اذرع شوكيه طويلة, إضافة غالى العديد من المتحجرات القديمة والحديثة, يمكن رؤيتها على الصخور الكر كارية في تلك البقعة.

نترك البركة, نسير على الصخور الكر كار, مزيج من الرمال والجير, نفقز من صخرة لأخرى , بين كتل صخرية نمر  فوق مسحات رملية, نلتقي بين الرمال والصخر البحري ببعض النباتات والإعشاب منها  البحرية ومنها الطحالب كذلك نباتات الشاطئ زاهية الألوان عند إزهارها.

ننزل من الكتلة الصخرية الأولى إلى مساحة متسعة من الرمال, مصب وادي كركرة(البصة) آخر أودية بلادنا شمالا, في هذه البقعة الرملية نجد شاطئ  للسباحة, نستمر في المشي شمالا فوق كتلة صخرية أخرى وخلجان صغيرة.نرى في البحر بعيدا عن الشاطئ بعض الجزر الصغيرة, عبارة عن شاطئ البحر القديم, غمرته المياه نتيجة  ارتفاع منسوبها في رقعة البحار العالمية, عند اقترابنا من راش الناقورة, الجبل الصخري الأبيض المكون من الصخور الجيرية, تمر به سكة حديدية بنت زمن الحرب العالمية الثانية, تصل من حيفا إلى بيروت, نقترب منه حتى نصل  بوابة حديدية, يمكننا دخولها بعد إذن خاص من القائمين على المكان, من البوابة يمكننا الوصول إلى طريق يؤدي إلى أسفل الجبل , حيث المغاور والإنفاق الطبيعية حفرتها مياه الأمواج,تدخل باطن الجبل.

(يتوجب التنسيق مسبقا ودفع رسوم دخول لهذا الموقع)

بعد جولة في داخل المغاور وفوق جسورها المبنية فوق مياه البحر المتداخلة مع الجبل, نصعد في مصعد معلق إلى أعلى المنحدر, نقطة الالتقاء مع الحدود اللبنانية- الإسرائيلية.

نختتم جولتنا بنظرة إلى البحر غربا, إلى السهل الساحلي جنوبا والى الجليل الأعلى الغربي جنوب شرق

ملاحظة:

يمكن ان نمشي بصورة عكسية أي من رأس الناقورة إلى  الزيب.