هناك رواية يرويها الطبري في المستبين وغيره ايضا يروون عن عمر انه قال : ثلاث كن على عهد رسول الله انا محرمهن ومعاقب عليهن متعة الحج ومتعة النساء وحي على خير العمل .
لا حظوا كلام عمر انه يقول انا محرمهن ومعاقب عليهن اول الكلام الذي يتوجه به الى عمر من انت حتى تتصرف في دين الله ؟ حلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرام محمد محرم الى يوم القيامة . فما قيمة عمر ها هنا حتى يحرم بكيفه ... من المبتدع الان ؟!
, ولو ظهر شخص الان وقال انا احرم عليكم امورا كانت على زمن رسول الله لتصدوا له ولأوجبوا عليه الحد فلماذا عمر لا يشمله هذا الامر فانتم اتباع عمر فانه كلام صريح انه هو الذي حرم حي على خير العمل وهو الذي ايضا اضاف الى الاذان وهو قوله الصلاة خير من النوم وهذه العبارة يطلق عليها في لسان الفقهاء التثويب
وهو ثابت في مصادر اهل الخلاف ان عمر هو صاحب هذه البدعة , نرجع الى موطأ مالك الرواية 91 يقول قال مالك بلغنا ان عمر ابن الخطاب جاءه المؤذن يؤذنه لصلاة الصبح فوجده نائما فقال المؤذن الصلاة خير من النوم فأمره عمر ان يجعلها في نداء الصبح
اذن فالقصة الاولى ان بلال هو الذي ذهب الى النبي ووجده نائما وقال الصلاة خير من النوم هي قصة مكذوبة القصة الحقيقية ان عمر هو الذي كان نائما وعجبته هذه العبارة فادخلها الى الاذان , حاشا رسول الله ان ينام عن الصلاة فكان يقوم الليل والقرآن كان يذكر ذلك متى نام رسول الله حتى يوقظه احد الى صلاة الصبح
على الاقل ان عمر ليس نبيا ولو انه لو نظرنا عمليا لوجدناه عندهم من الانبياء بل سيد الانبياء على الاقل ان هناك روايات يذكر فيها انه كم مرة فاتته صلاة الصبح كثيرا ما كان هكذا انه امر طبيعي اما رسول الله ما كان هكذا فكيف تعتقدون ذلك في رسول الله ؟ لديكم روايات حول هذه الحادثة مرددة بين من يكون من الذي قيل فيه الصلاة خير من النوم هل هو رسول الله او عمر ؟ لا شك المسلم الحقيقي يحاول ان ينزه النبي ... نحن الشيعة من طبيعتنا ان ننزه رسول الله من المعايب من النقائص من الشائنات اما المخالفين بالعكس ما يخجلون ان ينسبوا الى النبي هذه الامور
وهنالك تعليق على موطأ مالك بعنوان التعليق الممجد لموطأ الامام محمد وهو شرح لعبد الحي اللكوني في هذا المصدر عبارات مهمة يقول قال ابن عبد البر لا اعلم انه روي من وجه يحتج به ( يعني هذه الرواية ان عمر جاءه ... ) ان كلامه هذه لم تثبت لم تروى من طريق يحتج به ولكن عندما نكمل نجد انها رويت عن طريق عمر
يقول وتعلم صحته وانما فيه حديث هشام ابن عروة عن رجل اسمه اسماعيل لا اعرفه ذكر ابن شيبة حدثنا ... عن رجل اسمه اسماعيل جاء رجل الى عمر وهو نائم وقال ... الرواية , انتهى
شكك في الامر .. ولكن هناك رد على هذا الكلام ورده الزرقاني بانه قد اخرجه الدار قطني في السنن من طريق وكيع في مصنفه عن العمري عن نافع عن ابن عمر عن عمر واخرج عن سفيان عن محمد ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر عن عمر انه قال لمؤذنه اذا بلغت حي على الفلاح في الفجر فقل الصلاة خير من النوم
هذا الامر ثابت عن عمر لا كما توهم ابن عبد البر . اصل مقولة الصلاة خير من النوم بدعة احدثها عمر ابن الخطاب في اذان الفجر وهذا قول العترة عليهم السلام وسيدهم امير المؤمنين صلوات الله عليه بل قول ابن عمر نفسه فقد كان يخالف اباه اكثر من مرة حتى في قضية متعة الحج ومتعة النساء قيل له حلال هي ام حرام قال حلال قيل له ولكن اباك حرمها قال سبحان الله اقول لكم رسول الله احلها وتقولون قال عمر . احيانا ان الله انطقه بالحق من بين هذه الامور فقال الصلاة خير من النوم بدعة
ارجع الى كتاب البحر الزخار الجامعي لمذاهب علماء الامصار للمهدي المجلد 2 الصفحة 310 يقول : في قضية الصلاة خير من النوم يقول هي بدعة وهي مروية عن العترة ان العترة ذهبت الى انها بدعة وفي قول للشافعي هو مبتدع احدثه عمر
وعن علي عليه السلام حينما سمع قول الصلاة خير من النوم قال لا تزيدوا في الاذان ما ليس منه
اما مصدر ان ابن عمر انه بدع القائل الصلاة خير من النوم فهو مصنف عبد الرزاق الصنعاني رقم الحديث 1832 بسنده عن مجاهد قال كنت مع ابن عمر فسمع رجل يثوب في المسجد فقال اخرج بنا من عند هذا المبتدع ؟
من هو الرجل الذي جاء الى عمر وايقظه للصلاة وقال له الصلاة خير النوم ؟ هذا اسمه سعد القرض تجدونه في هامش البحر الزخار عن كتابي الاحكام والشفاء يقول روي عن عمر ابن حفص ان جده سعد القرضي اول من قال الصلاة خير من النوم في خلافة عمر ومتوفى ابي بكر والصحيح هو سعد القرض
الرواية تقول اول من قال اي كل ما روي قبل ذلك هو باطل وذلك لتصحيح ما قاله عمر , لانهم عندما يكتشفون مبتدعات من ائمتهم يضعون لها احاديث عن رسول الله فلما وجدوا ان عمر هو الذي كان نائم وسعد القرض المؤذن استنسخ نفس القصة ووضع اسم النبي الذي كان نائما والمؤذن هو بلال طبيعة المخالفين هي هذه اي شيء يجدون ان ائمتهم جاؤوا بمنكرات يستنسخون الاحاديث ويلصقونها برسول الله صلى الله عليه واله اما في الحقيقة فهذه العبارة لا اصل لها وعلى هذا تظافرت الادلة ونذكر ايضا موقفا عن اخرين ممن يجلهم ويحترمهم اهل الخلاف ايضا
ارجع الى مصنف ابن ابي شيبة رقم الحديث 2105 بسنده عن الاسود ابن يزيد من اكابر التابعين ومن اصحاب عبد الله ابن مسعود يقول انه سمع مؤذنا يقول في الفجر الصلاة خير من النوم فقال لا تزيدن في الاذان ما ليس منه
ايضا في مصنف عبد الرزاق الحديث 1767 عن ابن جريج قال اخبرني ابن مسلم ان رجلا سأل طاووس ( من كبار التابعين عند المخالفين ) فقال يا ابا عبد الرحمن متى قيل الصلاة خير من النوم فقال طاووس اما انها لم تقل على عهد رسول الله صلى الله عليه واله وجاء بقصة اخرى عجيبة يقول ولكن بلالا سمعها في زمان ابي بكر بعد وفاة رسول الله يقولها رجل غير مؤذن وعجبته العبارة فأخذها منه فاذن بها ( في هذه الرواية بلال هو المبتدع ) والفتوى تقول فصول الاذان توقيفية فأي شخص يقحم فيها شيء او ينقص منها شيء فهو مبتدع , ينسبون هنا الى بلال رحمه الله انه ابتدعها
فلم يمكث ابو بكر الا قليلا حتى اذا كان عمر فقال لولا ان نهينا بلال عن هذه البدعة وكانه نسيه فاذن بها الناس الى هذا اليوم ( يعني ما هذا التضارب ) على انه الثابت ان بلال في عهد عمر لم يكن يؤذن له لأنه انطلق الى الشام في عهد ابي بكر فبعد استشهاد رسول الله لم يطق الاقامة في المدينة فهاجر الى الشام ولم يؤذن لا الى ابي بكر او عمر فهذه الرواية ساقطة ولكن الذي يفيدنا من هذه الرواية ان هذا القول وهو الصلاة خير من النوم لم يكن على عهد رسول الله اذن فهي بدعة
ففتقت الاذهان عن تخريجة وهي دعوى النسخ لماذا هناك تضارب في الروايات منها تقول كانت على عهد رسول الله لا لم تكن على عهد رسول الله وان بلال جاء بها ولحل الامر ان النسخ كان هناك اذان ليس فيه الصلاة خير من النوم ثم نسخ هذا الامر وجعل فيه الصلاة خير من النوم !! هذا آخر حل توصل اليه أهل الخلاف
هذه دعوى النسخ تجدونها في كتاب رصد الراية في تخريج احاديث الهداية للزيلعي المجلد 1 صفحة 402
تحت عنوان ما جاء في خير العمل بقول اخرجه البيهقي عن عبد الله ابن محمد ابن عمار وعمار وعمر ابني ابي سعد ابن عمر ابن سعد عن ابائهم عن اجدادهم عن بلال انه كان ينادي بالصبح فيقول حي على خير العمل فأمره النبي ان يجعل مكانها الصلاة خير من النوم وترك حي على خير العمل
ولكن الحمد الله بعض علماءهم اعترفوا بان هذا غير ثابت ودعوى النسخ رواية ضعيفة وبعدها قال مباشرة قال البيهقي لم يثبت هذا الامر عن النبي فيما علم بلال وابي محذور ونحن نكره الزيادة فيه والله اعلم
تبين الان من هو المبتدع ومن هو السني حقا وان الحقيقة ان الاذان الشرعي السليم هو اذان الشيعة وهو الاذان الاول كما قال الامام زين العابدين في موطأ مالك
الان نريد ان نعرف انه ما الشيء الذي دفع عمر ابن الخطاب للتلاعب في فصول الاذان ؟
من الوهلة الاولي ان عبارة خير على حي العمل ليس فيها شيء فلماذا حذفوها ؟
الجواب عند الائمة عليهم السلام . الدعوى التي ادعيت لعمر او ادعاها هو وحزبه ان هذه العبارة ان استمرت في الاذان فستقعد الناس عن الجهاد فحي على خير العمل هو الصلاة يفهم من هذه العبارة ان الصلاة خير العمل فقد يتوهم ويقول بما انه ملتزم بخير العمل هذه وهو حي الصلاة فأي شيء لي ما دونه كالجهاد مثلا ,
فكأن عمر اراد حيطة على الدين ولكي لا يتثبط الناس عن الجهاد ويكتفوا بالصلاة قال سنحذف هذه العبارة الله ما كان موفق نعوذ بالله من وضعها في الاذان والرسول كذلك ان صححنا هذا الذي ذكر عنه ولذا اجرى تعديلات على الشريعة بما يراه هو مناسبا! .
ولنتفكر قليلا انه كان موجود هذا الذكر على عهد رسول الله فلم تقعدهم عن الجهاد اذن لا بد من ان هذه الحجة مكذوبة كلام عمر في تبرير فعله هذا مكذوب من قبل عمر وهناك علة اخرى لهذا الموضوع وهذا ما كشفه ائمتنا الاطهار عليهم السلام
روايتان : الاولى عن غير الائمة عن ابن عباس الثانية عن الائمة عليهما السلام كلتاهما في مصدر واحد في علل الشرائع للصدوق المجلد الثاني صفحة 368
الاولى عن عكرمة قال قلت لابن عباس لأي شيء حذف في الاذان حي على خير العمل قال اراد عمر الا يتكل الناس على الصلاة ويتركوا الجهاد , هذا تبرير ابن عباس احد وزراء عمر
الثانية وهي المهمة عن الفضل ابن شاذان قال حدثني محمد ابن عمير انه سأل ابا الحسن عليه السلام يعني الامام الرضا عن حي على خير العمل لم تركت من الاذان فقال : تريد العلة الظاهرة او الباطنة ؟ قلت اريدهما جميعا ... فقال اما العلة الظاهرة فالألى يدع الناس الجهاد إتكالا على الصلاة واما الباطنة فان خير العمل الولاية فاراد من أمر بترك حي على خير العمل من الاذان الا يقع حثا عليها ودعاء اليها .
عمر فطن ان معنى خير العمل ولاية اهل البيت صلوات الله عليهم فما اراد هذا الشعار الرمزي في الاذان ان يبقى
لان النبي روي عنه ان مضمون خير على العمل ولايتنا اهل البيت خير على العمل مودتنا اهل البيت وقد يدفع المسلم على التفكير حينما يسمعها الى اي شيء يؤدي هذا فاذا توصل الى ان خير العمل هو ولاية اهل البيت كما قال رسول الله فسيتبعون العترة ويتركون سنة عمر ولذلك حذفت هذه الفقرة من الاذان وهي العلة الباطنة في الامر