نص القصيدة
دندار .. دار .. بْـ لبَّة القلب .. يليب
أرى «جوج ماجوجَه» ورا العوج .. يليب
عليّ فار طوفان النبا .. واحتشا الحشا
كما فار تنورٍ لـ «أبو حام» يهيب
لمَّا علا ماها على كل ما علا
تعلَّت ومجراها على ماه عبيب
تحدر لها الجاري والأمواج سيّسه
والأرياح زاجرها بالألواح حطيب
وأنا بتّ في غبّات الألجاج حاير
بَه ساعة رغد وساعات رهيب
إلهي معاذي هو ملاذي ومزبني
عطوفٍ لطيفٍ لا دْعيّ .. يْجيب
له العزة العليا مع الطول والبقا
عليٍ تعلى في سماه رقيب
فلا كان ما فيها ولا كان سكْنها
ولا كان مخلوقٍ على الكون يجيب
ولا سبعها العليا .. ولا سبع بيدها
ولا سبعها الجرّا .. ولا همس دبيب
إلا بتقدير من الخالق الصمد
حكيم عليم مستعان قريب
أنا عبده المملوك ذلّي لسطوته
ويا ذل مخلوق له الرب حريب
أناجيه وحبالي بعفوه وثايق
كما أني بفضله طامعٍ رغيب
أجاب «يونس» في لجاليج غبّة
وأعاد لـ «أيوب» و«يعقوب» سليب
هو الواحد الكافي هو الشافي العَلا
هو اللي ليا نيدي للأضرار يثيب
ما لي سوى وجهه إلهٍ يغيثني
ولا لي سوى جوده بالأرزاق نصيب
أساله وهو عمّا بالأسرار عالم
وحاشا لعبدٍ لا دعاه يخيب
نوبي على "ذا الطول والحول والبقا"
ليا جل نوبي مشتكاي حسيب
ألا يا هل الألباب والفهم والنها
لقيت التبصّر بالليال عجيب
تفكرت بالدنيا شذاها وجلّها
إلهي .. تهول بهولها كل لبيب
تجي لك كما العذرا .. ليا بان ودَّها
غادٍ ضميره من هواك سريب
وتوريك من وجهٍ كما بارق الدجى
وتقسم فلا لك في هواه شريب
حتى ترى قلبك تعمّق بحبها
وتراك فيها هايمٍ تليب
تجذّ عنك بساعةٍ وإنت غافل
تجفاك بصدود على القلب لهيب
تسقيك من غل الليالي وغبنها
تموت قهر وإن حييت تشيب
تلقاه مع غيرك تقحّم غرامها
صارت معك: شري .. ومع ذاك: حليب
لا تامن الدنيا تحمله على الوفا
تراه ما له مذهب يطيب
من خلقة الدنيا ونصبة جبالها
إلى نفختين الصور وحساب الحسيب
ما عاهدت عهد على الكون وأنجزت
ولا عدّ له خلٍ من الخل حبيب
ولا حمدها واحدٍ راغبٍ بها
إلا يذمَّه حاضرٍ قريب
ولا أضحكت مخلوق إلا بكى بها
ولا دام فيها واحدٍ طريب
إلى تم به أمر ترقب زواله
ترى كماله للزوال نديب
أشوف أنا الوهاج يكسف ليا كمل
والشمس تزهر لا بغت تغيب
أبصر بمسعاها بناسٍ تقدموا
تشوف منها عبرةٍ تريب
هلّت عليهم سحْب الأنعام وأرغدوا
وقامت تصبّ الطيب من فوق الرطيب
تعظموا فيها بعزٍ وسطوة
كهول لهم سكن الوطاة مْنيب (؟)
حتى ذراها مده من الكيد والجفا
وصاحت جنوده بالدبور طنيب
دارت بهم وقلوبهم به حزاين
وصاروا علومٍ بالزمان تصيب
ما تقل شافوا ساعةٍ به تلذذوا
أحلام ليل ما تراه ذهيب
هاذي منازلهم شهودٍ لمن بقى
خواليٍ والبوم به له نعيب
(مار) ليت الدوارس تعطي السايل الخبر
تنبي عن السكان هيهاتٍ تجيب
دنياك ماشوم رضاها وغيظها
غيظه قرين رضاه لكنه صعيب
ما دام به عز ولا دام ذلها
فلكن يديره سامعٍ مجيب
بالله ما يدله بها كود جاهل
قليل التبصر بالليال وطيب
ما ذاق منها لسعةٍ لاجل ينتبه
حوارٍ على أمه والزمان خصيب
ترى هَل التجريب فيها كواظم
يرون مرَّه مع حلاه قريب
سقتهم من الصافي وهم به غراير
وضمت لهم كدر الليال غبيب
وصارت فعايلها بهم عبرة لهم
والكل منهم كاظمٍ صويب
(مار) إن دارت الأفلاك بأمر العلا لهم
صاروا لها طيّ وهي طار قليب
تمسكوا فيها بعرفٍ من أمرها
وقلوبهم ببحور الإدبار عزيب
الأيام له رب عظيمٍ يديرها
بأمره جميع الكون دولاب يليب
لكن أشوف العلم فُضّل به الفتى
فُضّل بعلمه واللبيب طبيب
يسلك مناهيج المعارف ويهتدي
لو هو عديم الشوف والمبصر طريب
لا شفت أنا فعله بالأسلاف والخلف
أصير منها خايفٍ رعيب
توطّى لها حرّ تربّى بيسرها
تسوقه بعسره للملام غصيب
بالأمس له منّ على كثرة الملا
واليوم بين الناس مسفوهٍ سغيب
وشرّه على: من به عن النوب ملجا
ليا جاه مجروح الضمير يطيب
لا ضك بك أمرٍ جليل ذ كرته
تلقاك في وجهٍ كما العد عذيب
ولا تاخذ إلا: هيلعيٍّ صميدع
مفراص ماص لولبٍ نجيب
لا سددوا عمّارة الراي رايهم
يظنون إنه ناجح صعيب
وقامت تخوض الناس في دفع ما نبا
وكل يناظر صاحبه غضيب
نقضهم كما نقض الجواري لغزلها
وضربهم بمفتولٍ من الراي صليب
هاذا تشيله حاضرٍ ما اهتنى بها
توحي لـ ربعه من وراه نحيب
آهٍ لها ما امرّ هجره وقهرها
خطرٍ على روحك من الجور تذيب
تشوف به ناس تزاوم نفوسها
دجاج .. تبختر بالكلام تهيب
بغول .. تخصه ذي مقارع وثورها
وهاذي مناغزها تصب صبيب
اليوم حصنٍ للمطاليب شبشبت
توسط القالات لا جاها وجيب
ليا مر واحدهم مع الناس ما يرى
شبرٍ من البيدا يخبّ خبيب
زوم على بوم .. بنفس تعظمه
تقول له: إنت «التّبعي شبيب»
لو هو من أهل المجد من عرنة الثنا
ما يجرح المعلوق للعليا قريب
أخف بعيون الخلايق من الهبا
غدا له الخناس خيال لعيب
ما له من الناموس حقٍ مع الملا
ولا حوى الطولات ماكرْه الخنيب
ذيب على اللابة .. يسرّك ذهابه
سيفٍ على الأقراب .. مع غيره عسيب
ما أظنها تاتيك الأضرار من فتى
شريف العناصر للملام حريب
رفيع العمد ياديب يدرا ويقتصر
عن كل دربٍ ما يراه عذيب
ما تقبل الوخمات نفسٍ رفيعة
ولا يلبس الأدناس من ساسه عريب
يأبى جناح الصقر يلفح لـ جيفة
يرزق وراها أو يموت رقيب
(مار) أبصرت بـ آجال المناجيب قصرها
يفنون شبان والأنذال تشيب
لكن أرى الديّان ياخذ خصايص
حيث أن شمس المستدين تغيب
صاروا هل المعروف غُربٍ مع الملا
وضاقت فجوج البيد بالوافي النجيب
قضوا يا فتى طلابة المجد بالعنا
ما أظن منهم بالوطاة مْجيب
من ماله الناموس والجود والوفا
خلِّي على المرحان ملهودٍ غضيب
هل الشيمة العليا هل الجاه والندى
راحوا وخلوا بالزمان نصيب
خلوا مع الأحياء سطور تضمنت
"تبقى المكارم والعَمَار ذهيب"
إن كان باقٍ من هل المجد ماجد
فهو عايشٍ عيشة ذليل تعيب
يكفيه من دنياه أمرٍ أمرَّها
- ولا المصايب دايمٍ تصيب -
أمرَّها رجوى لئيم ليا كبا
وردّه مع الأعثار بـ حْجاجٍ كريب
وهو عاكة .. لص .. بخيل .. إرّث بها
ما يدفع القراع في حبة زبيب
تاقف له الجلاس من شان نعمته
لو كان ما بي خصلته سبيب (؟)
لا فرغت الأيمان كثرت عيوبها
لو سلفت بالجود وتفك العزيب
اليوم خير القوم وأدناه وأشجعه
رجل دني النفس له مالٍ هضيب
زماننا يمحا ويمشي على القفا
مداسه على راسه تراه عجيب
تطمن بها العالي وطالت بها الوطا
وذاب الجبل يا ذيب من خوف الرطيب
فاضت رْسوس الناس وأصفت عدودها
قل الحيا والسيل ما ياطى الشعيب
رخيص بها المزجٍ عزيز بها القطا
يبكي بها السرحان والقنفذ طريب
بانت طيور الليل بأول نهاره
وغابت طيور من ورا الطور تليب
تعلت حباريها وذلت صقورها
وطيّر خشاش البيد من عقب الدبيب
وصارت مخالبها سيوفٍ صوارم
والسيف يخشى مخلبٍ زريب
تهزّا يساريها بصنعة يمينها
الأشمال خصب واليمين جديب
هاذي سجاياها وهاذي خصالها
تبٍ لها .. تبٍ لها .. تب تبيب
بأوصيك أنا كان إنت تفهم وصيتي
ترى راعي التجريب بيطارٍ طبيب
أحذرْك أنا عن منّة الهيس والنسا
ترى منّة الإثنين معيار وهزيب
ولا تصحب أهل العيب والريب والردى
خلك من المشبوه وحزابه حزيب
عاشر خيار الناس تحمل على النقا
توقى لك العثرات وتهين الحريب
حيث إن هل الساية هم عرضة البلا
ترى سهوم الناس للشارة تصيب
ولا تعتني بالكبر والزور والريا
تراهن شهود النقص والخزي القريب
ولا مدك السلطان بأمرٍ على الملا
خل الهوا والدور كان إنك أديب
ولا تحسب إن الحرص للمال حارس
ولا تحسب إن البخل بالدنيا يثيب
توكل على الكافي والأسباب جرّها
ولا ضرك المعبود ما ينفع قريب
الله يضرب حوزة الكبر بالفنا
ويرفع منار الدين بالوال النجيب
تمت وصلى الله على صفوة الملا
عدد ما على السبعين شروق ومغيب
تمت
رابط التسجيل الصوتي للقصيدة على يوتيوب
روابط: