الحديث موجود في بابين في كتابين من البخاري بهذه الصيغة وهي كافية في إثبات المطلوب ؟
هذا الذي تجده الآن في البخاري .. هذا الحديث بهذه الصيغة وبهذا اللفظ الموجود الآن في البخاري لم يكن بهذه الصيغة وبهذا اللفظ فيما دونه البخاري في نسخته الأصلية ! .. أضيف لاحقا !
وهذا ما أقر به القسطلاني
يقول : وهذه الزيادة ( أية زيادة ) تقتله الفئة الباغية .. هذه هي الزيادة ، فالحديث يقول : ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار ... هذا المقطع بالوسط ( تقتله الفئة الباغية ) البخاري حذفها ! .. ما كانت موجودة بالأصل في صحيح البخاري ؟
لماذا حذفها ؟
حذفها لكي يصبح الحديث على هذا النحو .. ويح عمار يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار .. من هم هؤلاء الذين يدعوهم الى الجنة ؟ وهم يدعونه الى النار ؟ غير معينين .. يمكن يطلعون الرافضة !
أما إذا وضعنا تقتله الفئة الباغية يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار فإذن تكون هذه الفئة هي المقصودة بهذه الدعوة .. وإذ لا يختلف إثنان في أن عمارا قتل من قبل فئة معاوية فإذن تكون فئة معاوية هي داعية الى النار .. فحذف البخاري هذه الثلاث كلمات ! .. هذه القطعة من الحديث .. تقتله الفئة الباغية
يقول القسطلاني : والفئة هم أهل الشام وهذه الزيادة حذفها المؤلف ( أي البخاري ) لنكتة .. ما هي ؟
وهي أن أبا سعيد الخدري رض لم يسمعها من النبي صلى الله عليه واله كما بين ذلك في رواية البزار من طريق داوود ابن أبي هند عن ابي نضرة عن أبي سعيد رض ولفظه قال أبو سعيد : فحدثني أصحابي ولم أسمعه من النبي صلى الله عليه واله أنه قال : يابن سمية تقتلك الفئة الباغية . وإسناده على شرط مسلم لا المؤلف ومن ثم إقتصر على القدر الذي سمعه أبو سعيد من الرسول صلى الله عليه واله دون غيره .
لا ولكي نتأكد هل أن النسخة الأصلية من البخاري كانت هذه القطعة من الحديث محذوفة منه بالفعل أم لا ؟
نحتاج الى تأكيدات أخرى غير ما أكده شارح البخاري القسطلاني ..
نرجع أولا الى كتاب البيهقي وهو دلائل النبوة .. فنجده أيضا في المجلد 2 ص 546 ، يذكر هذا الحديث ثم يقول : ورواه البخاري في الصحيح عن مسدد عن عبد العزيز إلا أنه لم يذكر قوله تقتله الفئة الباغية .. فهذه الشهادة الثانية أيضا من عالم آخر من علمائهم أن البخاري لم يذكر هذه الزيادة !
شهادة ثالثة .. ما جاء في كتاب جامع الأصول لإبن الأثير م 9 ص 43 ، وفيه مجموعة شهادات .. بعدما نقل هذا الحديث قال :
في هذه الحديث زيادة مشهورة لم يذكرها البخاري أصلا من طريقي هذا الحديث ... ( ذكرنا أن البخاري روى هذا الحديث بطريقين ) ولعلها لم تقع أليه فيهما .. أو وقعت فحذفها لغرض قصده في ذلك ؟
يقول هذه الزيادة تقتله الفئة الباغية إما لم تأت بهذين الطريقين في البخاري فالبخاري معذور .. وإما أنه تعمد حذفها لغرض قصده في ذلك ؟
يقول : وأخرجها أبو بكر البرقاني وأبو بكر الإسماعيلي قبله وفي هذا الحديث عندهما أن رسول الله صلى الله عليه واله قال ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار .. قال أبو مسعود الدمشقي في كتابه : لم يذكر البخاري هذه الزيادة
فنحن هنا أمامنا ثلاث شهادات .. شهادة ابن الآثير وشهادة الحميدي وشهادة أبي مسعود الدمشقي تنظم الى الشهادة الأولى وهي شهادة البيهقي والشهادة التي سبقتها وهي شهادة القسطلاني فالمجموع يكون خمس شهادات الى الآن عندنا من أولئك القدماء أن النسخة الأصلية للبخاري لم تكن فيها هذه الزيادة .
في هامش جامع الأصول .. هنالك تعليقات .. منها تعليق الشيخ أيمن صالح شعبان .. يقول فيه :
أشار المزي في تحفة الأشراف برقم 4248 الى أن رواية البخاري ليس فيها تقتل عمارا الفئة الباغية .. فهذه شهادة سادسة
ثم يقول أيمن صالح شعبان : وهي ثابتة في النسخة المطبوعة في الموضعين ! .. يعني هذا أمر عجيب فالنسخة المطبوعة الآن من البخاري ثابتة فيها هذه الزيادة في الموضعين في كتابين في كتاب الصلاة وفي كتاب الجهاد والسير
ولم يتعقبه ابن حجر في النكت الظراف .. والصواب ! أن هذه اللفظة لم تكن موجودة أصلا في صحيح البخاري والذي يظهر لنا أن بعض النساخ المتأخرين أدخلوها على الأصل !
إذن وقع دس في صحيح البخاري !!
يقول أيمن صالح شعبان : أنظر فتح الباري م 1 ص 542 حيث قال الحافظ ابن حجر ( ابن حجر له فتح الباري شرح صحيح البخاري ، فماذا قال في هذا الحديث ؟ ) قال وأعلم أن هذه الزيادة لم يذكرها الحميدي في الجمع ( أي في الجمع بين الصحيحين ) وقال أن البخاري لم يذكرها أصلا .. وكذا قال أبو مسعود ( أي الدمشقي ) قال الحميدي ولعلها لم تقع للبخاري أو وقعت فحذفها عمدا !
( أو وقعت فحذفها عمدا !! )
قال وقد أخرجها الإسماعلي والبرقاني في هذا الحديث .. قلت ( القائل ابن حجر ) ويظهر لي أن البخاري حذفها عمدا
ابن حجر يشهد على البخاري أنه حذف هذه الزيادة عمدا ! ولكن لابد أن يلتمس له عذرا ؟
قال : وذلك لنكتة خفية ! وهي أن ابا سعيد الخدري إعترف أنه لم يسمع هذه الزيادة من النبي صلى الله عليه واله فدل على أنها في هذه الرواية مدرجة والرواية التي بينت ذلك ليست على شرط البخاري وقد أخرجها البزار من طريق داوود ابن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد فذكر الحديث في بناء المسجد وحملهم لبنة لبنة وفيه فقال أبو سعيد فحدثني أصحابي ولم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه واله أنه قال يابن سمية تقتلك الفئة الباغية .. إنتهى .
وابن سمية هو عمار وسمية أسم أمه وهذا الإسناد على شرط مسلم وقد عين أبو سعيد من حدثه بذلك ففي مسلم والنسائي من طريق أبي سلمة عن ابي نضرة عن أبي سعيد قال حدثني من هو خير مني أبو قتادة فذكره ( أي فذكر الحديث ) فإقتصر البخاري على القدر الذي سمعه أبو سعيد من النبي صلى الله عليه واله دون غيره وهذا دال على دقة فهمه وتبحره في الإطلاع على علل الحديث
ابن حجر أولا إعترف إعترافا خطيرا يعجبنا .. وهو أن البخاري بالفعل خان الأمانة العلمية وتصرف في الحديث وحذف هذا المقطع عمدا ! ولكنه يلتمس له عذرا ؟
هو ذاته العذر الذي أخذه عنه القسطلاني وغيره .. إذ قالوا لماذا حذف البخاري هذه العبارة من الحديث ؟
حذفها لأننا وجدنا أن أبا سعيد الخدري في حديث آخر يصرح بانه لم يسمع من النبي مباشرة ! أنه قال ان عمارا تقتله الفئة الباغية .. فيقول إذن البخاري إقتصر في الحديث المروي عن أبي سعيد بطريق عكرمة عن ابن عباس إقتصر على ما سمعه مباشرة من النبي صلى الله عليه واله .. وإذ لم يسمع هذه القطعة حذف هذه القطعة ..
وذلك دال على دقة فهمه وتبحره في الإطلاع على علل الحديث
هل يجوز للبخاري ما لا يجوز لغيره وهو التصرف باحاديث رسول الله صلى الله عليه واله ؟
لاشك أنه عمل من لا يحترم السنة
حتى لو أخذنا بعذر ابن حجر .. نقول لو إفترضنا أن هذه العلة هي علة البخاري بالفعل ؟ فهل له ان يتصرف بمنطوق الحديث ونصه بحسب الرواية وبحسب السند والطريق الذي وصل اليه ؟ فهل له ذلك ؟ هل يجوز ؟
يعني نروي بطريق ما حديثا وإن كان فيه علة ؟ فهل يصير أن أحذف هذا الحديث وإن كان فيه علة ؟
الحديث جاءني هكذا .. رواه الي شيوخي هكذا .. عن شيوخهم جاء بهذه الطريقة وحتى لو كان معلولا في متنه فيجب إبقاء هذه العلة ثم القول بأن هذا الحديث فيه على ولعل غيري يلتفت الى أنها ليست بعلة اصلا .. أما أن أتصرف بالحديث .. أتلاعب بالحديث فأقول أحذف من هذا لأن هذه علة مثلا ؟ فهذا لا يفعله من يخاف الله عز وجل .. كيف تتصرف هكذا ؟
إذا فتحنا هذا الباب .. حينئذ نكون نحن الحاكمين على السنة لا أن السنة حاكمة علينا .. هذا لا يجوز أصلا يعني كحكم شرعي جاءك حديث وتظن أن فيه علة وإن كانت لغوية أصلا .. هكذا وتقول فيه لحن مثلا .. فيه خطأ إعرابي مثلا فهل يجوز التصرف في هذا الحديث ويعدل ويغير فيه ؟
هذا لا يجوز .. وهذا أمر متفق عليه أنه هذا أمر لا يجوز ، فالآن أنت يا أيها محمد ابن اسماعيل البخاري جاءك الحديث بهذا الطريق عن عكرمة عن ابن عباس .. جاءك بطريقين وفي كليهما هذا اللفظ .. لا يجوز لك بدلالة حديث آخر بلفظ آخر أن تتصرف بلفظ هذا الطريق وهذا السند
نعم .. يجوز لك كما تروي هذا اللفظ بهذا الطريق وبهذا السند .. تروي اللفظ الآخر بذلك الطريق وبذلك السند وتضمهما معا في كتابك ومن ثم تجعل المجتهد أو الناظر في علم الحديث يميز العلة من عدمها .
أما إذا تفتح هذا الباب وهو أنك تتصرف في كل حديث بطريقه المستقل لحديث آخر بطريقه المستقل الآخر فحينئذ لا يبقى حجر على حجر !
هذه خيانة للأمانة العلمية ... نقول هذا وإن أخذنا بحجة ابن حجر أو عذره للبخاري ، فكيف وقد تبين أن هذا العذر واهن وساقط .. كيف ؟
وأن الحقيقة هي أن البخاري إنما حذف هذه الزيادة أو هذه القطعة من الحديث لغرض في نفسه تعمدا .. لم يكن إشتباها ولا سهوا أو نسيانا ولا أن هذه القطعة لم ترد في الطريق الذي وقع له ولا أي شيء من هذا القبيل بل إنما حذف ذلك بحسب ما قاله ابن الوزير تقية من المتعصبين !
هنالك غرض مآ له ؟ هو يفسره بأنه تقية من المتعصبين أما نحن الذين نعلم مسلك البخاري فنقول إنه ما حذفه تقية من المتعصبين وإنما حذفه لكي لا ينهار المعتقد البكري
البخاري ملتفت جيدا وهو ذو نزعة ناصبية أموية .. جدا ملتفت أن إبقاء هذا الحديث معناه الحكم على معاوية وأصحابه لا أقل في صفين أنهم كانوا دعاة الى النار ! .. وهذا أمر خطير
حذف وسط الحديث ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار ... الذي في الوسط حذف ، حتى يصبح منطوق الحديث هكذا ويح عمار يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار ؟ من هم هؤلاء الذين يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار ؟ ما ندري !!
يمكن مثلا قوم مسيلمة !! .. وهكذا ينفتح باب التأويل أو باب التعيين .. أنه نعين من هي هذه الفئة ؟
أما إذا أبقينا الحديث كما هو عن رسول الله صلى الله عليه واله قال تقتله الفئة الباغية يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار فحينئذ لا يشتبه أحد في تعيين هذه الفئة الداعية الى النار ورأسها وإمامها معاوية ابن أبي سفيان ..
الآن .. في كل الأحوال لنلتفت الى المصيبة .. ثبت بهذا كله أن البخاري حذف تعمدا أيا كانت الأسباب لا تقبل .. الحديث وقع له هكذا .. سمعه من شيوخه هكذا .. فكيف يتصرف فيه ؟ هذا ليس إحتراما للسنة .. فكيف يكون من أهل السنة ؟ أيا كانت الدواعي والأسباب فأنها غير مقبولة
والمصيبة الثانية .. المطبوع الآن في صحيح البخاري موجودة فيه هذه الزيادة فمن أين جاءت ؟؟؟ والبخاري لم يذكرها .. من أين جاءت ؟ وفي موضعين !!
صرح صاحب الهامش على جامع الأصول أيمن صالح شعبان قال : والصواب أن هذه اللفظة لم تكن موجودة اصلا في صحيح البخاري والذي يظهر لنا أن بعض النساخ المتأخرين أدخلوها على الأصل
إذن فدينكم بأئمتكم برواتكم بنساخكم .. كلكم تخونون الأمانة العلمية .. من هؤلاء النساخ الذين دسوا في البخاري ما ليس في البخاري ؟
حتى صارت النسخة المطبوعة التي لدينا الآن من البخاري تحتوي على ما حذفه البخاري !
إذن فهل يمكن بعد ذلك أن يعتمد على كتبكم ؟ على ضبطها وإتقانها ؟ يمكن ! .. وهذا ديدنكم ؟ وهذه أفعالكم ؟ وتقولون نحن أهل السنة ؟
أنتم تخدعون انفسكم بأنفسكم .. واحد يتآمر على الثاني .. واحد يفضح الثاني .. وواحد يتصرف بأحاديث الثاني .. فكيف يمكن الاعتماد إذا البخاري وهو أصح الكتب عندكم وهذا حاله ؟ فما ظنك بغيره من الكتب ؟؟
تعالوا وفسروا لنا الآن .. ما دام أنه ثبت أنه يمكن الدس وقد وقع الدس في البخاري الى هذا الحد بحيث في موضعين يقع الدس لنفس الحديث .. يعني بهذه الدقة ، والقدماء الذين وقفوا على النسخ القديمة للبخاري كلهم صرحوا بأن هذا الحديث لم يذكر فيه البخاري هذه الزيادة والآن نجد في كل نسخ البخاري التي بين أيدينا الزيادة موجودة !! بفعل فاعل .. من هو هذا الفاعل ؟ مجهول ... الجريمة قيدت ضد مجهول
وكيف إستطاع أن يدس في كل نسخ البخاري لأنه أكثر من نسخة كانت موجودة .. فكيف إستطاع أن يدس في كل نسخه ؟ وكيف وصلت الينا بهذه الطريقة ؟ وهذا يفتح باب الشك في كل المنقول في البخاري .. أنه هل هو بالفعل من رواية البخاري ؟ أم من فعل ذلك المجهول ؟
أصلا ما أدرانا .. ولذلك قرأنا في بعض التحقيقات الحديثة لبعض أهل الخلاف ممن يجانبون السنة .. يعني ممن يميلون أكثر الى نظرية حسبنا كتاب الله ( القرآن وكفى ) يقولون هذه من الأمور التي تجعلنا لا نعتمد على كتب السنة .. لأن البخاري ومسلم الى غيرها من الكتب ، هذه الكتب لا يمكن الوثاقة بها لأننا نعلم أصلا انها كانت مسودات ولم تكن مبيضات ومن ثم وقع فيها تزوير وتصرف وتدخل وحذف وإنقاص وزيادة وإضافة الى ما هنالك ... الى أن وصلت لنا بهذا الشكل .. فهذه كتب غير موثوقة
البخاري لم يحترم السنة .. جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه واله بهذا اللفظ ووصل اليه من شيوخه بهذا اللفظ ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم الى الجنة أو يدعوهم الى الله ويدعونه الى النار .. الحديث جاء هكذا ، لماذا تصرف وتلاعب فيه وحذف قوله صلى الله عليه واله تقتله الفئة الباغية !؟ هل هذا فعل من يحترم السنة ؟ كلا
الآن أنت تسميه كأبن الوزير تقية من المتعصبين .. الحميدي يقول وهو صاحب الجمع بين الصحيحين وهو جدا معتبر عند أهل الخلاف .. جمع ما بين صحيحي البخاري ومسلم .. الأحاديث المشتركة بينهما فأنت تسميه أنه كان هنالك غرض ما ؟ في نفسه .. أيا كان ذلك الغرض ؟ المهم أنه تلاعب بالحديث وتصرف فيه
هذا يكفينا لأن نحكم على البخاري بأنه لم يحترم حديث رسول الله صلى الله عليه واله فتصرف وتلاعب فيه وحذف منه ما لم يرق له .
فكيف يمكن أن يسمى إمام أهل السنة ؟ وكيف يمكن أن تسمى الفرقة التي تعمل بكتابه وتحترم هذا الشخص أنها فرقة أهل السنة ؟ إنها فرقة أهل الخدعة .. خدعوكم أيها المسلمون إذ قالوا نحن أهل السنة .. هؤلاء خدعوكم