هناك خصائص عندنا تسمى بخصائص المعصوم ، أنه المعصوم تكون له بعض الخصائص التي تميزه عن سائر البشر وتكون بمثابة أمور خارقة للعادة ؟
مثلا ، أنه المعصوم حين يسير فأن سحابة تظله أو تظلله ، أنه اذا مشى على الرمل والتراب فأنه لا يترك أثرا ، لكنه اذا مشى على الصخر الجامد فأنه يترك أثرا .. وما الى هنالك من أمور أخرى نجدها في الروايات الشريفة
وهنالك رواية يرويها شيخنا الكليني رضوان الله تعالى عليه في الكافي الشريف بسنده عن إمامنا أبي جعفر الباقر صلوات الله عليه يقول :
كان في رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثة لم تكن في أحد غيره ... ثلاثة خصائص كانت في النبي الأعظم صلى الله عليه وآله لم تكن في أحد غيره ، لم يكن له فيء وهذه هي الخاصة الأولى
وكان لا يمر في طريق فيمر فيه بعد يومين أو ثلاثة إلا عرف أنه قد مر فيه لطيب عرفه .. يعني النبي الأعظم صلى الله عليه وآله كان اذا مشى في طريق وبعد يومين أو ثلاثة أيام يمر أحد في نفس هذا الطريق فأنه كان يعرف أن النبي صلى الله عليه وآله قد مر في هذا الطريق للرائحة الزكية التي تكون منتشرة في هذا الطريق ، لطيب عرفه أي لطيب ريحه صلى الله عليه وآله
كان يمشي في بعض الطرقات وفي بعض سكك المدينة المنورة وتبقى ريحه الطيبة في تلك الطرقات الى يومين .. الى ثلاثة أيام ، تكون منتشرة في تلك الطرقات .. فالناس تعرف أنه هذا الطريق مر فيه النبي الأعظم صلى الله عليه وآله ، حتى ولو قبل أيام .
الأمر الثالث : وكان لا يمر بحجر ولا شجر إلا سجد له ! .. اذا كان يمر في طريق فيه حجر .. فيه شجر .. كان يلاحظ على هذا الحجر أو الشجر تبدل من حال الى حال بحيث يفهم عند المشاهد أن هذا الحجر يحيي النبي صلى الله عليه وآله بالسجود له ، أن هذا الشجر يحيي النبي صلى الله عليه وآله بالسجود له
كيف ؟ لا نعرف بالدقة ... هل أنه كان الشجر مثلا ينحني بعض الشيء ؟ هل كان الحجر مثلا يتدحرج أو ينقلب عن وجهه الى وجه آخر ؟ لا نعرف بالدقة
ولكن المهم هو هذا .. أنه الناس كانت تفهم أنه هذا نبي الله صلى الله عليه وآله إذ أن المخلوقات التي يمر بقربها تتغير أوضاعها ، أوضاعها تتغير ..
نحن نعرف أن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله مخلوق من نور ، وهذا أمر تظافرت عليه الأدلة .. الأحاديث والروايات التي تبين خلقة النبي صلى الله عليه وآله من نور متظافرة ، لا عندنا نحن فقط وإنما حتى عند أهل البدعة من مخالفينا وإن كانوا خصوصا في هذه الأزمنة المتأخرة يحاولون تضعيف هذه الروايات والأحاديث !
يعني هذا الحديث الذي لابد للمسلم أنه سمعه .. أنه أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر ، هذا يضعفونه مع أنه رواه السيوطي في الخصائص ونقله عن أحمد بن حنبل ولكن لم نجده عند أحمد بن حنبل .. لا في مسنده ولا في غيره فربما يد الخيانة العلمية تلاعبت في مسنده فحذفت هذا الحديث منه ! لعله هكذا ؟
على أية حال .. هنالك أحاديث كثيرة في أنه أول ما خلق الله نوري .. كنت أنا وعلى نورا بين يدي الله تبارك وتعالى قبل خلق آدم بأربعة آلاف عام ، ثم لم نزل ننتقل في الأصلاب الطاهرة الى أن يقول فجعلني نبيا وجعل عليا وصيا .. وهذا الحديث خرجناه من مصادر أهل الخلاف بأسناد حسنة وهذا رواه أحمد بن حنبل وهو موجود في فضائل الصحابة
فالأحاديث في هذا الشأن كثيرة ومن هنا نعرف أنه لماذا كان النور دائما يلازم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ؟.. يعني منذ ولادته الى يوم إستشهاده ما كان النور ينفك عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله .. كان يضيء الكون
الرواية الأولى رواها شيخنا الكليني بسنده عن إمامنا أبا عبد الله الصادق عليه الصلاة والسلام قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وآله اذا رؤي في الليلة الظلماء رؤي له نور كأنه شقة قمر ، في ليلة ظلماء يرى فيها النبي صلى الله عليه وآله له نور كأنه شقة قمر يعني طلعة قمر منير .. يقال شقة قمر بإعتبار أن نور هذا القمر بمجرد ما يطلع يشق الليل ويصير هنالك شق في الليل ولذلك أيضا يقال شق الصباح يعني نور الصباح خرق ظلمة الليل
هكذا كان النبي الأعظم صلى الله عليه وآله في ليلة ظلماء اذا رؤي وجهه الشريف فيرى له نور كأنه شقة قمر
حديث آخر ، وهذا الحديث مروي في الخرائج والجرائح للقطب الراوندي بسنده عن حمزة ابن عمر الأسلمي ، وهو أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :
نفرنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في ليلة ظلماء فأضاءت أصابعه لنا وإنكشفت الظلمة ... كنا قد نفرنا معه في ليلة ظلماء ليس فيها قمر وليس فيها بدر منير وتعلمون في تلك الأزمنة بالذات حيث لم تكن هنالك كهرباء والأجواء تكون أجواء صحراوية يقول نفرنا يعني خرجنا في مسير في الصحراء ومشينا الظلمة تكون جدا حالكة السواد ، يعني الإنسان كان في تلك الأزمنة اذا لا يوجد قمر لا يستطيع أن يرى من هو بقربه الى هذه الدرجة .. ظلام دامس
ولكن لأن النبي صلى الله عليه وآله كن موجودا فأن أصابعه الشريفة كان تمثل ضياءا .. يشع منها نور ، يقول فأضاءت أصابعه لنا .. الأصابع أضاءت
ونلاحظ هنا في الرواية أنه لا يقول أضاءت أصابعه لنا فقط ويسكت فتكون الأصابع بمثابت شموع .. خذ الآن شموعا في ليلة ظلماء وسر بها ، فأنها لا تضيء إلا حدودا صغيرة .. محدودة .. تضيء فقط مكان محدود جدا .. حتى لو إفترضنا أنك أخذت عشرا من الشموع بعدد أصابع اليدين ، ولكن الشاهد هذا .. وهنا تكون الظواهر الإعجازية أو الغريبة التي تصاحب شخصية النبي الأعظم صلى الله عليه وآله أينما حل وإرتحل
يقول فأضاءت أصابعه لنا وإنكشفت الظلمة ! يعني الظلمة كلها تبددت .. ذهبت بإضاءت أصابع رسول الله صلى الله عليه وآله فصارت الأصابع تأثيرها كتأثير القمر البدر المنير الذي يشق هذه الظلمات ، وهنا الظاهرة الإعجازية
يقول حمزة ابن عمر الأسلمي نفرنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في ليلة ظلماء فأضاءت أصابعه لنا وإنكشفت الظلمة وإن نورا كان يضيء أبدا عن يمينه ويساره حيثما جلس وكانت تراه الناس
اذا جلس النبي صلى الله عليه وآله في مكان ما فإن نورا كان يضيء عن يمينه ويساره .. يشع ، ويصير هنالك نوع من الإشعاع المتوهج المنبعث من بدن النبي الخاتم صلى الله عليه وآله ، وهذا الإشعاع كان يضيء ما هو حوله .. ويقول أن نورا كان يضيء أبدا عن يمينه وعن يساره يعني دائما هذا الأمر ملازم له
وكان هذا النور من التوهج ومن القوة بحيث أنه كانت تراه الناس يعني كانت الناس تراه دئما وتلاحظه .
روية أخرى ، وهذه الرواية مروية من قبل شيخنا الكليني بسنده عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام ويتحدث فيها عن لحظات ميلاد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله
يقول الإمام الصادق عليه السلام : كان حيث طلقت آمنة بنت وهب عليها السلام والدة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله يعني جاءها المخاض
وأخذها المخاض بالنبي صلى الله عليه وآله حضرتها فاطمة بنت أسد امرأة أبي طالب عليهما السلام ، فاطمة بنت أسد والدة أمير المؤمنين عليه السلام حضرت عند آمنة في هذه اللحظات
فلم تزل معها حتى وضعت أي حتى وضعت النبي الأكرم صلى الله عليه وآله فقالت إحداهما للأخرى ( واحدة قالت للأخرى إما آمنة قالت لفاطمة وإما فاطمة قالت لآمنة ) هل ترين ما أرى ؟
فقالت : وما ترين ؟
قالت : هذا النور الذي سطع ما بين المشرق والمغرب
ظاهرة إعجازية .. أنه نور قد سطع ما بين المغرب والمشرق بمجرد ميلاد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وكان أمرا غريبا وعجيبا بحيث أن إحدى السيدتين تتساءل من الأخرى أو تسأل الأخرى أنه هل أنت تشاهدين هذا الذي أشاهده ؟ أم أنه خيال بالنسبة ألي ؟ أنه هذا الضوء قد سطع ووصل الى ما بين المشرق والمغرب .
الرواية الأخرى رواها الصدوق في أماليه فيها أن آمنة بنت وهب عليها السلام قالت : أن أبني والله سقط ( أي لما وضعته النبي الأعظم صلى الله عليه وآله ) سقط فأتقى الأرض بيده ثم رفع رأسه الى السماء فنظر اليها ثم خرج منه نور أضاء له كل شيء .. بمجرد ما رفع رأسه الى السماء تقول السيدة آمنة عليها السلام ثم خرج منه نور منه هو .. لا أنه النور قد حل عليه من السماء مثلا .. هو مصدر إنبعاث النور .. وهذا النور لم يضيء فقط ما بين المشرق والمغرب على الأرض وإنما أضاء له كل شيء .. فجأة كل شيء أضاء
تقول وسمعت في الضوء قائلا يقول .. وسط هذا الضوء والضياء المتوهج تقول سمعت قائلا من السماء لا محالة وهذا يلازم أن تكون السيدة آمنة عليها السلام ممن يوحى اليها كأم موسى عليها السلام وكمريم ابنة عمران عليها السلام
السيدة آمنة ليها السلام كذلك كانت من النساء اللائي يوحى اليهن .. لأنه قد سمعت قائلا يقول في هذه اللحظة بمجرد ما وضعت النبي الأكرم صلى الله عليه وآله .. سمعت هذا القائل في هذا الضوء يقول :
إنك قد ولدت سيد الناس فسميه محمدا ( اللهم صل على محمد وال محمد )
فالنور كان ملازما لهذ النبي الأعظم صلى الله عليه وآله في كل حالاته منذ ولادته المباركة والتي هي أعظم حدث شهدته البشرية على الإطلاق
أعظم حدث شهدته البشرية وأبرك حدث يعني أكثر الأحداث بركة كان ميلاد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله ، والنور كان ملازما له منذ هذه اللحظة الى أواخر أيام حياته
فلما يسأل أحد ، لماذا لم يكن يرى له فيء أو ظل ؟ لأن الضوء اذا على الضوء أو النور اذا وقع على النور او الشعاع اذا وقع على الشعاع فإنه لا يولد لا ظلا ولا فيئا
يعني هو نور فكيف تتوقع أن يكون للنور ظل ؟
فالظل هو إنعكاس للجسم أو البدن الذي يكون في ضوء .. لما تجعل الضوء ، ضوء الشمس مثلا على جسم معين فإنعكاس هذا الجسم على الأرض يشكل ظلا .. فهذا الجسم الذي كان للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله هو كان نور بحد ذاته فكيف يمكن أن ينعكس الى ظل ؟ يعني نور الشمس وقع على نور فالنتيجة تكون نور ولا يقع ظل
وهل هذ معناه أنه الذي كان يرى بدن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله كان يخيل اليه أنه بدن آدمي ؟ وهذا الذي كان يلمس النبي الأعظم صلى الله عليه وآله كان يخيل اليه أنه يلمس بدنا آدمي والحال أنه يلمس نورا ؟
هنا يتوقف العقل .. يعني هنا لا يمكن لنا أن نجيب ، لأن هذه الظاهرة أنه بدن آدمي وكان الناس يلمسونه وكان حينما يجرح يخرج منه دم ! حدود عقولنا أو تفكيرنا تتوقف عند هذه النقطة ، أنه لماذا لم يكن له ظل ؟ لأنه نور .. أما حقيقة هذا البدن .. كنه هذا البدن .. ما هو ؟ هنا العقل يتوقف !
لا يستطيع أن يفسر ، لأنه في واقع الأمر هذا البدن الشريف للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله كان معجزة بحق ، هو بدنه بحد ذاته كان معجزة ! بل في كل عضو من أعضاء بدنه كان معجزة .. كل عضو من أعضاء البدن الشريف للنبي لأعظم صلى الله عليه وآله كان معجزة
ننقل كلاما للقطب الراوندي يشرح هذا الأمر شيئا ما ، ويبين كيف أنه لكل عضو من أعضاء النبي صلى الله عليه وآله معجزة ؟
يقول كل عضو من أعضاء النبي صلى الله عليه وآله معجزة ، فمعجزة رأسه الشريف أن الغمامة أظلت عليه ، ومعجزة عينيه أنه كان يرى من خلفه كما يرى من أمامه ، ومعجزة سمعه أنه كان يسمع الأصوات في النوم كما يسمع في اليقظة ، ومعجزة لسانه أنه قال للظبي من أنا ؟ فقال أنت رسول الله صلى الله عليه واله وهي معجزة مشهورة أنه نطق الظبي شاهدا برسالته
ومعجزة يديه أنه خرج من بين أصابعه الماء .. قضية أيضا مشهورة ، ومعجزة رجليه أنه كان لجابر عليه الرضوان ( جابر ابن عبد الله الأنصاري ) بئر ماؤها زعاق .. يعني ماؤها مر أو مالح .. ماء زعاق ليس ماء عذبا .. لا يتحمله الإنسان ، فشكى الى النبي صلى الله عليه وآله
جاء الى النبي وشكا أليه أنه عندي بئر ماؤها زعاق قال فغسل رجليه في طست وأمر بإهراق ذلك الماء في البئر فصار ماؤها عذبا .. بمجرد أن ماء الغسالة ، غسالة رجلي النبي صلى الله عليه وآله ... غسل رجليه قليلا في طست وقال هذا الماء الباقي ضعه في هذا البئر الذي ماؤها زعاق فصار منذ تلك اللحظة ماؤها عذبا
ومعجزة عورته أنه ولد مختونا ، وهذا أمر جار في كل أنبياء الله وأوصيائهم عليهم الصلاة والسلام
ومعجزة بدنه أنه لم يقع ظله على الأرض لأنه كان نورا ، ولا يكون من النور الظل كالسراج .. ما يكون من النور ظل ،ومعجزة ظهره ختم النبوة بين كتفيه مكتوبا لا اله الا الله محمد رسول الله
من ذا من الأمم ينافسنا في هذا النبي ؟ صلى الله عليه وآله وفي معجزاته .. اذا كانت الأمم تفخر ببعض من أنبياءها لأن لهم بعضا من المعاجز فإن لنبينا صلى الله عليه وآله مثلها وأعظم منها ، كما قال أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام أنه ما من نبي من الأنبياء إلا ولنبينا مثل معاجزه أو أعظم منها
وأن ابن حمزة الطوسي ذكر في كتابه أربع مائة معجزة للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله