صلاة غروب وداع عيد بشارة والدة الإله الفائقة القداسة (٢٦ آذار)

الكاهن: تبارك اللهُ إلهنا كلّ حين الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

القارئ:

المزمور المئة وثلاثة

باركي يا نفسي الرّبَّ، أيّها الرّبُّ إلهي لقد عظُمتَ جدًّا

الاعترافَ وعظمَ الجلالِ لبستَ، أنتَ المتسربلُ بالنّورِ كالثّوب

الباسطُ السّماء كالخيمة المسقِّفُ بالمياهِ علاليَّهُ

الجاعِلُ السـّحابَ مركبةً له، الماشي علـى أجنحةِ الرّياح

الصّانعُ ملائِكَتَهُ أرواحًا، وخُدّامَـهُ لهيبَ نارٍ

المؤسِّسُ الأرضَ علـى استيثاقها، فلا تتزعزعُ إلى دهر الدّاهرين

رداؤها اللّجَّةُ كالثّوب، على الجبالِ تَقِفُ المياه

من انتهارِكَ تهربُ، ومن صوتِ رَعدك تَجزع

ترتفعُ الجبال وتنخفِضُ البقاع، إلى الموضع الّذي أسّست لها

جعلتَ لها حدًّا فلا تتعدّاه، ولا ترجع فتغطّي وجهَ الأرض

أنت المرسـلُ العيونَ في الشِّعاب، في وسط الجبال تعبر المياه

تَسقي كلَّ وحوش الغياض، تُقبلُ حَميرُ الوحشِ عند عطشها

عليها طيورُ السّماء تَسكُنُ، من بين الصّخور تُغَــرِّدُ بأصـواتها

أنت الّذي يسقي الجبالَ من علاليِّه، من ثَــمَــرَةِ أعمالِك تشبعُ الأرض

أنت الذي يُنبتُ العُشبَ للبهائمِ، والـخُضرةَ لخدمة البشَر

ليُخرج خبزًا من الأرض، والخمرُ تفرّحُ قلبَ الإنسان

ليبتَهِج الوجهُ بالزّيت، والخبزُ يشدّد قلب الإنسان

تُروى أشجار الغاب، أرز لبنان الّتي غرستها

هناك تُعشِّشُ العصافيرُ، ومَسكنُ الهيروديّ يتقدّمها

الجبالُ العاليةُ للأيلة، والصخورُ ملجأٌ للأرانب

صنعَ القمرَ للأوقاتِ، والشّمسُ عرفت غروبَها

جعلَ الظّلمةَ فكان ليلٌ، فيه تَعبُر جميعُ وحوش الغاب

أشبالٌ تزأَرُ لتخطفَ، وتَلتَمِسُ من اللهِ طَعامَها

أشرقَتِ الشّمسُ فاجتمعت، وفي صِيَرها ربضَت

يخرجُ الإنسـان إلى عملِهِ والى خدمتِهِ حتّى المساء

ما أعظم أعمالَكَ يا ربُّ كلَّها بحكمة صنعت، قد امتلأتِ الأرضُ من خليقتك

هذا البحرُ الكبيرُ الواسع، هناك دبّاباتٌ لا عددَ لها، حيواناتٌ صغارٌ مع كبار

هناك تجري السُّفُنُ، هذا التّنّينُ الذي خلقتَه يلعبُ فيه، وكلُّها إياك تترجّى، لتُعـــطِـــيَـــها طعامَها في حينه، وإذا أنت أعطيتها جَمَعَتْ؛

تفتح يدك فيمتلئ الكلّ خيرًا، تَصرِف وجهك فيضطربون

تَنزِعُ أرواحهم فيَفنَون، وإلى تُرابهم يرجعون

تُرسِلُ رُوحَكَ فَــــيُـــخــلَــــقُـــون، وتُــجدِّدُ وجه الأرض

ليكن مجـدُ الرّبِّ إلى الدّهر، يَفرَحُ الرَّبُّ بأعماله

الّذي يَنظُرُ إلى الأرض فيجعلُها ترتعد، ويَــمَسُّ الجبالَ فتُدخّن

أسبِّحُ الرّبّ في حياتي، وأُرَتِّـــلُ لإلهي ما دُمتُ موجودًا

يلَذُّ لـه تأمّلي، وأنا أفرَحُ بالرّبّ

لتَبِدِ الخطأةُ من الأرض والأثَــمَــةُ، حتّى لا يوجَدوا فيها

باركي يا نفسي الرّبّ. الشّمس عرفت غروبها، جعل الظّلمة فكان ليلٌ

ما أعظم أعمالك يا ربُّ، كلّها بحكمة صنعت.



الكاهن: بسلام إلى الرّبّ نطلب.

الجوقة: يا ربّ ارحم (بعد كلّ طلبة).

 

الكاهن: بعد ذكرنا الكلّيّة القداسة الطّاهرة الفائقة البركات المجيدة، سيّدتنا والدة الإله الدّائمة البتوليّة مريم، مع جميع القدّيسين.

الجوقة: عليها أشرف السّلام.

الكاهن: لنودع أنفسنا وبعضنا بعضًا وكلّ حياتنا للمسيح الإله.

الجوقة: لك يا ربّ.

الكاهن لأنّه ينبغي لك كلّ تمجيد وإكرام وسجود، أيّها الآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.


المزمور المئة والأربعون (باللّحن السّادس)

ياربِّ إليكَ صرختُ فاستمع لي، استمع لي ياربّ.

ياربِّ إليكَ صرختُ فاستمع لي، أنصِت إلىَ صوتِ تضرّعي حينّ أصرخُ إليكَ، استمع لي ياربّ.

لتستقم صلاتي كالبخور أمامَكَ، وليكن رفعُ يديَّ كَذَبيحَةٍ مسائيّةٍ، استمع لي ياربّ.

إجعَل ياربُّ حارِسًا لفمي وبابًا حصينًا على شَفَتَيّ.

لا تُـمِل قلبي إلى كلامِ الشّرِّ فَيَتَعَلَّلَ بِعِلَلِ الخطايا.

مع النّاسِ العامِلينَ الإِثمَ، ولا أتّفِقُ مَعَ مختاريهم.

سيؤدِّبُني الصِّدِّيقُ برحمةٍ ويُـــــوَبِّـخُــنـــي، أمّا زيتُ الخاطِئِ فلا يُدهَنُ بِهِ رأسي.

لأنَّ صلاتي أيضًـا في مَسَرَّتِـهـم، قد ابتُلِعَت قُضاتُهُم مُلتصِقينَ بِصخرَةٍ.

يسمَعُونَ كَلِماتي فإنّـها قد استُلِذَّت، مثل سَمنِ الأرضِ الـمُنشَقِّ على الارضِ، تبدَّدَت عِظامُهُم حولَ الجحيم.

لأنّ يارَبِّ، ياربِّ إليك عينَيَّ، وعَليكَ توكَّلتُ فلا تَنزِع نَفسي.

إحفظني مِنَ الفَخِّ الَّذي نَصَبُوهُ لِي، ومِن مَعاثِرِ فاعلي الإثم.

تَسقُطُ الخَطَأةُ في مَصائِدِهِم، وأَكُونُ أنا على انفِرادٍ إلى أن أعبُر.


المزمور المئة والواحد والأربعون

بصوتي إلى الرَّبِّ صَرختُ، بصوتي إلى الرَّبِّ تَضَرَّعتُ.

أسكُبُ أمَامَهُ تضَرُّعي، وأحزاني قدّامَهُ أخبِّر.

عِندَ فناءِ روحي مِنِّي، أنتَ تَعرِفُ سُبُلِي.

في هذا الطَّريق الذي كُنتُ أَسلُكُ فيه أخفوا لي فخًّا.

تأمّلتُ في الـمَيامِنِ وأبصرتُ، فَلَم يَكُن مَن يعرِفُـــني.

ضاعَ الـمَهرَبُ مِنِّــي وَلَم يُوجَد مَن يطلُبُ نَفسي.

فَصَرَختُ إلَيكَ يا رَبُّ وَقُلتُ: أنتَ هُوَ رَجائي ونَصيبي في أرضِ الأحياء.

أنصِت إلى طَلِبَتي، فإنّــي قد تَذَلَّلتُ جدًّا.

نَـجِّــنــي مِنَ الَّذين يضطَهِدُونَني لأنَّهم قد اعتزُّوا عَلَيّ.

أخرِج مِنَ الحبسِ نَفسي لكي أشكُرَ اسمكَ.

إيّايَ يَنتَظِرُ الصِّدِّيقُونَ حتّى تُـجازِيَـــنــي.


المزمور المئة والتّاسع والعشرون

من الأعماقِ صرختُ إليك ياربّ، فيا ربُّ استمع لِصَوتي.

لِتَكُن أُذُنَاكَ مُصغيَتَينِ إلى صوتِ تَضَرُّعي.


إن كُنتَ للآثامِ راصدًا ياربُّ، فياربُّ من يَـــثــــبُـــت؟ فإنَّ مِن عِندِكَ هو الاغتِفار.

إنّ جبرائيل قد حضر نحوكِ أيّتها الفتاة، ليكشف لكِ القصد الّذي قبل الدّهور مسلّمًا عليك وقائلاً: إفرحي يا أرضًا غير مبذورة، إفرحي يا عمقًا يعسر النّظر إليه، إفرحي يا جسرًا ناقلاً إلى السّماوات، إفرحي أيّتها السّلّم العالية الّتي شاهدها يعقوب، إفرحي يا جرّة المنّ الإلهيّة، إفرحي يا انحلال اللّعنة، إفرحي يا استعادة آدم، الرّبّ معك.


من أجل اسمِكَ صبرتُ لكَ ياربّ، صَبَرَت نفسي في أقوالِكَ. توكّلت نفسي على الرَّبّ.

إنّ الفتاة البريئة من الفساد، قالت لزعيم الأجناد: إنّك تظهر لي كإنسان فما بالك تنطق بأقوال تفوق الإنسان بقولك إنّ الله يكون معي، ويحلّ في أحشائي؟ فأخبرني إذًا كيف أصير محلاًّ رحبًا ومكان التّقديس للرّاكب على الشّاروبيم؟ فلا تخدعني بغشّ لأنّني لم أباشر زواجًا فكيف إذًا ألد ابنًا؟


مِن انِفجارِ الصُّبحِ إلى الليلِ، مِن انِفجار الصُّبح فليتَّكِل إسرائيلُ على الرّبّ.

فهتف نحوها غير المتجسّد قائلاً: حيث يشاء الإله تُغلب ترتيبات الطّبيعة ويُصنع ما يفوق الإنسان. فآمني بأقوالي المحقّة يا ذات كلّ طهر وقداسة. وأمّا هي فهتفت قائلة: ليكن لي الآن حسب قولك، فألد غير المتجسّد، متّخذًا منّي جسدًا، لكي باتّحاده به يُصعد الإنسان إلى الرّتبة الأولى، بما أنّه المقتدر وحده.


لأنَّ مِنَ الرَّبِّ الرّحمةَ ومِنهُ النَّجاةُ الكثيرة، وهو يُنَجّي إسرائيل من كُلِّ آثامِهِ.

إنّ جبرائيل العظيمَ، العقلَ الإلهيَّ الطَّلعة، الباهرَ الضِّياء والسّماويَّ، والـمُشاهِدَ مع المراتب العلويَّة النُّورَ الـمُثَلَّثَ الشُّموس، قد أقبلَ وبشَّرَ البتول بالسِّرِّ الإلهيِّ الرَّهيب، ويتشفَّعُ من أجلِ نفوسنا.


سَبِّحوا الرَّبَّ يا جَميعَ الأُمم، وامدَحُوهُ يا سائِرَ الشُّعوب.

إنَّ السِّرَّ العظيمَ غيرَ الـمَعلومِ قبلاً عند الملائكةِ، والخفِيَّ مِن قَبْلِ الدّهور، قدِ ائْتُمِنْتَ عليه وحدك يا جبرائيلُ. فأقبَلْتَ إلى النّاصرةِ مهنِّئًا به النَّقيَّةَ وحدها. فمعها ابتهِلْ أن تُـمنَحَ نُفُوسُنَا السَّلامَةَ والرَّحمَةَ العظمى.


لأنَّ رحـمَـتَــهُ قَد قَوِيَت عَلَينا، وَحَقُّ الرَّبِّ يَدُومُ إلى الأبد.

يا جبرائيلُ رئيسَ الملائكةِ الكُلِّيَّ الفضلِ، بما أنّك مُفْعَمٌ من النّور على الدّوامِ، وصانعٌ مشيئَةَ الضَّابِطِ الكُلَّ، ومُتَمِّمٌ أوامرَهُ، فخلِّصِ الَّذين يكرّمونك بشوقٍ، مبتهلاً بغير فتورٍ أن تـُمْنَحَ نفوسُنَا السَّلامَ والرَّحمَةَ العُظمى.


المجد للآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين.

لقد أُرسل من السّماء غفرئيل رئيس الملائكة، ليبشّر العذراء بالحبل، فجاء إلى النّاصرة متفكّرًا في نفسه ومنذهلاً من العجب، كيف أنّ الّذي في الأعالي، وهو غير مدرَك، يولد من بتول، والّذي له السّماء عرش والأرض موطئ قدمين، كيف يوسَع في مستودع امرأة؟ كيف الّذي ذوو السّتّة الأجنحة والكثيرو الأعين لا يستطيعون التّفرّس به، قد سُرَّ أن يتجسّد منها بكلمة فقط؟ فالآتي إنّما هو كلمة الله، فلماذا أتوقّف ولا أخاطب الفتاة قائلاً: إفرحي يا ممتلئة نعمة الرّبّ معك، إفرحي أيّتها البتول النّقيّة، إفرحي يا عروسةً لا عريس لها، إفرحي يا أمّ الحياة، مبارك هو ثمر بطنك.


الإيصوذون بالمبخرة

الكاهن: الحكمة لنستقم.

الجوقة: أيّها النّور البهيّ الممجّد القدّوس الآب الّذي لا يموت السّماويّ، أيّها القدّوس المغبوط يا يسوع المسيح حين نأتي إلى غروب الشّمس وننظر نور المساء ونسبّح الآب والابن والرّوح القدس الإله المستحقّ في سائر الأوقات أن يُسبَّح بأصوات بارّة، يا ابن الله المعطي الحياة الّذي من أجلك العالم يمجّد.


الكاهن: تَرنيمَةُ الـمَساء. (باللّحن السّادس)

الجوقة: معونتي من عند الرّبّ الّذي صنع السّماءَ والأرض. (مرّتين)

استيخن: رفعتُ عينَيَّ إلى الجبالِ من حيث يأتي عوني.

معونتي من عند الرّبّ الّذي صنع السّماء والأرض.


القارئ: يُقرأ في هذا المساء قراءتان:

القارئ: قراءة أولى من سفر الخروج.

الكاهن: الحكمة لنصغ.

القارئ:

ودخل موسى إلى جبلِ حوريب، فتجلَّى له ملاكُ الرَّبِّ في لهيبِ نارٍ في وسطِ العلَّيقةِ. فنظرَ، فإذا العلَّيقةُ تتوقَّدُ بالنَّارِ وهي لا تحترق. فقال موس: أَميلُ وأنظرُ هذا المنظرَ العظيمَ. ما بالُ العلَّيقةِ لا تحترق؟ فلمّا رأى الرّبُّ أنَّهُ مالَ لينظرَ، ناداهُ الرَّبُّ من وسطِ العلَّيقَةِ وقال له: موسى، موسى. قالَ: ماذا يا ربّ؟ قالَ: لا تَدْنُ إلى ههنا، إخلعْ نَعْلَيْكَ من رجلَيْكَ، فإنَّ الموضِعَ الَّذي أنت قائمٌ فيهِ أرضٌ مقدَّسةٌ. وقال له: أنا إله أبيك إبراهيمَ، وإلهُ إسحقَ، وإلهُ يعقوبَ. فأعرَضَ موسى بوجهه إذ خَشِيَ أن ينظر إلى اللهِ. وقال الرَّبُّ: إنّي قد نظرْتُ فرأيْتُ شقاءَ شعبي الَّذين في مصرَ، وسمعتُ صراخهمْ من قِبَلِ مُسَخِّريهم، وعَلِمْتُ بِكَرَبِـهِم، فنزلْتُ لأنقِذَهُم من أيدي المصريّين، وأُدخِلَهُمْ إلى أرضٍ طيّبة واسعةٍ، إلى أرضٍ تدرّ لبنًا وعسلاً.


القارئ: قراءة ثانية من أمثالِ سليمان الحكيم.

الكاهن: الحكمة لنصغ.

القارئ:

الرَّبُّ أبدعني بدءَ طُرُقهِ إلى أعمالِهِ، قبلَ الدَّهرِ أسَّسني، في البدءِ قبلَ أن يصنع الأرضَ، وقبلَ أن يصنع الغِمَارَ، وقبلَ أن تنفجرَ ينابيعُ المياهِ، وقبلَ أن تُقَرَّ الجبالُ، وقبل التِّلالِ كلِّها ولدَنِي. الرَّبُّ صنعَ البلدانَ والأماكنَ غيرَ الـمَأهولَةِ والأمصارَ الـمَأهولَةَ تحت السَّماءِ. حينَ هيَّأَ السَّماءَ كُنتُ معهُ، وحينَ أفرزَ عرشَهُ على الرّياحِ، حينَ ثَبَّتَ الغيومَ في العلاءِ وقرَّرَ ينابيعَ الأرضِ تحت السَّماءِ، حينَ جعلَ للبحرِ حدَّهُ، فالمياهُ لا تتعدّى فَمَهُ، وحينَ وطَّدَ أُسُسَ الأرضِ كنتُ عندَهُ أُهَنْدِسُ. أنا الَّتي كان يُسَرُّ بها، وكنتُ كلَّ يومٍ أُسَرُّ في وجهه في كلِّ حينٍ.

والسّبح لله دائمًا


الطّلبة الابتهاليّة

الكاهن: لِنَقُل جَميعُنا مِن كُلِّ نُفوسِنا وَمِن كُلِّ نِيّاتِنا لِنَقُل. أَيُّها الرَّبُّ الضّابِطُ الكُلَّ إلَهُ آبائِنا، نَطلُبُ مِنكَ فاستَجِب وارحَم.

الجوقة: يا ربّ ارحم، يا ربّ ارحم، يا ربّ ارحم (بعد كلّ طلبة).


الكاهن: لأنّك إله رحيم ومحبّ للبشر ولك نرسل المجد أيّها الآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوانٍ وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين

المتقدّم: أهّلنا يا ربّ أن نُحفظَ في هذا المساءِ بغيرِ خطيئةٍ، مباركٌ أنت يا ربّ إله آبائنا مسبَّحٌ وممجَّدٌ اسمُك إلى الأبد آمين. لتكن يا ربّ رحمتُك علينا كمثل اتّكالنا عليك. مباركٌ أنت يا ربّ علّمنا وصاياك. مباركٌ أنت يا سيّد فهّمنا حقوقك. مباركٌ أنت يا قدّوس أنرنا بعدلك. يا ربّ رحمتُك إلى الأبد، وعن أعمال يديك لا تُعرضْ. لك ينبغي المديح، بك يليق التّسبيح، لك يجب المجد أيّها الآب والابن والرّوح القدس الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين.


الكاهن: لنكمّل طلباتنا للرّبّ.

الجوقة: يا ربّ رحم (بعد كلّ طلبة).

الجوقة: إستجب يا ربّ (بعد كلّ طلبة).

الكاهن: بعد ذكرنا الكلّيّة الطّهارة الفائقة البركات المجيدة، سيّدتنا والدة الإله الدّائمة البتوليّة مريم، مع جميع القدّيسين.

الجوقة: عليها أشرف السّلام.

الكاهن: لنودع أنفسنا وبعضنا بعضًا وكلّ حياتنا للمسيح الإله.

الجوقة: لك يا ربّ.

الكاهن: لأنّك إله صالح ومحبّ للبشر، ولك نرسل المجد أيّها الآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.

الكاهن: السّلام لجميعكم.

الجوقة: ولروحك.

الكاهن: لنـحن رؤوسنا للرّبّ.

الجوقة: لك يا ربّ.

الكاهن: أيّها الرّبّ إلهنا، يا مَن طأطأتَ السّماواتِ ونزلت لخلاص جنس البشر، أنظر إلى عبيدك، وإلى ميراثك، لأنّ عبيدك قد حنوا رؤوسهم وأخضعوا أعناقهم لك أيّها القاضي المرهوب المحبّ البشر، غير منتظرين المعونة من بشر، بل منتظرون رحمتك ومتوقّعون خلاصك. فاحفظهم في كلّ حين، وفي المساء الحاضر واللّيل المقبل مصونين من كلّ فعل مضادّ شيطانيّ، ومن الأفكار الباطلة والهواجس الخبيثة. ليكن عزّ ملكك مباركًا وممجَّدًا، أيّها الآب والابن والرّوح القدس الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.


الأبوستيخن

في الشّهر السّادس أُرسل رئيس الملائكة إلى عذراء نقية، وإذْ تفوَّه نحوها بالسّلام بشّرها بأنّه منها يوافي المنقد. فلما تقبلت السّلام بإيمان، حملت بك أيّها الإله الّذي قبل الأزل، الّذي سرَّ أن يتأنّس بحال لا تفسّر لخلاص نفوسنا.


بشروا من يوم إلى يوم بخلاص إلهنا

إنّ والدة الإله قد سمعت لغة لا تعرفها، لأنّ رئيس الملائكة تفوَّه نحوها بأقوال البشارة. فلمّا تقبلت السّلام بإيمان، حملت بك أيّها الإله الّذي قبل الأزل، فلذلك نحن أيضًا نصرخ نحوك بابتهاج قائلين: أيّها الإله الّذي تجسّد منها بغير استحالة امنح السّلام للعالم ولنفوسنا الرّحمة العظمى.


سبّحوا الرّبّ تسبيحًا جديدًا

ها الآن قد ظهرت إعادة دعوتنا، لأنّ الإله يتّحد بالبشر بحال تفوق الوصف، وبصوت رئيس الملائكة، قد تلاشت الضّلالة، لأنّ العذراء تقبّلت الفرح، وصارت الأرضيّات سماويّات، والعالم أُعتق من اللّعنة القديمة، فلتبتهج الخليقة ولتسبّح هاتفة: أيّها الرّبّ مبدعنا وفادينا المجد لك.


المجد للآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين.

اليوم بشائر الفرح بالموسم البتوليّ، لأنّ السّفليّات تتّحد بالعلويّات، فآدم يتجدّد، وحواء تنعتق من الحزن الأوّل، والمظلّة الّتي من جوهرنا، قد حصلت هيكلاً لله بتألّه الطّينة المستمَدّة منها. فيا له من سرّ إنَ ماهيّة التّنازل غير معروفة، وطريقة الحبل غير موصوفة، فملاك يخدم العجب، والحشا البتوليّ يتقبّل الابن، والرّوح القدس يُرسل، والآب من العلوّ يُسرّ مرتضيًا، والمصالحة قد تمَّت بإرادة عامّة، الّتي فيها وبها إذ قد تخلّصنا، فلنرنّم نحو البتول مع غفرئيل هاتفين: إفرحي أيّتها الممتلئة نعمة الرّبّ معك، الّتي منها المسيح إلهنا ومخلّصنا اتّخذ طبيعتنا وضمّها إليه، فإليه ابتهلي أن يخلّص نفوسنا.

المتقدّم: الآن تطلقُ عبدَكَ أيهّا السيّد على حسب قولك بسلام، فإنّ عينيَّ قد أبصرتا خلاصَك الّذي أعددتَه أمام كلّ الشّعوب، نورًا لاستعلانِ الأممِ، ومجدًا لشعبِك إسرائيل.


القارئ:

الكاهن: لأنّ لك الـمُلْكَ والقوّةَ والمجدَ أيّها الآبُ والابنُ والرّوح القدس الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة : آمين.


الطروباريات (باللحن الرّابع)

اليومَ رأسُ خلاصِنا، وإعلانُ السِّرِّ الّذي مُنذُ الدُّهور. فإنَّ ابنَ اللهِ يصيرُ ابنَ البتول. وجبرائيلَ بالنّعمةِ يُبشّر. لذلكَ ونحنُ معهُ فلنهتِفْ نحوَ والدةِ الإله: إفرحي أيّتها الـمُمتلئةُ نعمةً الرّبُّ معكِ. (3 مرّات)


الكاهن: الحكمة

الجوقة: بارك

الكاهن: أنت المسيحُ إلهنا الذي لم يزل مباركًا كلّ حينٍ الآنَ وكلَّ أوانٍ وإلى دهر الدّاهرين.

المتقدّم: آمين. ليوطِّد الرّب الإله الإيمان المقدّس، إيمان المسيحيّين الحسني العبادة الأرثوذكسيّين مع هذه الكنيسة المقدّسة وهذه المدينة إلى دهر الدّهور، آمين.

الكاهن: أيّتها الفائق قدسها والدة الإله خلّصينا.

القارئ: يا من هي أكرم من الشّاروبيم وأرفع مجدًا بغير قياس من السّارافيم، الّتي بغير فساد ولدت كلمة الله، وهي حقّا والدة الإله إيّاك نعظّم.

الكاهن: المجد لك أيّها المسيح الإله يا رجاءنا المجد لك.

القارئ:

الكاهن:

الجوقة: آمين.