صورة ( الدب الأكبر على ما ترى في السماء ) من مخطوط كتاب صور الكواكب الثابتة نسخة ألغ بيك محفوظة في مكتبة باريس الرقمية Gallica
العرب تسمّي الأربعة النيرّة على المربع المستطيل و الثلاثة التي على ذنبه ( بنات نعش الكبرى ) و ( بني نعش ) و ( آل نعش ) .
الأربعة النيّرة على المربع المستطيل – و هي ( ألفا ) و ( بيتا ) و (غاما) و (دلتا) تسمّى ( نعش ) أو ( سرير بنات نعش ) . الثلاثة التي على الذنب ( بنات ) . الذي على الطرف الذنب يسمّى ( القائد ) , و الذي في وسطه ( العناق ) و الذي على أصل الذنب ( الجون ) .
( السها ) هو كوكب صغير ملاصق للعناق , و له أسماء أخرى عند العرب ( الستا ) و ( الصيدق ) و ( نعيش ) . و هو الذي يمتحن الناس به أبصارهم .
الكواكب التي على القدمين الخلفيتين و القدم الأمامية اليمنى , تسمّى ( القفزات ) .
الكواكب السبعة التي على عنقه و على صدره و على الركبتين تسمّى ( الحوض ) .
الكواكب التي على الحاجب و العينين و الأذن و الخطم تسمّى ( الظباء ) .
الكوكب الواقع ما بين ( القائد ) و ( القفزة الأولى ) يسمّى ( كبد الأسد )و هو في الفلك الحديث تابع لكوكبة السلوقيين الحديثة .
نرى في الأسماء الواردة في هذه اللائحة أن اسماً يبدو بوضوح أنه غير عربي , و هو الاسم الأخير Muscida . و يقول (ألن) في كتابه أنه اسم بربري , و هذا من جملة أخطاء ألن الكثيرة . أما الدكتور كونيتش فقد وجد أن الاسم لاتيني من العصور الوسطى, و جاء ترجمة للاسم العربي في المجسطي , الذي جاء بدوره ترجمة للاسم اليوناني الأول .
أما نجم ( السها ) ( 80 الدب الأكبر ) فنجد أن اسمه يبدأ بال التعريف . و قد عرفته العرب بأسماء أخرى – الستا و صيدق و نعيش – و لكن ليس فيها اسم واحد قريب من الاسم الأجنبي . و يروي ( الن ) في كتابه أن الاستاذ ( روبرت وست ) من الكلية السورية البروتستانتية في بيروت , قد أورد لهذا النجم اسم ( الخوّار ) في مجلة Popular Astronomy سنة 1895 , و أن كلمة Alcor قد تكون مشتقة منها . و لكن الدكتور كونيتش يرفض هذا الاشتقاق كل الرفض , فليس هناك سند تاريخي لاسم الخوّار , و يرى أنه إحدى الصيغ المحرفة عن الاسم العربي الأصيل ( الجون ) الخاص بإبسلون الدب الأكبر .
و إذا نظرنا إلى زيتا الدب الأكبر , التي هي ( العناق ) نجد أنها قد اصبحت تحمل اسم Mizar في الفلك الحديث . و في هذا الشأن يقول ( الن ) بأن المترجم سكاليجر هو الذي غيّر الاسم الأصلي ( العناق ) إلى الاسم الحالي , آخذاً هذا الاسم من الكلمة العربية ( مئزر ) و هي قطعة من القماش التي يلف بها الإنسان وسطه . غير أن الدكتور كونيتش يبيّن أن الأمر ليس بهذه البساطة التي فسّرها ( ألن ) .
فيقول في تفسيره ما يلي :
جاء Mirach أي المراق صحيحاً في بيتا الدب الأكبر , ثم إن سكاليجر الذي لم يكن يعرف أصل المجسطي , صحح هذه الكتابة إلى Micar او Mizarخطأ , و لكن دائماً مع بيتا , ثم أخطأ الفلكي ( باير ) الذي – عند طبعه أطلسه سنة 1603 – وضع اسم ( Mizar ) بجانب ( إبسلون ) بدلاً من ( بيتا ) . و أخيراً جاء الفلكي الألماني ( بوده ) فوضع هذا الاسم في أطلسه بجانب ( زيتا ) . أي أن الاسم وصل إلى زيتا في سلسلة من الأخطاء , بدأت عند سكاليجر و استمرت الى ( باير ) ثم إلى ( بوده ) حتى انتهى الأمر أخيراً إلى ( زيتا ) . و الكلمة بناء على ذلك هي تحريف كلمة ( المراق ).
و نجد خطأ ممائلاً في إبسلون الدب الأكبر , و هو الجون عند العرب , و كلمة ( Alioth ) ظهرت للمرة الأولى في جداول الفونس في طبعتها الأولى . و يقول سكاليجر إنها مأخوذة من الكلمة العربية ( الألية ) و هي الدهن في مؤخرة الخروف . و يرى كونيتش أن هذا خطأ بيّن , إذ يمكن متابعة الكلمة عن طريق نسخ المجسطي اللاتينية و العربية , و إرجاعها إلى أصلها الصحيح , و هو ( الجون ) الاسم العربي لأبسلون الدب الأكبر .
نجوم كوكبة الدب الأكبر و حقيقة كونها على أبعاد مختلفة من الأرض