23-الباب الثالث- الجليل الاعلى

تاريخ النشر: Oct 26, 2014 4:33:7 AM

  الجليل الاعلى

حدودة الجغرافية

1- من الغرب- سهل عكا او شارع رقم 70 يبدأ من  منطقة البصة في الشمال, مرورا بالكبري, حتى البروة(مفرق احيهود)

2-من الجنوب مرج الشاغور ومرج كفر عنان, او شارع رقم85 الواصل من عكا الى مفرق "عميعاد"

3-  من الشرق سهل الحولة,او خط الخلع الفاصل بين منطقة سهل الحولة والاقدام الشرقية  لجبال الجليل الاعلى, المنحدر بشدة نحو منطقة الحوله(جبال نفتالي وصفد) الذي يمر فية شارع رقم 90 .

4- من الشمال الحد الطبيعي للجليل هو نهر الليطاني في لبنان. اما الحد السياسي,فهو الشريط الحدودي بين لبنان واسرائيل, الذي تم رسمه سنة 1923 في  اتفاقيات الحود بين الانتداب البريطاني والفرنسي.

تصل مساحة الجليل الاعلى الى 1500 كم منها 800كم داخل لبنان و700كم داخل اسرائيل, ييد ارتفاعحوالي 80% من مساحة عن600 م فوق سطح البحر.

يسود الجليل الاعلى مناخ حوض البحر الابيض المتوسط, يعتبر الجليل الاعلى من اكثر المناطق بردا ومطرا في بلادنا, ويعود الامر الى مايلي :

1- وقوعة شمال البلاد

2- ارتفاعة الطبوغرافي وانتصابه فوق البحر , خاصة كتلة الجرمق

يصل معدل الامطار في الاقسام الغربية 800ملم في السنة ويتراوح معدل الامطار في الجرمق 1000- 1100 ملم في السنة اما بالنسبة لدرجات الحرارة تعد منخفضة نسبيا طيلة ايام السنة اذ تبلغ 16 درجة مئوية

1- يغطي الكساء النباتي  الكثيف, المسمى الحراش حوض البحر المتوسط مساحة شاسعة من الجليل الاعلى(داخل اسرائيل) لهذا اعلن مناطق شاسعة منه محميات طبيعية. اكبرها  محمية الجرمق, حيث تصل  مسحتها الى 100كم

تعود كثافي النباتات العالية في المنطقة الى:

أ- المناخ الرطب(كثرة الامطار) مما يساهم في تجدد سريع

ب- جعل الاستيطان قليل في المنطقة الاحراش الطبيعية

ج-سيطر المبى الجبلي على المنطقة وانعدام المروج بينها. عدم استغلال الاراضي الجبلية الكثيرة للزراعة.

2-المبنى الجبلي للجليل الاعلى جعلة حاجز طبيعيا امام حركة المواصلات قديما ,لذا فالطريق  التجارية القديمة التي ربطت بين البحر والسهل الساحلي وبين الشام, لم تمر عبر الجليل الاعلى بل مرت الى الجنوب منه, في منطقة الجليل الاسفل مستغلة المروج العريضة وسهولة الضاريس.

3-وعورة الجليل الاعلى وصعوبة التحرك به, جعلته مأوى وملجأ الى الاقليات الملاحقة والمطاردة من قبل السلطات كما كان الجليل المأوى الاخير للمحاربين الصليبيين الذين قاموا فية القلاع الحصينة التي مازالت اثارها قائمة حتى اليوم كقلعة جدين, والمونتفورت,وهونين وغيرها

4-غالبية الاستيطان قروي لائم هذا النوع من الاستيطان طبيعة  المنطقة الجبلية , ما زالت تعتمد احيانا على تربية المواشي وزرعة اشجار الفواكه, التي تلائم طبيعة المنطقة.

5-من الناحية الجولوجية, كانت الخطوط الكسر التي  حدثت في الجليل اثر كبير في تجزئة  وتقطيع المنطقة, من ثم اعطاء الشل الحالي للجليل الاعلى, اضافة الى ان الجليل  الاعلى يمتاز بكثرة  ظواهر الكارست  النتشر به.

على خطوط الكسر الجولوجية في الجليل الاعلى نجد:-

1-ينابيع الكسر الجنوبي للجرمق مثل -نبع ميرون, الرميلة,عين الاسد, الرامة,, نحف وغيرها .

 2-شوارع مواصلات مثل-سمحاتا (شارع رقم864) كسر البقيعة, شارع عكا عميعاد( شارع رقم 85) على الكسر الجنوبي شارع كفر عنان -ميرون(شارع رقم 866) نجده على الكسر الشرقي واخيرا شارع ترشيحا- حرفيش-سعسع ونجده على الكسر الشمالي شارع رقم89)

3- سفوح شديدة الانحدار وفوارق ارتفاع كبيرة :فمثلا تبعد الرامه عن قمة جبل حيدر 1كم لكنة يرتفع عنها بفارق 650 م نفس الفارق نجده بين سهل الحولة وجبال "نفتالي".

4- مجاري الاودية: نجدها عميقة لان المياة استغلت خطوط الانكسار  وعمقتها مثل وادي سلامة, وادي كركرة, وادي القرن, وادي جدين  وغيرها.

ظواهر كارستية

  الكارست اسم لمنطقة في شمال غرب يغوسلافيا, تم فيها لاول مرة بحث ظاهرة ذوبان الصخور  الجيرية ونتائجها, نظرا لانتشار هذه الظاهرة في المنطقة, سميت اذابة الصخور بالاذابة الكارسنية, وسميت الظواهر الناتجة عنها بالظواهر  الكارستية.

الاذابة الكارستيه

عملية اذابة(تبلية كيماوية) الصخور القابلة للذوبان بتأثير الحوامض(مثل:- الجير, الدولميت,الملح, الجبص) تعتمد الاذابه الكارستية على توفر شروط اساسيه اهمها:-

ا- صخور قابلة للذوبان خاصة الصخور الكلسية الخالية من  الشوئب والمعادن.

ب-غاز ثاني اكسيد الكربون والمتواجد في الجو وفي التربة وفي  مياه الامطار والمياه الجارية التي تلامس الصخور.

ج- كميات كافية من الامطار( يجب الا تقل عن 400 ملم سنويا) كلم زادت كميات الامطار زادت الاذابة الكارستية العكس صحيح.

د- شقوق وصدوع في طبقات الصخر تسهل من تسرب الماء وزيادة فعاليته فالمياة تعمل على توسيع وتعميق هذه الشقوق.

 تتم عملية الاذابة الكارستية بتأثير حامض الكربونيك الساقط على الصخور,هذا الحامض  يتكون نتيجة ذوبان غاز ثاني اكيد الكربون الهوئي في مياه الامطار حسب المعادة الكيميائية التالية       H2O+   co2----h2co3

                                                                                                                                     حامض الكربونيك              ثاني اكسيد الكربون      ماء 

تجدر الاشارة الى ان المياه الجوفية المخزونة في باطن الارض تحتوي على عاز ثاني اكييد الكربون , بكميات اكثر منها في مياه الامطار في الجو, سبب ذلك يعود الى عمليات بيولوجية تحدث فية نتيجة تعفن جذور النباتات, لذا فان قدرة الاذابة للمياه في اعماق الارض تكون اكثر من قدرة الاذابة للمياة الجارية على سطح الارض من هنا تتكون مغارات وتجاويف تحت ارضية كبيرة

تقسم الظواهر الكارستية حسب مواقعها الى قسمين             

    1- الإشكال الكارستية العليا أو الكارست السطحي العلوي يقع  على سطح الأرض أهم هذا الإشكال:

تجمع كبير من النباتات الطبيعية والمنتشر في البلاد والمتأثر بمناخ البحر  المتوسط, يحتوي على  اشجار لا يزيد ارتفاعها عن 5م, شجيرات  وشبه شجيرات, نباتات عشبية ومتسلقات تعيش جنبا الى جانب بشكل كثيف ومتراص ومتشابك يصعب اختراقها. تتفرع  حول سيقان وجذوع اخرى كثيرة, تظهر على شكل(جب) او شجيرات من الميزات الاخرى لهذه النباتات ان معظم النباتات فيه تحمل اشواكا, وانها دائمة الخضرة, ابرز النباتات دائمة الخضرة في  حرش حوض البحر المتوسط: السنديان, السريس, البرزة, الغار, الخروب, القاتل,, الزفرين-- وغيرها, هناك نباتات متساقطة الاوراق  مثل المل الملول,البطم, ازعرور, الاجاص, عروس الغاب, وغيرها.

تشمل تركيبة الحرش النباتية نباتات درنية ذات درنات او بصلات تحت الارض, اعشاب معمرة وحولية على سطح الارض,  شبه شجيرات (يصل ارتفاعها الى نصف م) تتخذ شكلا نصف دائري كالبلاد

 تغطي الاحراش الطبيعية  مساحات واسعة من الجليل الاعلى  نجدها خضراء على مدار السنة, يعود السبب في ذلك اى وفرة الامطار ورطوبة المناخ

 المجموعة النباتية في الجليل الاعلى:

 1- مجموعة السنديان - البطم :- تنمو على التربة الناتجة من الصخور الجير الصلب والدولوميت  ويرافقها نباتات اخرى مثل  القيقب, القبرش,توت, عليق ,اللجيم, القسوس .

2- مجموعة السنديان - البرزة:- تنتشر ايضا في  الصخر  الجير والدولوميت في غرب الجليل الاعلى

3- مجموعة الغار  - تنتشر في غرب الجليل الاعلى - بالقرب من معليا , جدين , اقرث.

4-مجموعة الصنوبر-القاتل - الملول تنتشر في صور الكرتوت والحوار.

5- مجموعة الخروب - السريس - تنتشر في غرب الجليل الاعلى والاسفل

6-مجموعة الدلب- في مجاري الاودية مثل وادي القرن وادي  كركرة , ووادي العمود يرافقها , الصفصاف, الغار, الدفلة,اليرناحين, توت العليق والسرخسيات .

الغابة

 انتشرت الغابات في الماضي, على مساحات واسعة من البلاد لكنها تقلصت واصبحت نادرة يعود السبب في ذلك :-

1- قطع الغابات وتحويلها الى اراضي زراعية

2- توسيع رقعة البناء وشبة الطرق والشوارع

3- حريق ورعاية مكثفة

4-استخرج الاخشاب والفحم من اشجار الغابات

5- حروب استعملت  لحرق القلاع وهدم الاسوار.

6- استعمال الاخشاب كوقود للقطارات  خاصة زمن الاتراك

7- استعمال الاخشاب لبناء البيوت والسفن.

ادى هذا  الى تقليص اغابات بشكل ملحوظ وكان الانسان العامل المباشر لانقراض الغابات بهذا الشكل.

عملية رسم الحدود الشمالية والشرقية

عينت هذه الحدود بعد محادثات طويلة, بين الانتداب البريطاني على فلسطين وبين الانتداب الفرنسي على  سوريا لبنان في نهاية الحرب العالمية الاولى اوجدت الميزات الطبيعية, الجغرافية والاستيطانية( وجود قرى كثيرة واراض زراعية تابعة لها, طرق مواصلات بين هذه القرى ومصادر مياه) صعوبات كثيرة بين الطرفين في عملية بينهما, جاءت عملية رسم الحدود في ظل صراعات بين الدول العظمى انذاك(فرنسا , بريطانيا, روسيا) حول السيطرة على الشرق الاوسط بعد انحلال  الابراطورية العثمانية.

حسب اتفاقية " سايكس- بيكو"( بين بريطانيا وفرنسا  1916) سارة الحدود الشمالية(بين لبنان وفلسطين) من الزيب( على شاطئ البحر الابيض المتوسط) الى الطابغة ثم شرق بحيرة طبريا حتى الحمة السورية المنطقة الواقع شمال وشرق هذاالخط  يتبع لفرنسا. اما النمطقه الواقعة الى الجنوب والى الغرب من فتتبع للنفوذ البريطاني. يعني هذا ان سهل الحولة واقسام    

 واسعة من الجليل خارج النفوذ البريطاني, لكن  وجود منابع نهر الاردن وبعض المستوطنات اليهودية في شمال الحولة وغربها مثل الجاعونا(روش فينا) يسود همعله,مشمار هيردين, ,محنانايم, المطلة,دفعت الهستدروت الصهيونية للمطالبة بضم هذه  المناطق الى " البيت القومي" حسب وعد بلفور, هذا ما تم بالفعل سنة 1923 اذ  اقيمة لجنة مشتركة, بين بريطانيا يرأسها الكولونيل"نيوكومب" وفرنسية يرأسها الكولونيل" بولييه" لبحث مسألةتعيين

رسم الحدود جديدة بين الطرفين بأت الجنة عملها سنة 1921 حيث  قامت بجولات ميدنية بمنطقةالحدود استمرت حتى عام 1923 تم الاتفاق  على ان تكون الحدود بين فلسطين ولبنا ( فرنسا,وبريطاني ) مطابقة لم عليه اليوم حدث بعد التعديلات في رودس سنة 1949 بسيطة تبدأ من راس الناقورة في الغرب تسير شرقا حتى المالكية , شمالا الى  المطلة وشرقا الى الشمال من مستوطنة"فنة" و"دان" هذا  وسارت لجنة "نيوكومب-بوليية" على مبادئ ومعايير تقرربموجبها خط الحدود التالية :

1-خط الحدود يتلاءم مع مبنى السطح  وتضاريس المنطقة مثل مجاري الأودية, قمم الجبال وتلال بارزة( رأس الناقورة والمطلة)

2-عدم تقسيم أروضي القرى الزراعية في منطقة الحدود, كي لا  تكون القرى وسكانها تحت نفوذ معيين بينما  تكون أراضيها الزراعية نفوذ أخر لكن على ارض الواقع حدث تقسيم كهذا في قرى :سعسع ,برعم, رميش, ويارون.

3-مطالب الهستدروت الصهيونيه في  الرجوع إلى الحدود التاريخية( التناخية)  القديمة لأرض إسرائيل(بعد أن اخرج  اليهود من مصر)  والتي امتدت من دان حتى بئر السبع.

4-يجب أن لا يؤثر تعيين الحدود على شبكة الطرق  بيت القرى في منطقة الحدود.

5-مصالح بريطانيا في الشرق الأوسط: أذا تنازلت عن قسم من مصالحها ومناط سيطرتها في الشرق الأوسط , مقابل تنازل فرنسا عن مصالح ومناطق نفوذ معينة مثل حقول النفط في العراق.

6-مصالح فرنسا في الشرق الأوسط كانت فرنسا   في تلك الفترة راعية للأقليات في سوريا ولبنان( مسيحيون,دروز,شركس,متاولة) لذا وقعت هضبة الجولان   تحت سيطرتها, بالإضافة إلى شمال الجليل الأعلى, الواقع اليوم في جنوب لبنان, يضم قرى مسيحية عديدة, وقع زمن الأتراك ضمن ولاية بيروت, ما  جعل فرنسا تطالب بذلك القسم من الجليل وتضمه إلى نفوذها, أضف لذلك ,منطقة حوض  اليرموك والباشان لتشغيل سكة  الحديد الحجازية وفروعها(خط حيفا-سمخ-درعا).

7-ضم منطقة سهل الحولة وجبال رميم(اصبع الجليل) الى بريطانيا بسبب وجود مستوطنات  يهوديه فيها,بعد ان ادركت بريطانيا  ان ارض فلسطين تفتقر لمصادر المياه جعلت المنطقة التي تضم ينابيع الدان ومنطقة جريان  نهر الاردن بروافده العديده,اضافة الى بحيرة طبريا بكاملها  داخل منطقة  نفوذها

أدركت " الهسدروت" الصهيونية" آنذاك أهمية   المياه في المنطقة, فقامت بمحاولات  وضغوطات لتعين الحدود إلى الشمال من صور لتشمل الليطاني والحصباني مساحة واسعة من جبل الشيخ وينابيعه( الدان –والبانياس) ولتشمل  نهر اليرموك وروافده شرقا,  ألا إن هذه المحاولات باءت بالفشل.

في الجهة الشرقية, امتد الحد من الإطراف الشرقية لسهل الحوله إلى بحيرة طبريا, حيث وقع  نبع البانياس والكيلومتر الأول من هذا النهر في الشمال ضمن حدود الانتداب الفرنسي( لان الشارع الذي ربط القنيطرة السورية مع ساحل البحر المتوسط غربا, مر جنوب هذا النبع بعشرات الأمتار فقط, بما إن القنيطرة والجولان كانتا تحت السيادة الفرنسية, من الطبيعي إن تطالب بضم هذا الشارع إلى حدودها, بذلك دخل النبع ضمن  النفوذ الفرنسي . استمرت الحدود جنوبا ,على بعد 500م شرقي نهر الأردن(الثلث السفلي لمنحدرات الجولان الغربي), هكذا وقع مجرى النهر ومياهه بكاملها ضمن حدود الانتداب البريطاني .

في الشمال الشرقي لبحيرة طبريا, في سهل البطيحة, وضع الحد على بعد 10 امتار من خط المياه, سار الحد جنوبا على  الشاطئ الشرقي  للبحيرة على بعد 2كم جنوب "كورسي" اتجه الحد شرقا وتسلق أعلى المنحدرات ثم جنوبا حتى الحمة في اليرموك, ليلتي مع الحدود الأردنية.

في حرب عام 1948 احتل الجيش السوري مساحات واسعة من سهل الحولة, غربي  مجرى نهر الأردن. بعد مفاوضات طويلة في رودوس, وافق السوريون على الانسحاب شريطة إن يكون تلك القطاعات  منزوعة السلاح. في عام 1967 احتلت إسرائيل هضبة الجولان . بعد حرب عام 1973, بتخل  أمريكي, تم الاتفاق على  ما يسم ى فصل القوات السورية – الإسرائيلية  بموجبه تمت أعادت مدينة القنيطرة إلى سوريا, وبقي الوضع على حاله حتى اليوم.

بلغ طول الحدود مع سوريا نح 80 كم. إما مع لبنان فقد كان لغاية عام 1967 نح 8كم, بعد ذلك بلغ 102كم) من رأس الناقورة حتى السفوح الجنوبية الغربية لجبل الشيخ, تلتي الحدود السورية – اللبنانية –الإسرائيلية .

أقام الانجليز على طول الحدود بنايات ونقاط مراقبة, لحراسة المنطقة ومنع دخول المتسللين. خاصة بعد إحداث عام 1936 في فلسطين, مازال قسم من هذه البنايات قائما حتى اليوم, تعرف باسم بنايات" التيجارات" نسبة إلى الضابط الايرلندي الذي اقترح بناءها. نجد هذه البنايات في"يعرا" " شوميراه" "تربيخا" "بيرانيت" "افيفيم"  "النبي يوشع" "والمطلة" .

في حرب عام 1948 تم تهجير العرب من الجليل شمالا إلى لبنان أقيمت المستوطنات الإسرائيلية على أنقاض القرى العربية المهجرة لتشكل حزاما امنيا  يحمي الحدود , هكذا تحولت الحدود بين لبنان وإسرائيل إلى حدود عرقية , تفصل بين السكان العرب في جنوب لبنان والسكان اليهود  في شمال إسرائيل.

ينابيع في الجليل الأعلى

تعتبر الينابيع أهم مصادر المياه في الجليل الأعلى, تمتاز بغزارة مياهها  وبجودتها الكيميائية العالية, كثرة الأمطار في المنطقة(1100ملم في السنة في منطقة الجرمق) وجود الصخور الحاملة للمياه, المبنى التكتوني لطبقات الصخور( كثرة التصدعات,الشقوق والانكسارات) أدت إلى كثرة الينابيع في هذه  المنطقة.كمية المياه في هذه الينابيع  تصل170 مليون متر مكعب في السنة .من الجدير ذكره, ان غالبية  هذه الينابيع شحت وقلت مياهها في الآونة الأخيرة بسبب استغلال المياه الجوفية التي تغذي تلك الينابيع وضخها للاستهلاك البشري.

انواع الينابيع في الجليل الاعلى هي:-

1-الينابيع الطبقية:-تخرج المياه نتيجة التقاء  الطبقة الحاملة  للمياه مع سطح الأرض, تنكشف هذه الطبقة لأسباب طبوغرافية, كما هو الحالة  في مناطق المروج أو في السهول  عند أقدام  الجبال . منسوب المياه في هذا النوع من الينابيع يرتبط باتساع مساحة حوض  التغذية للنبع .

2-ينابيع خلعيه آو انكسارية:-  تظهر في الطبقة الحاملة للمياه على سطح ,بسب الخلع ,كالينابيع الموجودة على الإطراف الغربية لسهل الحولة, حيث الشق السوري الإفريقي(عين الذهب في الخالصة, الملاحة وغيرها)

3-الينابيع  الكارستيه:- تتغذى عن طريق تجاويف وفراغات باطنية تكونت بسبب الإذابة الكارستية تجري فيها  المياه  تحت سطح الأرض ,لنصل فتحة تخرج منها على شل ينبوع, تقسم الينابيع الكارستية إلى نوعين:

ا دائمة الجريان: ينابيع ألدان   والبانياس شمال الحولة, وينابيع العمود.

ب- متقطعة الجريان:- عين المجنونة في وادي العمود, عين المجنونة في وادي المفشوخ, وعين المجنونة في وادي المجنونة.

أقسام الجليل الأعلى

1-  الجليل الأعلى الشرقي

يختلف الجليل الأعلى الشرقي في ميزاته  ومبناه عن الجليل الأعلى الغربي قسمة الجنوبي الشرقي مكون من جبال صفد حيث فيها أعلى قمة في الجليل الأعلى الشرقي مكون من جبال صفد حيث فيها أعلى قمة في الجليل الأعلى الشرقي(جبل بيريا955م) تصل مساحة جبال صفد إلى 15 كم  هضبية المبنى تنعضهاحدر نحو الجنوب لتنتهي في وادي عكبرة. تبدأ من الغرب  من  وادي عمود وتمتد حتى" الجاعونة" في الشرق, واتجاهها شمال جنوب. جبال صفد عبارة عن قعرة جيولوجية ( نتيجة انكسارات حولها), برزت واتخذت شكل  "هورست" بعد رفعها  . تقع عليها مدينة صفد اكبر المراكز المدنية في الجليل الأعلى الشرقي.

 تمتد هضاب بازلتية تكونت  نتيجة انفجارات بركانية في منطقة شمال غرب جبال صفد, يصل سمك البازلت فيها     الى20-25 م   ويتواجد فيها الغطاء البازلتي فوق الصخور الروسوبية.

 من هذه الهضاب

1- هضبة دلاثة يصل ارتفاعها في الجنوب بين 810-845 م, يفصلها عن جبال صفد الواقعة جنوبها "وادي دلاثة" شمال غرب هذه الهضبة تقع قرية الجش حيث يتواجد الصخر الكرتوني الرخو,  من الجدير ذكره, ان الهضبة كثيرة الظواهر  والاذابة  الكارستية في صخور الجير والدولوميت الموجودة تحت الغطاء البازلتي(حدثت الاذابة الكارستية على السطح قبل انقذاف الطفح البركاني)

2-هضبة علما:-تقع شمال هضبة دلاثة, اقل منها ارتفاعا بحوالي 200م( ترتفع 680م عن سطح البحر) قسمها الجنوبي  بازلتي, تكثر فيها الظواهر الكارستية مثل المغاور, الدولينات وغيرها. في جهتها الشماليه الشرقية يقع وادي الحنداج, اما وادي الوقاص(حتسور) فيفصل بينها وبين هضبة دلاثة,شمال  هضبة علما تقع هضبة  يارون الكارستية بارتفاع 660م مغطاة بتربة خصبة فيها تصريف باطني للمياه, حفرت الاودية نتيجة لعمليات الجرف الكبير مثل: مثل وادي الحنداج ووادي دلاثة, نتيجة لذلك برزت الهضاب البازلتية على شكل مكعبات من الارض منفصلة عن بعضها .

في الشمال,تبدأ جبال" رميم"( المنارة) من وادي الحنداج جنوبا  حتى نهر الليطاني شمالا في  لبنان, سلسلة طويلة اتجاهها شمال-جنوب طولها 25كم وعرضها يتراوح بين 8-10 كم, بين وادي دوبا غربا( أو قعره مارون الرأس في الغرب في  لبنان) وخط انكسار الغور(سهل الحولة)  شرقا, كشف عن طبقات صخرية قديمة جدا تعود إلى الكريتون الأسفل, تحوي قليل من تراب الحديد نتيجة انكسار الغور شرقا.

 تنحدر  جبال المنارة بشده نحو الشرق إلى سهل  الحولة, بفارق ارتفاع يصل إلى 750م, أما غربا في بطيئة الانحدار نحو وادي دوبا  احد  روافد نهر الليطاني في لبنان, أعلى جبل في جبال المنارة قمة   جبل الشيخ عبد(902م عن سطح  البحر) يقع  شمال المنارة. مساحة هذه السلسلة 210كم, ثلثها الشرقي بين كيبوتس"يفتاح" وكيبوتس" مسجاب عام" تحت السيطرة الإسرائيلية, الباقي  داخل الحدود اللبنانية. تتخلل هذه الجبال بعض البقاع الزراعية المغروسة بالشجار المثمرة  المتساقطة الوراق مثل  التفاح, الأجاص, الخوخ, نتيجة ملائمة المنطقة لهذه الاغراس.

تطور الاستيطان اليهودي في هذه المنطقة( منطقة أصبع الجليل) في ثلاث موجات

1-      نهاية القرن التاسع  عشر:- تأسست المستوطنات" روش فينا" والمطلة( الجاعونا) " يسود همعلاه"" مشمار هياردين""محنيم" والمطلة حظيت هذه المستوطنات بدعم البارون روتشلد آنذاك .

2-      فترة الحرب العالمية الأولى( سنوات العشرين من القرن العشرين): تاسست" اييلت  هشاحر"  " كفار جلعادي" و"تل حاي"

3-       سنوات الثلاثين والأربعين(1937- 1947) أقيمت أغلبية المستوطنات اليهودية في سهل الحولة وجبال المنارة مثل"المنارة" سنة1943 " رموت نفتالي" سنة1945, "المالكية" "يرأون"  "برعم" سنة 1949 " مرجليوت"(هونين) سنة 1951 و"ديشون" سنة 1953 .

 تبعت  منطقة أصبع الجليل في العهد العثماني  وزمن الانتداب البريطاني لقضاء صفد, الذي كان جزء من لواء الجليل الأعلى, ضم هذا القضاء  زمن الانتداب البريطاني مدينة صفد 95 قرية صغيرة وكبيرة, كانت مساحته سنة 1945 نحو 696 كم, قطنته53620 نسمة, منهم 6700  نسمة يهود الباقي عرب, حسب إحصائيات سنة 1945 كانت اكبر قرى صفد قرية الخالصة" كريات شمونة 1840 نسمة .

 مواقع في الجليل الأعلى الشرقي

1-      مقام النبي  يوشع:

يقع هذا المقام إلى الجنوب من قلعة"ييشع" جنوب الشارع المنحدر نحو الحولة من منطقة مرج قديس(شارع رقم 899 )

ينسب هذا المقام إلى يهوشوع بن نون الذي رافق النبي موسى علية السلام وصعد معه إلى جبل سيناء, وخلفه بعد وفاته وقاد بني إسرائيل ودخل بلاد كنعان, وهناك من يقول  انه  ينسب إلى النبي" يسع" المذكور في القران الكريم. كان سكان شمال فلسطين والحولة يؤمون هذا المقام سنويا في   منتصف شعبان, يحتفلون به بموسم ديني كبير(زيارة  نصف شعبان),  يعتبر  مقاما قطريا آتت أليه أمم من  جميع أنحاء شمال فلسطين وجنوب لبنان, استمرت زيارته حتى عام 1948, كان للمقام قدسية ورهبة لدى المحليين,فوصل إليه الناس لإدلاء القسم, الدعاء, النذر, الصلاة, والشعائر الدينية الأخرى.تواجد في  الموقع حتى عام 1948 قرية النبي يوشع0 سكانها من المتاولة) وكانت قديس و"جاحولا" اقرب القرى إليها . في المقام أثار  لقباب  مسجد وحجرات, ساحة فيها  أبار لجمع  المياه, وغرف  لراحة الناس المؤمنين.

 حسب المصادر كان الشيخ  ناصيف ألنصار, احد ابرز زعماء المتاولة في جبل  عامل( جنوب لبنان) خلال  النصف الثاني من القرن الثامن عشر أول من  بني القباب والمسجد والحجرات فوق  قبر النبي يوشع, غرب المقام نجد مقبرة النبي يوشع( تهدمت معظم الغرف والمباني في المقام حاليا)

قلعة ييشع

بناية شرطة من  نوع"تيجارت"  أقامها الانجليز على الحدود الشمالية لبلادنا, تقع على مفترق طرق هام   يتلاقى به شارع الشمال( رقم 899)  والشارع المتجه شمالا إلى مستوطنات جبال رميم رقم(988), تشرف على شارع(رقم90) الواقع عند إقدامها. كانت هذه البناية تحت سيطرة الانجليز. سلمت للعرب  في نيسان  عام 1948 خطط اليهود لاحتلالها والسيطرة عليها نظرا لأهميتها وموقعها الاستراتجي الهام . كان احتلالها صعب جدا, استطاعوا السيطرة عليها بعد محاولتين  فاشلتين, بعد أن وصل عدد  القتلى اليهود في محاولات احتلالها في المرات الثلاث 28 قتيلا, أسماءهم مسجله في  الساحة الموجودة  شرق بناية الشرطة"لهذا تسمى أيضا"كواح" والأحرف ك.ح. تعني بالعبرية  رقم 28. جنوب الموقع(جنوب شارع رقم 899) يقع مقام  النبي يوشع وآثار قرية النبي يوشع.في الموقع مطل يشرف على سهل الحولة وهضبة الجولان وجبل الشيخ.

قلعة هونين

قلعة صليبية بالقرب من مستوطنة" مرجليوت"(هونين) على قمة جبال المنارة, تطل على سهل الحولة وجبل الشيخ وشمال هضبة الجولان. بنيت  عام 1107, وظيفتها حماية ومراقبة الحدود مع المسلمين في الشرق( بلاد الشام) كباقي القرع الصليبية التي وقعت  شرقي ألبلادنا, أطلت وأشرفت هذه القلعة على قلعة النمرود في الشرق(التي تواجدت فيها جيوش المسلمين). احتلها الملك العادل( آخ صلاح الدين الأيوبي) بعد معركة حطين سنة 1187, بعد أن حاصرها مدة نصف سنه, هدمها الملك المعظم حاكم دمشق سنة 1220, ألا أنها رممت سنة 1240 أيام المملكة الصليبية الثانية. احتلها السلطان المملوكي بيبرس سنة 1266 عمل على ترميمها, إذ اعتاد المماليك أن يبنوا  بوابة الدخول للقلعة في الجهة الجنوبية ومن ورائها الغرف المقوسة(الأقبية), والسور الذي وقع داخله المسجد, يحيط بالقلعة خندق,حفرت أجزاء منه في الصخر, دمر قسم كبير من هذه القلعة في ألهزه الأرضية الصعبة التي ضربت المنطقة سنة 1837. استعمل سكان قرية هونين  التي تواجدت في منطقة القلعة  وهجرت سنة 1948 قسم كبير من حجارتها, كانت هونين قرية  متاولة واكبر قرى قضاء صفد بعد الخالصة, ما زالت بعد قبور سكان هذه القرية تتواجد شمال الخندق(القلعة) حتى يومنا هذا.

تل  قدس

تل اثري قديم على الطرف الغربي لمرج قدس , شمال شارع المالكية- النبي يوشع(شارع الشمال899)1,8 كم غربي قلعة   ييشع .  إلى الشرق من التل يتواجد نبع قدس وأثار مباني وقاعة, من الفترة الرومية من القرن الثني  والثالث  .  يعتبر تل  قدس من اكبر التلال الأثرية في الجليل الأعلى, تواجد في الموقع  مدينة قدس التي اشتهرت بصنع الثياب وفتل الحبال ونسج الحصر في الفترة الكنعانية.ورد اسمها في قائمة أسماء المواقع التي  احتلها الفرعون تحمتس الثالث في القرن الخامس عشر قبل الميلاد وقعت فيما بعد تحت سيطرة سبط نفتالي الذي سكن المنطقة سنة 732ق.م , احتلها الأشوريون ازدهرت المدينة وتطورت في الفترة الرومانية(   القرنين الثاني والثالث ميلادي) تحولت قدس  منذ   العصور  الوسطى إلى مدينة عربيه هامة ومركز إقليمي هام, سمى العرب بحيرة الحولة ببحيرة  قدس. حتى عام 1948 تواجدت في الموقع قرية قدس العربية

معالم صفد الأثرية

يعود تاريخ صفد إلى أيام الكنعانيين. كانت صفد بعد خراب الهيكل الأول(587ق.م) إحدى المدن اليهودية المقدسة ( القدس طبريا الخليل صفد) استقر فيها رجال الدين اليهود. في العهد الروماني عرفت صفد كقلعة حصينة ومقر  للكهنة المسيحيين. يظهر أنها أهملت بعد ذلك ولم تبرز على المسرح التاريخي لفلسطين ألا في القرن الثاني عشر عندما  بني الصليبيون فيها قلعتهم  عام 1140م على أنقاض القلعة الكنعانية.قام الصليبيون ببناء القلعة المذكورة, نظرا لموقعها  الاستراتيجي, الذي يشرف على الجزء الشمالي لمنطقة الجليل(900متر عن سطح البحر) وعلى الطريق بين عكا والشام (دمشق) خاصة أنها تقع بالقرب من الأراضي التي  يسطر عليها المسلمون في الشرق, فكر الصليبيون في تحصين صفد.كوكب الهوا,هونين وقصر عترا وذلك  في إعقاب تزايد وتعاظم قوة المسلمين في الشرق.كانت صفد زمن الصليبيين داخل القلعة والأسوار, عام1168م تحصن فرسان الداوية( فرسان الهيكل) داخل القلعة بينما  الاسبتارية في كوكب الهوا , كان من الصعب اختراق وفتح القلعتين. احتل صلاح الدين الأيوبي القلعة من أيدي الصليبيين عام 1188م, من هنا جاء اسم حارة الأكراد في صفد, فصلاح الدين الأيوبي كردي الأصل(كذلك كراد الغنامة وكراد البقر, التي تواجدت في الحولة قبل 1948).

احتل الصليبيون صفد  مرة أخرى عام 1140 أثناء حملة ريتشارد" قلب الأسد" إلى البلاد بقوا فيها حتى عام 1266 حين حررها منهم الظاهر بيبرس الذي رتب أعمارها وبناها من جديد. جدد وحصن القلعة وبني فيها برجا تحته حمام, سميت قرية الظاهرية نسبة إلية( الظاهرية الفوقا والظاهرية التحتا وهي قرى حزام أحاطت  صفد حتى عام 1948).

كانت صفد في عهد االمماليك أحدى  نيابات السلطنة الست في بلاد الشام(دمشق,حلب,  طرابلس,حماة ,  صفد, الكرك) سميت بالمملكة الصفدية وضمت كل من أنحاء الجليل مع منطقة جنين ومرج ابن عامر. كانت صفد زم الظاهر بيبرس عاصمة الجليل والمملكة الصفدية, التي امتدت من  جبال السامرة حتى صيدا, تعتبر فترة حكم المماليك لصفد عصر  صفد الذهبي, اذ شهدت ازدهارا عمرانيا وأدبيا لم تعرفه من قبل ولا في  العصور اللاحقة, كانت محطة من محطات البريد( طريق البريد المملوكي) بين الشام ومصر, يأتي أليها البريد عن طريق غزه ,اللد  وجنين,حطين ,صفد,وتتصل  مع دمشق عن طريق جسر بنات يعقوب, من أشهر  معالمها في الفترة المملوكية- الجامع الأحمر الذي بناه الظاهر بيبرس, الخان الأحمر(فندق ريمونيم ال

الجامع الاحمر

 يقع غي الحرة الجنوبية من صفد, بناه الظاهر بيبرس عام 1266م. استعان في بنائه بأصحاب المهن  المهرة,سمي بالمسجد الأحمر لأنه بني من الحجارة  الحمراء اللون التي أحضرت من المناط المجاورة, مازال هذا المسجد قائم حتى يومنا هذا, بني  المسجد  بهندسة مملوكية, مدخل المسجد عبارة عن بوابة داخ بوابة مقابل المحراب( البوابة تقابل دائما المحراب في المسجد), بني المسجد على شكل مستطيل مغلق بجدار خارجي سميك, داخلة   ساحة محاطة  بغرف صغيرة,سقفه مرفوع على أعمده ضخمة تنطلق منها أقواس( التقاء الأقواس في السقف على شكل نجمة) عرف هذا  الأسلوب من البناء زمن اليونان والرومان ثم السلاجقة في تركيا انتقل مع المماليك ليطوره في مصر وفلسطين.

 

صفد في  الفترة العثمانية

 دخلت صفد  تحت الحك العثماني عام 1517. منذ هذه الفترة تفتح المدينة أبوابها أمام اليهود من من مطاردي اسبانيا, إذ وصلت جالية كبير من يهود اسبانيا إلى  المدينة واستوطنت فيها. تحولت صفد خلال القرن السادس عشر إلى مركز روحاني, اقتصادي هام للاستيطان اليهودي في البلاد, تواجد فيها رجال الدين الكبار, الحاخامات,تحولت المدينة إلى مركز الحاخامات مثل الحاخام" إسحاق لوريا" المشهور.

أقيمت المطبعة الأولى في صفد عام1577م, طبع فيها الكتاب العبري الأول. كان تطور صفد الهام من الناحية الاقتصادية, خلال القرن السادس عشر فكانت مركز القماش, الثياب, الصباغ, الغزل والنسيج. اشتهر النسيج والصوف ألصفدي في الأسواق الأوروبية حتى انه نافس النسيج الأوروبي المحلي( مثل نسيج البندقية الايطالية) ازدهرت المدينة من الناحية  التجارية إضافة إلى صناعة الغزل والنسيج.

 اعتمد السكان في معيشتهم على  الزراعة. تم أصلاح مساحات كبيرة من الأرض وتحويلها إلى ارض زراعية, على شكل مدرجات, استغلت زراعات كتلك التي تواجدت في منحدرات وادي عمود, اعتبر  وادي عمود الشريان أو الظهير الاقتصادي والقلب النابض الرئيسي لسكان صفد من الناحية الزراعية.

اتخذ الأمير فخر الدين المعني الثاني(1585-1635) المدينة قاعدة لحكمة الجليل ومن ثم الشيخ ظاهر العمر(1733-1775)الذي أوكلها لابنة علي. ولد ظهار العمر في صفد وخلف أباه عمر بن زيدان عليها. بعده قام ظاهر بضم طبريا إلى منطقة وقام بترميم قلعتي  صفد وطبريا.

بدأت صفد بالتراجع من الناحية العمرانية والاقتصادية, خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر, تعرضت لكوارث طبيعية قاسية, فضربتها الزلازل عام1759 وعام1837 مدمرة لمعظم إحياءها , تذكر المصادر أن صفد كانت  مركز تجاري هام في الجليل في الفترة ما بين1831-1840 , إلا أن الهزة الأرضية(1837)في هذه الفترة دمرتها كليا, كذلك انتشار الاوبئه سنة1833 قضى على الكثير من السكان, إضافة إلى الأوضاع الأمنية(حيث  ضعفت المدينة بسبب تمرد الفلاحين والدروز18389 جميع هذه العوامل أدت إلى أضعاف مكانتها.

 بنيت ألمدينه من جديد عام 1875, بلغ عدد سكانها 4550 نسمة,0 وصل عام 1913 إلى 25 ألف نسمة, بينهم 11 ألف يهودي بنيت المنشآت التالية: برج الساعة, جامع السوق, أو الجامع الكبير( الذي بني عام 19029 يقع في مدخل السوق القديم في صفد( تحول إلى متحف لعرض أعمال الفنانين في صفد) بناية السرايا وهي مقر السلطة والحكم التركي,( تتواجد فيها اليوم مكاتب حكومية وخدمات أدارية)

 مرة أخرى تتراجع صفد اثر بعض الهزات الأرضية والزلازل  لأنها تقع بين خطوط  كسر جيولوجي . تعود وتتوسع المدينة من الناحية العمرانية والسكانية في فترة الانتداب البريطاني. بلغ عدد سكانها   عام 1931 نحو 9500 نسمة وعام 1929(سنة الإحداث السياسية المعروفة في البلاد9 هوجم الحي اليهودي وخربت أقسام واسعة منه, لينخفض فيها عدد  السكان اليهود حتى احداث1936. كانفي المدينة عام 1948 نحو 12 ألف  نسمة من المسلمين و1500 نسمة من اليهود 500نسمة من المسيحيون, أي بمجموع 14 ألف نسمة, كانت المدين  مركز الإحداث السياسية ومقر  الوطنيين او القوميين العرب في الجليل. لم يبقى  فيها بع انتهاء الحر سوى اليهود

 

الجليل الاعلى المركزي

الجرمق

عبارة عن كتلة جبلية كبيرة, تقع في الجليل الأعلى المركزي, بالقرب من الحدود الشمالية للبلاد, تعتبر قلب الجليل الأعلى, تمتاز بكسائها النباتي الدائم الخضرة, فيها عدة قمم,أعلاها يصل إلى 1308 م عن سطح البحر, الجرمق عبارة عن محمية طبيعية عالمية, تبلغ مساحتها نحو100كم.

 يحد الجرمق من الجنوب انكسار جيولوجي يتمثل بسه الشاغور الشمالي ومرج كفر عنان, من الشرق ووادي  العمود الأعلى والأوسط, ومن الشمال الشارع الواصل بين ترشيحا, حرفيش,سعسع, الجش(من ناحية طبيعية يعتبر من رميش,  في جنوب لبنان, هو الحد الشمال للجرمق) أما من الغرب يحدها انكسار البقيعة( شارع رقم867)

 مما  ورد  أعلاه نلاحظ أن الحدود الجرمق من جهاته الأربع, عبارة عن انكسارات جيولوجية, إذ هبطت المناطق المحيطة بالجبل, بالمقابل ارتفعت قممه عاليا, نتيجة للضغط الداخلي في  جوف الأرض.

يمر في هذه الكتلة الضخم خط توزيع المياه لبلادنا. بسبب المبنى الجغرافي لهذه المنطقة, يقترب خط توزيع المياه إلى الجهة الشرقية, يعني هذا أن الميل نحو الشرق اشد من الميل نحو الغرب, نلاحظ إن كل المياه التي تتفق في المنحدرات الجنوبية والشمالية والشرقية تصل في النهاية إلى بحيرة طبريا, أما المنحدرات الغربية فتتجمع مياهها لتجري غربا بروافد عديدة تتحدد غالبيتها بوادي القرن الذي يصب في البحر المتوسط في منطقة الزيب

 تصل مياه الإمطار الساقطة سنويا على قمم الجرمق نحو 100ملم, يمتد الشتاء  هنا أكثر من باقي المناطق  في البلاد, لان المكان بارد, يصل معدل درجات الحرارة السنوية إلى 13,5  درجة مئوية مما يزيد من عدد الأيام الماطرة خلال السنة.

كتلة الجرمق مبنية من الصخور الرسوبية,كالجير  والدولوميت والكرتون والحور والصوان, كل هذه الأنواع من الصخور تعطينا منظرا طبيعيا خلابا تتخللها ظواهر كارستية مختلفة, كالشقوق" والهوتات"والمغاور وغيرها.

كون الصخور نافذة للمياه بغالبيتها وقابلة للذوبان,مكن كميات كبيرة من المياه من التسرب إلى أعماق كبيرة في باطن الأرض, لذا نجد الينابيع تظهر على مسافات بعيدة في أسفل الانكسارات المحيطة بالجرمق, كينابيع البقيعة وينابيع ميرون والعمود وغيرها.

 تنتشر في منطقة الجرمق نباتات كثيرة نذكر منها:- السنديان, الملول, القاتل, بالإضافة إلى شجيرات المزهرة كالقندول الشيح, الأجاص البري؟, الزعرور, البطم, الشبرق وغيرها, تعيش في حلقات تتلاءم مع الظروف المناخية ونوعية التربة, تعتبر منطقة الجرمق أكثر المناطق كثافة بالأحراش الطبيعية لمناخ البحرالمتوسط في البلاد.

 من حيث الاستيطان بيت جن هي القرية الوحيدة القائمة بين قمم الجرمق على ارتفاع900-1000م عن سطح البحر. تعود أسباب قلة الاستيطان في منطقة  من الجرمق إلى المناخ البارد شتاء من  جهة, وصعب من جهة أخرى المواصلات وكذلك قلة  وجودة  الاراض  الزراعية والمبنى الجبلي الوعر للمنطقة.

قرى  ومستوطنان عديدة تجثم حول قاعدة الجرمق: مثل الجش, سهسع, حرفيش , البقيعة, الرامة,  عين الاسد, ميرون وغيرها.

من الناحية الجيولوجية  يعتبر كتلة الجرمق"هورست" انفصلت عما حولها بسبب عمليات الكسر والخلع, كانت فيما قبل جزءا من تحدب جيولوجي عظيم طويل, متواصل, امتد من جبال طرعان في الجليل الأسفل حتى لبنان, نتيجة الانكسارات ظهرت  كتلة الجرمق عما حولها بفارق ارتفاع يصل الى 600 م لذا برزت الانحدارات الشديدة والقمم العالية خاصة في السفوح الجنوبية والشرقية.

الانكسارات الداخلية لكتلة الجرمق, التي تتجه من الجنوب شرق غرب أدت إلى تقطيعها وتقسيمها الى:

1-   السلسة الشرقية, هورست كتلىة الجرمق تشمل جبل العروس, الجرمق, غباطة,عداثر, ترتفع اكثرمن  1000  م عن سطح البحر, ذات انحدارات شديدة نحو الشرق.

2- السلة الغربية هورست جبل  حيدر-الجمجمة(سلسلة  البقيعة) تبدأ من جبل حيدر(1048م) شمال الرامة, لتنحدر تدريجيا إلى جبل سبلان(814معن سطح البحر) سلسلة مبنية من  صخور نفاذة.

3-  "جرابن" بيت جن-  حرافيش: على شكل مرج صغيرة طولي بين  السلسلتين يصرف مياه الأقسام العلوية لوادي القرن تجري المقاطع الأولى من وادي القرن وروافده في هذه المنطقة, عدا عن ذلك فان كتلة الجرمق مقطعه بواسطة روافد أودية كثيرة تتواجد على خطوط الكسر فيها,

كتلة الجرمق هي أعلى المناطق الجبلية في بلادنا,فيها 12 قمة يزيد ارتفاع كل منها عن1000م عن سطح البحر( من الشمال إلى الجنوب)

1-   عداثر"ادير"      -1008م.

2-   غباطة"نيريا"      -1123م.

3- الجرمق "ميرون"  -1208م.

4-ابو حجر"باريوحاي"-1151م.

5-عين الشعير"عفائيم" - 1108م.

6-حين                  -1038م.

7-  الزابود              -1006م.

8-سمورا-" سموره"   - 1032م.

9- العروس- "هيلل"    -1071م.

10-حيدر-"اري"        -1048 (القبة الغربية)

11 -القبع"اري"         -1040( القبة الشرقية).

12- الديدبة " تسفرير"  - 1046 م.

 تصريف المياه في كتلة الجرمق

تصريف المياه في كتلة الجرمق

يجمع وادي سلامة وروافده الإمطار التي تسقط على السفوح  الجنوبية لكتلة الجرمق, مساحة حوض تجميع هذا ألواد في كتلة الجرمق تصل إلى 16كم, تجري المياه إلى الشرق باتجاه بحيرة طبريا.تصل الأمطار التي تسقط على السفوح الشرقية للكتلة إلى وادي عمود وروافده  تصرف شرقا إلى بحيرة طبريا  يجمع وادي الحنداج وروافده مياه الإمطار الساقطة عل السفوح الشمالية الشرقية للكتلة. إما السفوح الغربية, تجري مياه الإمطار غربا بالى البحر المتوسط  ووادي القرن وروافده

 التسمية:

 سمي الجرمق بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة "الجرامقة" إحدى  القبائل العربية القحطانية التي نحت من الجزيرة العربية أبان الفتوحات الإسلامية واستقرت بجبل الجرمق, صفد وجنوب لبنان. يبلغ علوه(1208) وهو أعلى  جبال بلادنا.

 نباتات الجرمق:-

 يكسو كتلة الجرمق حرش البحر  المتوسط كثيف الأشجار, الشجيرات والمتسلقات أهمها:- أشجار السنديان, المل, والقاتل, هناك نباتات نادرة تعيش فقط في كتلة الجرمق حيث يعتبر الجليل الأعلى الحد الجنوبي لانتشارها مثل:-  خوخ الدب, القبريش, , زهر كف الدب التي تزهر في نيسان وغيرها. تكثر السرخسيات  والطريات في  المناطق الصخرية والتربة المظللة والرطبة

مزات جغرافية:-

 تكثر في الجرمق الفراغات والتجاويف التحت أرضية عن  الإذابة الكارستية, صخور هذه الكتلة من الجير والدولوميت الصلب كثيرة الشقق والتصدع. إضافة الى كثرة الأمطار في المنطقة جعلت المياه تتسرب إلى الأعماق مكونة المغاور"الهوتات" أشهرها هوتة الجرمق, تقع على مسافة نصف كيلومتر غرب خربة الجرمق يصل عمقها 120م

مسارات في منطقة الجرمق

مسار القمة

معلومات عامة اولية

طول المسار-2,5 كم المسار دائري يصلح  لجميع الأجيال .

 الزمن1,5 ساعة

الوصول- من الشارع  الرئيسي حرفيش- سعسع, يصعد الشارع جنوبا ليصل إلى  قمة الجرمق مارا بالقرب من خربة الحميمة قبل الوصول إلى القمة يتفرع شارع أخر باتجاه الجنوب يصل إلى موقف خاص للسيارات في الجهة الجنوبية الغربية للقمة

من موقف السيارات  نسير على الإقدام باتجاه شمال شرق مع العلامة الحمراء(بداية المسار), نصل إلى المحطة الأولى من سلسة المحطات ونقاط التوقف التي أعدت  خصيصا للإشراف والإطلال على المناطق القريبة والبعيدة, ايضافة إلى بعض الزوايا الخاصة بالنباتات المنتشرة على طول المسار. نتوقف في المحطة الأولى ونرصد منها مايلي:

ا-إلى اليمين بعيدا بحيرة طبريا ومن ورائها هضبة اربد الأردنية جنوب هضبة الجولان, يفصل بينها نهر اليرموك , قريبا أسفل الجبل  نرى وادي العمود.الشارع الوصول من عكا والشاغور إلى ميرون.

ب-  في الوسط  صفد, ميرون تماما في أسفل القاعدة القريبة.\

ج- إلى اليسار بعيدا شمال هضبة الجولان قريبا  من جبل  كنعان .

نتجه شمالا نسير بين أحضان الشجر إلى أن  يصل بنا المسار إلى المحطة الثانية

أ‌-        إلى اليمن بعيدا جبل الشيخ وجبال الجليل الأعلى الشرقي, قريبا هضبة  وبركة دلاثة, "موشاب بن زيمرا                     ( الرأس الأحمر) وقرية الصفصاف سابقا اوما يسمى موشاب "صفصوفة" ثم الجش ,

ب‌-    في الأوسط وادي الحنداج , الحش  برعم, قرية برعم القديمة وكيبوتس برعم, بعيدا تلال  وجبال لبنان .

ت‌-     إلى اليسار: بعيدا هضبة تبنين في جنوب لبنان , سهل ارميش قريبا  كيبوتس سعسع, وموشاب "دوفيف" وقمتي كسرى,سلسلة البقيعة, قرية بيت جن والوادي النازل منها شمالا عداثر والطويل(في فصل الخريف نصادف زهرة اللحلاح ذات اللون الأصفر الجذاب)

نتابع سيرنا غربا حتى نصل إلى المطل الثالث في الجولة, المطل على منطقة الجليل الغربي نرصد منه

أ‌-        غربا هضبة التيفن. معلوت ووالدي القرن .

ب‌-     الجهة الجنوبية الغربية,بعيدا جبال الكرمل. (احد روافد وادي القرن) ,جبل حيدر( على سفحه الشمال-بيت جن) إلى الجنوب بعيدا جبال الجليل الأسفل المركزي.

يعود بنا المسار إلى موقف السيارات بعد أن نكون قد انهينا دورة كاملة حول قمة الجرمق  تميزت بالمتعة والرهبة من مناظر طبيعية قلما تشهد بلادنا منها.

بعد الوصول إلى موقف السيارات بإمكاننا إن السير من خربة"بيك"   على شارع ترابي  مع علامة خضراء الذي  يأخذنا إلى حرش طبيعي قي منطقة "الزابود"  حيث تنمو زهرة كف الدب النادرة في فصل الربيع من هناك إلى قرية بيت جن.

هناك إمكانية اخرى  من خربة" بيك" منها  على شارع ترابيس ( أعلامة خضراء) جنوبا النزول شرقا في وادي  ميرون (علامة زرقاء) ينتهي هذا المسار على الشارع الرئيسي الواصل كفرعنان الى صفد (شارع رقم866) بالقرب من موشاب مبرون .

عين حميمة, خربة حميم, قمة الجرمق

بداية المسار

100 متر جنوب  المدرسة الميدانية, جبل الجرمق, على يسار الشارع نجد موقف  للباصات والسيارات نبدأ المسار بعلامة سوداء. في بداية المسار نجد خربة حميمة. بقيت فيها آثار البنايات سطحها من القناطر والأقواس يعود تاريخ إقامتها إلى قبل  حوالي 100 سنة.

 سبب الاستيطان في هذا الموقع, (عين حميمة) سنمر بها بعد قليل في مسارنا في الخربة معصرة نبيذ محفورة في الصخر وأشجار زيتون قديمة تدل على الاستغلال الزراعي للمنطقة( مدرجات زراعية) وكذلك آبار مياه.

 تواجد قرية سعسع العربية شمال  خربة حميمة, من قرى قضاء صفد الكبيرة, وصل عدد سكانها سنة 1948 إلى 1350 نسمة, اشتهر  سكانها على الخارطة السياسية في فلسطين سميت القرية  (ركن الجليل), تركزت جهود الثوار في سعسع في إزالة أسلاك الحدود الفاصلة بين فلسطين والبنان( لأنها أضرت في اقتصاد قرى كثيرة في قضاء صفد, كذلك في مدينو صفد في عهد الانتداب) ومهاجمة الدوريات الحدودية البريطانية. معظم أراضي القرية  جبلية وعرة.

 تقع شرق الخربة عين حميمة على السفح الشرقي لوادي الحنداج, نبع طبقي صغير , تقع العين على خط توزيع المياه, يجري شرقا وادي الحنداج إلى سهل الحولة, غربها وادي غباطة الذي يلتقي بوادي  القرن ويصب في البحر المتوسط. ترتفع العين 900 م عن سطح البحر, شرب منها سكان المنطقة(سعسع والمجاورة). نستمر في الصعود من العين مع العلامة السوداء إلى الأعلى, نجد أشجار القاتل( القطلب) ذات السيقان الحمراء الأكثر انتشارا, تزهر في فترة الربيع بين أشجار القطلب أنواع عديدة من أزهار السحلب بألوان متعددة, كذلك الهنبل بألوان الليكية والبيضاء , هكذا نجد أنفسنا داخل الحرش الطبيعي  لمناخ حوض البحر المتوسط.

 بعد حوالي كيلو متر من بداية المسار, نصل إلى مطل يقع على ارتفاع 950م  يطل على الجليل الأعلى الغربي من سلسلة الناقورة شمالا  حتى هضبة التيفن في  الجنوب, حيث نرى غربا"معلوت"  وبعيدا في الأفق البحر المتوسط

نستمر في المسار ,نصل إلى أشجار الأرز كانت  قد زرعت عام 1952 على أيدي" الكرن كييمت" نستمر في المطل الثاني" جبل غباطة"  نصل إلى ارتفاع 1123 م عن سطح البحر, نطل مرة أخرى على الجليل الأعلى الذي يمتد شمالا حتى الليطاني ومستوطنات الحدود القريبة مثل سعسع "دوفيف"برع" بعيدا أكثر المالكية والمنارة وعلى جبل رميم" المنار" في لبنان نرى القرى: رميش- يرون- بنت جبيل- مارون الراس- عين ابل-, بعيدا نرى جبل الشيخ, جبال لبنان, شمال هضبة الجولان, قريبا وادي الحنداج وروافده , الجش, والراس الاحمر.

نستمر مع العلامة السوداء حتى نلتقي بالعلامة الحمراء مسار القمة 

وادي العمود

لمحة عامة

يبدأ وادي العمود من السفوح الجنوبية الشرقية لكتلة  الجرمق من ارتفاع 1150 م عن سطح البحر المتوسط, يصب في بحيرة طبريا المنخفضة عن سطح البحر 210م أي بفارق  مقداره 1360م بين البداية والمصب. يبلغ طول الوادي 22كم الأمر الذي أدى  إلى مجرى  شديد الانحدار(62م لكل 1كم) يحول الوادي في بعض  المقاطع إلى أخدود عميق.

 تصل مساحة حوض تجمع مياه الوادي إلى 125 كم يجري الوادي على خط التماس بين صخور  الجير والدولميت الصلبة  التابعة لكتلة الجرمق من الغرب  وبين  صخور الكيرتون الرخوة التابع لجبال صفد في الشرق. يتكون الأخدود العميق نتيجة لدخول مجراه في صخور الجير والدولميت الصلبة, اذ يصل عمقة أحيانا غالى 250 م.

يصل معدل الإمطار التي تهطل على منطقة الوادي وروافده إلى 750 ملم سنويا. يجري في الوادي في الشتاء حوالي 2مليون متر مكعب من مياه الإمطار, في أقسامه العليا تتواجد أغلبية الينابيع أهمها عين ميرون, عين التينة, وعين المجنونة, التي بنيت عليها وحولها أجهزه وبنيات مختلفة لاستغلال المياه في عملية تشغيلها, نجد بنايات لضخ المياه  وأخرى المطاحن وغيرها لصباغة النسيج. إضافة إلى قنوات المياه القديمة والبساتين وغيرها---- اذ كان الوادي الشريان النابض لمدينة صفد فيما مضى.

 يختلف وادي العمود عن باقي أودية الجليل الأعلى الجارية غربا أو شرقا إذ انه الوحيد الذي يجري من الشمال إلى الجنوب يجمع الوادي في أقسامة العليا ثلاثة روافد رئيسية هي:

وادي ميرون : يهبط من اعلي الجرمق ويجري شرقا بميل  شديد ليلتقي  بالرافد الثاني وادي العمود القادم من الجهة الشمالية . يلتقي الرافدان غالى الشرق من عين التينة. اما الرافد الثالث, وادي الخرار اانازل من مدينة صفد في الشرقا اما الرافد الثالث, وادي الخرار النازل من مدينة صفد في الشرق.

يسمى هذا الوادي بهذا الاسم نظرا لوجود عمود صخري في القسم السفلي منه,  يصل اترتفاعه18م , من بقايا مغارة كارستية  تواجدت في هذا الموقع , هدمت جراء إحدى الهزات الأرضية التي ضربت المنطقة, هناك من يعتقد ان العمود من بقايا للصخور التي تآكلت نتيجة عمليات الإذابة الكارستية.

وادي العمود عبارة عن محمية طبيعية مساحتها نحو8000 دونم, بداخل هذ الأخدود منحدرات صخرية عمودية تتخللها مغاور كارستية عديدة تستغلها الطيور لبناء أعشاشها كالنسر والصقر, والباز,الحمام , السنونو,الخفاش, إضافة الى بعض الحيوانات الصغيرة كالوبري وغيره— تحظى مغاور وادي العمود بشهره خاصة بعد  اكتشاف بعض الهياكل العظمية لإنسان ما قبل التاريخ, في  بعض منها خاصة في المغاور  الواقعة في القسم السفلي من الوادي. أشهرها الزطية ومغارة الأميرة.

يمكننا تقسيم وادي العمود إلى ثلاث قطاعات  نباتية:

1-   القطاع العلوي تعيش في نباتات حوض البحر المتوسط .

2-   القطاع الأوسط  تقل أنواع عديدة من تلك التي تعيش في القسم العلوي لتحل  محلها نباتات  كثيرة أخرى, تتحمل إلى حد ما الحرارة العالية وأشعة الشمس مثل: الزعرور, العبهر, الخروب, القندول,السريس, الميامية, وغيرها.

3-   القطاع السفلي- شبه صحراوي , الوادي قليل الأشجار وذلك لدخول منطقة حارة قريبه من بحيرة طبريا, مـتأثرة بمناخ  الشق السوري الإفريقي.

تشكيلة رائعة من النباتات المائية تعيش في مجرى الوادي خاصة وادي الطواحين حيث أشجار الدلب الشاهقة وغيرها—

 مسار وادي العمود

المسار دائري  يستغرق  نحو أربع ساعات مع إمكانيات كثيرة  لإضافات متنوعة عن مسارات مختلفة, جميع تلك المسارات تحمل إشارات خاصة. تقع هذه القطعة من وادي  العمود ضمن المحمية الطبيعية  المذكورة, تسمى وادي الطواحين, تواجدت في هذه المقاطع 12 طاحونة عملة بقوة المياه بعضها عمل حتى  عام 1948.

 يبدأ المسار  من الطريق الترابي المتفرع من شار 866(بين مفرق  ميرون كفر عنان)في القطعة الواقعة جنوب موشاب ميرون, على بعد 1كم شمال موشاب( كفار شماي- السموعة). يتفرع الطريق الترابي شرقا نسير حوالي1,5كم لنصل ساحة لوقوف السيارات.نتابع السير  على الإقدام مع الإشارة الحمراء مسافة 400م شرقا حتى نصل بناية شرطة عين  التينة.

 نتقدم نحو المبنى الذي بناه الانجليز زمن الانتداب البريطاني, استخدمته الشرطة البريطانية لحراسة المضخات التي أقيمت على عين التينة, وضخت المياه إلى مدينة صفد.

ننزل بمسار  إشارته حمراء إلى وادي الطواحين( سماه الصفد يون قديما وادي الدلبة نظرا لكثرة أشجار الدلب به)مسار قصير وحاد الانحدار, نصل مباشرة على عين التينة(تعطي سنويا حوالي مليون متر مكعب مياه). بعد استراحة قصيرة في ظلال  شجرة الجوز وحول النبع  نتابع سيرنا مع مسار إشارته سوداء,يسير بمحاذاة قناة مياه قديمة بعد قطع مسافة تقرب إلى مئة متر يتفرع المسار. نتابع  السير في الفرع اليساري منه, نقطع الوادي فوق جسر لنصل مبنى قديم فوقه طاحونة قمح مهدمه, يسمى "بيت الطحان" على ما يبدو كان  يسكن في هذا لبيت رجل عمل في طواحين القمح. لا حاجه للصعود إلى المبنى, نمضي في طريقنا لننحدر بين البساتين القديمة حتى نصل إلى جسر خشبي من تحته نبع آخر صغير بمتابعتنا المسير أمتارا معدودة نصادف احد ى  النباتات المتسلقة الجميلة تملأ الأرض وتتشابك مع الأشجار , نبات" القسوس".

نستمر مع المسار, بمحاذاة المجرى, لنصل لنقطة اتصال وادي الخرار مع وادي الطواحين, نجلس بجانب العين ونتمتع بجلسة"باردة" بين خفايا أشجار الدلب وأصوات خرير المياه وزقزقة العصافير, حول بعض الغدران الصغيرة يمكننا دخولها واللعب فيها. م هنا نعود إلى السيارة في مسرب قريب للمسرب الذي نزلنا به.

الواقع أن المسار, لمن يقصد السير والمتابعة, يستمر مع الوادي إلى عدة إمكانيات.

1-بعد استراحة بالقرب من غدير الخرار, نعود شمالا بعكس المجرى لنصل إلى عين الجن علامة زرقاء تتفرع من العلامة السوداء. سمي النبع بهذا الاسم نتيجة التغيرات بكميات المياه التي  تخرج منه, تارة يشتد تدفق المياه وأخرى يخف من عين الجن يمكن العودة إلى عين التينة ثم إلى السيارة بالقرب من مبنى شرطة عين تينة. أو نستمر شمالا من عين الجن حتى نصل شارع ميرون صفد سائرين في الوادي بعكس مجراه .

2- من غدير الخرار مع الوادي بالانحدار مساف2كم تقريبا( مع الإشارة السوداء) نترك الوادي  ونتسلق السفح  الشرقي(مع الإشارة الزرقاء) نصعد إلى مقام الشيخ قويس إلى الغرب من مدينة صفد .

3-من غدير الخرار ننزل مع المجرى  حتى نصل إلى الشارع  يربط منطقة الشاغور-مرج عنان مع منطقة الطابغة(شارع عميعاد) شارة المسار سوداء يسمى وادي الليمون.

4-ننحدر مع الوادي مسافة 4كم(مع الإشارة  السوداء) نتسلق الوادي   على السفح الغربي إلى قمة جبل الأربعين(  مع الإشارة الزرقاء) الواقع  إلى الجنوب من موشاب كفار شماي(السموعة) .

5-     نعود من غدير الخرار باتجاه المسار الذي نزلنا به.نقطع الوادي  إلى الجهة الغربية لنصل إلى بناية قديمة,استعملت كما يبدو لغسل الصوف ا والى الصباغة نصعد منها إلى البستان, نعود مع القناة حتى عين التينة او نصعد في السفح مع الإشارة الخضراء لنصل إلى الباص( هذا هو المسار الدائري)

6-نصد من عين الخرار  شرقا بوادي الخرار اى" الظاهرية" الواقعة بالقرب مقبرة اليهود في الجهة الشمالية- الغربية من صفد .

                                     مقام النبي سبلان- وادي الحبيس

مقدمة :

جبل سبلان, استغل وادي القرن ذلك  الانكسار سبلان هو الامتداد الشمالي  لسلسلة  البقيعة  تبدأ بجبل حيدر في الجنوب  ويمتد شمالا لينتهي بجبل سبلان. يفصله عن جبل البقيعه انكسار جيولوجي ليحيط الجبل من جميع جهاته.

يحد جبل سيلان من الجنوب وادي الحبيس ومن الشمال وادي حرفيشس  اللذان يتحدان الى الغرب من الجبل, ويجريان بمجرى واحد يدعى وادي البرزة يلتقي مع وادي البقيعة مكون ما يسمى وادي القرن.

 الصخور في وادي سيلان من الجير الصلب والدولوميت, تتداخل بها فيبعض الأماكن, الكتل الصغيرة من الحور والصوان,

يصل ارتفاع جبل سبلان الى 814م عن سطح البحر المتوسط يطل على معظم مناطق الجليل الأعلى الغربي , تحيط بقاعدته بعض الينابيع. في قمته مقام النبي سبلان علية السلام.

إذا عدنا إلى وادي الحبيس  نجد عبارة عن مجرى رئيسي لثلاثة روافد, تتصل مع بعضها شرقي الجبل هذه الروافد:-

1-  وادي بيت جن, يجري بالقرب  من قرية بيت جن باتجاه الشمال.

2-  وادي المنبعة,الاتي من قمة الجرمق.

3-  وادي غباطة,يجري نحو الغرب بمحاذاة شارع حرفيش سعسع.

تجري هذه الروافد بمجرى مشترك يحيط بجبل سبلان من الناحية الشرقية ثم الجنوبية ثم غربية يسمى هذا المجرى بوادي الحبيس .

    

                       المسار

يتفرع الشارع في الناحية الغربية لقرية حرفيش, يصعد باتجاه الجنوب ثم الغرب إلى  أعلى جبل سيلان . في القمة نجد بعض المباني الكبيرة, عبارة عن بيت الضيافة التابع  لمقام النبي سبلان, هناك يتم استقبال الزائرين القادمين إلى لزيارة المقام(المزار). إضافة إلى مدرسة الابتدائية الجديدة وبيوت القرية التي تسلقت الجبل في الآونة الأخيرة.

كانت في ذلك المكان قرية عربية  سكانها مسلمين اندثرت عام 1948 نزح  غالبية سكانها عنها . اعتنى سكان  حرفيش الدروز بالمقام وأصبح المزار مكانا تقدسه الطائفة الدرزية. تتم في العشر من أيلول من كل عام زيارة المقام احتفالا بعيد النبي سبلان. نجد حوله  بعض من الشجار السنديان الكبيرة, لم تمس بأي آذى  نظرا لقدسية المكان, بالإضافة إلى شجرة توت  كبيرة وقد قام المجلس المحلي في حوفيش مؤخرا بترميم مقبرة سبلان وصيانتها.

بعد زيارة المقام والاستماع إلى بعض المعلومات من القائمين على الموقع.نتجه جنوبا للإشراف على المناطق المجاورة, نسير غربا الى  المسار الذي ينزل بنا باتجاه غرب بانحدار شديد نحو وادي الحبيس(مع الإشارة السوداء) نهبط رويدا رويدا في ظلال أشجار الحرش الطبيعي مباشرة إلى عين( النمرة\ سبلان) في قعر وادي الحبيس, إضافة الى وجود ستة ينابيع أخرى في الوادي, معظمها ينابيع طبقية أهمها عين المزاريب(عين حوتام) عين الضبعة(عين طباعت)وعين الرعيش\الرويس(عين ريطت).

من عين سبلان نسير غربا باتجاه المجرى مسافة1كم يتعرج الوادي شملا حتى نصل الشارع الرئيسي, حيث الجسر,بالقرب من مفرق طريق حرفيش فسوطة,هناك تنتظرنا السيارة.

 

إمكانية اخرى:-

بعد زيارة المقام نعود وننزل الى حرفيش, نسافر إلى الشرق داخل القرية مسافة قصيرة, نجد مفترق طرق نسير جنوبا(إلى اليمين) مع العلامة الزرقاء  حتى نصل عين المزاريب, ندخل مسارا أخر أشارة خضراء, نصل عين سبلان  لنلتقي  بالعلامة السوداء للمسار الذي ذكرناه في الإمكانية  الأولى, من هنا نستمر مع الوادي كما ورد أعلاه.

 

أمكانية ثالثة:

ننزل من مقام النبي سبلان الى عين سبلان, نعود مع وادي الحبيس بعكس المجرى إلى قرية حرفيش( أي ننزل من المقام مع العلامة السوداء نسير من عين سبلان مع العلامة الخضراء, ثم عين المزاريب الى حرفيش مع العلامة الزرقاء)

للذين يرغبون بزيادة المسافة,يمكنهم السير من عين المزاريب باتجاه جنوب شرق مع العلامة الزرقاء مسافة2كم,  هناك يتفرع المسار, يستمر الأزرق إلى  البقيعة بانحدار شديد اما الأخضر فيسير إلى قرية بيت جن

                          

     

                                                         

        مسارات اخرى في كتلة الجرمقمسارات أخرى في كتلة الجرمق

1-      من الديدبة في وادي الجمل حتى شارع الرامة- البقيعة شارع 846 من قمة جبل الديدبة(1046م).

 يمكن مشاهدة جبال الجليل الأسفل جنوبا سهل عكا والبحر المتوسط غربا. جبل الشيخ وجبال  لبنان شمالا

و بحيرة طبريا والجولان شرقا؟

2-       إلى الشرق من بيت جن( جنوب  شرق بيت جن) بحوالي 4كم, نسافر في اليسار في  طريق ترابي كركاري بعلامة زرقاء, ثم خضراء مع شارع, نصل غالى مسار دائري على  جبل القلعة(كفير) طولت حوالي كيلو متر في حرش  البحر المتوسط, في مطلات على الجليل الأسفل , بحيرة طبريا, قرون حطين, البحر المتوسط,جنوب  هضبة الجولان, جبل الطور ,ومستوطنات الجليل الأسفل الشرقي. علامته سوداء. نبدأ بها ونعود إلى نفس النقطة يمكن إتباع المسافة الأطول مع العلامة الخضراء التي توصلنا   إلى عين الأسد

هناك مسارات أخرى شرق بيت جن توصل بالى مسار زهرة كف الدب والزابود.