نستطيع ان نـأتي بعبارات موجودة وهي كثيرة في هذا الذي يسميه النصارى الكتاب المقدس دالة على إنسانية المسيح وأنه عبد لله وأن له إلها في السماوات يعبده ويتوجه اليه بالدعاء وغيره والى ما هنالك ، ولكن سيكون للنصارى حينئذ ملاذ اللاهوتية والناسوتية وسيلعب هذه اللعبة معنا !
لذا سنجتث مادة الفساد من أصلها ، سنقول هذا الذي أنتم تحتجون به الان والذي تسمونه الكتاب المقدس أو الانجيل الذي تستشهدون به وتأخذون منه عبارات دالة بتصوراتكم على قطعية بكون المسيح عليه السلام إله والعياذ بالله
نقول هذا الذي تحتجون به ، أول سؤال وأول الكلام في البحث العلمي أنه هل يصلح للإحتجاج أم لا ؟ وهل يمكن الاعتماد عليه أم لا ؟ وهل يمكن الوثوق به وبصدقه أم لا ؟
هذه الأوراق في الحقيقة التي تدعى الاناجيل هذه لا موثوقية لها ، لأنه يعود أقدمها الى ما بعد المسيح عليه السلام بعشرات السنين !
قد يرد هؤلاء بقولهم أنه أيضا مؤلفاتكم الإسلامية أقدمها فيما يتعلق بالحديث النبوي الشريف قد جاء بعد سنوات طوال ؟
فنقول هنالك فرق مهم ! أن هذه التي جاءت لها أسناد سواء صحت الاسناد او لم تصح ... لها أسنادها ، يعني المؤلف حين ألف ذكر سنده الى صاحب الدين وهو رسول الله صلى الله عليه واله ، فحينئذ يمكن لنا أن ننظر في هذا السند
المشكلة في هذه التي تدعى أناجيل وهذه الصحائف والأوراق انا لا نعرف سندها الى عيسى المسيح عليه السلام ! .... لا نعرف ؟
بل ... ولا نعرف مؤلفيها الحقيقيين ! لأنها مجرد تنسب الى هؤلاء الأربعة ... متى ومرقص ولوقا ويوحنا .
أما هذه النسبة ثابتة سندا ؟ كلا ... ومنهم الى عيسى عليه السلام ؟ كلا ....
فالبلية في هذه الكتب بلية كبيرة ، فما من طريق في الحقيقة لإثبات سند هذه الكتب الى مؤلفيها المزعومين بل لا طريق لإثبات أنهم فعلا هم المؤلفون ؟!
لا حظوا المشكلة أين ؟ اذا أخذنا يوحنا ونضعه في المنتصف فقبله نقول عيسى المسيح عليه السلام وبعده الناسخ الذي نسخ هذا الكتاب ، فالكتاب ليس بخط يوحنا صحيح ... فهذا الناسخ الذي نسخ هذا الكتاب ما سندك الى يوحنا مثلا ، حتى تتحقق النسبة العلمية والسند العلمي الذي يؤكد لنا ان هذا كتاب فلان
لربما أحد ذهب فيما بعد وألف كتابا وكتب عليه أنجيل يوحنا ! ، ما أدرانا ان يوحنا هو الذي كتب الكتاب حقا ! ثم من يوحنا الى عيسى المسيح عليه السلام ... هذا السند ماهو ؟ أين ؟
اذا ما صح إنما ألف هذا الكتاب كما سيتبين ان شاء الله بعد عشرات السنين وأنه لم يكن شاهد عيان ! لما حكاه في هذا الكتاب ، فمن الذي أخبره بما جرى ؟ فأن شهوده لما كان عند المسيح عليه السلام مع ما يدعى انه هو تلميذه ليس محرزا ، بل ليس محرزا أنه من هو المؤلف حتى وان قلنا هو يوحنا ؟
فأسم يوحنا أسم متداول ، أسم متكثر عند القوم ، ما أدرانا أنه هذا يوحنا هو تلميذ المسيح الذي يدعى بحبيب المسيح او محبوب المسيح ؟ ما أدرانا !
هذه الإشكالية الحقيقة ، إشكالية كبرى عويصة في خصوص هذه الكتب الأربعة تعيشها الديانة النصرانية ولا يوجد حل لها بتاتا ، وهم يعترفون بذلك !
موثوقية هذه الكتب عندهم تعتمد فقط على الايمان ! لا على العلم كما هو الحال عندنا ... هو يقول لك عليك أن تؤمن أن هذه هي الاناجيل ! وان ما فيها صحيح ! وان نسبتها الى مؤلفيها صحيحة ! وان مؤلفيها معروفين ! وانهم كانوا شهود عيان زمان المسيح عليه السلام !
هذا يعتمد على مجرد إيمان ، (You just have to believe) ليس أكثر ... أما الطريق العلمي والطريق التأريخي منعدم !
نحن طريقنا بالايمان بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه واله يعتمد على العلم ، لدينا علم ولدينا موازين علمية ، لدينا شيء اسمه علم الحديث وعلم الدراية وعلم الرواية وعلم الرجال ... سند نتتبع ونبحث... نبحث أحيانا بالتواتر ونبحث بالشهرة
حتى الكتب التي وصلت مؤخرا كيف نثبت صحة انتسابها لمؤلفيها مثلا ، تجد في ديباجة تلك الكتب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله كما هو أهله وهذه خطبة الكتاب والعادة جرت عند المؤلفين المسلمين بهذه الطريقة
بعدما يخطب ويسلم على الرسول صلى الله عليه واله فيقول اما بعد يقول الراجي لعفو ربه فلان ابن فلان ... فعرفنا من هو مؤلف الكتاب حتى وان كان الكتاب تم تحصيله كوجادة
السؤال بالنسبة الى هذه الكتب الأربعة التي لديهم وهذه الاناجيل الأربعة ، هل فيها مثل هذا ؟ هل أحدهم كتب وقال انا فلان ابن فلان الفلاني ألفت هذا الكتاب ! لا يوجد مثل هذا الشيء ، في كتاب يوحنا مثلا لا يوجد هذا الشيء
فكيف نثبت إنتساب هذه الكتب الى مؤلفيها حقا ، فضلا عن أنه كيف نثبت أنه ما كتبوه انما كان بوحي ... لأن الخرافة النصرانية والاسطورة النصرانية تزعم أن هذه الكتب الأربعة ألفت بوحي ! يعني يوحنا لما كتب لم يكن مجرد مؤرخ وإنما قد أوحي اليه فهو نبي ! ألف هذا الكتاب .
مع انه لو كان وحيا لما تناقض ، فأنك يجد تناقضات شتى بين هذه الأربعة أناجيل ... كل منها ينقض الاخر وتجد زيادات وتجد نقائص ، ولا يمكن أن يكون هذا وحيا ألهيا ولكن دعنا عن ذلك !
المسيح عليه السلام بنفسه عند الديانة النصرانية لم يكن له إنجيل قد أتى به ، هو بنفسه لم يكتب إنجيلا ولم يحدث بأنجيل وقال هذا هو الكتاب الذي أرسلني الأب به مثلا ، يعني هو لم يأتي بإنجيل كما جاء محمد صلى الله عليه واله بالقرآن مثلا عندهم
وحتى يتأكدوا ليرجعوا الى ما قاله البابا شنودة في كتابه اللاهوت المقارن المجلد 1 ص 53 يقول :
إن السيد المسيح لم يكتب إنجيلا ولم يترك إنجيلا مكتوبا ولكنه كان يعظ ويعلم ويترك للناس كلامه روحا وحياة وهذا يتناقله الناس ، لا بأس يتناقله الناس ولكنه لا يكون كتابا مقدسا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، لا يكون هو ما يمكن الاحتجاج به كله ، لأن الناس حينما يتناقلون فمنهم من يضبط ومنهم من يسهو ومنهم من ربما يغفل ومنهم ربما من يكذب أصلا ...
ولذا تجدون انه نحن عندنا في ما هو خلاف القرآن من كتب الحديث وما شاكل كلها خاضعة للنظر ، لا ندعي أن منها كتابا صحيحا بتمامه ولا علاقة لنا ببعض غلاة البكرية الذين يدعون أن كتاب البخاري مثلا صحيح من أوله الى آخره ، فأنه هذا حتى اذا فرض ثبوته فهو جزء من كل .. لأنه من الطبيعي جدا ، ما كل ما يتناقله الناس يكون صحيحا
وإذ أقررت يا شنودة و يا معشر النصارى أن المسيح لم يترك كتابا كما ترك محمد صلى الله عليه واله كتابا وكان يسهر على ضبطه وكان هو الذي يمليه وكان يقول ضع هذه الاية محل كذا والسورة هذه في محل كذا الى أن حصل مستوى التواتر الذي يمتنع به تواطئ الناس على الكذب والذي يرتفع معه الضبط والاتقان بالنقل
إذ أقررتم ان عيسى عليه السلام لم يترك كتابا كهذا فلا بد ان يكون في حال المتناقل عنه ما هو صحيح وما هو غير صحيح
يقول شنودة ان السيد المسيح لم يكتب إنجيلا ولم يترك إنجيلا مكتوبا ولكنه كان يعظ ويعلم ويترك للناس كلامه روحا وحياة وهذا يتناقله الناس
إشكالية هذه هي إشكالية إثبات وثاقة الأناجيل الأربعة إصطلاحا عندهم ، إشكالية كبرى إعترف بها النصارى أنفسهم
لك أن تراجع كتاب تأريخ الكتاب المقدس منذ التكوين وحتى اليوم لستيفن ميلر وروبرت هوبر ، الصفحة 74 ، يقولان :
وبناءا على تقليد قديم ، كتب متى ( ماثيو ) جامع الضرائب الذي دعاه الرب يسوع رسولا هذا الانجيل ... هنالك إنجيل من هذه الاناجيل الأربعة هو إنجيل متى الذي كان جامع ضرائب وبعدين صار من رسل المسيح عليه السلام فألف هذا الانجيل المتداول الان باسم إنجيل متى
لا حظوا ... يقول هذان الخبيران اللذان درسا تأريخ الكتاب المقدس منذ التكوين وحتى اليوم : وبناءا على تقليد قديم ... هذه تقاليد نصرانية ! بناء على تقليد قديم كتب متى جامع الضرائب الذي دعاه الرب يسوع رسولا هذا الانجيل
المفروض انه شاهد عيان لما كتب لأنه معاصر للمسيح عليه السلام الذي أرسله غير أن الحقيقة لا يبدو أن الكاتب شاهد عيان حيث أنه إعتمد على مرقص ! ومصادر أخرى في الحصول على مادته !
وهذه وقفة محيرة ، أنه اذا كان الكاتب لهذا الكتاب شاهد عيان معاصرا للمسيح عليه السلام وانه كان جامع ضرائب إستدعاه المسيح وأرسله وجعله يكتب هذا الكتاب فهو يفترض أنه لا ينقل عن غيره لأنه شاهد عيان ومعاصر ، فلماذا نقل عن غيره وهو مرقص ؟ لماذا نقل عنه ! عجيب !
حتى الضمائر فلو رجعنا الى ما يسمى بأنجيل متى ، الضمائر تتحدث عن متى بضمير الغائب .. أرسله ، قال له ، اذا كان متى هو الكاتب يفترض ان يقول أرسلني ، وقال لي ... ضمير متكلم !
فهذا يكشف عن ان هذا الانجيل على زعمهم المنسوب الى متى هو من تأليف شخص آخر ليس متى !
وفي المصدر نفسه تأريخ الكتاب المقدس ص 76 ، أنظروا لهذه الطامة ..... أنهم يستدلون بأنجيل يوحنا فأنظروا ماذا يقولون في إنجيل يوحنا ، يقول
الانجيل الرابع المنسوب الى يوحنا .. أكثرها شاعرية وعمقا لا هوتيا ( يعني أكثر الآنجيل شاعرية وعمقا لا هوتيا ) لأنهم بالفعل يستدلون بهذا الانجيل كثيرا لإثبات ألوهية المسيح عليه السلام عياذا بالله !
يقول وكان آخر إنجيل يكتب من الاناجيل الأربعة ولعله قد تعرض للتنقيح مرتين على الأقل ! ... حيث أنه يحتوي على مادة من الواضح أنها أضيفت الى الانجيل الأصلي في زمن متأخر ! ... ( ما شاء الله ) ؟ .... وقد تكون هذه المادة المضافة قد كتبت بمعرفة نفس الكاتب مثل الأصل أو من كاتب مختلف !
ما ندري ... كل شيء يمشي على السذج !!
ومرة أخرى ، ليس من يعرف من كتب هذا الانجيل ؟ ! .... يقولون لا نعرف ، هو ينسب الى يوحنا ولكن في الحقيقة لا نعرف من الذي كتبه يوحنا او غير يوحنا !
ويذكر الانجيل نفسه أن الكاتب كان التلميذ الذي كان يسوع يحبه ويشار اليه عادة التلميذ المحبوب ! ... وكان شاهد عيان لأحداث الصليب ... ومع أن التلميذ يذكر كثيرا في إنجيل يوحنا إلا أنه لا يذكر أسمه أبدا ! ؟
وفي نحو مائة وثمانين ميلادية ( سنة 180 ميلادية ) حدد الكاتب المسيحي إيريناوس بأنه الرسول الذي عاش في أفسس الى عصر ترجان الذي أصبح إمبراطورا لروما في سنة 98 ، وظل يوحنا يعتبر كاتب الانجيل الرابع ، ولكن في القرن الماضي شعر كثيرون من العلماء أن الرسول ( يوحنا ) لم يكتب الإنجيل !
فمع أنه قد يكون مؤسس لكنيسة أو جماعة من المسيحين إحتفظوا بكتاباته ، فأنهم يعتقدون أن أحد أتباع يوحنا كتب الانجيل وبعد ذلك قام واحد او أكثر وكتب الإضافات !
يعني أزمة عميقة في الموثوقية والاعتماد ، أصل هذا الانجيل الذي يدعى أنه إنجيل يوحنا وانه شاهد عيان غير ثابت ! لا يعرف على التحقيق من مؤلف هذا الكتاب ؟ لأنه وأن قيل أن الذي كتب هذا الانجيل هو التلميذ المحبوب للمسيح ، وصحيح انه في داخل هذا الانجيل ذكرت قصة التلميذ المحبوب الذي كان في حجر المسيح وكان المسيح يسميه هذا التلميذ المحبوب وما شاكل
ولكن الإشكالية أين ؟ أنه هذا التلميذ المحبوب لم يذكر أسمه في هذا الانجيل ! لا نعرف ... ربما كان غير يوحنا ربما كان مرقص مثلا وربما كان برنابا مثلا أي واحد يكون من التلاميذ الاثنا عشر ، فليس شرط انه يكون يوحنا ؟
ما الدليل على ان التلميذ المحبوب هو يوحنا ؟ حتى نقول ان يوحنا كاتب هذا الانجيل هو يوحنا ذاك الذي كان شاهد عيان ؟ لا يوجد دليل !
ثم ما الدليل على أن كاتب هذا الانجيل هو يوحنا وهو لم يذكر اسمه ، وحتى لو كان يوحنا آخر ؟ فكيف اذا أضيف لهذا إقرارهم بأنه هنالك كاتب آخر غير الكاتب الأصلي سواء كان يوحنا الأول المحبوب او يوحنا آخر ؟ كيف اذا أضيف الى هذا أن هنالك كاتب آخر جاء بعد ذلك وأضاف إضافات ! لهذا الكتاب
لا عرفنا الأول ولا عرفنا الثاني والكتاب جاء بعد عشرات السنين ، وكل الدنيا متلخبطة علينا .. نريد ان نفهم . فمثل هذا الكتاب لا يمكن الاحتجاج به
أنت تعال أثبت لي أولا ان هذا كلام المسيح ، وتلك أول نقطة عليكم ان تثبتوها قبل أن تستدلوا بما جاء بهذا الكتاب
انتهم تستدلون بألوهية المسيح بما جاء بهذا الكتاب ! ... تعال أولا أثبت صدق هذا الكتاب وانه صحيح النسبة ؟
وفي المصدر نفسه تأريخ الكتاب المقدس ص 77 يقولان :
يرى الكثير من العلماء ان إنجيل يوحنا كمثل الاناجيل الثلاثة الأخرى قد إجتاز في ثلاث مراحل من التطور :
أولا – كان هناك روايات من الشهود الذين عرفوا يسوع
ثانيا – هذه الروايات تمت صياغتها وتشكيلها لكي تركز على إحتياجات الكنائس المبكرة أو المجتمعات المسيحية المبكرة ( وهذه العبارة مهمة )
أنه هذه المنقولات عن المسيح عليه السلام تمت صياغتها وإعادة تشكيلها ، لأي هدف ؟ لكي تلائم احتياجات الكنائس المبكرة ، ماذا يعني تلائم احتياجات الكنائس المبكرة ؟
هل تحتاج الكنائس المبكرة الى طعام وشراب لكي تلائم احتياجاتها ؟ لا
احتياجاتها العقدية والفكرية كما سيتضح
الديانة النصرانية من أكثر الديانات التي تعرضت للنحت ، يعني كل كنيسة تأتي تنحت لها شيئا في هذه الديانة تلبي إحتياجاتها
عندهم احتياج دنيوي في شيء ما ؟ او احتياج ديني في شيء ما ؟ ينحتون شيئا في هذه النصرانية حتى يلبي هذا الاحتياج فيصبح هذا المنحوت عقيدة ! عقيدة راسخة .. كما سيتبين لنا
الحمد لله أنهم يعترفون في ذلك في دراستهم لكتبهم هذه
قال هذه الروايات تمت صياغتها وتشكيلها لكي تركز على إحتياجات الكنائس المبكرة أو المجتمعات المسيحية المبكرة !
ثالثا – قام أحد الافراد !! ( من هو هذا أحد الافراد ؟ لا ندري ، الله العالم ) في واحدة من هذه المجتمعات المسيحية ( أي مجتمع هذا ؟ لا ندري ، الله العالم ) بإعادة صياغة وتشكيل للمادة كتابة لكي تتناسب تماما مع احتياجات قرائه الاولين !
الشرح : هذه الكتب مرت بثلاث مراحل وتلك بالفعل ديانة مضحكة ، أنه المرحلة الأولى يوجد ناس تناقلوا وبعضهم كانوا شهود عيان للمسيح فتناقلوا أخباره وشاعت وسط الناس
ثم جاءت المرحلة الثانية لملموا هذه الرويات وتمت معالجتها وتشذيبها واعادوا صياغتها وتشكيلها لتلائم احتياجات الكنائس المبكرة يعني أوائل الكنائس للمجتمعات المسيحية البدائية على تعبيرهم
المرحلة الثالثة جاء فرد ما ؟ من مجتمع ما ؟ جاء وأعاد صياغة هذا كله ليلائم المرحلة الثالثة من التطور واحتياجات القراء الأولين
إذن هذه الكتب عبارة عن طين يتم عجنه وتشكيله كل شوية بطريقة ما ؟ فكيف يمكن الاعتماد عليه !
عنوان جدا مهم – العنوان يقول : المجتمع الذي أنتج الأنجيل الرابع الذي هو إنجيل يوحنا ( يعني هذا الانجيل نتاج مجتمع من المجتمعات )
يقولان : كان المجتمع الذي كتب انجيل يوحنا لأجله موضع بحث واسع ( اين هذا المجتمع الذي ولد هذا الانجيل وكتب لأجله هذا الانجيل ؟ أي مجتمع من المجتمعات النصرانية المبكرة ؟)
وقد ذهب راينموند براون المفسر البارز لإنجيل يوحنا ورسائله في أواخر القرن العشرين الى حد بعيد ليضع تأريخا مفترضا لهذا المجتمع ، فبناءا على ما ذكره الاب براون ، إجتاز هذا المجتمع في أربعة مراحل
نحن لم نخلص من المراحل الثلاثة الأولى جاءتنا بعدها أربعة مراحل !
يقول : فجماعة من اليهود المسيحيين إجتمعوا حول التلميذ المحبوب ( الذي لم نعرف من هو على وجه الدقة ) في مكان ما في فلسطين ؟ ( اين هذا المكان ؟ لا ندري ، مكان ما في فلسطين ! ) حيث ظلوا الى ما بعد الغزو الروماني لأورشليم في سنة 70
وبينما هم في فلسطين كانوا يذهبون الى المجامع اليهودية بأنتظام واثاروا مجادلات بإعلانهم أن يسوع كان الله ، ورأى اليهود ( المتمسكين بالمجمع ) ان هذا يتعارض مع العقيدة اليهودية بأنه لا يوجد سوى إله واحد
وبمضي الوقت نمت العداوة بين الفريقين وطرد اليهود المتزمتون المسيحيين من مجمعهم ، ونجد شيء من هذا في قصة الرب يسوع للرجل المولود الاعمى في الاصحاح التاسع من انجيل يوحنا فنشب عداء شديد بين الفريقين !
وفي وقت ما ؟ إنتقل على الأقل عدد من المسيحيين من هذا المجتمع ، ربما الى مدينة أفسس في آسيا الصغرى وهي الان تركيا ، وفي موطنهم الجديد إعتنق بعض أعضاء المجتمع بعض آراء الثقافة اليونانية التي كانت تحيط بهم ..
ولكنهم تشددوا في تمسكهم بألوهية يسوع وفي هذا الوقت تم كتابة الانجيل إما بواسطة التلميذ المحبوب نفسه أو أحد أعضاء المجتمع الخاص به فالأنجيل بالطبع يؤكد بشدة على ألوهية الرب يسوع !
نفهم من ذلك في مكان ما ؟ وفي زمن ما ؟ وفي موضع ما ؟ في فلسطين ، وكلها افتراضات ! أنه النصارى كانوا في بداياتهم المبكرة لم تكن لهم معابد مستقلة عن اليهود لأنهم كانوا يعتبرون أنفسهم جزء من اليهود في الحقيقة
فكانوا يذهبون الى معابد اليهود ومجاميعهم ، يتعبدون معهم ... شيئا فشيئا بدأ ينشب صراع ما بين الطرفين ، بين اليهود الذي سماهم متزمتين وبين النصارى إذ زعم النصارى ان الله هو المسيح ! عليه السلام عياذا بالله وهؤلاء ردوا عليهم ان الله واحد وان ما وقعتم به هو الشرك فطردوهم
وهؤلاء بسبب طردهم هاجروا في وقت ما ؟ الى تركيا ... هناك في تركيا أما التلميذ المحبوب نفسه الذي لا نعرف من هو ؟ واما أحد تلاميذه ألف هذا الكتاب ولكن على وقع التأثر بالثقافة اليونانية ( الثقافة اليونانية كانت آنذاك وثنية ! ) وعلى وقع ذلك تأثر فالفوا هذا الكتاب المسمى بإنجيل يوحنا !
فماذا صار بعد ذلك ، هذا الطور الأول ...
قال : وفي السنوات التي أعقبت ذلك ، أراد بعض الآعضاء من المجتمع ( أيضا لا نعرف من هؤلاء الأعضاء ، كلهم مجاهيل من أولهم الى آخرهم ... ديانة قائمة على مجاهيل )
أراد بعض الأعضاء من المجتمع ، هذا المجتمع النصراني المهاجر الى تركبا والتأثر بالثقافة اليونانية ، أن يؤكدوا ناسوت يسوع لا ألوهيته ، لماذا ؟
ليلطفوا من توكيد ألوهيته الموجود في الانجيل ، وهكذا يعطون صورة متوازنة ليسوع ، ونجد هذه الأفكار في رسالتي يوحنا الأولى والثانية اللتين كتبتا في هذا الوقت !
يعني بعدما مر الطور الأول أنه على وقع التأثر بالثقافة اليونانية التي فيها وثنيات وتعدد آلهة قالوا لا مشكلة نخلي المسيح إله أيضا ، ثم تريثوا قليلا وقالوا فلنرجع للعقل ونؤكد على ناسوتية المسيح لكي نلطف من ألوهيته لتحسينها قليلا !
أحد المبلغين المسلمين ذهب الى أمريكا فألتقى ببعض رهبان الكنيسة هناك وصار بينهما نقاش .. فيقول في أثناء النقاش قال له أنتم ديانتكم مستحيل ان تستمر لأنها ديانة مناقضة للعقل ، فقال له كيف ؟ قال ديانتكم تقول الله يساوي ثلاثة وثلاثة يساوي واحد وتلك ديانة مخالفة للعقل مستحيل ان تستمر بهذه السذاجة ، فرد عليه الرهبان : ربما في المستقبل سنغير هذا الشيء !
وبالفعل الديانة النصرانية هكذا ، فالباب مفتوح على مصراعيه لأن تأتي لهذه الديانة وتصلح فيها ما تشاء ؟ وتعدل فيها ما تشاء ؟ وتغير صيغتها كما تشاء !
هنالك طوائف نصرانية قامت بتعديلات في الديانة النصرانية وصلت الى حد الاعتراف بنبوة رسول الله صلى الله عليه واله ، وانه نبي وأنه يتبع والى ما هنالك وهي باقية على نصرانيتها
الديانة النصرانية سوق رائجة للتغيير والتلاعب !
فهؤلاء في الطور الثاني فكروا قليلا وقالوا انهم تمادوا في قضية ألوهية المسيح فيجب التأكيد على ناسوتيته لكي يلطفوا الأجواء
وماذا حدث بعد ذلك ؟
يقول : وأخيرا ثار بعض أعضاء الجماعة ( لا نعرف من هم ؟) على التأكيد الجديد على ناسوت المسيح ( رفضوا ناسوتية المسيح فالمسيح أله وكفى ، اللاهوت فقط ) ولم يكن في الجماعة من يملك سلطان لفرض خط فاصل ( لا توجد سلطة تفرض شيء ما آنذاك )
وفي الفترة الرابعة لهذه الجماعة شدد بعض أعضاء الجماعة ( ؟! ) – لم نعرف الجماعة الأولى ولا الثانية وكل ذلك طور زمني وكل طور فيه جماعة وفي وقت ما ، وفيهم ثوار وناس مع الناسوت وناس مع اللاهوت ، ولا أحد يدري من هم ؟ –
شدد بعض أعضاء الجماعة على الحاجة لوجود رعاة او قادة مفترضين ان الروح القدس ليس المرشد الروحي الوحيد ( لأنه كان اعتقادهم السابق ، انه انت تؤمن وان الروح القدس يأتيك ويوحي اليك وانت تصبح مؤمنا وهو الذي يهديك ) ولا نحتاج الى قائد ديني ولا نحتاج الى بابا ... ولكن هذا تطور في الطور الرابع . فماذا حصل ؟
انظر الى التعديلات التي حدثت على الانجيل في الطور الرابع ...
وفي الفترة الرابعة لهذه الجماعة شدد بعض أعضاء الجماعة على الحاجة لوجود رعاة او قادة مفترضين ان الروح القدس ليس المرشد الروحي الوحيد ، وفي ذلك الوقت كتبت رسالة يوحنا الثالثة وقام أحدهم بكتابة الإضافات للإنجيل الأصلي بما فيها الاصحاح الحادي والعشرون فهذا الاصحاح الأخير يركز على تكليف الرب يسوع لبطرس أن يرعى خرافه !
وكان هذا تعليما يلزم أن يضاف للأنجيل في ذلك الوقت لحفظ الجماعة من الانقسام ، فذلك أفضل من قبول نوع من الكنيسة أشد تنظيما
أهذا كلام مقبول ! ما هذه الخربطات ؟ وما هذا اللعب بالدين ؟
الطور الرابع جماعة قالوا انه لا يصير ان نبقى هكذا ليس لدينا قائد ديني وروح القدس لوحده لا يكفي ، فماذا فعلوا ؟ نختار قائد ديني ! ففي هذا الطور الرابع فكروا يكتبون الرسالة الثالثة ليوحنا ... وهذا يوحنا ميت ومسكين لا يدري عن الدنيا شيء !
فكتبوا له الرسالة الثالثة التي أضافوا فيها على الانجيل الأصلي ، أي عبارة ؟ أن يسوع إختار بطرس خليفة له ! هذه العبارة وهي تكليف الرب يسوع لبطرس أن يرعى خرافه ( الخراف يعني الناس النصارى ) يرعاهم ...
فمن ذلك الوقت عد بطرس هو خليفة المسيح ! والبابا الان مال الفاتيكان .. من ألقابه الرسمية ، خليفة بطرس ... على أساس انه خليفة بطرس الى خليفته الى خليفته الى ان وصل الى البابا ، وهذه كانت إضافة لأجل حفظ الجماعة من الإنقسام .
وهذا كان الغرض فيها ... يعني بكيفهم يضيفون الى الانجيل المقدس والى الوحي المقدس والى الكتاب المقدس ، يضيفون ما يلبي الاحتياجات ، كما نصوا عليه . وهنا تبين معنى الاحتياجات المبكرة
قالوا لابد ان يكون لدينا خليفة وقائد وعليه نكتب أنه المسيح عين بطرس وهذا القائد الان يكون خليفة بطرس حتى نمشي بهذا التسلسل في الخلافة وفي القيادة الدينية
هذا مع انه بالمناسبة ... إنجيل يوحنا يذكر أن المسيح أستخلف بطرسا وكلفه ان يرعى خرافه في حين في إنجيل متى في الاصحاح السادس عشر العدد 22 و23 نجد ان المسيح نفسه حسب نقلهم يقول لبطرس إذهب عني يا شيطان أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله بل بما للناس !
بربكم هل شاهدتم ديانة مخربطة مثل هذه ، إضافات تأتي لا حقة ... لكي تجعل شخصا خليفة المسيح ونائبه وهذا الشخص مدان من المسيح في انجيل متقدم يسميه شيطان !! يعني خليفة المسيح شيطان ... شنو هذه الديانة المخربطة ؟
ويتكلمون الان ، لا تأتونا بعبارات تذكر ناسوتية المسيح والجانب الناسوتي للمسيح ، يعني يتكلمون عن الناسوتية واللاهوتية ولا يدرون المساكين ان الناسوتية واللاهوتية أمر مخترع في أحدى هذه الاطوار وكان ذلك انهم من جانب على عناد اليهود قالوا باللاهوتية وتأثرا بالثقافة اليونانية ثم من أجل تلطيف الأجواء قالوا بالناسوتية !
وكلها خربوطية والله ...
هذا اختلاق وصنيعة الاحتياجات الكنسية لا أكثر .. يريدون ان يسوقوا دينهم لا أكثر !
اما ما هو الهدف من الطرح الان ؟
الهدف هو ان نقول كيف لنا ان نصدق هذه المنقولات عن المسيح التي تضمنتها هذه الأوراق التي تدعى الاناجيل الأربعة ؟ وكتب الرسل وما شاكل ؟ هذه كيف نثق بها ؟
هل هي تكشف لنا عن المسيح الحقيقي ؟ أم المسيح المفترض الذي صنع لا حقا بعد عشرات السنين ؟ ونسبت اليه أقوال ونسبت اليه تعاليم لتلبية الاحتياجات الكنسية والتطور الثقافي والعقدي لدى أمة النصارى بحسب اختلاطهم بالشعوب وبحسب اختلاطهم وبحسب احتياجاتهم وبحسب مجادلاتهم مع اليهود وغيرهم !
في الحقيقة لا يوجد طريق لدى النصارى للكشف عن المسيح الحقيقي وأقواله وتعاليمه ، وهذه أيضا إشكالية كبرى يقر بها كثير من النصارى !
ففي المصدر نفسه تأريخ الكتاب المقدس ص 215 ، يقولان :
منذ عصور التنوير في القرن الثامن عشر بذل العلماء جهدا حثيثا للكشف عن يسوع التأريخي ، أن يسوع كما عاش فعلا في الواقع ... وذلك بالاستناد على قناعة مفادها أن يسوع كما هو موصوف في الاناجيل تم تلوين حياته بواسطة الآراء اللاهوتية للكنيسة المبكرة
هذا التأريخ المنقول في هذه الاناجيل ليس تأريخ عيسى المسيح عليه السلام الحقيقي بإعترافهم ، هذا تأريخ ملون ... شخصية المسيح لونت ، ماذا تعني ؟ تلك عبارة ملطفة أي اضيف اليها ونقص منها بواسطة الآراء ! اللاهوتية للكنيسة المبكرة !
وفي سنة 1853 م أكد ديفيد شتراوس أنه من المستحيل بناء الحياة الحقيقية ليسوع أي سيرته التأريخية الحقيقية ، لا يوجد طريق وليس لديهم طريق واحد موثوق به وصحيح ليسوع الحقيقي ! تأريخه الحقيقي ... طريق علمي صحيح لا يوجد
الطريق الاخر وهو طريق الكنيسة والطريق الغيبي والايماني والتشبث بالاساطير وعليك ان تؤمن ، وهو طريق يقرون بأنه ملون بآرائهم .. وهو عندهم رأي وإفتراض معين لشخصية المسيح عليه السلام فلذلك كتبوا ما كتبوا
اما المسيح الحقيق لا يوجد طريق لإكتشاف تأريخه الحقيقي ، شتراوس يقول من المستحيل بناء الحياة الحقيقية ليسوع أي سيرته التأريخية الحقيقية ... غير أن عدد لا يحصى من اللاهوتيين ومن بينهم شتراوس نفسه حاولوا بناء حياة يسوع الحقيقية
بحثوا وحاولوا قدر إستطاعتهم أن يتتبعوا المؤرخين وان يتتبعوا مصادر حيادية لكي يعيدوا إكتشاف عيسى المسيح عليه السلام وتعاليمه فلم يصلوا الى نتائج باهرة في ذلك ؟
ولذلك بكلمة قاطعة وبضرس قاطع علميا .. حياة المسيح عليه السلام مجهولة ! مجهولة علميا ....
لا حظوا ما يقوله المؤرخ الفرنسي كوستاف ليبون في كتابه حياة الحقائق في الصفحة 62 ، يقول ما ترجمته :
نعرف ما فيه الكفاية عن حياة محمد صلى الله عليه واله أما حياة المسيح فمجهولة تقريبا وانك لن تطمع ان تبحث عن حياته في الاناجيل !
اذا أردت حياة المسيح عليه السلام الحقيقية فلن تطمع بان تجدها في هذه الصحائف والأوراق التي تسمى الاناجيل .. فهذه كلها مفتعلة لاحقا وملونة بآراء الكنيسة تلبية للإحتياجات ، زيد فيها ما زيد ومؤلفوها مجهولون أصلا والنسبة اليهم مجهولة والسند اليهم مجهول !
كيف تعرف حياة المسيح عليه السلام الحقيقية ؟ من خلال هذه التي تدعى أناجيل بخلاف ما لدى المسلمين فيمكنك بالبحث العلمي أن تصل الى ما فيه الكفاية مما تعرفه عن حياة وسيرة محمد صلى الله عليه واله ، وهذا الفرق بيننا وبينهم !
نصدمكم بشيء آخر .... يعني كيف يمكن للإنسان أن يعرف المسيح عليه السلام حقا وهذا حال هذه الكتب من حيث إنعدام الموثوقية والتحقق
من جهة ثانية ثبت انه قد زيد فيها ما زيد ووضع فيها ما وضع وانها كانت ملونة ، أي أنها يغيرون فيها ويبدلون فيها الى ما هنالك ؟ وأن مؤلفيها أصلا مجهولين والسند اليهم مجهول والسند منهم الى المسيح عليه السلام مجهول
وكل هذه المشكلة وأنه هنالك أطوار وكان هنالك أناس مجهولون زادوا على الانجيل الأصلي الذي يسمونه الانجيل الأصلي ... مع هذا كله تكتشف ما يصدمك به القسيس دينس أريك ننهام رئيس قسم اللاهوت في جامعة برستل وهو يقول في مقدمة تفسيره لأنجيل مرقص :
يقول : أنها لحقيقة تصدمنا أن كتبة الانجيل لم يخبرونا بأي شيء عن هيئة يسوع وبنيته الجسمية وصحته كما لم يخبرونا عن شخصيته وعما اذا كان على سبيل المثال سعيدا مبتهجا رابط الجأش أم أنه كان على العكس من ذلك ، أنهم لم يفكروا حتى يخبرونا بطريقة ما عما اذا كان قد تزوج ام لا ؟
كذلك ، فأنهم لم يعطونا معلومات محددة عن طول فترة دعوته أو عمره حين توفي .. كما أنه لا توجد نبذة عن تأثير بيئته الأولى عليه أو عن أي تطور في نظرته ومعتقداته
أين كل هذه التفاصيل ؟
يعني هذا رمزكم المقدس وهذا الهكم فكتبة الانجيل وهذا مما يدل على انهم ما كانوا شهود عيان بالمناسبة حتى ما وصفوا لنا هيئته وشكله كيف كان ؟ !
والمفترض انهم تلاميذه الا لوقا ، ما كتبوا لنا بنيته الجسمية كيف ؟ وهيئته كيف ؟ وحتى صحته كيف ؟ واخلاقه كيف ؟ وعمره الى أي عمر بلغ ؟ تزوج ام لم يتزوج ؟ وكل هذه الأمور ما ذكروها
لا حظوا ما عند المسلمين في وصف رسول الله ، أنظروا الى الدقة المتناهية .. حتى الاخرين مندهشين مما نصف فيه رسول الله صلى الله عليه واله حتى انه كان لديه سبعة عشر شعرة بيضاء في كريمته صلى الله عليه واله في ذقنه
فالذي يسمع يتفاجئ انه كيف نصف شخصا مات قبل ألف وأربعة مائة سنة فنقول لهم انتم ما عندكم مثل الذي عندنا ، فالمعاصرين لرسول الله مثل أبي هالة الذي كان وصافا فوصف النبي الأعظم صلى الله عليه واله وروايته موجودة في الكافي الشريف للكليني
سبعة عشر شعرة بيضاء في كريمته وفي لحيته بهذه الدقة ونعرف محاسنه كيف ، وطوله كم ، وشكله وهيئته كيف ، ومنامه كيف كان ، واكله كيف كان ، قيامه وقعوده كيف كان ، ومشيته كيف كانت ، وصوته ، وكيف كان يلتفت ، كان يلتفت بجميعه أي بكل بدنه
هذا الفرق بيننا وبينكم !
النصارى يجهلون الههم ولا يعرفون شيء عنه ! لا يعرفون هذا يسوع كيف كان ؟ ولذلك هذا الرسم والصورة التقليدية التي عندهم واحد شعره أشقر وطويل فهذه صورة سينمائية وصورة تلوينية وصورة فنانين يرسمون هكذا في العصور الوسطى فرسموه بهذا الشكل
والا يوجد بعض الباحثين قبل فترة وهو باحث نصراني فجر مفاجأة وقال عيسى المسيح عليه السلام كان أسمر اللون ولم يكن أبيض اللون وليس بعيد لأنه نشأ في بيئة بني إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط الذين كانوا سمرا ولم يكونوا بيضا ، وليس بذلك عجب !
اما يوجد أحد أن يقطع على نحو اليقين ، لا أحد يعرف لون بشرة عيسى في حين اننا نعرف ما لون بشرة محمد صلى الله عليه واله كان أبيض مشرب بحمرة ، أزهر اللون صلى الله عليه واله
كل المسلمين يعرفون وهذا الفرق بيننا !
يتم كلامه الاب القسيس دينس إيرك رئيس قسم اللاهوت في جامعة برستل يقول كذلك عن مؤلفي الاناجيل المجهولين :
لقد أمكن حساب الفترة التي تلزم لأتمام الاحداث التي يرويها مرقص ( هناك أحداث يرويها مرقص عن المسيح عليه السلام ونحن حسبناها رياضيا ) فوجد أنها ( صدمة كبرى ) لا تتعدى ثلاثة او أربعة أسابيع !
تخيلوا ان كل التأريخ المنقول عن المسيح مدته في هذه الاناجيل ثلاثة او أربعة أسابيع فقط أي شهر ! يعني كل هذا العمر الطويل للمسيح عليه السلام لا يعرفون عنه شيء !
يقول : فوجد انها لا تتعدى ثلاثة او أربعة أسابيع عدا الفقرة 13 ، 1 يقول وكان هنالك في البرية أربعين يوما يجرب من الشيطان
يعني الشيطان يجرب الههم المفترض أربعين يوم !
يقول لقد دفعت هذه الحقيقة ستريتر ( هذا الشخص ) لأن يقرر في كتابه الاناجيل الأربعة صفحة 424 ، أن المجموع الكلي للأحداث التي سجلها الانجيل صغير جدا لدرجة ان الثغرات الموجودة في الرواية لابد ان تكون هي الجزء الجدير بالاعتبار
الشيء الذي ينقلونه من سيرة المسيح عليه السلام صغير وضئيل جدا في وسط حشو وركام من الاقاويل ومن التفاهات التي يرونها في هذه التي تسمى أناجيل
فإذن لا أناجيل ثابتة ولا مؤلفيها معروفين ولا السند اليهم معروف وإقرار واعتراف من كبارهم قد تلوعب فيها وأضيف اليها ما أضيف بناء على الاحتياجات والآراء وما سموه التلوين وحفظ وحدة الجماعة
وفوق هذ كله ما يزيد الامر سوءا انها لم تذكر عن المسيح شيء يذكر ما مجموعه ثلاثة واربع أسابيع فقط ، وبعد هذا كله تأتون وتقولون تعالوا اعتنقوا الديانة المسيحية ! وان نحتج بكتاب الانجيل فقط ... فهذا كتاب ساقط عن الاعتبار لا يحتج به الى من سفه نفسه واستخف بعقله !
ثم على فرض التصديق بهذا المنقول الذي تنقله هذه الاناجيل ، بماذا استدلوا حينما يشكلون علينا ويقولون أنتم تنفون ألوهية المسيح عليه السلام ونحن نأتيكم بدليل يثبت ذلك وهو ما جاء في انجيل يوحنا :
أما توما أحد الاثني عشر ( أحد تلاميذ المسيح اسمه توما ) الذي يقال له توأم فلم يكن معهم حين جاء يسوع ( حين جاء بعد ما يسمونه القيامة أي قام بعد الصلب ) فقال له التلاميذ الاخرون قد رأينا الرب ، فقال لهم ان لم أبصر في يديه أثر المسامير وأضع أصبعي في أثر المسامير واضع يدي في جنبه لا أؤمن
وبعد ثمانية أيام كان تلاميذه أيضا داخلا وتوما معهم ، فجاء يسوع والابواب مغلقة ووقف في الوسط وقال سلام لكم ، ثم قال لتوما هات أصبعك الى هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا .. أجاب توما وقال له ربي والهي !
قال له يسوع لأنك رأيتني يا توما آمنت طوبى للذين آمنوا ولم يروا
يستدلون بأن توما قال للمسيح عليه السلام بزعمهم ربي والهي ، ولم ينكر عليه فصار ذلك تقريرا المفروض ودال على انه هو الرب والاله
أولا قلنا ان هذه العبارة تعال أثبت أنها حصلت بالفعل وان هذا من سيرة المسيح وان توما قال هذا للمسيح وان المسيح رد عليه بهذا الرد
هذا لا يوجد لكم طريق البتة ، طريقا علميا فلا تأتونا بالايمانات الكنسية النصرانية ، نريد طريق علمي تأريخي يثبت وقوع هذه الحادثة ؟ لا يوجد
وحال انجيل يوحنا حاله كما تبين معنا
وجوابنا الثاني انه على فرض ، فلنفرض ان هذا امر قد وقع فهو لا يدل بالضرورة على ان عيسى المسيح عليه السلام اله بمعنى الاله الذي يعبد وخالق الكون ، كلا
لأن في كتابكم المقدس نفسه وفي سفر الخروج في الاصحاح السابع الفقرة الأولى فقال الرب لموسى انظر انا جعلتك الها لفرعون ! وهارون أخوك يكون نبيك
في سفر الخروج ان الله جعل موسى الها ! الها لفرعون ... ونبي هذا الاله هو هارون عليهما السلام ، نسأل النصراني : أتعتقد بأن موسى إله ؟ يقول : لا
اذن ما سر وصفه الها هنا لفرعون فيجيبك بما أجابه المفسر تادرس يعقوب وهو أحد الإباء عندهم قال : انا جعلتك الها لفرعون أي جعلتك سيدا عليه ، فكلمة الاله أيضا تعني السيد في الاشتقاقات القديمة كانت هكذا
ايلوهيم أيضا تعني السيد ، وحتى في العربية الأولى .. لأن الاله عندنا في معاجم اللغة بمعنى من يتوجه اليه وحيث ان السيد يتوجه اليه الناس وهو سيدهم يتوجهون اليه بحوائجهم وبمشكلاتهم وبما شاكل ، فكان يطلق عليه أيضا أله
فإذن لا يبعد ان يقال انما قصده توما من قوله للمسيح لما وضع يده في جنبه ربي والهي يقصد معنى سيدي ومولاي ، فالقضية بسيطة وليس شرطا ان يكون المعنى من كلمة الاله هنا الاله بمعنى المعبود
يحتج بعضهم ويقول : ان في سفر التكوين الله ذكر أنه خلق السماء والأرض وخلق الانسان وخلق وخلق ... ولكنه لم يذكر انه خلق المسيح ؟ فإذن معنى ذلك ان المسيح صار الها !
الله عز وجل ما ذكر انه خلق كثير من الأشياء في سفر التكوين ... كثير من الأشياء ما ذكرت ، فهل معنى ذلك ان هذه الأشياء التي لم تذكر بأعيانها هي آلهة !
هذا استخفاف بالعقول ، فأنتم تستخفون بعقولكم بهذا ، ثم ان المسيح نفسه على ما تروونه أنتم لطالما عبر عن نفسه في أناجيلكم بأنه ابن الانسان ، كما في هذه العبارة مثلا :
في يوحنا كذلك 1 : 49 ، يقول : أجابنا اثنائيل وقال له يا معلم ( يخاطب المسيح ) انت ابن الله ، انت ملك إسرائيل ؟ أجاب يسوع وقال له : هل آمنت لأني قلت لك اني رأيتك تحت التين ، سوف ترى أعظم من هذا ، وقال له الحق الحق أقول لكم من الان ترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الانسان
وقلتم ان الله ذكر في سفر التكوين انه خلق الانسان وخلق آدم وهذا ابن الانسان اذن فهو مخلوق مثله ، فهل على الله ان يذكر واحد واحد حتى تصدقوا ، فكلنا بني آدم ... ثم ماذا ؟
عيسى عليه السلام ينتسب الى ابن آدم من جهة امه العذراء عليها السلام ، والا اذا قلتم ما ذكر المسيح نقول لكم انه لم يذكرني أنا أيضا فهل صرت الها ! وانا ابن الانسان كذلك
والدال على ابن الانسان هذا هو غير الله كثير في تلك الاناجيل وفي الاسفار
مثلا في سفر أعمال الرسل 7 : 56 ، يقول : فقال أي استفانوس وقت وفاته قال هذه العبارة : قال ها أنا انظر السماوات مفتوحة وابن الانسان قائما عن يمين الله
من ابن الانسان أي المسح عليه السلام كان قائما عن يمين الله اذن هما إثنان فهنالك الله وهنالك ابن الانسان ليس اله ، فكيف صاروا اثنان وبعد ذلك صاروا ثلاثة ؟ كيف يكون ذلك ؟