دائما يعرض بعمر بقولهم ابن صهاك ! وهذا الامر نجده كثيرا ... أمير المؤمنين صلوات الله عليه وصفه بأبن صهاك أكثر من مرة
الزبير ابن العوام وصفه بذلك ، خالد ابن سعيد ابن العاص وصفه بذلك ، خالد ابن الوليد وصفه بذلك مجموعة كانوا يصفون عمر ابن الخطاب حتى أبو بكر نفسه كانوا يقولون لعمر ابن صهاك
فمن هي صهاك هذه ؟ التي يعير بها عمر ابن الخطاب !
صهاك هذه كانت جارية ، أمة ، عبدة ... وهذه الجارية كانت مشهورة بالزنـ ـ ـ ـ ـا وبسبب مجموعة من العلاقات غير الشـ ـ ـرعية تولد عمر ابن الخطاب ، فهي جدته في الواقع وهي التي ينسب اليها !
لهذا السبب كان عمر يعـ ـ ـير ولهذا السبب كان عمر يذ م ويستحـ ـ ـقر لكونه ابن زنـ ـ ـ ـا لا كمثل أهل البيت عليهم السلام الذين هم أبناء نكاح الى آدم عليه السلام .. وهذا قول مشهور لرسول الله صلى الله عليه واله أنه قال :
ولدت من نكاح ولم أولد من سفاح ، وأنه أنجب أهل القريش وأرشدهم يعني تتبع آباء رسول الله صلى الله عليه واله من عبد الله ابن عبد المطلب الى آدم عليه السلام ، لا تجد في كل آبائه من زنـ ـ ـ ا والعياذ بالله .. وإنما الجميع كانوا قد تزوجوا زواجا شرعيا
أما سائر القبائل فلقد إختلطت أنسابها بالز نى والسـ ـ ـفاح والفوا حش وما أشبه ، العـ ـ ـ ـا هرات كن يلدن لسادة قريش مثلا ، فكيف بأرا ذل قريش كعمر ابن الخطاب كوالده كجده نفيل وهكذا ..
نجد قصتها مذكورة بكل صراحة وبتفصيلات مخـ ــ زية في كتاب مثالب العرب لأعظم النسابين العرب وأشهرهم محمد ابن سائب الكلبي وابنه هشام ابن محمد ابن سائب الكلبي وهو صاحب الكتاب ونقل عن أبيه
هذا هشام ابن محمد ابن سائب الكلبي يذكر علماء المخالفين قبل علماء المسلمين ، يذكرون أنه كان رأسا في الانساب ... الاب والابن كانا رأسين في الانساب وكانوا أعلم العلماء في الانساب على الاطلاق
مثالب العرب ص 88 ، يقول :
إن نفيل كان عبدا لكلب ابن لؤي ابن خالد القرشي فمات عنه أي ان كلب ابن لؤي سيد هذا العبد الذي اسمه نفيل مات ، ثم وليه عبد المطلب يعني أصبح نفيل عبدا لعبد المطلب ابن هاشم عليه السلام
وكانت صهاك قد بعثت لعبد المطلب من الحبشة ، صهاك جارية ..أمة ... حبشية أرسلت الى عبد المطلب هدية من الحبشة
فكان نفيل يرعى جمال عبد المطلب وصهاك ترعى غنمه وكان يفرق بينهما في المرعى
عبد المطلب كان عنده العبد نفيل وجعله يتولى رعي الجمال وصهاك كانت أيضا عبدته وجاريته وجعلها تتولى رعي أغنامه وكان يفرق بينهما في المرعى ! يعني مثلا يقول لنفيل إذهب وأرعى في شمال مكة أما صهاك فيقول لها إذهبي الى جنوب مكة ... لماذا كان يفرق بينما ؟ حتى لا يزنـ ــ ـ ـيان
فأتفق يوما إجتماعهما في مراع واحد وفي منطقة واحدة إتفق أن نفيلا وصهاك إجتمعا في تلك المنطقة ، فهواها وعشقها ! ... نفيل أحب صهاك
وكان قد ألبسها عبد المطلب سروالا من الأديم ! والاديم هو ذلك الجلد المدبوغ وجعل عليه قفلا وجعل مفتاحه معه لمنزلتها منه
ألبسها ذلك السروال وفيه ذلك القفل وهذه كانت عادة عند بعض العرب آنذاك بالنسبة الى جواريهم حتى يحفظوهن من الزنـ ـ ـا أو يمنعوهن من الزنـ ـ ـا فكانوا يلبسوهن سروالا من الاديم ويجعلون عليه قفلا !
فلما روادها عن نفسها نفيل ( يعني طلب منها الزنـ ـ ـا والفا حشة ) قالت : مالي الى ما تقول سبيل وقد ألبست هذا الاديم ووضع عليه قفل ... لا أتمكن من أن أطواعك وأمارس معك الفا حشة لأنني قد وضع علي هذا القفل
فقال أنا أحتال عليه ( أنا أقوم بحيلة معينة ) فأخذ سمنا من مخيض الغنم ودهن به الاديم وما حوله من بدنها حتى إستله الى فخذيها وواقعها فحملت منه بالخطاب !
بعدما أحتال بهذه الحيلة واقعها وزنـ ـ ـا بها فحملت منه بالخطاب الذي هو والد عمر ... فلما ولدته ألقته على بعض المزابل بالليل خيفة من عبد المطلب ، حتى تتحاشى غضب عبد المطلب فأنها حينما ولدت ابنها الخطاب من نفيل ألقته على بعض المزابل بالليل
طبعا لقائل هنا أن يقول إشكالا ، أنه اذا كانت تخاف من عبد المطلب كل هذا الخوف فأنه لا ينفعها أن تلقي ولدها على المزابل بالليل فقط حين الولادة كان يفترض قبل ذلك ان تهرب مثلا ، لأنه لما تكبر بطنها يظهر عند عبد المطلب ان المرأة قد زنـ ـ ـ ت مثلا فيعاقبها
هل يعقل أنه لم يكتشف أمرها ألا بعدما تلد ؟ او لا يمكن ان يكتشف أمرها الا بعد أن تلد فأنه أثناء فترة الحمل يبين له ؟
الجواب ان عبد المطلب كما هو معلوم كان يسافر كثيرا وعنده رحلات الى الشام للتجارة وما اشبه فلذا كان يغيب بالأشهر ... أشهر طويلة
لذا كان يمكن للمرأة لصهاك ولهذه الجارية أن تخفي حملها خلال هذه الفترة ولا يراها عبد المطلب ولكن بعدما تلد تكون الفضيحة أكبر ولذا خافت منه وألقت الولد على بعض المزابل بالليل خيفة من عبد المطلب
فالتقطت الخطاب امرأة يهـ ــ ـودية جنازة وربته ( امرأة يهـ ـ ـودية كانت تعمل بالجنائز سمعت بصوت هذا الطفل من المزابل فأخذته وألتقطته وربته عندها ) فكانت أولى المربيات لوالد عمر أمرأة يهـ ـ ـودية ولعل هذا يفسر النزعة اليهـ ـ ـودية التي وجدناها في عمر ابن الخطاب .
فلما كبر ( كبر هذا الولد الذي هو الخطاب ) كان يقطع الحطب فسمي الحطاب لذلك بالحاء ، فصحف بالمعجمة يعني بالخاء
وهذا طبعا كثير عند العرب أنه يكون فلان حطاب شوية وشوية يصير خطاب ... يعني بسبب اللغة وتصحيفها الى أن يغلب عليه التصحيف ، وإلا أصل أسمه أو اللقب الذي أعطي له بسبب هذه المهنة أنه يقطع الحطب سمي الحطاب
فلما كان يقطع الحطب فسمي الحطاب وصحف بالمعجمة بالخطاب ، وكانت صهاك ترتاده في الخفية ... صهاك الام كانت ترتاد الخطاب في الخيفة بين حين وآخر
حتى تطمأن عليه بإعتبار أنه ولدها ، لكن حصل مالم يكن في الحسبان وكانت صهاك ترتاده في الخفية فرآها ذات يوم وقد تطأطأت عجيزتها ولم يدري من هي !!! ( ما عرف أنها أمه ) فوقع عليها فحملت منه بحنتمة ( بنت )
يعني الابن زنـ ـ ـا بأمه من دون أن يعلم أنها أمه فحملت منه بفتاة سميت فيما بعد بحنتمة ، فلما وضعتها ألقتها على مزابل مكة خارجها
نفس الشيء لما وضعت المرأة هذه البنت ألقتها على مزابل خارجها .. فألتقطها هشام ابن المغيرة ابن الوليد وربها فنسبت اليه .. يعني تبناها وجعلها إبنته ولذلك يقال حنتمة بنت المغيرة ابن الوليد
فلما كبرت وكان الخطاب يتردد على هشام فرأى حنتمة فأعجبته ... كان الخطاب لما كبرت إبنته من أمه صهاك دون أن يعلم إنها ابنته من أمه كان يتردد على هشام ابن المغيرة فرأى حنتمة فأعجبته فخطبها الى هشام فزوجه إياها فولدت عمر
التي هي في واقع الامر ابنته من امه وهو لا يعلم ولكن أعجبته البنت فخطبها من والدها بالتبني فقبل الرجل فزوجها إياه وولدت له عمر ابن الخطاب وكان الخطاب والد عمر لأنه أولد حنتمة إياه حيث تزوجها وحده لأنه سا فح صهاك فأولدها حنتمة والخطاب من أم واحدة وهي صهاك
فالمعادلة تكون أن أم عمر هي أخته وعمته أيضا ! ووالد عمر هو جده وخاله أيضا ! ... عندنا نفيل وصهاك زنـ ـ ـيا فولد منهما الخطاب والخطاب مرة أخرى وقع على أمه صهاك وولد منها حنتمة ثم الخطاب نفسه تزوج حنتمة هذه التي هي ابنته وأخته فولدت له عمر
فتجد أن الخطاب هو والد عمر وجده أيضا لأنه والد أمه حنتمة وهو في الوقت نفسه خاله أيضا لأنه أخو أمه حنتمة من امهما صهاك فوالد عمر جده وخاله
ووالدته التي هي حنتمة تكون والدته لأنها أمه وتكون عمته لأنها أخت أبيه الخطاب من أمهما صهاك وتكون في الوقت ذاته أخته أيضا لأنها من طرف الاب الخطاب والد حنتمة ووالد عمر فتكون أمه وأخته وعمته أيضا .
وسبحان الله تجد أن أعداء اهل البيت اذا فتشت عنهم تجدهم أبناء سفا ح او أبناء فو احش ، يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا ابن زنـ ـ ـ ا كما قال رسول الله صلى الله عليه واله
وتلك هي قصة جدته صهاك التي طالما عيـ ـ ـر بها عمر ابن الخطاب ، وعادة ما كان العرب لما كانوا يتساجلون او لما كانوا تقع بينهم مشادات كلامية فكانوا يعيرونهم بمثالب إمهاتهم وآبائهم و يكفي ان يقال للرجل يا أبن فلانة
مثلا يقال لمعاوية يا ابن حمامة ! لآن جدته حمامة كانت عا هرة مشهورة ويقال لعمرو ابن العاص يا ابن النابغة للأمر ذاته وهكذا ... وعمر ابن الخطاب لما كانت تقع بينه وبين الاخرين مشادات كلامية كان يقال له يا ابن صهاك
هذا ما ذكره أعظم نسابين في تأريخ الإسلام وهما النسابة أبو النضر محمد ابن السائب الكلبي والثاني هو ابنه هشام ابن محمد ابن السائب الكلبي الذي كنيته أبو المنذر ، وهذا الثاني هو الذي له كتاب مثالب العرب وله مصنفات شتى
والأول عالم كبير مشهور في علمين أساسيين هما علم التفسير وعلم الانساب والثاني الابن نفس الشيء فالأب والابن كلاهما متخصصان في هذين العلمين إلا أن لهما أيضا شيئا من علم الحديث بمعنى أنهما محدثان يحدثان ببعض الروايات وكانا يسكنان الكوفة