كان لأمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ولد يسمى عمر الشهير بعمر الأطرف في قبال عمر الأشرف ، لأنه كان للامام السجاد عليه السلام ولد باسم عمر أيضا فسمي ذاك الاشرف لأنه من الطرفين ينتسب الى اهل البيت عليهم السلام من طرف الاب والام اما هذا فمن طرف واحد من طرف امير المؤمنين عليه السلام
هذا الرجل أيضا نفس الادعاء ونفس المغالطة يقول اهل الخلاف لقد سمى الامام علي عليه السلام ابنه عمر قاصدا التيمن بعمر ابن الخطاب ابن صهاك .. هكذا !
على أي أساس ، يدعون ذلك .. وضعوا اخبارا ليس فيها هذا وانما الذي فيها ان امير المؤمنين عليه السلام ولد له هذا الولد من جارية يوم قام بالأمر عمر . يعني يوم تولي عمر الحكم ،
فعمر قال لعلي هبني اسمه ( دعني انا اسميه مادام ولد في عيد العرش في يوم الملك ) فقال لا بأس على عادة العرب آنذاك انه اذا ولد لهم ولد وكان من أمة وليس من حرة فأذا قال له احد ( من الأعزاء عليه هب لي اسمه ) فذاك أي اسم يطلق عليه فيسمى به بعدئذ . فوضعوا هذا الخبر لكي يوهموا الناس ان امير المؤمنين يجعل اعتبارا لعمر ابن الخطاب ويحترم عمر ابن الخطاب بحيث انه يوكل تسمية ابنه له
فعمر سماه بأسمه فقبل امير المؤمنين ومن اخبارهم في ذلك ما رواه ابن شبة في تأريخ المدينة صفحة 755 يقول حدثنا عيسى ابن عبد الله ابن محمد ابن عمر ابن علي ابن ابي طالب حدثني ابي عن ابيه عن علي ابن ابي طالب قال ولد لي غلام يوم قام عمر فغدوت عليه فقلت له ولد لي غلام هذه الليلة التي مضت فقال ممن ؟ قلت من التغلبية ( احدى جواريه ) قال فهب لي اسمه ؟ قلت : نعم ، قال فقد سميته باسمي ونحلته غلامي موركا ( من غلمان عمر وهبته له ) قال وكان نوبيا ( من بلاد النوبة ) فقال فأعتقه عمر ابن علي بعد ذلك ( لما كبر ) فولده اليوم مواليه
وضعوا هذا الخبر مع انه هذا الخبر نحن لا نعرفه من طرقنا مثل هذا الخبر لا نعرفه من طرقنا ، لا يعزى الى أئمة اهل البيت . الا انه على فرض التسليم له فانه لا دلالة فيه على ان الصحابي علي قصد التيمن بعمر ابن الخطاب فسمى ابنه انشاءا من لدنه باسم عمر وانما غاية الذي فيه انه احرجه عمر وقال له انا اريد ان اسميه باعتبار انه ولد في نفس اليوم الذي استلمت فيه الحكم فأمير المؤمنين قبل
فأيضا مغالطة ان تقولوا انما سمى علي ابنه باسم عمر ابن الخطاب حتى بناءا على هذا الخبر الموضوع الذي وضعتموه .
علما انه حتى عمر هذا في اسمه اختلاف بين من يقول اسمه يقول عمر وبين من يقول اسمه عمرو ، ذكر البعض هذا من الخاصة ومن العامة لما اثبتوا اسمه اثبتوا اسم عمرو لا اسم عمر
من الذين اثبتوا ان اسمه عمرو القاضي النعماني المغربي في كتابه شرح الاخبار في المجلد 3 صفحة 185 هذا طرقنا
من طرف العامة أيضا ذكر اسمه ان اسمه عمرو عند اليعقوبي في تأريخه وعند الترمذي في سننه ( لأن الترمذي في سننه روى رواية سندها فيه قد وقع اسم محمد ابن عمرو ابن علي ) فاثبت الاسم عمرو ولم يثبته عمر
أساس القضية أيضا غير ثابت
على اية حال ان سلمنا ان لأمير المؤمنين عليه السلام ولدا اسمه عمر ولكن لابد للمنصف ان يقف عند هذا الحد . يقول نعم اثبت ان لأمير المؤمنين ولدا اسمه عمر اتعدى هذا الحد فأبني على ذلك نتيجة معينة وهي انه امير المؤمنين انما سماه باسم عمر قصدا للتيمن باسم عمر ابن الخطاب فهذا مما لا سبيل له . لماذا ؟
لأني لا اجد دليلا ان امير المؤمنين انه يقول اني سميت ابني هذا باسم عمر ابن الخطاب
ولم يكن عمر هو وحده عمر في ذلك التأريخ . اسم عمر اسم رائج عند العرب العشرات كان اسمهم عمر في الجاهلية وفي الإسلام
في كتاب الإصابة في تمييز الصحابة لأبن حجر العسقلاني العالم المعروف هذا الكتاب الذي يترجم لأصحاب رسول الله كل من ذكر انه صاحب لرسول الله صلى الله عليه واله وهم بالألوف . في هذا الكتاب تجد هنالك نحو خمسة وثلاثين رجلا من أصحاب رسول الله اسمهم عمر
لماذا لم يكن امير المؤمنين عليه السلام سمى ابنه عمر باسم احد هؤلاء ؟، لماذا تعين شخص عمر ابن الخطاب بأي دليل ؟
لم يكن هو الوحيد الذي اسمه عمر حتى تتجه اليه كثيرون اسمهم عمر وبعضهم صلحاء ومن ابرزهم ربيب رسول الله صلى الله عليه واله عمر ابن ابي سلمة رضي الله عنه وعن ابيه وسلام الله على امه ام سلمة ام المؤمنين حقا
فعمر ابن ابي سلمة هذا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله ومن أصحاب امير المؤمنين عليه السلام وله مواقف بطولية مشهودة . ومن مواقفه البطولية انه شايع امير المؤمنين عليه الصلاة والسلام وكان رافضيا وحارب عائشة في معركة الجمل وشارك في معركة صفين وهنالك قول انه استشهد في صفين وهنالك قول اخر انه لا ، عاش بعد صفين فترة من الزمان والظاهر ان القول الثاني اثبت
ومن صلاح هذا الرجل ان امير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ولاه في فترة معينة حكومة البحرين ، كان حاكما على البحرين ولهذا التشيع في البحرين جدا قديم ، لأن الذين تعاقبوا على البحرين خاصة في الصدر الأول كانوا من المؤمنين الشيعة الابرار ما كانوا من الذين خانوا ، لذلك شعب البحرين منذ البداية رافضي . حتى لما تولى أبو بكر شعب البحرين قام بثورة وقمعها أبو بكر بطبيعة الحال كما قمع حمد ال خليفة ثورة البحرين في زماننا
رفضوا اهل البحرين أبا بكر ، ودار الزمان لما عاد الحكم لأمير المؤمنين الحكم فبعد معركة الجمل ولى عمر ابن ابي سلمة البحرين وبعد ذلك عزله ، لماذا عزله لا لأنه افسد في الحكم او خان وانما أراد ان يحارب معاوية فأراد ان يكون هذا الرجل البطل بجواره يساعده في حرب معاوية . يعتبر من الأركان
وهناك كتاب كتبه امير المؤمنين عليه السلام لعمر ابن ابي سلمة في هذا الشأن ، والكتاب مثبت في نهج البلاغة وتجدونه في انساب الاشراف للبلاذري ، في نهج البلاغة يقول ومن كتاب له عليه السلام الى عمر ابن ابي سلمة المخزومي وكان عامله على البحرين فعزله واستعمل النعمان ابن عجلان الزرقي مكانه
قال اما بعد فاني قد وليت النعمان ابن عجلان الزرقي على البحرين ونزعت يدك بلا ذم لك ولا تثريب عليك فلقد احسنت الولاية واديت الأمانة فأقبل غير ضنين ولا ملوم ولا متهم ولا مأثوم فقد اردت المسير الى ظلمة اهل الشام واحببت ان تشهد معي فأنك ممن استظهر به على جهاد العدو ( يعني انت ظهري )
وتلك كلمة فيها مدح عظيم لا تقال لأي احد ، تلك يقولها لأمثال مالك الاشتر لأ مثال عمار ابن ياسر او محمد ابن ابي بكر
وأقامة عمود الدين ان شاء الله ( انت تقيم عمود الدين )
رباه رسول الله من طرف وربته ام سلمة من طرف اخر فنتيجة هذه التربية شخص مخلص لأمير المؤمنين
اما من ربته عائشة وهو عبد الله ابن الزبير وان كان والده صالحا في تلك الفترة ولكنه لأنه تكفلت به عائشة وتكفلت به أسماء بنت ابي بكر فربوه من الصغر على عداء علي عليه السلام فلما شب وكبر لم يضل نفسه فقط بل اضل اباه الزبير الذي كان من الشيعة وكان له مواقف بطولية في غزوات رسول الله وفي الدفاع عن دار الزهراء عليها السلام لما هجم عليها عمر والاوغاد معه فالزبير تصدى لهم بكل قوة وحمل السيف فضربوه فكان مستبسلا في الدفاع عن اهل البيت ولكن سبحان الله الابن اضل اباه
دار الزمان واذا نفسه هذا الزبير الذي حمل السيف يقاتل به عمر دفاع عن علي والزهراء فلما دار الزمان حمل نفس السيف ليحارب علي ابن ابي طالب ودفاعا عن من ؟؟ عن عائشة ، فاي عاقبة سوء هذه
فالفتوا أيها الاخوة ولا يكن احد يأمن مكر الله منكم ويقول انا شيعي ابن شيعي وابنائي شيعة . هي بلحظة من الزمن الواحد ممكن يزيغ وينحرف ويصير ناصبي ويصير عدو ويصير ملحد أصلا هو او ابناءه نعوذ بالله اذا الدنيا دخلت في قلبه ، مشكلة الزبير الدنيا دخلت في قلبه فحرضه ابنه قليلا وهو فيه نوازع دنيوية فزاغ
في المقابل يوجد رجال لم يكونوا من تربية امير المؤمنين كمحمد ابن ابي بكر حصل تربية من أسماء بنت عميس امرأة صالحة فلما تزوجها امير المؤمنين فصار ربيب علي ابن ابي طالب فصار رجل صالح على العادة وطبقا للقاعدة
ولكن العجب انه واحد مثل المهاجر ابن خالد ابن الوليد ، من اب ناصبي ولكنه كان شيعيا يوالي علي وشهد الجمل وصفين . ماهي الأسباب التي جعلت منه ان يوفق من الله ويكون مواليا لأهل البيت مع العلم ان والده كان من اشهر الذين شهروا السيف في وجه فاطمة الزهراء وتعدى على الزهراء عليها الصلاة والسلام .
والابن الاخر لخالد ابن الوليد عبد الرحمن ابن خالد ابن الوليد عدو لأهل البيت وشارك في معركة صفين في عسكر معاوية
فلماذا لا نقول والاخرين أيضا ، بأن امير المؤمنين عليه السلام انما سمى ابنه عمر باسم عمر ابن ابي سلمة ، بأي دليل رجحت ان التسمية بعمر انما يقصد بها عمر ابن الخطاب بالذات . هل عندك دليل ؟ عندك حديث عن امير المؤمنين يقول فيه اني سميت ابني بعمر يتمنا باسم عمر ابن الخطاب .. لا يوجد
امير المؤمنين لم يسمي أبا بكر هو وسمى عمر او عمرو وعنده عثمان هؤلاء الثلاثة لم يسمهم على هذا الترتيب لأنه عثمان اكبرهم للعلم اول واحد سماه عثمان والثاني عمر والثالث سماه محمد الأصغر او عبد الله او عبيد الله ، وهو بحد ذاته فيه دلالة انه لم يقصد أولئك فلو كان يقصد فيبدأ بالاكبر ويسميه على الأكبر والأفضل من أولئك فيسميه أبو بكر مثلا . فاختلال الترتيب يدل على انه لم يقصد ان يسميهم على أولئك المعنيين
وقد علمنا بأنه عمر ابن علي ليس هناك دليل على ان امير المؤمنين عليه الصلاة والسلام انما سماه عمر ابن الخطاب لوجود العشرات الذين اسمهم عمر في ذلك الزمان وهو اسم رائج عن العرب وهو اسم يتفائل به انه يطول عمره وحتى عائشة يستبشرون بهذا الاسم انها تعيش أي تعمر وهو بالاصل اسم جيد ممدوح وليس من الأسماء المكروهة ليس كأسم حرب مثلا فهو اسم مكروه النبي صلى الله عليه واله نهى عنه لأن له دلالة سلبية ، او مثلا بعض الكنى النبي نهى عنها مثل كنية أبو مرة لأنها كنية ابليس
اما اسم عمر بالاصل الشريعة لم تنهى عنه واسم عائشة بالشريعة لم تنهى عنه أسماء متداولة جيدة . بعد ذلك مع تقادم الزمان صارت هذه الأسماء ترمز الى اشخاص بالدرجة الأولى اشخاص معينين فصارت علما ترمز الى علم ما ؟ فمن هذا الباب لأنها أصبحت ترمز فالشريعة لا تحبذ التسمية بهذه الأسماء
اما لو افترضنا يوم من الأيام كل المسلمين يتشيعون فهذه الأسماء تعود الى حالتها الأولى على وضعها الطبيعي اذا شيعي يسمي ابنته عائشة او يسمي ابنه عمر فلا مشكلة لأنه سوف لن يلتفت احد حينها من وراء هذه التسمية ان المقصود بها عمر ابن الخطاب مثلا
يعود الحال الى اول الإسلام ففيه كانت تلك الأسماء منتشرة ومتداولة في أوساط الناس فلم يكن شخص عندما يسمي ابنه عمر يقال له ان والدك سماك بهذا الاسم تيمنا باسم عمر ابن الخطاب
مثل اسم صدام فهو اسم رائج وسط العراقيين كان كذلك . الان اذا واحد سمى ابنه صدام يقال له انه سماه كذلك تيمنا باسم صدام او عدي او قصي
قد تتعجب ان هؤلاء الذين يتبعونهم لا يثورون عليهم رغم ان كذبهم واضح ، يكذب الكذبة ويصدقونها ، لا يوجد عندهم ذرة صدق .. أكذب الناس