مدرسة راهبات الفرنسيسكان عقدت ندوة لشاعر الحرية والإنسانية سميح القاسم
امتلأت قاعة مدرسة راهبات الفرنسيسكان في الناصرة بطلاب المرحلة الثانوية الذين اجتمعوا لحضور الندوة الادبية الخاصة بالشاعر الكبير طيب الذكر سميح القاسم فارس الانسانية والحرية. تقدم الحضور الاخت فيليبا عراف مديرة المدرسة واعضاء الهيئة التدريسية.
افتتح الندوة الاستاذ يوسف مسعد مرحّبًا بالضيوف باسم المدرسة. وأوضح ان هذه الندوة تعقد تلبية لرغبة المديرة التي تدعم كل نشاط ادبي يعود بالفائدة على الطلاب، وتجاوبًا مع مطلب طاقم اللغة العربية الهادف الى تعريف طلابنا على ادبائنا وخاصة احد اهم الشعراء العرب المحليين صاحب الشهرة في العالم وقد ترجمت اعماله الادبية الى اكثر من اثنتي عشرة لغة، وزادت مؤلفاته على سبعين كتابًا في الشعر والنقد والرواية والبحث.
تحدث الاديب سهيل كيوان عن سميح القاسم الانسان المتواضع الكريم المخلص والوفي. كان سميح محاضرًا خطيبًا وساردًا جيدًا وشاعرًا مبدعًا. وذكر الأديب كيوان أنه عمل مع سميح في صحيفة كل العرب. وكان سميح القاسم منتصب القامة في حياته ومرضه ورحيله. رحل وبقي أدبه الغزير دروسًا وعبرًا في الحرية والإنسانيّة والعروبة.
ألقى الدكتور بطرس دلّة محاضرة قيمة دلّ فيها جوانب الإبداع في شعر القاسم. وقد كتب في عدة مواضيع الى جانب الشعر كالرّواية والمسرحية والمقالات النارية والكولاج والسربيّات والليزر وغيرها...
وقد تميز شاعرنا بالحس القومي العربي وكان كثير التجديد وصاحب رحلة ابداعية، رحلة اكتشاف وخلق. وألقى الدكتور بطرس الضوء على انتاج القاسم الشعري المتميز بالتجدد وزخم التجربة الابداعية والقدرة على الاستمرارية المتجدّدة.
تناول الشاعر محمود مرعي موضوع التجديد المنضبط في العروض عند سميح القاسم. كتب القاسم القصائد القصيرة والسربيّات (القصائد الطويلة) وبقي محافظا على شكليْ القصيدة العمودي والحديث. وآمن بالبحث عن اشكال جديدة في الشعر وفي الأدب عمومًا وظاهرة التجديد حتميّة. وخلص مرعي الى القول: ان القاسم لم يخطئ في علم العروض.
تولّت عرافة الندوة المعلمة رينا أبو حاطوم، وقرأت الطّالبتان رغد كريّم وروزان ضاهر قصيدتين لسميح القاسم "رسالة من المعتقل" و "أكثر من معركة"، ووضعت الطالبة روزالين نويصر سيرة الشاعر الذاتية وإنتاجه الأدبي في محطات رئيسية بشرائح محوسبة، وقدم الطالب مجد موسى قصيدة مغناة "منتصب القامة" رافقه الاستاذ الفنان زاهي غريب بالعزف على العود.
ساد الندوة الهدوء وحسن الاصغاء والتقدير والاحترام لشاعر عربي كبير مخلص لقضية شعبه. وقد رفع دائما شعار الأخوة والسلام والحرية والمساواة والدفاع عن المظلومين "رحل عنا وبقي فينا"