الرسام الشهير فاندايك

الذي أحب الموسيقى والخيول والكلاب

وُلد الرسام الفلمنكي المشهور السر أنتوني فاندايك في العام 1599 ويعتبر من أساطين رسم الوجوه على مر القرون.

كان يحلو له رسم نساء أرستقراطيات متعجرفات يلبسن قبعات مزركشة يزينها الريش الملوّن ويرتدين ثياباً حريرية ومخملية فاخرة وبديعة التصميم حسبما يليق بسيدات البلاط الملكي.

أغرم فاندايك بالموسيقى وكان العزف شبه متواصل أثناء عمله في مشغله، إذ كان يحلو للموسيقيين الحضور إلى مكان عمله ليعزفوا له ويرفهوا عنه.

ولم يكن يحب الموسيقى وحسب، بل أحب أيضاً الخيول والكلاب التي خلـّدها – مع مشاهير عصره – في لوحاته الرائعة.

ومع أنه أنجز بعض الرسوم الروحية لكن تركيزه كان منصباً في المقام الأول على رسم الأشخاص فاعتـُبر أشهر رسامي الأشخاص في العالم.

والدة فاندايك كانت تعمل في التطريز ويُعتقد أنه أخذ عنها أصول التناغم والإنسجام بين الألوان والظلال. في صباه تتلمذ على الرسام المعروف هندريك فان بالن لكنه استقل في الرسم عند بلوغه سن السادسة عشرة.

في سن العشرين عمل مع أشهر رسامي أوروبا الشمالية بيتر بول روبنز وخلال فترة قصيرة كان يساعد روبنز في إنجاز لوحاته.

في عام 1623 ذهب إلى إيطاليا لمتابعة دراسته وأمضى خمس سنوات في جنوا وفينيسيا وروما حيث رسم عددا من اللوحات. وفي عام 1826 عاد إلى مدينته آنتورب حيث رسم لوحته الشهيرة نشوة القديس أوغسطين. كما اكتسب شهرة واسعة في التفنن برسم الأشخاص وإبراز السمات الشخصية من خلاله رسومه.

في عام 1632 استدعاه تشارلز الأول ملك بريطانيا ليصبح رسام البلاط. وبعد وصوله بقليل إلى لندن كافأه الملك بأن خصص له مرتباً شهرياً وخلع عليه لقب (فارس).

أثناء إقامته في بريطانيا رسم ما لا يقل عن 300 لوحة لكل المشاهير تقريباً ممن اتصلوا بالبلاط الملكي. كما قام أيضاً برسم مجموعة من اللوحات المعبّرة عن أحداث تاريخية وأسطورية.

خلال إحدى زياراته إلى هولندا رسم فرديناند امبراطور النمسا (جدير بالملاحظة أن الملوك والأشخاص البارزين الذين صوّرهم كانوا يجلسون أمامه لساعات طويلة وربما كانوا أيضا يمتثلون لأوامره من حيث تعديل الأوضاع ورفع وخفض الهامات ونحوه!)

قبل سنة من وفاته انتقل إلى باريس على أمل الحصول هناك على إذن لزخرفة وتزيين جدران متحف اللوفر لكنه لم يحظ بمنيته.

توفي فاندايك سنة 1641 ودفن في كاتدرائية القديس بولس في لندن.

أما لوحاته فتتميز باللمسات الدقيقة الرقيقة والإضافات المحسّنة، إذ غالباً ما كان يستعمل الألوان الناعمة الخافتة. كما تتميز خطوط رسومه أيضاً بالبراعة والأناقة والإنسجام الذي هو السمة المميزة لهذا الرسام العالمي الكبير

المصدر: موسوعات

إعداد وترجمة: محمود عباس مسعود