الجليل الاسفل الغربي( هضاب شفا عمرو)

تاريخ النشر: Dec 27, 2014 5:20:12 PM

الجليل الأسفل الغربي(هضاب شفاعمرو)

يحد هذه المنطقة من الشمال وادي عبلين (عيون كوكب).من المقطع,ومن الشرق مرج البطوف وجبال الناصرة, سميت هذه المنطقة بالعبرية"الونيم" نسبة إلى أشجار المل(ألون) الجنوب مرج ابن عامر,من الغرب سهل عكا ونهر المنتشرة فيها بكثرة.

منظرها عبارة عن تلال مستديرة منخفضة ذات انحدارات بطيئة ترتفع بمعدل 200-250 متر عن سطح البحر,تنحدر تدريجيا من الشرق إلى الغرب,منطقة هضاب مقطعة ومنفصلة عن بعضها, تتخللها مروج جرفيه تحيط بمجاري الأودية.

تعتبر منطقة هضاب شفاعمرو, قعرة جيولوجية ترسبت فيها صخور الكرتون من فترة السينون والايئكوين(قبل 40-60 سنة), عندما غمرها البحر العميق, هذا النوع من الصخور يشكل الغطاء السطحي لهذه المنطقة(شمال هذه المنطقة مبني من صخور الجير والدولميت).

تكون هذا المنظر(تلال مستديرة مقطعة) بسبب نوعية الصخر في هذه المنطقة, الصخر الكرتوني سهل التفتت والجرف, لا يصمد أمام عمليات الجرف والهدم والعوامل الخارجية الأخرى, التي عملت مدة زمنية طويلة على سطح, لهذا استطاعت أودية المنطقة(أهمها وادي صفورية) جرف وهدم مساحة كبيرة في صخر الكرتون(لذلك الأودية كثيرة الالتواءات), لذلك كونت السهول والمساحات الواسعة حول مجارها.

قرب هذه المنطقة من البحر بالرغم من ارتفاعها القليل, جعلها تنال معدل أمطار سنوية يصل إلى 600 ملل, كمية الأمطار هذه ساعدت في تكوين صخري صلب على صخور الكرتون يعرف باسم "الناري" يتراوح سمكه من سنتيمترات إلى أمتار, جعل هذا الغطاء الصخري السطح صلبا لا يصلح للزراعة(سواء مناطق المروج المحيطة بمجاري الأودية) , لذا فان هذا القسم من الجليل الأسفل لا يمتاز بالمساحات الزراعية الواسعة, عكس قسمه الشرقي.

تنتشر شجر المل في الجليل الأسفل الغربي, تكون شكل نباتي يسمى"الغابة المفتوحة" تبعد الأشجار عن بعضها عدة أمتار, تنمو بينها إعشاب مختلفة متناثرة, تعتبر هذه الغابة " غابة المل " أوسع واكبر الغابات المفتوحة بالبلاد.

تمتاز شجرة المل لتحملها الجفاف, شجرة متساقطة الأوراق, ترتفع ما بين 3-6 أمتار, بينما ارتفاع المعمرة منها 15 متر, محيط ساقها كبير, تعتبر غابة المل المفتوحة في الجليل الغربي الأسفل بقايا من غابة المل الواسعة التي غطت مساحات كبيرة في بلادنا حتى نهاية القرن التاسع عشر.

تنتشر شجرة المل في المناطق التي ترتفع حتى 600 متر عن سطح البحر, نجدها في سهل الشارون, هضبة الروحة وغرب الجليل الأسفل, أكثر أشجار "البلوط" صمودا إمام الحر والجفاف, ثمرها مر تبرز كثيرا من القمع. شكلت شجرة المل الغذاء الرئيسي للمواشي والحيوانات في المنطقة, على طبقات الناري نجد أحراش البحر المتوسط مثل السنديان, البطن الفلسطيني, السويد, العبهر, السريس, والخروب وغيرها.

تجري مياه المنطقة إلى البحر المتوسط بواسطة وادي الملك, يبدأ من جبل سيخ جنوب قرية كفر كنا ليلتقي مع الكيشون"المقطع" بالقرب من مصانع الأسمدة والكيماويات في سهل عكا . كذلك وادي عبلين الذي يصرف مياه شمال هذه المنطقة إلى وادي النعامين.

انتشرت مساحات المراعي في الماضي, بين أشجار المل في المنطقة, مما لائم تربية المواشي والاستيطان البدوي, لهذا فان غالبية مستوطنات غرب الجليل الأسفل بدوية حتى اليوم. هناك 5 تجمعات كبيرة مكونة من عرب العيادات, الغريفات, المزاريب,الجواميس, والهيب ابو صياح, تعرف بمجمع الزرازير.

من القرى البدوية في المنطقة: الكعبية , الحلف , الحجاجرة, بسمة طبعون, منشية زبدة, بير المكسور , إضافة إلى مدن شفاعمرو وطمرة شمال المنطقة.

في المستوطنات اليهودية" بيت لحم الجليلية " , "الوني ابا" , " هسولليم" , "هردوف" , "نوفيت" , "جفعات ايلا" , "كريات طفعون", "نهلال " ,"الون هجليل", " تمرات" وغيرها.