قوالب شرقية

قوالب الموسيقى العربية

تأخذ الموسيقى العربية التقليدية أشكالا مختلفة يمكن تبويبها في بضعة "قوالب" لا تخرج عنها الموسيقى البحتة مثل البشرف، السماعي ، اللونجا ، التحميلة، المقدمة، الدولاب، ولكل منها شكل وأجزاء وطريقة أداء، وتكتب لها النوتة الموسيقية سلفا. وأشهر هذه القوالب وأكثرها استخداما هو "السماعي" و"اللونجا"

ورغم أن تلك القوالب ترجع في جذورها إلى المدرسة التركية إلا أنه تم تطويعها للذوق العربي من قبل المؤلفين العرب بطريقة جعلتها تفقد طابعها التركي لتأخذ مذاقا عربيا خالصا

أهم التغييرات التي لحقت بالموسيقى التركية الطابع هي استخدام نغمة ثلاثة أرباع التون العربية التي تقع في منتصف المسافة تماما بين ترددي نغمتين متتاليتين البعد بينهما تون ونصف، مكان مايسمى بربع التون التركي الذي لا يتوسط تلك المسافة، وإهمال التفاصيل التركية للنغمات بصفة كلية. لاقى هذا التغيير قبولا كبيرا لدى الجمهور العربي الذي يعود استخدامه للربع تون الطبيعي إلى جذور تاريخية قبل الدولة العثمانية

كان بعض مؤلفي هذا النوع من الموسيقى معاصرا لفترة سيادة الفن التركى فجاءت موسيقاهم ذات صبغة تركية وإن استخدمت المقامات العربية. البعض الآخر من الموسيقيين المخضرمين نشط في الثلاثينات والأربعينات ووضعوا موسيقى أقرب كثيرا للذوق العربي وإن كانت على نفس النمط القديم من ناحية الشكل

من الفئة الأولى جميل الطنبورى، طاتيوس، اسكندر أستوريان واسكندر شلفون. ومن الفئة الثانية، صفر علي، عبد الفتاح منسي، وإبراهيم العريان صاحب أشهر سماعي عربي "سماعى بياتي"

لكن مع قدوم القرن العشرين شهدت الموسيقى العربية تطورا كبيرا ولم تعد تتحمل قيود النظام الموسيقي التركي الصارمة، وبالفعل قام محمد عبد الوهاب بكسر هذه القوالب عام 1933 عندما قام لأول مرة بوضع موسيقى حرة لا تتقيد بشكل معين، وأبقى عليها قيدا واحدا من عنده هو اسم المقطوعة. كانت هذه الثورة امتدادا طبيعيا لمدرسة سيد درويش التعبيرية في الموسيقى، فأصبح التعبير عن موضوع أو موقف له الأولوية بدلا من الموسيقى البحتة التي تهدف أساسا إلى تصوير الصنعة الجيدة والزخرفة العالية دون وجود موضوع معنوي. واستمر ذلك النحو الجديد إلى يومنا هذا، حيث قل استخدام القوالب القديمة وكادت تنقرض إلا من الأوساط الأكاديمية

ورغم ذلك تظل هذه القوالب التقليدية محك الإجادة بين المؤلفين والعازفين حيث يتبارون جميعا في قالب موحد وبالتالي يتيح مقارنة الأعمال والأداء، بعكس الأعمال الحرة التي لا يمكن مقارنتها بمعايير دقيقة نظرا لاختلاف عناصر تكوينها

السماعي

يتكون السماعي عادة من 3 حركات أو "خانات" بعد مقدمة قصيرة و"تسليم" يكرر بين الخانات

وتستخدم السماعيات ميزان أو إيقاع "السماعي الثقيل" 10/8 (عشرة على ثمانية) دائما، وهو مكون من عشرة أزمنة كل منها نصف وحدة صغيرة (كروش)، وعادة يستخدم ميزان 3/8 السريع في آخر خانة

يسمى السماعي باسم المقام واسم المؤلف كما في نظام التسمية الغربي، مثلا سماعي بياتي إبراهيم العريان، سماعي راست القصبجي، وهكذا ..

اللونجا "لونجا"

تتكون اللونجا من 3 أو 4 حركات كلها على إيقاع سريع 4/2 وتستخدم أيضا التسليم بين المقاطع

وتسمى اللونجا باسم المقام واسم المؤلف، مثلا لونجا فرحفزا رياض السنباطي (معروفة باسم لونجا رياض)

البشرف

يتكون البشرف من 4 خانات مثل السماعي لكنها جميعا على إيقاع 4/4، وقد انقرض تقريبا هذا الشكل ولم يعد مستخدما

التحميلة

تتكون التحميلة من محاورات موقعة على إيقاع 4/4 عادة بين عدة آلات بمصاحبة الفرقة

ورغم كون التحميلة قالبا معروفا إلا أنها يمكن أن ترتجل ولا تتقيد بنوتة مكتوبة بعكس السماعي واللونجا

المقدمة والدولاب

عبارة عن مقطوعة قصيرة تستخدم كتمهيد للغناء أو بين المقاطع الغنائية. وبينما نمت المقدمات وتطورت كثيرا، انقرض الدولاب تقريبا وحل محله "اللازمة" وهي تطول أو تقصر حسب العمل