موسيقى تصويرية

الموسيقى التصويرية في السينما

ساهمت السينما في ظهور نوع جديد لم تعرفه الموسيقى العربية من قبل هو الموسيقى التصويرية

يمكن استعراض مراحل تطور الموسيقى التصويرية في السينما إلى أربعة مراحل

1.استخدام الموسيقى العالمية

هذا يعني باختصار نقل مقطوعات موسيقية عالمية كما هي من مصادرها الأجنبية، وهى مرحلة تدل على النقص الشديد فى التأليف الموسيقى التصويري وظلت هي الغالبة منذ عشرينات القرن العشرين وحتى الستينات

2.الموسيقى المحلية فى صيغ أوركسترالية

وهذه هي أغنى مراحل الموسيقى التصويرية في السينما العربية، نظرا لاستنادها إلى الموسيقى المحلية بعد إعادة صياغتها في صيغ موزعة أوركستراليا تنفذها فرق كبيرة ضمت عناصر محترفة من العازفين الأكفاء كثيرون منهم أجانب. من الموسيقيين المجتهدين في هذا المجال فؤاد الظاهري، إبراهيم حجاج، أندريا رايدر، عزت الجاهلي، علي إسماعيل، يوسف شوقي، محمد نوح، إلياس رحباني، عمر خيرت، ويمكن إضافة الموسيقار الفرنسي موريس جار إلى هذه القائمة والذى استخدم تيمات موسيقية محلية في إطار أوركسترالي عالمى في أفلام مثل لورانس العرب والرسالة، وماريو ناشمبيني الإيطالي مؤلف موسيقى فيلم المومياء، والإيطالي فرانسيسكو لافانين مؤلف موسيقى فيلم صلاح الدين

3.الموسيقى المحلية اللحنية

وهذه هي أفقر مراحل الموسيقى التصويرية على الإطلاق، وتعتبر خطوة للخلف في هذا المجال، ففضلا عن عدم مناسبتها أصلا لفن السينما فقد ساعدت على دخول الملحنين ذوي الثقافة والقدرات الموسيقية المحدودة إلى هذا الميدان مما جعل الموسيقى المستخدمة تبدو كأنها ألحان غنائية في وسط الفيلم، وزاد الوضع سوءا عدم اكتراث المخرجين بالموسيقى الفيلمية بوجه عام نتيجة عدم إلمامهم بالفنون الموسيقية ووظائفها، ووصل عدم الاكتراث هذا إلى درجة استخدام تيمة موسيقية واحدة، وأحيانا على آلة واحدة، تكرر طوال العرض رغم اختلاف المواقف مما أدى إلى شعور السامع بالملل الشديد بل والنفور

يمكن اعتبار أن هذه المرحلة تقع في مسئولية المخرجين أكثر من الموسيقيين حيث أن المخرج يبدأ عمله الموسيقي بعدة اختيارات منها اختيار نوع الموسيقى وكيفية ارتباطها بالمادة الفيلمية ثم تكليف المؤلف الموسيقي ذي الكفاءة المناسبة، وفوق كل هذا إقناع المنتج بأهمية التمويل الجيد للعنصر الموسيقي تأليفا وأداء وتسجيلا بدرجة اقتناعه بها، وأغلب الظن أن المخرجين قد تعاملوا مع هذا العنصر إما بهامشية وإما بعدم إدراكهم لوظيفة الموسيقى التصويرية وضرورة وضع التوصيف المناسب لها في السيناريو، وبذلك تسببوا في هذا الفقر الفني. من الموسيقيين "الملحنين" في هذه المرحلة أسماء تمتعت بشهرة كبيرة في مجال التلحين الغنائي مثل بليغ حمدي، عمار الشريعي، وآخرون مثل حسن ابو السعود، جمال سلامة، هاني شنودة وغيرهم، وكانت عبارة "الموسيقى التصويرية والألحان" تظهر في تيترات الأفلام التي انتشرت بداية من السبعينات واصطلح على تسمية معظمها بأفلام المقاولات إشارة إلى صبغتها التجارية

4.الموسيقى المحلية الحديثة

تميزت هذه المرحلة بظهور موسيقى جديدة تضيف بعدا صوتيا حقيقيا للمواقف الدرامية وتستخدم كافة الأدوات المتاحة للتعبير الموسيقي. اتسمت هذه الموسيقى بتجنب الميلودية الغنائية كلما أمكن والتركيز على الموسيقى الموزعة أكثر من الألحان مما ساعد على الاهتمام بالتفاصيل والحصول على خلفيات موسيقية أكثر تعبيرا، كما أدخلت بعض الأدوات الحديثة مثل المعالجة المبرمجة بالكمبيوتر، وهذا العامل الأخير كان له وجهان إيجابيان، فقد ساعدت برمجة الموسيقى على تقليل التكلفة مع العناية بالجودة في نفس الوقت، وإضافة المؤثرات الصوتية إلى النسيج الموسيقي، ولا شك أن الموسيقيين قد استطاعوا بذلك التعامل مع مشكلة المخرجين المزمنة في عدم الاهتمام بالبعد الموسيقي وتكلفته، فقدموا موسيقى حديثة ومعبرة بأقل التكاليف. من الموسيقيين الجدد مودي الإمام وخالد حماد

الموسيقى المسرحية

يمكن الفصل بوضوح بين الموسيقى المسرحية والمسرح الغنائي حيث تستخدم الموسيقى البحتة بصفة أساسية في الافتتاحيات، بينما تقدم المقاطع الغنائية في صورة ألحان بأصوات بشرية. ولا يختلف الأمر كثيرا سواء كان الشكل المسرحي أوبرا أو أوبريت. ولم يشهد المسرح تطورا في الموسيقى المسرحية سواء الافتتاحية أو التصويرية كالذي حدث في السينما التي تطورت موسيقاها بشكل كبير

موسيقى المسلسلات

تعاني الأعمال الدرامية التليفزيونية بصفة عامة من تدني مستوى المضمون والسيناريو والحوار إلى آخره من عناصر العمل الدرامي، وليس مستغربا والحال هكذا أن ينعكس ذلك على مستوى الموسيقى، وقليل فقط من المسلسلات يرتفع إلى مستوى فني راق يمكن معه تقديم موسيقى درامية متميزة. وبصفة عامة تظهر موسيقى المسلسلات بمظهر غنائي في أغلب الأحوال خاصة في مقدمات ونهايات الحلقات مما يجردها من البعد التصويري ويفقدها التأثير الدرامي الحاصل في السينما. وأكثر المسلسلات نجاحا من الناحية الموسيقية هي أكثرها بعدا عن الغناء