خدمة أناجيل الآلام

(عشيّة الخميس العظيم المقدّس)

الكاهن: تبارك الله إلهنا كلّ حين الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.

  • قدّوس الله قدّوس القويّ قدّوس الّذي لا يموت ارحمنا. (3 مرّات)

  • المجد للآب والابن والرّوح القدس.

  • الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين.

  • أيّها الثّالوث القدّوس، ارحمنا. يا ربّ، اغفر خطايانا. يا سيّد، تجاوز عن سيّئاتنا. يا قدّوس، اطّلع واشف أمراضنا، من اجل اسمك يا ربّ ارحم، يا ربّ ارحم، يا ربّ ارحم.

  • المجد للآب والابن والرّوح القدس

  • الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين

  • أبانا الّذي في السّماوات، ليتقدّس اسمك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك، كما في السّماء كذلك على الأرض. خبزنا الجوهريّ أعطنا اليوم، واترك لنا ما علينا، كما نترك نحن لمن لنا عليه، ولا تدخلنا في تجربة، لكن نجّنا من الشّرّير.

الكاهن:لأنّ لك الملك والقدرة والمجد، أيّها الآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.

خلّص يا رب شعبك وبارك ميراثك، وامنح عبيدك المؤمنين الغلبة على الشّرّير، واحفظ بقوّة صليبك جميع المختصّين بك.


المجد للآب والابن والرّوح القدس

يا من ارتفعت على الصّليب مختارًا، أيّها المسيح الإله، امنح رأفتك لشعبك الجديد المسمّى بك، وفرّح بقوّتك المؤمنين، مانحًا إيّاهم الغلبة على محاربيهم، ولتكن لهم معونتك سلاحًا للسّلام وظفرًا غير مقهور.


الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين.

أيّتها الشّفيعة الرّهيبة غير المخذولة، يا والدة الإله الكلّيّة التّسبيح، لا تعرضي يا صالحة عن توسّلاتنا، بل وطّدي سيرة المستقيمي الرّأي، وخلّصي المؤمنين، وامنحيهم الغلبة من السّماء، بما أنّك ولدت الإله، أيّتها المباركة وحدك.


الكاهن: ارحمنا يا الله كعظيم رحمتك نطلب إليك فاستجب وارحم.

الجوقة: يا ربّ ارحم. (3 مرّات)

الكاهن: وأيضًا نطلب من أجل المسيحيّين الحسني العبادة الأرثوذكسيّين.

الجوقة: يا ربّ ارحم. (3 مرّات)

الكاهن: وأيضًا نطلب من أجل أبينا وبطريركنا يوحنَّا وكلّ إخوتنا في المسيح.

الجوقة: يا ربّ ارحم. (3 مرّات)

الكاهن: لأنّك إلهٌ رحيم ومحبّ للبشر ولك نرسل المجد أيّها الآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين. باسم الرّبّ بارك يا أب.

الكاهن (يرسم بالمبخرة شكل صليب أمام المائدة ويعلن):

المجد للثّالوث القدّوس المتساوي في الجوهر، المحيي غير المنقسم، كلّ حين الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.

القارئ:

  • المجد لله في العلى وعلى الأرض السّلام وفي النّاس المسرّة. (3 مرّات)

  • يا رب افتح شفتيّ فيخبر فمي بتسبحتك. (مرّتين)


المزمور الثّالث

يا ربّ، لماذا كثر الّذين يحزنونني؟ كثيرون قاموا علّي.

كثيرون يقولون لنفسي: لا خلاص له بإلهه.

وأنت، يا ربّ، ناصري، ومجدي، ورافع رأسي.

بصوتي إلى الرّبّ صرخت، فأجابني من جبل قدسه.

أنا رقدت ونمت، ثمّ قمت لأنّ الرّبّ ينصرني.

فلا أخاف من ربوات الشّعب المحيطين بي المتآزرين عليّ.

قم، يا ربّ، خلّصني، يا إلهي، فإنّك قد ضربت كلّ من يعاديني باطلاً، وسحقت أسنان الخطاة.

للرّبّ الخلاص، وعلى شعبك بركتك.

أنا رقدت ونمت، ثمّ قمت لأنّ الرّبّ ينصرني.


المزمور السّابع والثّلاثون

يا ربّ، لا بغضبك توبّخني، ولا برجزك تؤدّبني.

فإنّ سهامك قد نشبت فيّ ومكَّنْتَ عليّ يدك.

ليس لجسدي شفاء من وجه غضبك، ولا سلامة في عظامي من وجه خطاياي.

لأنّ آثامي قد تعالت فوق رأسي، كحِمْل ثقيل قد ثقلت عليّ.

قد أنتنت وقاحت جراحاتي من قِبَلِ جهالتي.

شقيت وانحنيت إلى الغاية. والنّهار كلّه مشيت عابسًا.

لأن متنيّ قد امتلآ مهازئ وليس لجسدي شفاء.

شقيت واتّضعْتُ جدًّا، وكنت أئنّ من تنهّد قلبي.

يا ربّ، إن بغيتي كلّها أمامك، وتنهّدي لم يخفَ عنك.

قد اضطرب قلبي، وفارقتني قوّتي، ونور عينيَّ أيضًا لم يبقَ معي.

أصدقائي وأقربائي دنوا منّي ووقفوا لديّ، وجنسي وقف منّي بعيدًا.

وأجهدني الّذين يطلبون نفسي. والملتمسون لي الشّرّ تكلّموا بالباطل وغشًّا طول النّهار درسوا.

أمّا أنا فكأصمّ لا يسمع، وكأخرس لا يفتح فاه.

وصرت كإنسان لا يسمع ولا في فمه تبكيت.

لأنّي عليك، يا ربّ، توكّلتُ. أنت تستجيب لي، يا ربّي وإلهي.

لأنّي قلت: لا يشمت بي أعدائي، وعندما زلّت قدماي عظّموا عليّ الكلام.

لأنّي أنا للضّرب مستعدّ ووجعي لديّ في كلّ حين.

لأنّي أنا أخبّر بإثمي وأهتمّ من أجل خطيئتي.

أمّا أعدائي فأحياء وهم أشدّ منّي، وقد كثر الّذين يبغضوني ظلمًا.

الّذين جازوني بدل الخير شرًّا محلوا بي، لأجل ابتغائي الصّلاح.

فلا تهملني، ياربّي وإلهي، ولا تتباعد عنّي.

أسرع إلى معونتي يا ربّ خلاصي.

فلا تهملني، ياربّي وإلهي، ولا تتباعد عنّي.

أسرع إلى معونتي يا ربّ خلاصي.


المزمور الثّاني والسّتّون

يا الله، إلهي، إليك أبتكر. عطشت إليك نفسي، بِكَم نوع لك جسدي، في أرض برّيّة وغير مسلوكة وعادمة الماء.

هكذا ظهرت لك في القدس لأعاين قوّتك ومجدك.

لأنّ رحمتك أفضل من الحياة، وشفتيَّ تسبّحانك.

هكذا أباركك في حياتي. وباسمك أرفع يديّ.

فتمتلئ نفسي كما من شحم ودسم. وبشفاه الابتهاج يسبّحك فمي. إذا ذكرتك على فراشي، هذذت بك في الأسحار.

لأنّك صرت لي عونًا، وبظلّ جناحيك أستتر.

إلتصقت نفسي وراءك. وإيّاي عضدت يمينك.

أمّا الّذين يطلبون نفسي باطلاً، فسيدخلون في أسافل الأرض ويُدفعون إلى أيدي السّيوف، ويكونون أنصبة للثّعالب.

أمّا الملك فيُسرّ بالله. ويُمتدح كلّ من يحلف به. لأنّه قد سُدّت أفواه المتكلّمين بالظّلم.

هذذت بك في الأسحار لأنّك صرت لي عونًا وبظلّ جناحيك أستتر، إلتصقت نفسي وراءك، وإيّاي عضدت يمينك.

  • المجد للآب، والابن، والرّوح القدس. الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين.

  • هلّلويا، هلّلويا، هلّلويا، المجد لك يا الله. (3 مرّات)

  • يا ربّ ارحم، يا ربّ ارحم، يا ربّ ارحم.

  • المجد للآب والابن والرّوح القدس الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين.


المزمور السّابع والثّمانون

يا ربّ، إله خلاصي، في النّهار صرخت وفي الليل أمامك.

فلتدخل قدّامك صلاتي، أمل أذنك إلى طلبتي.

فقد امتلأت من الشّرور نفسي، ودنت من الجحيم حياتي.

حُسبتُ مع المنحدرين في الجبّ، صرت مثل إنسان ليس له معين، حرًّا بين الأموات.

مثل المجرّحين الرّقود في القبور، الّذين لا تذكرهم أيضًا، وهم من يدك مُقْصَوْن.

جعلوني في جبّ أسفل السّافلين، في ظلمات وظلال الموت.

عليّ استقرّ غضبك، وجميع أهوالك أجزتها عليّ.

أبعدتَ عني معارفي، جعلوني لهم رجاسة.

قد أُسلِمْتُ، وما خرجتُ. وعيناي ضعفتا من المسكنة.

صرخت إليك يا ربّ النّهار كلّه، وإليك بسطتُ يديَّ.

ألعلّك للأموات تصنع العجائب؟ أم الأطّباء يقيمونهم، فيعترفون لك؟

هل يحدّث أحدٌ في القبر برحمتك، وفي الهلاك بحقّك؟

هل تُعرف في الظّلمة عجائبك، وعدلك في أرض منسيّة؟

وأنا إليك، يا ربّ، صرخت، فتبلغك في الغداة صلاتي.

لماذا يا ربّ، تقصي نفسي، وتصرف وجهك عنّي؟

فقير أنا وفي الشّقاء منذ شبابي. وحين ارتفعتُ اتّضعتُ وتحيَّرْتُ.

عليّ جاز رجزك، ومفزِعاتك أزعجتني. أحاطت بي كالماء والنّهار كلّه اكتَنَفَتْنِي معًا.

أبعدتَ عنّي الصّديق والقريب ومعارفي من الشّقاء.

يا ربّ، إله خلاصي، في النّهار صرختُ وفي اللّيل أمامك. فلتدخل قدّامك صلاتي، أمل أذنك إلى طلبتي.


المزمور الثّاني والمئة

باركي، يا نفسي، الرّبّ، ويا جميع ما في داخلي اسمه القدّوس.

باركي، يا نفسي، الرّبّ، ولا تنسى جميع مكافآته.

الّذي يغفر جميع آثامك، الّذي يشفي جميع أمراضك.

الّذي ينجّي من الفساد حياتك، الّذي يكلّلك بالرّحمة والرّأفة.

الّذي يشبع بالخيرات شهواتك، فيتجدّد كالنّسر شبابك.

الرّبّ صانع الرّحمات والقضاء لجميع المظلومين.

عرّف موسى طرقه، وبني إسرائيل مشيئاته.

الرّبّ رحيم ورؤوف، طويل الأناة وكثير الرّحمة. ليس إلى الانقضاء يسخط، ولا إلى الدّهر يحقد.

لا على حسب آثامنا صنع معنا، ولا على حسب خطايانا جازانا.

لأنّه بمقدار ارتفاع السّماء عن الأرض قوّى الرّبّ رحمته على الّذين يتّقونه.

وبمقدار بُعد المشرق عن المغرب، أبعد عنا سيّئاتنا.

كما يترأّف الأب على البنين، يترأّف الرّبّ على خائفيه، لأنّه عرف جبلتنا، وذكر أنّنا تراب نحن.

الإنسان، كالعشب أيّامه، وكزهر الحقل كذلك يزهر.

لأنّه إذا هبّت فيه الرّيح ليس يثبت، ولا يُعرف أيضًا موضعه.

أمّا رحمة الرّبّ فهي منذ الدّهر وإلى الدّهر على الّذين يتّقونه.

وعدله على أبناء البنين الحافظين عهده والذّاكرين وصاياه ليصنعوها.

الرّب هيّأ عرشه في السّماء، ومملكته تسود على الجميع.

باركوا الرّبّ، يا جميع ملائكته، المقتدرين بقوّة، العاملين بكلمته عند سماع صوت كلامه.

باركوا الرّبّ، يا جميع قوّاته، يا خدّامه العاملين إرادته.

باركوا الرّبّ، يا جميع أعماله، في كلّ موضع سيادته. باركي، يا نفسي، الرّبّ.

في كل موضع سيادته. باركي، يا نفسي، الرّبّ.


المزمور المئة والثّاني والأربعون

يا ربّ، استمع صلاتي، وأنصت بحقّك إلى طلبتي.

استجب لي بعدلك. ولا تدخل في المحاكمة مع عبدك، فإنّه لن يتزكّى أمامك كلّ حيّ.

لأنّ العدوّ قد اضطهد نفسي. وأذلّ في الأرض حياتي.

وأجلسني في الظّلمات مثل موتى منذ الدّهر.

وأضجر عليّ روحي، واضطرب قلبي في داخلي.

تذكّرتُ الأيّام القديمة، هذذتُ في كلّ أعمالك، وتأمّلتُ في صنائع يديك.

بسطتُ إليك يديّ، ونفسي لك كأرض لا تُمْطَر.

أسرع فاستجب لي، يا ربّ، قد فنيت روحي.

لا تصرف وجهك عنّي، فأشابهَ الهابطين في الجبّ.

إجعلني في الغداة مستمعًا رحمتك، فإنّي عليك توكلت.

عرّفني، يا ربّ، الطّريق الّتي أسلك فيها، فإنّي إليك رفعتُ نفسي.

أنقذني من أعدائي، يا ربّ، فإنّي قد لجأت إليك.

علّمني أن أعمل مرضاتك، لأنّك أنت إلهي.

روحك الصّالح يَهديني في أرض مستقيمة.

من أجل اسمك، يا ربّ، تحييني.

بعدلك تخرج من الحزن نفسي. وبرحمتك تستأصل أعدائي.

وتهلك جميع الّذين يحزنون نفسي، لأنّي أنا عبدك.

استجب لي بعدلك. ولا تدخل في المحاكمة مع عبدك. (مرّتين)

روحك الصّالح يَهديني في أرض مستقيمة.


  • المجد للآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين.

  • هلّلويا، هلّلويا، هلّلويا، المجد لك يا الله. (3 مرات)

  • يا إلهنا ورجاءنا لك المجد.


الطّلبة السّلاميّة الكبرى

الكاهن: بسلام إلى الرّبّ نطلب.

الجوقة: يا ربّ ارحم (بعد كلّ طلبة).

  • من أجل السّلام الّذي من العلى وخلاص نفوسنا، إلى الرّبّ نطلب.

  • من أجل سلام كلّ العالم وحسن ثبات كنائس الله المقدّسة، واتّحاد الجميع، إلى الرّبّ نطلب.

  • من أجل هذا البيت المقدّس والّذين يدخلون إليه بإيمان وورع وخوف الله، إلى الرّبّ نطلب.

  • من أجل المسيحيّين الحسني العبادة الأرثوذكسيّين، إلى الرّبّ نطلب.

  • من أجل أبينا وبطريركنا يوحنَّا والكهنة المكرّمين والشّمامسة خدام المسيح وجميع الإكليروس والشّعب، إلى الرّبّ نطلب.

  • من أجل حكّام هذا البلد ومؤازرتهم في كلّ عمل صالح، إلى الرّبّ نطلب.

  • من أجل هذه المدينة وجميع المدن والقرى والمؤمنين السّاكنين فيها، إلى الرّبّ نطلب.

  • من أجل اعتدال الأهوية وخصب ثمار الأرض وأوقات سلاميّة، إلى الرّبّ نطلب.

  • من أجل المسافرين في البحر والبرّ والجوّ والمرضى والمضنيّين والأسرى وخلاصهم، إلى الرّبّ نطلب.

  • من أجل نجاتنا من كلّ ضيق وغضب وخطر وشدّة، إلى الرّبّ نطلب.

  • أعضد وخلّص وارحم واحفظنا يا الله بنعمتك.


الكاهن: بعد ذكرنا الكلّيّة القداسة الطّاهرة الفائقة البركات المجيدة، سيّدتنا والدة الإله الدّائمة البتوليّة مريم.

الجوقة: عليها أشرف السّلام.

الكاهن: مع جميع القدّيسين، لنودع أنفسنا وبعضنا بعضًا وكلّ حياتنا للمسيح الإله.

الجوقة: لك يا ربّ.

الكاهن: لأنّه ينبغي لك كلّ تمجيد وإكرام وسجود، أيّها الآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.


ثم تـُرنّم (باللّحن الثّامن)

من اللّيل تبتكر روحي إليك يا الله لأنّ أوامرك نورٌ على الأرض.

هلّلويا، هلّلويا، هلّلويا.

تعلّموا العدل أيّها السّكّان على الأرض.

هلّلويا، هلّلويا، هلّلويا.

الغيرة تأخذ شعبًا غير متأدّب، والآن النّار تأكل المضادّين.

هلّلويا، هلّلويا، هلّلويا.

فزدهم أسواءً يا ربّ، زد أسواء عظماء الأرض.

هلّلويا، هلّلويا، هلّلويا.


عندما كان التّلاميذ المجيدون في غسل العشاء مستنيرين، حينئذ يهوذا الرّديء العبادة مرض بحبّة الفضّة وأظلم. وللقضاة العادمي النّاموس دفعك أيّها الحاكم العادل وسلّم. فيا عاشق الأموال أنظر إلى الّذي من أجلها اضطُرَّ للشّنق، واهرب من النّفس الفاقدة الشّبع الّتي تجاسرت بمثل هذا على المعلّم. فيا مَن صلاحه شامل الكلّ، يا ربّ المجد لك. (ثلاث مرّات)


الإنجيل الأوّل

الكاهن: من أجل أن نكون مستحقّين لسماع قراءة الإنجيل المقدّس إلى الرّبّ إلهنا نطلب.

الجوقة: يا ربّ ارحم. (3 مرّات)

الكاهن: الحكمة فلنستقم ونسمع الإنجيل المقدّس، السّلام لجميعكم.

الجوقة: ولروحك.

الكاهن: فصلٌ شريفٌ من بشارة القدّيس يوحنّا الإنجيليّ البشير والتّلميذ الطّاهر (13: 31 – 18: 1).

الجوقة: المجد لك يا رب المجد لك.

الكاهن: لنصغ.

قال الربُ لتلاميذه: "الآنَ تَمَجَّدَ ابْنُ البَشَرِ وَتَمَجَّدَ اللهُ فِيهِ. إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ تَمَجَّدَ فِيهِ، فَإِنَّهُ يُمَجِّدُهُ فِي ذَاتِهِ وَسَرِيعًا يُمَجِّدُهُ. يَا أَوْلاَدِي، أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا قَلِيلًا بَعْدُ وسَتَطْلُبُونِي. وَكَمَا قُلْتُ لِلْيَهُودِ: حَيْثُ أَذْهَبُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا، كذلك أَقُولُ لَكُمْ أيضًا الآنَ. إِنِّي أُعْطِيكُمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَأَنْ يَكُونَ حُبُّكُمْ بَعْضكُمْ لِبَعْضٍ كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا، بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي إِذَا كَانَ لَكُمْ حُبُّ بَعْضٍ لِبَعْضٍ".

قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: "يَا سَيِّدُ، إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ؟" أَجَابَهُ يَسُوعُ: "حَيْثُ أَذْهَبُ أَنَا لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَتْبَعَنِي الآنَ، لكِنَّكَ سَتَتْبَعُنِي فِيمَا بَعْدُ". فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ:"لِمَاذَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَتْبَعَكَ الآنَ؟ إِنِّي أَبْذُلُ نَفْسِي عَنْكَ". أَجَابَهُ يَسُوعُ: "أَأَنْتَ تَبْذُلُ نَفْسَكَ عَنِّي؟ اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّهُ لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ حَتَّى تُنْكِرَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. آمِنُوا بِاللهِ، وَبِي أَيْضًا آمِنُوا. إِنَّ فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلَ كَثِيرَةً. وَإِلاَّ لَقُلْتُ لَكُمْ إِنِّي أَنْطَلِقُ لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا. وَإِذَا انْطَلَقْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ لِتَكُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا حَيْثُ أَكُونُ أَنَا. أَنْتُم تَعْرِفُونَ إِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ وَتَعْرِفُونَ الطَّرِيقَ".

قَالَ لَهُ تُومَا: "يَا سَيِّدُ، لَسْنَا نَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ، فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّرِيقَ؟". قَالَ لَهُ يَسُوعُ: "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. وَلا يَأْتِي أَحَدٌ إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي. لَوْ كُنْتُمْ تَعْرِفُونَنِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضًا. وَمِنَ الآنَ تَعْرِفُونَهُ وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ".فَقَالَ لَهُ فِيلِبُّسُ: "يَا سَيِّدُ، أَرِنَا الآبَ وَحَسْبَنَا". فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ هَذَا الزَّمَانِ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلِبُّسُ! مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: أَرِنَا الآبَ؟ أَمَا تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَأَنَّ الآبَ فِيَّ؟ الْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لا أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ عِنْدِي، لكِنَّ الآبَ الـمُقِيمَ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ. صَدِّقُونِي إِنِّي فِي الآبِ وَإِنَّ الآبَ فِيَّ، وَإِلاَّ فَصَدِّقُونِي مِنْ أَجْلِ الأَعْمَالِ عَيْنِهَا. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَعْمَلُهَا أَنَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا، وَيَعْمَلُ أَفْضَلَ مِنْهَا، لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي. وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَأَنَا أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ فِي الابْنِ. وَإِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئًا فَأَنَا أَفْعَلُهُ. وَإِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ، وَأَنَا أَسْأَلُ الآبَ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيُقِيمَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ، رُوحَ الْحَقِّ الَّذِي العَالَمُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقْبَلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مُقِيمٌ عِنْدَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ. لاَ أَدَعُكُمْ يَتَامَى. إِنِّي آتِي إِلَيْكُمْ. بَعْدَ قَلِيل لاَ يَرَانِي الْعَالَمُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَرَوْنَنِي لأَنِّي حَيٌّ وأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا فِي أَبِي، وَأَنْتُمْ فِيَّ، وَأَنَا فِيكُمْ. مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَحَفِظَهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي، وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وَأَنَا أُحِبُّهُ، وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي".

قَالَ لَهُ يَهُوذَا وَهُوَ غَيْرُ الإِسْخَرْيُوطِيِّ: "يَا سَيِّدُ، مَاذَا حَدَثَ حَتَّى إِنَّكَ مُزْمِعٌ أَنْ تُظْهِرَ ذَاتَكَ لَنَا وَلَيْسَ لِلْعَالَمِ؟" أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: "إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلِمَتِي، وَأَبِي يُحِبُّهُ، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَجْعَلُ مَقَامَنَا. مَنْ لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كَلاَمِي. وَالْكَلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ هُوَ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا وَأَنَا عِنْدَكُمْ. وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ. السَّلاَمَ أَسْتَوْدِعُكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَسْتُ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَجْزَعْ. قَدْ سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي ذَاهِبٌ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ بِقَوْلِي إِنِّي مَاضٍ إِلَى الآبِ، لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي. وَالآنَ قُلْتُ لَكُمُ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ، حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ. لاَ أَتَكَلَّمُ أَيْضًا مَعَكُمْ كَثِيرًا، لأَنَّ رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ يَأْتِي وَلَيْسَ لَهُ فِيَّ شَيْءٌ. لكِنْ لِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنِّي أُحِبُّ الآبَ، وَكَمَا أَوْصَانِي الآبُ هكَذَا أَفْعَلُ. قُومُوا نَنْطَلِقْ مِنْ ههُنَا. أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الحَارِثُ. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ فِيَأْتِي بِثَمَرٍ أَكْثَرَ. أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ مِنْ أَجْلِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ. اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ عِنْدِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ، كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. مَنْ يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ فَهُوَ يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَعْمَلُوا شَيْئًا. إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجًا كَالْغُصْنِ، فَيَجِفُّ فَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ، فَيَحْتَرِقُ. إِنْ أَنْتُمْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كَلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَهْمَا أَرَدْتُمْ فَيَكُونُ لَكُمْ. بِهذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي: أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُونَ لِي تَلاَمِيذ.كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذلِكَ أَنَا أَحْبَبْتُكُمْ. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي. إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ ثَبَتُّمْ فِي مَحَبَّتِي، كَمَا أَنِّي حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَنَا ثَابِتٌ فِي مَحَبَّتِهِ. كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيَتِمَّ فَرَحُكُمْ.

هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ. لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَبْذُلَ نَفْسَهُ عَنْ أَحِبَّائِهِ. أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ صَنَعْتُمْ مَا أَنَا مُوصِيكُمْ بِهِ. لاَ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا بَعْدُ، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، وَلكِنِّي سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّائِي لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي. لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَنْطَلِقُوا وَتَأْتُوا بِأَثْمَارٍ، وَتَدُومَ أَثْمَارُكُمْ، لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا تَسْأَلُونَهُ بِاسْمِي. بِهذَا أُوصِيكُمْ أَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا. وَإِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ. لكِنْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ، بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ الْعَالَمِ، لأَجْلِ هَذَا يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ. اُذْكُرُوا الْكَلاَمَ الَّذِي قُلْتُهُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ. إِنْ كَانُوا اضْطَهَدُونِي فَسَيَضْطَهِدُونَكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا، وَإِنْ كَانُوا حَفِظُوا كَلاَمِي فَسَيَحْفَظُونَ كَلاَمَكُمْ أَيْضًا. وَإِنَّمَا سَيَفْعَلُونَ بِكُمْ هذَا كُلَّهُ مِنْ أَجْلِ اسْمِي، لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا الَّذِي أَرْسَلَنِي. لَوْ لَمْ آتِ وَأُكَلِّمْهُمْ، لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيئَةٌ، وَأَمَّا الآنَ فَلَيْسَ لَهُمْ حجَّةٌ فِي خَطِيئَتِهِمْ. مَنْ يُبْغِضُنِي يُبْغِضُ أَبِي أَيْضًا. لَوْ لَمْ أَعْمَلْ بَيْنَهُمْ أَعْمَالًا لَمْ يَعْمَلْهَا آخَرُ، لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيئَةٌ، وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ رَأَوْا وَأَبْغَضُونِي أَنَا وَأَبِي. وَلكِنَّ ذَلِكَ لِتَتِمَّ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ فِي نَامُوسِهِمْ: إِنَّهُمْ أَبْغَضُونِي بِلاَ سَبَبٍ. وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ مِنْ عِنْدِ الآبِ، رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي مِنَ الآبِ يَنْبَثِقُ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي. وَأَنْتُمْ أَيْضًا تَشْهَدُونَ لأَنَّكُمْ مَعِي مُنْذُ الابْتِدَاءِ. قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِكَيْ لاَ تَشُكُّوا. فَإِنَّهُمْ سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ، بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ يَظُنُّ فِيهَا كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ عِبَادَةً للهِ. وَسَيَفْعَلُونَ هذَا بِكُمْ لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا الآبَ وَلاَ عَرَفُونِي. لكِنِّي كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا حَتَّى إِذَا جَاءَتِ السَّاعَةُ تَذْكُرُونَ أَنِّي أَنَا قُلْتُهُ لَكُمْ. وَلَمْ أَقُلْهُ لَكُمْ مِنَ الْبِدَايَةِ لأَنِّي كُنْتُ مَعَكُمْ. وَأَمَّا الآنَ فَإِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَسْأَلُنِي: أَيْنَ تَذْهَبُ؟ لكِنْ لأَنِّي قُلْتُ لَكُمْ هذَا مَلأَ الْحُزْنُ قُلُوبَكُمْ. إِلاَّ أَنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ: إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنِّي إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لَمْ يَأْتِكُمُ الْمُعَزِّي، وَلكِنْ إِنْ مَضَيْتُ أَرْسَلْتُهُ إِلَيْكُمْ. وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيئَةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ: أَمَّا عَلَى خَطِيئَةٍ فَلأَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي. وَأَمَّا عَلَى بِرٍّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى الآبِ وَلاَ تَرَوْنَنِي بَعْدُ. وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.

إِنَّ لِي كَلامًا أَيْضًا كَثِيرًا أَقُولُهُ لَكُمْ، وَلكِنَّكُمْ لاَ تُطِيقُونَ حَمْلَهُ الآنَ. وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ عِنْدِهِ، بَلْ يَتَكَلَّمُ بِكُلِّ مَا يَسْمَعُ، وَيُخْبِرُكُمْ لِمَا يَأْتِي. هُوَ يُمَجِّدُنِي، لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ. كُلُّ مَا لِلآبِ فَهُوَ لِي. مِنْ أَجْلِ هَذَا قُلْتُ لَكُمْ إِنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ. عَمَّا قَلِيل لاَ تُبْصِرُونَنِي، ثُمَّ عَمَّا قَلِيل أَيْضًا تَرَوْنَنِي، لأَنِّي مُنْطَلِقٌ إِلَى الآبِ". فَقَالَ قَوْمٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: "مَا هذَا الَّذِي يَقُولُهُ لَنَا: عَمَّا قَلِيلٍ لاَ تُبْصِرُونَنِي، ثُمَّ عَمَّا قَلِيل أَيْضًا تَرَوْنَنِي، لأَنِّي مُنْطَلِقٌ إِلَى الآبِ؟" قَالُوا: "فَمَا مَعْنَى قَوْلِهِ عَمَّا قَلِيلٍ؟ مَا نَدْرِي مَاذَا يَتَكَلَّمُ!"

فَعَلِمَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَسْأَلُوهُ، فَقَالَ لَهُمْ: "أَفِي هذَا تَتَبَاحَثُونَ أَنِّي قُلْتُ: عَمَّا قَلِيلٍ لاَ تُبْصِرُونَنِي، ثُمَّ عَمَّا قَلِيل أَيْضًا تَرَوْنَنِي؟ اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ سَتَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ وَالْعَالَمُ يَفْرَحُ. وَأَنْتُمْ تَحْزَنُونَ، وَلكِنَّ حُزْنَكُمْ يَؤُولُ إِلَى فَرَحٍ. اَلْمَرْأَةُ حِينَ تَلِدُ تَحْزَنُ لأَنَّ سَاعَتَهَا قَدْ أَتَتْ، لكِنَّهَا مَتَى وَلَدَتِ الطِّفْلَ لاَ تَعُودُ تَذْكُرُ شِدَّتَهَا مِنْ أَجْلِ الْفَرَحِ، لأَنَّهُ قَدْ وُلِدَ إِنْسَانٌ فِي الْعَالَمِ. وَأَنْتُمْ الآنَ مَحْزُونُونَ لكِنِّي سَأَرَاكُمْ أَيْضًا فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ، وَلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ، وَفِي ذلِكَ الْيَوْمِ لاَ تَسْأَلُونَنِي شَيْئًا. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَا تَطْلُبُونَ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ إِيَّاهُ. إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلًا.

قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا بِأَمْثَال، وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ حِينَ لاَ أُكَلِّمُكُمْ أَيْضًا بِأَمْثَال، بَلْ أُخْبِرُكُمْ عَنِ الآبِ عَلاَنِيَةً. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ تَطْلُبُونَ بِاسْمِي. وَلَسْتُ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي أَنَا أَسْأَلُ الآبَ مِنْ أَجْلِكُمْ، فَإِنَّ الآبَ هُوَ يُحِبُّكُمْ، لأَنَّكُمْ أَحْبَبْتُمُونِي، وَآمَنْتُمْ أَنِّي مِنَ اللهِ خَرَجْتُ. قَدْ خَرَجْتُ مِنْ الآبِ وَأَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَيْضًا أَتْرُكُ الْعَالَمَ وَأَمْضِي إِلَى الآبِ". فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: "هَا إِنَّكَ تَتَكَلَّمُ الآنَ عَلاَنِيَةً وَلا تَقُولُ مَثَلًا مَا. الآنَ عَلِمْنَا أَنَّكَ عَالِمٌ بِكُلِّ شَيْءٍ، وَلَسْتَ بِمُحْتَاجٍ أَنْ يَسْأَلَكَ أَحَدٌ. بِهَذَا نُؤْمِنُ أَنَّكَ مِنَ اللهِ خَرَجْتَ". أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: "أَفَالآنَ تُؤْمِنُونَ؟ هَا إِنَّهَا تَأْتِي سَاعَةٌ، وَقَدْ أَتَتِ الآنَ، تَتَفَرَّقُونَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ إِلَى خَاصَّتِهِ، وَتَتْرُكُونَنِي وَحْدِي. وَأَنَا لَسْتُ وَحْدِي لأَنَّ الآبَ هُوَ مَعِي. قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. إِنَّكُمْ فِي الْعَالَمِ سَتَكُونُونَ فِي ضِيقٍ، وَلكِنْ ثِقُوا: فَإِنِّي قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ".

قَدْ تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: "يَا أَبَتِ، قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضًا، كَمَا أَعْطَيْتَهُ سُلْطَانًا عَلَى كُلِّ بَشَرٍ لِيُعْطِيَ كُلَّ مَنْ أَعْطَيْتَهُ لَهُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَالَّذِي أَرْسَلْتَهُ يَسُوعَ الْمَسِيحَ. أَنَا قَدْ مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. قَدْ أَتْمَمْتُ الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَهُ. وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ يَا أَبَتِ عِنْدَكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ مِنْ قَبْلِ كَوْنِ الْعَالَمِ. قَدْ أَعْلَنْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَهُمْ لِي مِنَ الْعَالَمِ. هُمْ كَانُوا لَكَ وَأَنْتَ أَعْطَيْتَهُمْ لِي، وَقَدْ حَفِظُوا كَلاَمَكَ. وَالآنَ قَدْ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَهُ لِي هُوَ مِنْكَ، لأَنَّ الْكَلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَهُ لِي أَعْطَيْتُهُ لَهُمْ، وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا حَقًّا أَنِّي مِنْكَ خَرَجْتُ، وَآمَنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. أَنَا مِنْ أَجْلِهِمْ أَسْأَلُ. لا أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ الْعَالَمِ، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَهُمْ لِي لأَنَّهُمْ لَكَ. كُلُّ شَيْءٍ لِي هُوَ لَكَ، وَكُلُّ شَيْءٍ لَكَ هُوَ لِي، وَأَنَا قَدْ مُجِّدْتُ فِيهِمْ. وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ، وَهؤُلاَءِ هُمْ فِي الْعَالَمِ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ. أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ، احْفَظْهُمْ بِاسْمِكَ الَّذِينَ أَعْطَيْتَهُمْ لِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ. حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ بِاسْمِكَ. إِنَّ الَّذِينَ أَعْطَيْتَهُمْ لِي قَدْ حَفِظْتُهُمْ، وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهَلاَكِ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ. أَمَّا الآنَ فَإِنِّي آتِي إِلَيْكَ. وَأَنَا أَتَكَلَّمُ بِهذَا فِي الْعَالَمِ لِيَكُونَ فَرَحِي كَامِلًا فِيهِمْ. إِنِّي أَعْطَيْتُهُمْ كَلِمَتَكَ، وَقَدْ أَبْغَضَهُمْ الْعَالَمُ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ، كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ. لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَرْفَعَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ. إِنَّهُمْ لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ. قَدِّسْهُمْ بِحَقِّكَ. إِنَّ كَلِمَتَكَ هِيَ حَقٌ. كَمَا أَرْسَلْتَنِي إِلَى الْعَالَمِ أَرْسَلْتُهُمْ أَنَا أَيْضًا إِلَى الْعَالَمِ، وَلأَجْلِهِمْ أُقَدِّسُ ذَاتِي، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا مُقَدَّسِينَ بِالْحَقِّ. وَلَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هؤُلاَءِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي بِكَلاَمِهِمْ، لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي إِيَّاهُ، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ وَاحِدٌ. أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَنَّكَ أَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي. يَا أَبَتِ إِنَّ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي أُرِيدُ أَنْ يَكُونُوا هُمْ أَيْضًا مَعِي حَيْثُ أَنَا لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ. يَا أَبَتِ العَادِلَ، إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ، أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَرَفْتُكَ، وَهؤُلاَءِ قَدْ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. وَقَدْ عَرَّفْتُهُمْ بِاسْمِكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ، لِتَكُونَ فِيهِمُ الـمَحَبَّةُ الَّتِي أَحْبَبْتَنِي، وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ". قَالَ يَسُوعُ هذَا وَخَرَجَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ إِلَى عَبْرِ وَادِي قَدْرُونَ، حَيْثُ كَانَ بُسْتَانٌ فَدَخَلَهُ هُوَ وَتَلاَمِيذُهُ".

الجوقة: المجد لك يا ربّ المجد لك


الأنتيفونا الأولى (باللّحن الثّامن)

  • رؤساء الشّعوب اجتمعوا على الرّبّ وعلى مَسيحِه. كلامًا مخالفًا للنّاموسِ ألّفوا عليّ، فيا ربِّ يَا رَبِّ لا تهملني .

  • لننصب حواسنا نقيّة لدى المسيح، وكمحبّيه فلنُضّحِ بنفوسنا من أجله، ولا نختنق مثلَ يهوذا بالمهمّات الدّينونيّة، بل فلنهتف في مخادعنا: أبانا الّذي في السّماوات نجّنا من الشّرّير.


المجد للآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان والى دهر الدّاهرين آمين.

يا من لم تعرف زواجًا، لقد وَلدتِ وأنتِ بتول ولبثتِ بتولاً، فيا مريمُ والدةَ الإله، الأمّ الّتي لا عروسَ لها، ابتهلي إلى المسيح إلهنا أن يخلّصنا .


الأنتيفونا الثّانية (باللّحن السّادس)

  • إنّ يهوذا بادر نحو الكتبة المتجاوزي الشّريعة قائلاً: ماذا تريدون أن تعطوني وأنا أسلمه إليكم؟ ووقفتَ فيما بين المتوافقين من غير أن تُرى، موافَقًا عليك، فيا أيّها العارفُ ما في القلوب أشفق على نفوسنا.

  • لنخدم الله بالرّحمة كمثلِ مريم على العشاءِ، ولا نمتلك محبّةَ الفضّةِ كيهوذا، لكي نكون مع المسيح الإله دائمًا .


المجد للآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان والى دهر الدّاهرين آمين.

أيّتها البتول، لا تكفّي من الابتهال إلى الّذي ولدته ولادةً لا تفسَّر، لكي يخلّصَ من الشّدائدِ الملتجئين إليكِ، بما أنّه محبُّ البشر .


الأنتيفونا الثّالثة (باللّحن الثّاني)

  • ياربّ، لأجل إنهاضك لعازر هتف إليك فتيانُ العبرانيّين: أوصنّا يا محبّ البشر. وأمّا يهوذا المخالفُ الشّريعة فلم يشأ أن يفهم.

  • أيّها المسيحُ الإله، لقد سبقتَ في حين عشائك فقلتَ لتلاميذك: إنّ واحدًا منكم يسلمني. وأمّا يهوذا المخالف الشّريعة فلم يشأ أن يفهم.

  • يا ربّ إنّ يوحنّا لـمّا سألك من هو الّذي يسلمك أريته إيّاه بالخبز. وأمّا يهوذا المخالف الشّريعة فلم يشأ أن يفهم .

  • يا ربّ لقد التمسَ اليهود قتلك بثلاثين من الفضّةِ وبقبلةٍ غاشّةٍ. وأمّا يهوذا المخالف الشّريعة فلم يشأ أن يفهم .

  • أيّها المسيح الإله، في حين رحضك تلاميذك سبقتَ فحرّضتَهم قائلاً: كما رأيتم كذلك اصنعوا. وأمّا يهوذا المخالف الشّريعة فلم يشأ أن يفهم .

  • يا إلهنا لقد قلتَ لتلاميذك اسهروا وصلّوا لئلاّ تمتحنوا. وأمّا يهوذا المخالف الشّريعة فلم يشأ أن يفهم .


المجد للآب والابن والرّوح القدس، الآن وكل أوان وإلى دهر الدّاهرين آمين.

خلّصي عبيدَكِ من جميع الشّدائد يا والدةَ الإله، لأنّنا كلّنا بعد الله إليك نلتجىء، كمثل حصنٍ لا ينشقّ ولا ينصدع وشفيعة.


كاثسما (باللّحن السّابع)

لـمّا عُلتَ التّلاميذَ حين العشاءِ وعرفتَ قصد التّسليم وبّختَ يهوذا بذلك مع أنّك عالم أَنّهُ غَيْرُ متقوّم، لكن لإيثارك أن تعرّف الكلّ أنّك سُلِّمت باختيارك، لكي تختطف العالم من عبوديّة الغريب، فيا طويل الأناة المجد لك.


الإنجيل الثّاني

الكاهن: من أجل أن نكون مستحقّين لسماع قراءة الإنجيل المقدّس إلى الرّبّ إلهنا نطلب.

الجوقة: يا ربّ ارحم. (3 مرّات)

الكاهن: الحكمة فلنستقم ونسمع الإنجيل المقدّس، السّلام لجميعكم.

الجوقة: ولروحك.

الكاهن: فصلٌ شريفٌ من بشارة القدّيس يوحنّا الإنجيليّ البشير والتّلميذ الطّاهر (18: 1 - 28).

الجوقة: المجد لك يا رب المجد لك.

الكاهن: لنصغ.

في ذلك الزّمان خَرَجَ يسوع مَعَ تَلاَمِيذِهِ إِلَى عَبْرِ وَادِي قَدْرُونَ، حَيْثُ كَانَ بُسْتَانٌ فَدَخَلَهُ هُوَ وَتَلاَمِيذُهُ. وَكَانَ يَهُوذَا الّذِي أَسْلَمَهُ يَعْرِفُ الْمَوْضِعَ، لأَنَّ يَسُوعَ اجْتَمَعَ هُنَاكَ مَعَ تَلاَمِيذِه مَرَّاتٍ كَثيرَةً. فَأَخَذَ يَهُوذَا الفِرْقَةَ وَخُدَّامًا مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ، وَجَاءَ إِلَى هُنَاكَ بِمَصَابِيحَ وَمَشَاعِلَ وَأَسْلِحَةٍ. فَخَرَجَ يَسُوعُ وَهُوَ عَارِفٌ بِجَمِيعِ مَا يَأْتِي عَلَيْهِ، وَقَالَ لَهُمْ: "مَنْ تَطْلُبُونَ"؟ فَأَجَابُوهُ: "يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ". فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: "أَنَا هُوَ". وَكَانَ يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ وَاقِفًا أَيْضًا مَعَهُمْ. فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ " أَنَا هُوَ "ارتَدُّوا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى الأَرْضِ. فَسَأَلَهُمْ أَيْضًا: "مَنْ تَطْلُبُونَ؟" فَقَالُوا: "يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ". أَجَابَ يَسُوع: "قَدْ قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا هُوَ. فَإِنْ كُنْتُمْ تَطْلُبُونَنِي أَنَا فَدَعُوا هؤُلاَءِ يَذْهَبُونَ". لِتَتِمَّ الكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا "إِنَّ الَّذِينَ أَعْطَيْتَهُمْ لِي لَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ". وَكَانَ مَعَ سِمْعَانَ بُطْرُسَ سَيْفٌ، فَاسْتَلَّهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَقَطَعَ أُذْنَهُ الْيُمْنَى. وَكَانَ اسْمُ الْعَبْدِ مَلْخُسَ. فَقَالَ يَسُوعُ لِبُطْرُسَ: "اجْعَلْ سَيْفَكَ فِي غِمْدِهِ! الْكَأْسُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَلاَ أَشْرَبُهَا؟" ثُمَّ إِنَّ الفِرْقَةَ وَالْقَائِدَ وَخُدَّامَ الْيَهُودِ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ وَأَوْثَقُوهُ، وَمَضَوْا بِهِ أَوَّلاً إِلَى حَنَّانَ، لأَنَّهُ كَانَ حَمَا قَيَافَا الَّذِي كَانَ رَئِيسًا الْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ. وَكَانَ قَيَافَا هُوَ الَّذِي أَشَارَ عَلَى الْيَهُودِ بِأَنَّهُ خَيْرٌ أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ. وَكَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ يَتْبَعَانِ يَسُوعَ. وَكَانَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ مَعْرُوفًا عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَدَخَلَ مَعَ يَسُوعَ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ وَاقِفًا عِنْدَ الْبَابِ خَارِجًا. فَخَرَجَ ذَلِكَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي كَانَ مَعْرُوفًا عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَكَلَّمَ الْبَوَّابَةَ وَأَدْخَلَ بُطْرُسَ. فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ الْبَوَّابَةُ لِبُطْرُسَ: "أَمَا أَنْتَ مِنْ تَلاَمِيذِ هذَا الإِنْسَانِ؟" فَقَالَ:َ"مَا أَنَا مِنْهُمْ". وَكَانَ الْعَبِيدُ وَالْخُدَّامُ وَاقِفِينَ، وَقَدْ أَضْرَمُوا جَمْرًا لأَنَّهُ كَانَ بَرْدٌ، وَكَانُوا يَصْطَلُونَ، وَكَانَ بُطْرُسُ وَاقِفًا مَعَهُمْ يَصْطَلِي. فَسَأَلَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَسُوعَ عَنْ تَلاَمِيذِهِ وَعَنْ تَعْلِيمِهِ. فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: "أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ عَلاَنِيَةً، وَعَلَّمْتُ فِي كُلِّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، ولَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ خِفْيَةً. فَلِمَ تَسْأَلُنِي أَنَا؟ ِسَلِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا مَا كَلَّمْتُهُمْ بِهِ، فَهُوَذَا هُمْ. فَإِنَّهُمْ يَعْرِفُونَ مَا قُلْتُهُ أَنَا". فَلَمَّا قَالَ هذَا لَطَمَ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنَ الْخُدَّامِ كَانَ وَاقِفًا، وَقَالَ: "أَهكَذَا تُجَاوِبُ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ؟" أَجَابَهُ يَسُوعُ: "إِنْ كُنْتُ تَكَلَّمْتُ بِسُوءٍ فَاشْهَدْ عَلَيّ بِالسُّوءِ، وَإِنْ بِخَيْرٍ فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟" وَقَدْ أَرْسَلَهُ حَنَّانُ مُوثَقًا إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. وَكَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَاقِفًا يَصْطَلِي. فَقَالُوا لَهُ: "أَمَا أَنْتَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ؟" فَأَنْكَرَ وَقَالَ: "مَا أَنَا مِنْهُمْ!". فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَهُوَ نَسِيبُ الَّذِي قَطَعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أُذْنَهُ: "أَمَا رَأَيْتُكَ أَنَا فِي الْبُسْتَانِ مَعَهُ؟ فَأَنْكَرَ بُطْرُسُ أَيْضًا. وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ. وَجَاءُوا بِيَسُوعَ مِنْ عِنْدِ قَيَافَا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ، وَكَانَ الصُّبْحُ. وَلَمْ يَدْخُلُوا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ لِئَلاّ يَتَنَجَّسُوا، بَلْ لِيَأْكُلُوا الْفِصْحَ.

الجوقة: المجد لطول أناتك يا ربّ المجد لك.


الأنتيفونا الرّابعة (باللّحن الخامس)

  • اليوم يهوذا يغادر المعلِّم ويتّخذ الشّيطان. قد عمي بألم محبّةِ الفضّةِ، فسقط المظلمُ من النّور. لأنّهُ كيف يستطيعُ أن يُبصرَ الّذي باع النّور بثلاثين من الفضّة. لكنِ الّذي تألّم من أجلنا قد أشرق لنا، فلنهتف نحوه قائلين: يا من تألّم مشفقًا على البشر المجد لك.

  • اليوم يهوذا يزغل عبادة الله ويتغرّب من الموهبة. كان تلميذًا فصار دافعًا. سترَ الغشَّ بسِمةِ الودّ وفضّل ثلاثين من الفضّة على محبّة السّيّد صائرًا مرشدًا لمجمع مخالفي النّاموس. وأمّا نحن فإذ لنا المسيحُ خلاصٌ فلنمجده.


باللّحن الأوّل

أيّها الإخوة لنمتلك المحبّة الأخويّة كإخوة بالمسيح لا عدمَ الشفقة على قريبنا لكي لا يقضى علينا مثل ذلك العبدِ الفاقدِ الرّحمة لأجل الدّنانير، ولا نندم كيهوذا فلا يجدينا ذلك نفعًا .


المجد للآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين آمين.

قد قيلتَ فيكِ الممجّداتُ في كلّ مكانٍ يا مريمُ والدةَ الإله العديمةَ خبرة الزّواج، لأنّكِ ولدتِ خالقَ الكلِّ بالجسدِ يا ذاتَ كلِّ تسبيح.


الأنتيفونا الخامسة (باللّحن السّادس)

  • إنّ التّلميذَ شارطَ على ثمنِ المعلّم وباع الرّبَّ بثلاثين من الفضّة، وبقبلةٍ غاشّةٍ أسلمه إلى مَن لا شريعةَ لهم ليميتوه .

  • اليومَ خالقُ السّماءِ والأرضِ قال لتلاميذه قد اقتربت السّاعةُ وبلغَ يهوذا دافعي، فلا أحد يجحدني إذا ما شاهدني على الصّليب فيما بين لصّين، لأنّني أتألّم كإنسانٍ وأخلّصُ الّذين يؤمنونَ بي بما أنّي محبُّ البشر.


المجد للآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين آمين.

يا من حبلتْ في آخر الأزمانِ بما لا يوصفُ وولدتْ خالقها، خلّصي أيّتها البتولُ الّذين يعظّمونكِ.


الأنتيفونا السّادسة (باللّحن السّابع)

  • اليوم يهوذا يسهرُ ليسلّمَ الرّبَّ الأزليّ مخلّصَ العالم الّذي أشبع جموعًا من خمس خبزات. اليوم العادمُ الشّريعة يجحدُ المعلّم. كان تلميذًا فأسْلم السّيّدَ وباعَ بالفضّة من أشبعَ الإنسانَ بالمنّ.

  • اليوم اليهودُ سمَّروا على الصّليب الرّبّ الّذي بالعصا شقّ البحرَ وأجازهم في القفر. اليوم طعنوا بحربة جنب الّذي جلدَ مصرَ بالضّرباتِ من أجلهم، وسقوا مرارة من أمطر المنّ لغذائهم.

  • يا ربّ لـمّا وافيتَ إلى الآلام باختيارك هتفتَ نحو تلاميذك: إن كان ما أمكنكم أن تسهروا معي ساعة واحدة فكيف وعدتم أنّكم تموتون لأجلي، فبالأقلّ انظروا كيف يهوذا لم يهجع لكنّه يسارعُ ليسلّمني لمخالفي النّاموس. إنهضوا وصلّوا ولا أحد يجحدني إذا ما شاهدني على الصّليب. فيا طويل الأناة المجد لك.


المجد للآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين آمين.

إفرحي يا والدة الإله الّتي وسعتْ في أحشائها الّذي لا تسعه السّموات، إفرحي أيّتها البتولُ كرزُ الأنبياءِ وإنذارهم، الّتي منها أشرق لنا عمّانوئيل، إفرحي يا أمَّ المسيح الإله.


كاثسما (باللّحن السّابع)

أيُّ سببٍ جعلكَ يا يهوذا أنْ تسلمَ المخلّص؟ هل فصَلكَ من صفّ الرّسل، أم حرَمَكَ من موهبة الأشفية؟ هل تناولَ العشاءَ مع أولئك وأقصاك عن المائدة؟ هل غسلَ أرجلَ البقيّة وأعرضَ عنك؟ فيا لكم من الخيراتِ صرتَ ناسيًا، وعزمُك غيرُ الشّكورِ قد افتضح، وأمّا طولُ أناةِ السّيّدِ الّتي لا تقدّرُ فيشادُ بها وبمراحمه العظمى.


الإنجيل الثّالث

الكاهن: من أجل أن نكون مستحقّين لسماع قراءة الإنجيل المقدّس إلى الرّبّ إلهنا نطلب.

الجوقة: يا ربّ ارحم. (3 مرّات)

الكاهن: الحكمة فلنستقم ونسمع الإنجيل المقدّس، السّلام لجميعكم.

الجوقة: ولروحك.

الكاهن: فصلٌ شريفٌ من بشارة القدّيس متّى الإنجيليّ البشير والتّلميذ الطّاهر (26: 57 - 75).

الجوقة: المجد لك يا رب المجد لك.

الكاهن: لنصغ.

في ذلك الزّمان أَمْسَك العسكَرُ يَسُوعَ وذهبوا بِهِ إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، حَيْثُ اجْتَمَعَ الْكَتَبَةُ وَالشُّيُوخُ. وَتَبِعَهُ بُطْرُسُ مِنْ بَعِيدٍ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَدَخَلَ إِلَى دَاخِلٍ وَجَلَسَ مَعَ الْخُدَّامِ لِيَنْظُرَ النِّهَايَةَ. وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَكُلُّ الـمَحْفِلِ يَطْلُبُونَ عَلَى يَسُوعَ شَهَادَةَ زُورٍ لِيُمِيتُوهُ، فَلَمْ يَجِدُوا. وَمَعَ أَنَّهُ تَقَدَّمَ شُهُودُ زُورٍ كَثِيرُونَ، فَلَمْ يَجِدُوا. أَخِيرًا تَقَدَّمَ شَاهِدَا زُورٍ، وَقَالاَ إِنّ هذَا قَدْ قَالَ: "إِنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ اللهِ، وَأَبْنِيَهِ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ". فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: "أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ هذَانِ عَلَيْكَ؟" أَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ صَامِتًا. فَأَجَابَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: "أُقْسِمُ عَلَيْكِ بِاللهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ". فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضًا أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ مِنَ الآنَ تَرَوْنَ ابْنَ البَشَرِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ القُدْرَةِ، وَآتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ. حِينَئِذٍ شَقَّ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ ثِيَابَهُ وَقَالَ: "لَقَدْ جَدَّفَ! فَمَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ. هَا إِنَّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمُ الآنَ تَجْدِيفَهُ! فَمَاذَا تَرَوْنَ؟" فَأَجَابُوا وَقَالوُا: "إِنَّهُ مُسْتَوْجِبٌ الْمَوْتَ". حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ، وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ قَائِلِينَ: "تَنَبَّأْ لَنَا أَيُّهَا الْمَسِيحُ، مَنْ الَّذِي ضَرَبَكَ؟" أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِسًا فِي الدَّارِ خَارِجًا، فَدَنَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ وَقَالَتْ لَهُ: "وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ!" فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلاً: "لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!" ثُمَّ خَرَجَ إِلَى البَابِ فَرَأَتْهُ جَارِيَةٌ أُخْرَى، فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: "هذَا أَيْضًا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!" فَأَنْكَرَ أَيْضًا بِقَسَمٍ أَنْ لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ! وَبَعْدَ قَلِيل دَنَا الحَاضِرُونَ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: "فِي الحَقِيقَةِ أَنْتَ أَيْضًا مِنْهُمْ، فَإِنَّ لُغَتَكَ تَدُلُّ عَلَيْكَ!" حِينَئِذٍ جَعَلَ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: "إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!" وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ. فَذَكَرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ يَسُوعَ الَّذِي قَالَ لَهُ: "إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُني ثَلاَثَ مرّاتٍ". فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا.

الجوقة: المجد لطول أناتك يا ربّ المجد لك.


الأنتيفونا السّابعة (باللّحن الثّامن)

  • يا ربُّ لَقَدْ هتفتَ باحتمالٍ وصبرٍ نحو مخالفي النّاموسِ الّذين قبضوا عليكَ قائلاً :وإن كنتم ضربتم الرّاعي وشتّتم الإثني عشرَ خروفًا تلاميذي فقد كنتُ قادرًا أن أُحضرَ أكثرَ من اثنتي عشرة جوقةً من الملائكة، لكنّي أطيلُ أناتي ليتمَّ ما قد أعلنته لكم بأنبيائي من الغامضات والمكتوماتِ، فيا ربّ المجد لك.

  • إنّ بطرسَ جحدَ ثلاثَ مرّاتٍ، فللحينِ أدرك ما قيلَ له وقدّمَ لك دموعَ التّوبة قائلاً :أللّهم اغفر لي وخلّصني.


المجد للآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين آمين.

لنسبّح البتول القدّيسة بما أنّها بابٌ خلاصيّ وفردوسٌ مطربٌ وسحابةٌ للنّور الأزليّ، ونهتف إليها بأجمعنا قائلين افرحي.


الأنتيفونا الثّامنة (باللّحن الثّاني)

  • قولوا يا عابري النّاموس أيَّ شيءٍ سمعتم من مخلّصنا. ألم يضعِ النّاموس وإنذارَ الأنبياء، فكيف افتكرتم إذًا أن تسلّموا لبيلاطسَ الكلمة الإله من الإله والمنقذَ نفوسنا.

  • أيّها المسيحُ، إنّ الّذين كانوا يتمتّعون بمواهبك دائمًا كانوا يصرخون فليصلبْ، وقاِتلو الصدّيقين التمسوا إِطلاق فاعل الشّرّ عوضَ المحسن، أمّا أنت فكنتَ صامتًا محتملاً عتوَّهم، مريدًا أن تتألّم وتخلّصنا بما أنّك محبُّ البشر.


المجد للآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين آمين.

لأنّه ليس لنا دالّةٌ من أجل كثرةِ خطايانا، فأنتِ توسّلي إلى الّذي وُلد منكِ يا والدةَ الإله العذراءَ، لأنّ وسائلَ الأمّ تقتدرُ كثيرًا أن تستعطفَ السّيّد، فلا تُعرضي عن توسّلات الخطأة يا كلّيّة الوقار، لأنّه رؤوف وقادر على خلاصنا الّذي اقتبلَ أن يتألّم من أجلنا.


الأنتيفونا التّاسعة (باللّحن الثّالث)

  • لقد أقاموا الثّلاثين من الفضّة ثمن المثمّن الّذي ثُمِّنَ من بني إسرائيل، فاسهروا وصلّوا لئلاّ تدخلوا في التّجارب، أمّا الرّوح فمستعدٌّ وأمّا الجسدُ فضعيف، فمن أجل هذا اسهروا.

  • أعطوني في طعامي مرارةً وفي عطشي سقوني خلاًّ، وأمّا أنت يا ربّ فأنهضني لكي أجازيهم.


المجد للآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين آمين.

نحن الّذين من الأمم نسبّحكِ، يا والدة الإله النّقيّة، لأنّكِ ولدتِ المسيحَ إلهَنا الّذي بكِ أعتقَ البشرَ من اللّعنة.


كاثسما (باللّحن الثّامن)

أوّاهُ كيفَ يهوذا الّذي كان قبلاً تلميذك حملَ نفسَه على تسليمِك. لقد تعشَّى معك بمكرِ الظّالم والمغتال، ثمّ راحَ يقول للكهنة: ماذا تعطوني لأسلمَ إليكم ذاك الّذي نفضَ الشّريعة ودنّسَ السّبتَ؟ فالمجدُ لطول أناتك يا ربّ.


الإنجيل الرّابع

الكاهن: من أجل أن نكون مستحقّين لسماع قراءة الإنجيل المقدّس إلى الرّبّ إلهنا نطلب.

الجوقة: يا ربّ ارحم. (3 مرّات)

الكاهن: الحكمة فلنستقم ونسمع الإنجيل المقدّس، السّلام لجميعكم.

الجوقة: ولروحك.

الكاهن: فصلٌ شريفٌ من بشارة القدّيس يوحنّا الإنجيليّ البشير والتّلميذ الطّاهر (18: 28 – 40، 19: 1 - 16).

الجوقة: المجد لك يا رب المجد لك.

الكاهن: لنصغ.

في ذلك الزّمان جَاءُوا بِيَسُوعَ مِنْ عِنْدِ قَيَافَا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ، وَكَانَ الصُّبْحُ. وَلَمْ يَدْخُلُوا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ لِئَلاّ يَتَنَجَّسُوا، بَلْ لِيَأْكُلُوا الْفِصْحَ. فَخَرَجَ بِيلاَطُسُ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: "أَيَّةَ شِكَايَةٍ تُورِدُونَ عَلَى هذَا الإِنْسَانِ؟" أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: "لَوْ لَمْ يَكُنْ فَاعِلَ سُوءٍ لَمَا كُنَّا أَسْلَمْنَاهُ إِلَيْكَ!" فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: "خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاحْكُمُوا عَلَيْهِ بِحَسَبِ نَامُوسِكُمْ". فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: "نَحْنُ لاَ يَجُوزُ لَنَا أَنْ نَقْتُلَ أَحَدًا." لِيَتِمَّ قَوْلُ يَسُوعَ الَّذِي قَالَهُ دَالاًّ عَلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُوتَهَا. فَدَخَلَ أَيْضًا بِيلاَطُسُ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوعَ، وَقَالَ لَهُ: "أنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟" فَأَجَابَ يَسُوعُ: "أَمِنْ عِنْدِكَ تَقُولُ هذَا، أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟" فَأَجَابَ بِيلاَطُسُ: "أَلَعَلِّي أَنَا يَهُودِيٌّ؟ إِنَّ أُمَّتَكَ وَرُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ هُمْ أَسْلَمُوكَ إِلَيَّ. فَمَاذَا صَنَعْتَ؟" أَجَابَ يَسُوعُ: "إِنَّ مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِئَلاّ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَالآنَ فَإِنَّ مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هُنَا". قَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: "أَمَلِكٌ أَنْتَ إِذًا؟" أَجَابَ يَسُوعُ: "أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. إِنِّي لِهَذَا وُلِدْتُ، وَلِهذَا أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. فَكُلُّ مَنْ كَانَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي". قَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: "وَمَا هُوَ الْحَقُّ؟" قَالَ هذَا وَخَرَجَ أَيْضًا إِلَى الْيَهُودِ وَقَالَ لَهُمْ: "إِنِّي لا أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً. وَإِنَّ لَكُمْ عَادَةً أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ فِي الْفِصْحِ وَاحِدًا. أَفَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ الْيَهُودِ؟" فَصَرَخُوا أَيْضًا جَمِيعُهُمْ قَائِلِينَ: "لا هذَا بَلْ بَارَابَاسَ!" وَكَانَ بَارَابَاسُ لِصًّا. حِينَئِذٍ أَخَذَ بِيلاَطُسُ يَسُوعَ وَجَلَدَهُ. وَضَفَرَ الْعَسْكَرُ إِكْلِيلًا مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَأَلْبَسُوهُ ثَوْبًا مِنْ أُرْجُوَانٍ، وَكَانُوا يَقُولُونَ لَهُ "السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ" وَيَلْطِمُونَهُ. فَخَرَجَ بِيلاَطُسُ أَيْضًا خَارِجًا وَقَالَ لَهُمْ: "هَا أَنَا أُخْرِجُهُ إِلَيْكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي لا أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً". فَخَرَجَ يَسُوعُ خَارِجًا وَعَلَيْهِ إِكْلِيلُ الشَّوْكِ وَثَوْبُ الأُرْجُوانِ. فَقَالَ لَهُمْ: "هُوَذَا الإِنْسَانُ!" فَلَمَّا رَآهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْخُدَّامُ صَرَخُوا قَائِلِينَ: "اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!" فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: "خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاصْلِبُوهُ، فَإِنِّي أَنَا لا أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً". أَجَابَهُ الْيَهُودُ: "إِنَّ لَنَا نَامُوسًا، وَبِحَسَبِ نَامُوسِنَا يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ، لأَنَّهُ جَعَلَ نَفْسَهُ ابْنَ اللهِ". فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هذَا الكَلامَ ازْدَادَ خَوْفًا. وَدَخَلَ أَيْضًا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَقَالَ لِيَسُوعَ: "مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟" فَلَمْ يَرُدَّ يَسُوعُ عَلَيْهِ جَوَابًا. فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: "أَلا تُكَلِّمُنِي؟ أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ لِي سُلْطَانًا أَنْ أَصْلِبَكَ وَلِي سُلْطَانًا أَنْ أُطْلِقَكَ؟" فَأَجَابَ يَسُوعُ: "مَا كَانَ لَكَ عَلَيَّ مِنْ سُلْطَانٍ، لَوْ لَمْ يُعْطَ لَكَ مِنْ فَوْقُ. مِنْ أَجْلِ هَذَا فَالَّذِي أَسْلَمَنِي إِلَيْكَ لَهُ خَطِيئَةٌ أَعْظَمُ". وَمُذْ ذَاكَ كَانَ بِيلاَطُسُ يَطْلُبُ أَنْ يُطْلِقَهُ، لَكِنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: إِنْ أَنْتَ أَطْلَقْتَهُ فَلَسْتَ مُحِبًّا لِقَيْصَرَ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَلِكًا يُقَاوِمُ قَيْصَرَ!" فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هذَا الكَلامَ أَخْرَجَ يَسُوعَ، ثُمَّ جَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ القَضَاءِ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ "لِيثُسْتْروتُن" وَبِالْعِبْرَانِيَّةِ "جَبَّاثَا". وَكَانَتْ تَهْيِئَةُ الْفِصْحِ، وَكَانَ نَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَقَالَ لِلْيَهُودِ: "هُوَذَا مَلِكُكُمْ!" أَمَّا هُمْ فَصَرَخُوا: "ارفعه! ارفعه! اصْلِبْهُ!" فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ "أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟" فَأَجَابَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ: "لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ غَيْرُ قَيْصَرَ". حِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِلصلب .

الجوقة: المجد لطول أناتك يا ربّ المجد لك.


الأنتيفونا العاشرة (باللّحن السّادس)

  • إن المتسربلَ النّور مثلَ الثّوبِ قد وقفَ عريانًا في المحاكمة، وقبِل لطمةً على فكَّيه مِنَ اليَدَيْنِ اللّتَينِ أبدعهما، وربَّ المجد سمّره على الصّليب الشّعبُ المخالفُ النّاموس، حينئذٍ حجابُ الهيكل تمزّق والشّمسُ أظلمتْ، إذ لم تحتملْ مشاهدةَ الإلهِ مهانًا، الّذي منه يرتجفُ الكلُّ وله نسجد.

  • إنّ التّلميذَ أنكر جاحدًا، واللّصَّ هتفَ قائلاً: أذكرني يا ربّ في ملكوتك.


المجد للآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين آمين.

يا من اقتبل أن يلبس من البتول جسدًا لأجل عبيدِه، إمنح السّلامة للعالم لكي بأصواتٍ متّفقةٍ نمجّدَك أيّها الرّبُّ المحبُّ البشر.


الأنتيفونا الحادية عشرة (باللّحن السّادس)

  • أيّها المسيحُ، عوضَ الخيراتِ الّتي صنعتَها مع جنس العبرانيّين حكموا عليك أن تُصلبَ، وسقوك خلاًّ ومرارةً، لكن أعطِهم يا ربّ حسبَ أفعالهم لأنّهم لم يفهموا تنازلك.

  • أيّها المسيح، إنّ جنسَ العبرانيّين لم يكتفوا بتسليمك، لكنّهم مع ذلك كانوا يحرّكون رؤوسهم مقدّمينَ لك هزءًا وتقريعًا، لكن أعطهم يا ربّ حسب أفعالهم لأنّهم هذّوا عليك بالباطل.

  • لا الأرضُ لـمّا تزعزعتْ ولا الصّخورُ لـمّا تفطّرتْ ولا سترُ الهيكل ولا قيامة الموتى أقنعت اليهود، لكن أعطهم يا ربّ حسبَ أفعالهم لأنّهم هذّوا عليك بالباطل.


المجد للآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين آمين.

قد عرفنا أنّ منكِ تجسّدَ الإله يا والدةَ الإله العذراء، يا من أنتِ وحدَكِ نقيّةٌ ووحدكِ مباركة، لأجل ذلك نسبّحكِ بغيرِ فتورٍ ونعظّمكِ.


الأنتيفونا الثّانية عشرة (باللّحن الثّامن)

  • هكذا يقول الرّبّ لليهود: يا شعبي ماذا صنعتُ بكَ أو بماذا آذيتك؟ لعُميانكَ أنرتُ ولبُرصك طهّرتُ، وللرّجل الّذي على السّرير قوّمتُ. يا شعبي ماذا فعلتُ بكَ وبماذا كافأتني؟ عوَضَ الـمّنَ مرارةً، وبدلَ الماءِ خلاًّ، وعوضَ أن تُحبَّني على الصّليب سمّرتني، فلا أطيقُ فيما بعدُ احتمالاً. سأدعو الأمم وأولئك يمجّدونني مع الآب والروح، وأنا أهَبُهُمُ الحياةَ الأبديّة.

  • اليومَ سترُ الهيكلِ انشقَّ تبكيتًا لـمُخالفي النّاموس، والشّمسُ ستَرت أشعَّتَها عند مشاهدَتِها السّيّدَ مصلوبًا.

  • أيّها اليهودُ والفرّيسيونَ الواضعونَ الشّرائعَ لإسرائيل، إنَّ مَحفِلَ الرّسلِ يناديكم قائلاً: أنظروا الهيكلَ الّذي نقضتُموه، شاهدوا الحملَ الّذي صلبتُموه، قد دفعتُموه إلى القبر، إلاّ أنّه قام بذاتِ سُلطانه، فلا تَضِلّوا يا يهود، لأنّ هذا هو الّذي في البحرِ خلَّصَ وفي القفرِ عالَ، هذا هو الحياةُ والنّورُ وسلامُ العالم.


المجد للآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين آمين.

السّلام عليكِ يا بابَ ملك المجد الّذي فيه دخلَ العليّ وحدُه وحفظكِ أيضًا مختومةً لخلاص نفوسنا.


كاثسما (باللّحن الثّامن)

أيّها الإله الدَّيان، لـمّا وقفتَ أمامَ قيافا وأسلموك إلى بيلاطس اضطربتِ القوّاتُ السماويّةُ من الخوف، حينئذٍ رُفعتَ على الخشبة بين لصَّينِ وحُسبتَ مع الأثمةِ أيّها البريءُ من الإثم لكي تُخلّصَ الإنسان، فيا أيّها الرّبُّ الطّويلُ الأناةِ المجدُ لك.


الإنجيل الخامس

الكاهن: من أجل أن نكون مستحقّين لسماع قراءة الإنجيل المقدّس إلى الرّبّ إلهنا نطلب.

الجوقة: يا ربّ ارحم. (3 مرّات)

الكاهن: الحكمة فلنستقم ونسمع الإنجيل المقدّس، السّلام لجميعكم.

الجوقة: ولروحك.

الكاهن: فصلٌ شريفٌ من بشارة القدّيس مَتَى الإنجيليّ البشير والتّلميذ الطّاهر (27: 3 – 32).

الجوقة: المجد لك يا رب المجد لك.

الكاهن: لنصغ.

في ذلك الزّمان لَّمَا رَأَى يَهُوذَا أنّ يسوع قد قُضي عليه، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ قَائِلًا: "إِنِّي قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ أَسْلَمْتُ دَمًا زَكِيًّا". فَقَالُوا لَهُ: "مَاذَا عَلَيْنَا؟ فَأَنْتَ أَبْصِرْ!" فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى فَخَنَقَ نَفْسَهُ. فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا: "لاَ يَحِلُّ أَنْ نَجْعَلَهَا فِي بَيْتِ التَّقْدِمَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ". فَتَشَاوَرُوا وَابْتَاعُوا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ. وَلِذَلِكَ دُعِيَ ذلِكَ الْحَقْلُ "حَقْلَ الدَّمِ" إِلَى الْيَوْمِ. حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ: "وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَني إِسْرَائِيلَ، وَدَفَعُوهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِ، كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ". وَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي قِائِلاً: "أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟" فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "أَنْتَ تَقُولُ". وَفِيمَا كَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ يَشْكُونَهُ لَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: "أَمَا تَسْمَعُ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ؟" فَلَمْ يُجِبْهُ عَنْ كَلِمَةٍ حَتَّى تَعَجَّبَ الْوَالِي جِدًّا. وَكَانَ الْوَالِي مُعْتَادًا أَنْ يُطْلِقَ لِلْجَمْعِ فِي الْعِيدِ أَسِيرًا مَنْ أَرَادُوا. وَكَانَ لَهُمْ حِينَئِذٍ أَسِيرٌ مَشْهُورٌ يُدْعَى بَارَابَاسَ. فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: "مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَهُ لَكُمْ؟ أَبَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحَ؟" لأَنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ أَنَّهُمْ إِنَّمَا أَسْلَمُوهُ حَسَدًا. وَبَيْنَمَا كَانَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيِّ القَضَاءِ أَرْسَلَتِ امْرَأَتُهُ إِلَيْهِ قَائِلَةً: "إِيَّاكَ وَذاكَ الصِّدِّيق، فإِنِّي قَدْ تَوَجَّعْتُ الْيَوْمَ كَثِيرًا مِنْ أَجْلِهِ فِي الحُلْم". وَلكِنَّ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخَ أَقْنَعُوا الشَّعْبَ بِطَلَبِ بَارَابَاسَ وَإِهْلاكِ يَسُوعَ. فَأجَابَ الْوَالِي وَقَالَ لَهُمْ: "مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَهُ لَكُمْ مِنَ الإِثْنَيْنِ؟" فَقَالُوا: "بَارَابَاسَ!" فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: "فَمَاذَا أَصْنَعُ بِيَسُوعَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحَ؟" فَقَالُوا كُلُّهُمْ: "لِيُصْلَبْ!" فَقَالَ لَهُمُ الْوَالِي: "فَأَيَّ شَرّ صَنَعَ؟" فَازْدَادُوا صِيَاحًا قَائِلِينَ: "لِيُصْلَبْ!" فَلَمَّا رَأَى بِيلاَطُسُ أَنَّهُ لاَ يَنْتَفِعُ شَيْئًا، وَلَكِنْ يَزْدَادُ البَلْبَالُ، أَخَذَ مَاءً وَغَسَلَ يَدَيْهِ قُدَّامَ الْجَمْعِ قَائِلاً: "إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هذَا الصِّدِّيقِ! أَبْصِرُوا أَنْتُمْ". فَأَجَابَ جمِيعُ الشَّعْب قَائِلِينَ: "دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا". حِينَئِذٍ أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ، وَجَلَدَ يَسُوعَ وَأَسْلَمَهُ لِلصَّلْبِ. حِينَئِذٍ أَخَذَ جُنْدُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ الفِرْقَةَ كُلَّهَا، وَنَزَعُوا عَنْهُ ثِيَابَهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيًّا، وَضَفَرُوا إِكْلِيلًا مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَجَعَلُوا فِي يَمِينِهِ قَصَبَةً. ثُمَّ جَثَوْا عَلَى رُكَبِهِمْ قُدَّامَهُ وَصَارُوا يَهْزَأُونَ بِهِ قَائِلِينَ "السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!" وَكَانُوا يَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، وَيَأْخُذُونَ الْقَصَبَةَ وَيَضْرِبُونَ بِهَا رَأْسَهُ. وَبَعْدَمَا هَزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، وَمَضَوْا بِهِ لِيُصْلَبَ. وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ وَجَدُوا إِنْسَانًا قَيْرَوَانِيًّا اسْمُهُ سِمْعَانُ، فَسَخَّرُوهُ أن يَحْمِلَ صَلِيبَهُ.

الجوقة: المجد لطول أناتك يا ربّ المجد لك.


الأنتيفونا الثّالثة عشرة (باللّحن السّادس)

  • يا ربّ إنّ زمرة اليهودِ التمسوا من بيلاطسَ أن يُصلِبَك، وإذ لم يجدوا عليك علّةً طلبوا إطلاق باراباس الّذي كان تحت الجريرة، وأمّا أنت أيّها الصّدّيق فقضوا عليك وارثين جناية الفتكِ الجائر، لكن أعطِهم يا ربّ مكافأتهم لأنّهم هذّوا بك باطلًا.

  • إنّ المسيحَ قوّةَ اللهِ وحكمةَ اللهِ الّذي يرتعدُ ويهلعُ منه الكلُّ ويسبحّه كلّ لسان، قد لطمه الكهنةُ وناولوه مرارةً، واقتبلَ أن يتألّمَ بكلِّ نوعٍ مريدًا أن يخلّصنا من آثامنا بدمه بما أنّه محبُّ البشر.


المجد للآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين آمين.

يا والدةَ الإله الّتي بقولٍ ولدتِ خالقكِ بما يفوقُ القولَ، توسّلي إليه أن يخلّص نفوسنا.


الأنتيفونا الرّابعة عشرة (باللّحن الثّامن)

  • يا ربّ، يا من رافقتَ اللّصّ الّذي كان قد دنّس يديه بالدّماءِ، أحصنا معه بما أنّك صالحٌ ومحبُّ البشر.

  • إنّ اللّصَّ أبدى نغمةً صغيرةً وهو على الصّليبِ فوجد إيمانًا عظيمًا وخلُصَ بلحظةٍ واحدةٍ، وفتحَ أبوابَ الفردوسِ أوّلاً ودخل. فيا من قبلتَ توبتَه يا ربُّ المجدُ لك.


المجد للآب والابن والروّح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين آمين.

السّلامُ عليكِ يا من قبلتِ من الملكِ فرحَ العالم، إفرحي يا من ولدتِ ربَّكِ وخالقَكِ، السّلامُ عليكِ يا من استحقّيتِ أن تصيري أمًّا للمسيح الإله.


الأنتيفونا الخامسة عشرة (باللّحن السّادس)

(هنا يتمّ التّطواف بالصّليب حول المائدة المقدّسة وداخل الكنيسة ثم يوضع في وسط الكنيسة)

  • اليوم عُلّقَ على خشبةٍ الّذي علّقَ الأرضَ على المياه. (ثلاثًا)

  • إكليلٌ من شوكٍ وُضعَ على هامةِ ملكِ الملائكة.

  • برفيرًا كاذبًا تسربلَ الّذي وشّحَ السّماءَ بالغيوم.

  • قبلَ لطمةً الّذي أعتقَ آدم في الأردن.

  • ختنُ البيعةِ سُمّرَ بالمسامير، وابن العذراءِ طُعنَ بحربةٍ.

  • نسجدُ لآلامك أيّها المسيحُ (ثلاثًا)، فأرنا قيامتك المجيدة.


  • لا نعيدنَّ كاليهود لأنّ فصحنا المسيحَ الإله ذُبح لأجلنا، لكن فلننقِّ ذواتِنا من كلِّ دنسٍ ونتوسّلْ إليه بطهارةٍ قائلين: إنهض يا ربّ وخلّصنا بما أنّك محبُّ البشر.

  • يا ربُّ إنّ صليبَكَ حياةٌ وقيامةٌ لشعبِك وعليه نتَّكّلُ، وإيّاك يا إلهنا الّذي صُلبتَ نسبّحُ فارحمنا.


المجد للآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين آمين.

أيّها المسيحُ، إنّ الّتي ولدتْك لـمّا رأتكَ مصلوبًا هتفتْ قائلةً: ما هذا السّرُّ الغريب الّذي أشاهدُه يا ابني، كيف متَّ معلّقًا بالجسدِ على عودٍ يا مانحَ الحياةِ وواهبَها.


كاثسما (باللّحن الرّابع)

اشتريتنا من لعنةِ النّاموسِ بدمِكَ الكريم، لـمّا سُمّرتَ على الصّليبِ وطُعنتَ بحربةٍ، فأنبعتَ للبشرِ عدمَ الموتِ يا مخلّصنا المجدُ لك.


الإنجيل السّادس

الكاهن: من أجل أن نكون مستحقّين لسماع قراءة الإنجيل المقدّس إلى الرّبّ إلهنا نطلب.

الجوقة: يا ربّ ارحم. (3 مرّات)

الكاهن: الحكمة فلنستقم ونسمع الإنجيل المقدّس، السّلام لجميعكم.

الجوقة: ولروحك.

الكاهن: فصلٌ شريفٌ من بشارة القدّيس مرقس الإنجيليّ البشير والتّلميذ الطّاهر (15: 16 – 32).

الجوقة: المجد لك يا رب المجد لك.

الكاهن: لنصغ.

في ذلك الزّمان أخذَ الْعَسْكَرُ يسوعَ وَذَهَبُوا به إِلَى دَاخِلِ الدَّارِ، أَيْ دَارِ الْوِلاَيَةِ، وَجَمَعُوا الفِرْقَةَ كُلَّهَا. وَأَلْبَسُوهُ أُرْجُوَانًا، وَضَفَرُوا إِكْلِيلًا مِنْ شَوْكٍ وَكَلَّلُوهُ بِهِ، وَجَعَلُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ "السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!" وَكَانُوا يَضْرِبُونَ رَأْسَهُ بِقَصَبَةٍ، وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، وَيَجْثُونَ عَلَى رُكَبِهِمْ سَاجِدِينَ لَهُ. وَبَعْدَمَا هَزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الأُرْجُوانَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، وَخَرَجُوا بِهِ لِيَصْلِبُوهُ. وَسَخَّرُوا رَجُلًا عَابِرًا كَانَ آتِيًا مِنَ الْحَقْلِ، وَهُوَ سِمْعَانُ الْقَيْرَوَانِيُّ أَبُو الإسْكَنْدَرِ وَرُوفُسَ، أَنْ يَحْمِلَ صَلِيبَهُ. وَأَتَوْا بِهِ إِلَى مَوْضِعِ "الجُلْجُلَةِ" الَّذِي تَفْسِيرُهُ مَوْضِعُ "الجُمْجُمَةِ". وَأَعْطَوْهُ خَمْرًا مَمْزُوجَةً بِمُرّ لِيَشْرَبَ، فَلَمْ يَأْخُذْ. وَلَّمَا صَلَبُوهُ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَى مَا يَأْخُذُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا. وَكَانَتِ السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ وَصَلَبُوهُ. وَكَانَ عُنْوَانُ عِلَّتِهِ مَكْتُوبًا: "مَلِكُ الْيَهُودِ". وَصَلَبُوا مَعَهُ اِثْنَيْنِ، وَاحِدًا عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ. فَتَمَّتِ الْكِتَابَةُ الْقَائِلَةُ: "وَأُحْصِيَ مَعَ الأَثَمَةِ". وَكَانَ الْمُجْتَازُونَ يُجَدِّفُونَ عَلَيْهِ، وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ قَائِلِينَ: "آهِ يَا نَاقِضَ الْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ! خَلِّصْ نَفْسَكَ وَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ!" وَهَكَذَا رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ كَانُوا يَهْزَأُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ مَعَ الْكَتَبَةِ، قَائِلِينَ: "خَلَّصَ آخَرِينَ وَنَفْسُهُ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُخَلِّصَهَا! فَلْيَنْزِلِ الآنَ الْمَسِيحُ مَلِكُ اليَهُودِ عَنِ الصَّلِيبِ، لِنَرَى وَنُؤْمِنَ!"

الجوقة: المجد لطول أناتك يا ربّ المجد لك.


المكارزمي (باللّحن الرّابع)

  • في ملكوتك اذكرنا يا ربّ متى أتيتَ في ملكوتك.

  • طوبى للمساكين بالرّوح فإنّ لهم ملكوت السّموات.

  • طوبى للحزانى فإنّهم يُعزَّون.


طوبى للودعاء فإنّهم يرثون الأرض.

إنّ آدمَ بالعودِ تغرّبَ من الفردوس، واللّصَّ بعودِ الصّليبِ سكنَ الفردوس، أمّا ذاك فبذوقه العودَ خالفَ وصيّةَ الباري، وأمّا هذا ففي صلبه معك اعترفَ أنّك الإله الخفيّ، فاذكر وإيّانا يا مخلّصُ في ملكوتك.


طوبى للجياع والعطاش إلى البِرِّ فإنّهم سيُشبعون.

إنّ متجاوزي النّاموس ابتاعوا مفتَرِضَ النّاموس من تلميذٍ، وكمخالفٍ للنّاموس أوقفوه لدى بيلاطسَ صارخين أن يُصلبَ الّذي أعطاهم الـمَنَّ في البرّيّة. أمّا نحن فلنقتدِ باللّصِّ الصِّدّيق، ولنهتفْ بإيمانٍ: أذكرنا يا مخلّصُ في ملكوتك.


طوبى للرّحماء فإنّهم يُرحمون.

إنّ أمّةَ اليهودِ الزُّمرةَ الأثيمةَ الفاتكةَ بالإله صرخوا بجنونٍ إلى بيلاطسَ قائلين: اصلِبِ المسيحَ البريء. أمّا باراباسُ فقد التمسوا بالأحرى أن يُطلقَه، وأمّا نحن فلنهتف بصوتِ اللّصِّ الشّكور: أذكرنا نحن أيضًا في ملكوتك.


طوبى لأنقياء القلوب فإنّهم لله يعاينون.

أيّها المسيح إنّ جنبك الحاملَ الحياةَ يتدفّق كينبوعٍ من عدنٍ فيسقي كنيستَكَ كفردوسٍ حيٍّ، ومن ثمّ يقسم البشارة إلى أربعة أناجيل كما إلى أربعة رؤوسٍ مُرويًا العالم ومُبهجًا الخلائق، ومعلّمًا الأممَ أن يسجدوا بإيمانٍ لملكوتِك.


طوبى لصانعي السّلامة فإنّهم أولادًا لله يُدعَون.

أيّها المسيح لقد صُلبتَ من أجلي لتُنبعَ لي الغفران، وطُعنَ جنبُكَ بحربةٍ لتُفيضَ لي جداولَ الحياة، وسُمّرتَ بالمسامير حتّى إنّي إذا تحقّقتُ عمقَ آلامِكَ وسُمُوَّ قدرتِكَ أهتفُ نحوك: المجد لآلامك وصلبِكَ أيّها الـمُخلّصُ الـمُعطي الحياة.


طوبى للمضطهدين من أجل البِرِّ فإنّ لهم ملكوت السّماوات.

أيّها المسيح إنّ الخليقةَ بأسرها لـمّا شاهَدتْ صلبَكَ ارتعدتْ، وأساساتِ الأرضِ تزعزعتْ خوفًا من قدرتك، والكواكبَ استترتْ وحجابَ الهيكل تمزّق، والجبالَ اهتزّت والصّخورَ تفطّرت، واللّصَّ المؤمنَ هتفَ إليكَ معنا: يا مخلّصُ اذكرني.


طوباكم إذا طردوكم وعيّروكم وقالوا عنكم كلّ كلمةِ سوء من أجلي كاذبين.

يا ربُّ، لقد مزّقتَ على الصّليبِ الصَّكَّ المكتوبَ علينا، وإذا حُسِبتَ مع الأمواتِ قيَّدتَ الـمـُغتصبَ الّذي هناك، وأنقذتَ الكلَّ من رباطاتِ الموتِ بقيامتكَ الّتي بها استنرنا، لذلك نهتفُ إليك أيّها الرّبُّ المحبُّ البشر: أذكرنا في ملكوتك.


إفرحوا وابتهجوا فإنّ أجركم عظيمٌ في السّماوات.

يا ربُّ، يا من رُفعَ على الصّليبِ وحلَّ قوّةَ الموتِ ومحا الصَّكَّ المكتوبَ علينا بما أنّه إلهٌ، إمنحنا نحن أيضًا توبةَ اللّصِّ أيّها المحبُّ البشرَ وحدَك، نحن الّذين نعبُدُك بإيمان أيّها المسيحُ إلهنا ونهتف إليك: أذكرنا في ملكوتِك.


المجد للآب والابن والرّوح القدس.

هلمّوا أيّها المؤمنون جميعًا نتوسّل بعزم متّفق أن نمجّدَ باستحقاق الآب والابن والرّوح اقدس، اللاهوت الواحد الكائنَ في ثلاثةِ أقانيمَ بغير تشوّش، بسيطًا غير متجزّىء وغير مقتربٍ إليه، الّذي به ننجو من نار العقوبات.


الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين.

أيّها المسيحُ السّيّد الجزيلُ الرّحمة، إنّنا نقدّم إليك للاستشفاع أمَّكَ البتول بالحقيقة، الّتي ولدتْكَ بالجسدِ خلوًّا من زرع، ولبثَتْ بعد الولادة بغير فساد، لكي تمنحَ غفرانَ الزّلاّتِ للهاتفين إليك كلَّ حين: أذكر وإيّانا يا مخلّصُ في ملكوتك.


بروكيمنن (باللّحن الرّابع)

  • إقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي اقترعوا. (مرّتين)

  • إلهي إلهي أنظر لماذا تركتني.

  • إقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي اقترعوا.


الإنجيل السّابِع

الكاهن: من أجل أن نكون مستحقّين لسماع قراءة الإنجيل المقدّس إلى الرّبّ إلهنا نطلب.

الجوقة: يا ربّ ارحم. (3 مرّات)

الكاهن: الحكمة فلنستقم ونسمع الإنجيل المقدّس، السّلام لجميعكم.

الجوقة: ولروحك.

الكاهن: فصلٌ شريفٌ من بشارة القدّيس متّى الإنجيليّ البشير والتّلميذ الطّاهر (27: 33 – 54).

الجوقة: المجد لك يا رب المجد لك.

الكاهن: لنصغ.

في ذلك الزّمان أَتَى الجندُ بِيَسُوعَ إِلَى مَكَانٍ يُسَمَّى الجُلْجُلةَ، وَهُوَ الْمُسَمَّى "مَوضِعَ الْجُمْجُمَةِ" فَأَعْطَوْهُ خَلًّا مَمْزُوجًا بِمَرَارَةٍ لِيَشْرَبَ. فَذَاقَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَشْرَبَ. وَلَّمَا صَلَبُوهُ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ: "اقْتَسَمُوا ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي اقْتَرَعُوا". ثُمَّ جَلَسُوا يَحْرُسُونَهُ هُنَاكَ. وَجَعَلُوا فَوْقَ رَأْسِهِ عِلَّتَهُ مَكْتُوبَةً "هذَا هُوَ يَسُوعُ مَلِكُ الْيَهُودِ". حِينَئِذٍ صُلِبَ مَعَهُ لِصَّانِ، وَاحِدٌ عَنِ الْيَمِينِ وَالآخَرُ عَنِ الْيَسَارِ. وَكَانَ الْمُجْتَازُونَ يُجَدِّفُونَ عَلَيْهِ وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ "يَا نَاقِضَ الْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، خَلِّصْ نَفْسَكَ! إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ!" وَهَكَذَا رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ مَعَ الْكَتَبَةِ وَالشُّيُوخِ كَانُوا يَهْزَأُونَ بِهِ قَائِلِينَ: "خَلَّصَ آخَرِينَ وَنَفْسُهُ مَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا! إِنْ كَانَ هُوَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ فَلْيَنْزِلِ الآنَ عَنِ الصَّلِيب فَنُؤْمِنَ بِهِ! إِنَّهُ مَتَّكِلٌ عَلَى اللهِ، فَلْيُنْقِذْهُ الآنَ إِنْ كَانَ رَاضِيًا عَنْهُ! لأَنَّهُ قَالَ: أَنَا ابْنُ اللهِ!" وَكَذَلِكَ اللِّصَّانِ اللَّذَانِ صُلِبَا مَعَهُ كَانَا يُعَيِّرَانِهِ. وَمِنَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ. وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلًا "إِيلِي، إِيلِي، لِمَا شَبَقْتَنِي" أَيْ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ فَسَمِعَ قَوْمٌ مِنَ الْوَاقِفِينَ هُنَاكَ فَقَالُوا "إِنَّهُ يُنَادِي إِيلِيَّا". وَلِلْوَقْتِ أَسْرَعَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَأَخَذَ إِسْفِنْجَةً وَمَلأَهَا خَلًّا وَجَعَلَهَا عَلَى قَصَبَةٍ وَسَقَاهُ. فَقَالَ الْبَاقُونَ "دَعْ لِنَنْظُرَ هَلْ يَأْتِي إِيلِيَّا وَيُنَجِّيهِ!" وَصَرَخَ أَيْضًا يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ اثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ، وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ، وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ مِنْ بَعْدِ قِيَامَتِهِ، وَأَتَوْا إلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ. وَإِنَّ قَائِدَ الْمِئَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ يَحْرُسُونَ يَسُوعَ لَمَّا رَأَوا الزَّلْزَلَةَ وَمَا حَدَثَ، خَافُوا جِدًّا وَقَالُوا "فِي الحَقِيقَةِ كَانَ هذَا ابْنَ اللهِ!"

الجوقة: المجد لطول أناتك يا ربّ المجد لك.


المزمور الخمسون

إرحمني، يا الله، كعظيم رحمتك، وكمثل كثرة رأفتك امح مآثمي.

إغسلني كثيرًا من إثمي ومن خطيئتي طهّرني.

فإنّي أنا عارف بإثمي، وخطيئتي أمامي في كلّ حين.

إليك وحدك أخطأت والشّرّ قدّامك صنعت.

لكي تصدق في أقوالك وتغلب في محاكمتك.

هاءنذا بالآثام حبل بي، وبالخطايا ولدتني أمّي.

لأنّك قد أحببت الحقّ، وأوضحت لي غوامض حكمتك ومستوراتها.

تنضحني بالزّوفى فأطهر. تغسلني فأبيضّ أكثر من الثّلج.

تسمعني بهجة وسرورًا، فتبتهج عظامي الذّليلة.

إصرف وجهك عن خطاياي وامح كلّ مآثمي.

قلباً نقيًّا أخلق فيّ، يا الله، وروحًا مستقيمًا جدّد في أحشائي.

لا تطرحني من أمامِ وجهك وروحك القدّوس لا تنزعه منّي.

إمنحني بهجة خلاصك وبروح رئاسيّ اعضدني.

فأعلّم الأثمة طرقك، والكفرة إليك يرجعون.

نجّني من الدّماء، يا الله، إله خلاصي، فيبتهج لساني بعدلك.

يا ربّ، افتح شفتيَّ، فيخبر فمي بتسبحتك.

لأنّك لو آثرت الذّبيحة، لكنت الآن أعطي. لكنّك لا تسرّ بالمحرقات.

فالذّبيحة لله روح منسحق. القلب المتخشّع المتواضع لا يرذله الله.

أصلح، يا ربّ، بمسرّتك صهيون، ولتبن أسوار أورشليم.

حينئذ تسرّ بذبيحة العدل قربانًا ومحرقات.

حينئذ يقرّبون على مذبحك العجول.


الإنجيل الثَّامن

الكاهن: من أجل أن نكون مستحقّين لسماع قراءة الإنجيل المقدّس إلى الرّبّ إلهنا نطلب.

الجوقة: يا ربّ ارحم. (3 مرّات)

الكاهن: الحكمة فلنستقم ونسمع الإنجيل المقدّس، السّلام لجميعكم.

الجوقة: ولروحك.

الكاهن: فصلٌ شريفٌ من بشارة القدّيس لوقا الإنجيليّ البشير والتّلميذ الطّاهر (23: 32 – 49).

الجوقة: المجد لك يا رب المجد لك.

الكاهن: لنصغ.

في ذلك الزّمان أُوتِيَ بآخرٓين مُجرمَينِ لِيُقْتَلاَ مَعَ يسوع. وَلَّمَا مَضَوْا إِلَى الـمَكَانِ الـمُسَمَّى "الجُمْجُمَةَ" صَلَبُوهُ هُنَاكَ هُوَ وَالـمُجْرِمَيْنِ، أَحَدُهُمَا عَنْ اليَمِينِ وَالآخَرُ عَنْ اليَسَارِ. فَقَالَ يَسُوعُ "يَا أَبَتِ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَدْرُونَ مَا يَعْمَلُونَ". وَاقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا. وَكَانَ الشَّعْبُ وَاقِفِينَ يَنْظُرُونَ، وَالرُّؤَسَاءُ يَسْخَرُونَ مِنْهُ مَعَهُمْ قَائِلِينَ: "قَدْ خَلَّصَ آخَرِينَ، فَلْيُخَلِّصْ نَفْسَهُ إِنْ كَانَ هُوَ الْمَسِيحَ مُخْتَارَ اللهِ!" وَكَانَ الْجُنْدُ أَيْضًا يَهْزَأُونَ بِهِ مُقْبِلِينَ إِلَيْهِ وَمُقَدِّمِينَ لَهُ خَلاًّ وَقَائِلِينَ: "إِنْ كُنْتَ أَنْتَ مَلِكَ الْيَهُودِ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ!" وَكَانَ عُنْوَانٌ فَوْقَهُ مَكْتُوبًا بِالحُرُوفِ اليُونَانِيَّةِ وَالرُّومَانِيَّةِ وَالعِبْرَانِيَّةِ: "هذَا هُوَ مَلِكُ الْيَهُودِ". وَكَانَ أَحَدُ الـمُجْرِمَيْنِ الْمُعَلَّقَيْنِ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ قَائِلاً: "إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ، فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا!". فَأجَابَ الآخَرُ وَانْتَهَرَهُ قَائِلاً: "أَمَا تَخْشَى اللهَ، وَأَنْتَ تَحْتَ هذَا القَضَاءِ بِعَيْنِهِ، أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْلٍ، لأَنَّنَا نَنَالُ مَا تَسْتَوْجِبُهُ أَعْمَالُنَا. وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا مُخَالِفًا". ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ: "اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ". فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ". وَكَانَ نَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ، فَحَدَثَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ. وَأَظْلَمَتِ الشَّمْسُ، وَانْشَقَّ حِجَابُ الْهَيْكَلِ مِنْ وَسْطِهِ. وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً "يَا أَبَتِ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي". وَلَّمَا قَالَ هذَا أَسْلَمَ الرُّوحَ. فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ مَا حَدَثَ، مَجَّدَ اللهَ قَائِلاً: "فِي الْحَقِيقَةِ كَانَ هذَا الإِنْسَانُ صِدِّيقًا!" وَكُلُّ الْجُمُوعِ الَّذِينَ كَانُوا مُجْتَمِعِينَ عَلَى هذَا الْمَنْظَرِ، لّمَّا عَايَنُوا مَا حَدَثَ، رَجَعُوا وَهُمْ يَقْرَعُونَ صُدُورَهُمْ. وَكَانَ جَمِيعُ مَعَارِفِهِ، وَالنِّسَاءُ اللّوَاتِي تَبِعْنَهُ مِنَ الْجَلِيلِ، وَاقِفِينَ مِنْ بَعِيدٍ يَنْظُرُونَ ذلِك.

الجوقة: المجد لطول أناتك يا ربّ المجد لك.


الأودية الخامسة (باللّحن السّادس)

  • إليك أدَّلِجُ يا كلمة الله، يا من بتحنّنكَ أفرغتَ ذاتَكَ وَانْقَدْتَ حتّى إلى الآلام لأجل السّاقطِ، من غير استحالة وبعدم تألّم. فامنحني السّلامة يا محبّ البشر.

  • لَـمَّا رَحضْتَ أرجل خدّامك، وإذ طهروا بفعل سرّك الإلهيّ صعدوا معنا من صهيون لجبل الزّيتون يا ربّ مسبّحين لك يا محبّ البشر.

  • لقد قلتَ انظروا يا أحبّائي، لا تضطربوا لأنّ الآن قد دنتِ السّاعةُ الّتي فيها يُقبض عليّ وأُقتلُ بأيدي العادمي الشّريعة، وكلّكم تتفرّقون وتتركوني، لكنّني سأجمعُكم لتكرزوا بي أنّي محبُّ البشر.


القنداق

هلمَّ جميعنا نسبّح المصلوبَ من أجلنا، لأنّ هذا رأته مريم على الخشبة فقالت :وإن كنتَ احتملتَ الصّلب طوعًا فأنت لم تزل ابني وإلهي.


البيت

إنّ النّعجةَ مريم لـمّا أبصرتْ حَمَلها مجذوبًا إلى الذّبح تبعتْه صحبةَ نسوة أُخَر مضطربة هاتفة هكذا: إلى أين تنطلق يا ولدي ولماذا تكمّل هذا السّعي مسرعًا؟ ألعلّ في قانا عرسًا آخر فتبادر الآن إليه لكي تجعل لهم الماءَ خمرًا؟ أأذهب معك أو أنتظرك بالأحرى؟ فأعطني كلمةً أيّها الكلمة، ولا تَجُزْني صامتًا يا من حفظني نقيّةً، لأنّك لم تزل ابني وإلهي.


سنكسار

في يوم الجمعة العظيم المقدّس نكمّل آلام ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح المقدّسة الخلاصيّة الرّهيبة، أعني البصاقَ واللّطماتِ والضّرباتِ والشّتائمَ والضّحكَ ولباسَ البرفير والقصبةَ والإسفنجة والخلَّ والمساميرَ والحربة، وعلى الأخصّ الصّليبَ والموت، الّتي اقتبلها طوعًا لأجلنا. ونكمّلُ أيضًا تذكار الاعتراف الخلاصيّ الّذي صنعه على الصّليب اللّصُّ الشّكور الّذي صُلب معه.

أنت هو إله حيّ ولئن كنت رُفعت على عود وأُمِتَّ يا أيُّها الميتُ العريانُ، كلمة الله الحيّ الّذي من الآب قد وُلدت.

لقد فتح اللّصّ أبوابَ عدنَ المغلقة بإشارة جبروتك، لـمّا وضع مفتاحًا قوله اذكرني يا ربّ في ملكوتك. فبتحنّنك العجيبِ الّذي لا يُحدّ، الصّائر إلينا، أيّها المسيح الإله ارحمنا آمين.


الأودية الثّامنة

  • إنّ الفتيان الإلهيّين قد فضحوا عمودَ الشّرّ المعاند لله، ومحفلَ الأثمةِ الزّائرَ على المسيح تآمر باطلاً، ودرسوا قتلَ الضّابطِ الحياة بقبضتِه، الّذي تباركه كلُّ الخليقة ممجِّدةً ايّاه إلى الأدهار.

  • أيّها المسيح، لقد قلت للتّلاميذ أقصوا الآن الوسَن من أجفانكم، واسهروا في الصّلاة لئلاّ تسقطوا في التّجربة، وخاصّةً أنت يا سمعان لأنّ المترفّع يعاني محنةً أعظم، واعرفني يا بطرس أنا الّذي تباركني كلُّ الخليقة ممجّدةً ايّاي إلى الأدهار.

  • إنّ بطرسَ هتف قائلاً: إنّه لن يبرز أيّها السّيد من شفتيَّ قولٌ دنس، لكن سأموت معك كمن حَسُنتْ موالاته وإن جَحدَك الكلُّ، لأنْ لا لحمَ ولا دمَ أعلنك لي، بل الآب الّذي تباركه كلّ الخليقة ممجّدةً ايّاه إلى الأدهار.

  • إنّ الرّبَّ قال: لم تدرِكْ أيّها الإنسانُ أعماقَ الحكمةِ والمعرفةِ الإلهيّة، ولم تبلغْ لجّةَ أحكامي. فبما أنّك لحمٌ لا تزهُ مفتخرًا لأنّك ستنكرني ثلاثًا، أنا الّذي تباركني كلّ الخليقة ممجّدةً ايّاي إلى الأدهار.

  • نسبّح ونبارك ونسجد للرّبّ.

  • إنّ الرّبّ قال: يا سمعانُ بطرس ستنكر وشيكًا ما اقتنعتَ به كما قيل، لأنّ جاريةً ما توافي بغتةً فتخيفك، ثمّ إنّك تبكي بمرارة، لكنّك تجدني صافحًا عنك، أنا الّذي تباركني كلّ الخليقة ممجّدةً ايّاي إلى الأدهار .


الكاهن: لوالدة الإله وأمّ النّور بالتّسابيح نكرّم معظّمين.


الأودية التّاسعة

  • يا من هي أكرم من الشّاروبيم وأرفع مجدًا بغير قياس من السّارفيم، الّتي بغير فساد ولدتْ كلمة الله، وهي حقًّا والدة الإله إيّاكِ نعظّم.

  • إنّ الجندَ المفسدَ المقوتَ من الله ومحفلَ الأشرار القاتلي الإله حاضروا إليك أيّها المسيح واقتادوك كمثلِ ظالمٍ أنت بارىء الكلّ، الّذي إيّاه نعظم .

  • لِجَهْلِ الـمُنَافِقِينَ النّاموس وفساد درسهم لِما قال الأنبياء ساقوك للذّبح مثل خروفٍ ظلمًا يا سيّد الجميع الّذي نعظّمه.

  • إنّ الكهنة مع الكتبة أسلموا الحياة للأمم مدفوعًا ليُقتل، لـمّا انجرحوا بشرِّ حسدِهم المحض، أنت الواهب الحياة بالطّبع الّذي إيّاه نعظّم.

  • كَكِلاب جمّة حاقوا بك، وعلى خدّيْكَ يا مليك انهالوا لطمًا، وشهدوا زورًا عليك إذ سألوك. وكلَّ ذا احتملتَ لتنقذ الجميع.

  • يا من هي أكرم من الشّاروبيم وأرفع مجدًا بغير قياس من السّارفيم، الّتي بغير فساد ولدتْ كلمة الله، وهي حقًّا والدة الإله إيّاكِ نعظّم.


الكاهن: أيضًا وأيضًا بسلام إلى الرّبّ نطلب.

الجوقة: يا ربّ ارحم.

الكاهن: أعضد وخلّص وارحم واحفظنا يا الله بنعمتك.

الجوقة: يا ربّ ارحم.

الكاهن: بعد ذكرنا الكلّيّة القداسة الطّاهرة الفائقة البركات المجيدة، سيّدتنا والدة الإله الدّائمة البتوليّة مريم.

الجوقة: عليها أشرف السّلام.

الكاهن: مع جميع القدّيسين، لنودع أنفسنا وبعضنا بعضًا وكلّ حياتنا للمسيح الإله.

الجوقة: لك يا ربّ.

الكاهن: لأنه إيّاك تسبّح كلّ قوّات السّماوات، ولك نرسل المجد أيّها الآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين


الإكسابستلاري (باللّحن الثّالث)

رَبِّ مَنْ أَهَّلْتَ اللِّصّ، إلى الفردوس في اليوم نفسه، أنرني بصليبك مثله وخلّصني. (ثلاثًا)


الإنجيل التّاسع

الكاهن: من أجل أن نكون مستحقّين لسماع قراءة الإنجيل المقدّس إلى الرّبّ إلهنا نطلب.

الجوقة: يا ربّ ارحم. (3 مرّات)

الكاهن: الحكمة فلنستقم ونسمع الإنجيل المقدّس، السّلام لجميعكم.

الجوقة: ولروحك.

الكاهن: فصلٌ شريفٌ من بشارة القدّيس يوحنّا الإنجيليّ البشير والتّلميذ الطّاهر (19: 25 – 37).

الجوقة: المجد لك يا رب المجد لك.

الكاهن: لنصغ.

في ذلك الزّمان كَانَتْ وَاقِفَةً عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ الّتي ِلِكِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ هُوَ يُحِبُّهُ وَاقِفًا، قَالَ لأُمِّهِ: "يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ". ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ "هُوَذَا أُمُّكَ". وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ. وَبَعْدَ هذَا رَأَى يَسُوعُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ تَمَّ، فَلِكَيْ يَتِمَّ الْكِتَابُ قَالَ: "أَنَا عَطْشَانُ".

وَكَانَ إِنَاءٌ مَوْضُوعًا مَمْلُوًّا خَلًّا، فَمَلأُوا إِسْفِنْجَةً مِنَ الْخَلِّ، وَوَضَعُوهَا عَلَى زُوفَا وَأَدْنَوْهَا مِنْ فَمِهِ. فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ: "قَدْ تَمَّ". وَأَمَالَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. ثُمَّ إِذْ كَانَ يَوْمُ التَّهْيِئَةِ، فَلِئَلاَّ تَبْقَى الأَجْسَادُ عَلَى الصَّلِيبِ فِي السَّبْتِ، لأَنَّ يَوْمَ ذلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيمًا، سَأَلَ الْيَهُودُ بِيلاَطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سُوقُهُم وَيُذْهَبَ بِهِمْ. فَجَاءَ الجُنْدُ وَكَسَرُوا سَاقَيِ الأَوَّلِ وَالآخَرِ الَّذِي صُلِبَ مَعَهُ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَيْهِ وَرَأَوْهُ قَدْ مَاتَ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ. لكِنَّ وَاحِدًا مِنَ الجُنْدِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ، فَخَرَجَ لِلْوَقْتِ دَمٌ وَمَاءٌ. وَالَّذِي عَايَنَ شَهِدَ، وَشَهَادَتُهُ حَقٌّ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ لِتُؤْمِنُوا أَنْتُمْ. لأَنَّ هذَا كَانَ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ "إِنَّهُ لاَ يُكْسَرُ لَهُ عَظْمٌ"، وَقَالَ أَيْضًا كِتَابٌ آخَر "سَيَنْظُرُونَ إِلَى الَّذِي طَعَنُوهُ".

الجوقة: المجد لطول أناتك يا ربّ المجد لك.


الإينوس (باللّحن الثّالث)

كلّ نسمة فلتسبّح الرّبّ، سبّحوا الرّبّ من السّماوات، سبّحوه في الأعالي، لأنّه بك يليق التّسبيح يا الله.

سبّحوه يا جميع ملائكته، سبّحوه يا سائر قوّاته، لأنّه بك يليق التّسبيح يا الله.


سبّحوه بلحن البوق، سبّحوه بالمزمار والقيثارة .

إنّ ابنيَ البكرَ إسرائيل قد اقترفَ شرًا مضاعفًا فأهملني أنا يَنبوعَ الحياة، وحفرَ لنفسِه بئرًا مُهشَّمة وصلبني على الصّليب، وأمّا باراباس فالتمسَه وأطلقَه. فالسّماءُ انذهلت من هذا والشّمس حَجَبتْ أشعَّتَها، وأنت يا إسرائيل لم ترتدِع بل أسلمتني إلى الموت، فيا أبتِ القدّوس اترك لهم لأنّهم لا يعلمونَ ماذا صنعوا .


سبّحوه بالطّبل والمصافّ، سبّحوه بالأوتار وآلات الطّرب .

أيّها المخلّص، إنّ كلّ عضوٍ من أعضاءِ جسدِكَ المقدّس كابد إهانةً مِن أجلنا. فالهامة بِالشَّوْكِ، والوَجهُ بالبِصاق، والخدّانِ باللّطمات، والفمُ بمذاقةِ الخلِّ الممزوج بمرارةٍ، والأُذنانِ بالتّجديفِ الـمُفعَمِ بالإلحادِ، والظَّهرُ بالسِّياط، واليدُ بالقصبة، وتمديدُ الجِسمِ بالصّلب، والأطراف بالمسامير، والجنبُ بالحربة. فيا من تألّمَ مِن أجلنا وأعتقنا مِن الآلام وتنازل إلينا ورَفَعَنا بمحبّتِهِ للبشر، أيّها القادر على كلّ شيءٍ ارحمنا.


سبّحوه بنغمات الصّنوج، سبّحوه بصنوج التّهليل، كلّ نسمة فلتسبّح الرّبّ .

أيّها المسيح إنّ الخليقةَ بأسرها لـمّا شاهدَتْكَ مصلوبًا ارتعدت، وأسس الأرض تموّجت خوفًا من عزّتِك، لأنّك بارتفاعك اليوم هلَكَ جنسُ العبرانيّين، وسِترُ الهيكلِ تمزَّقَ شطرَيْن، والقبور تفتّحت والأمواتُ نهضوا من القبور، وقائد المئة أبصرَ العجيبةَ فارتاعَ، وأمّا والدتُك فوقفت منتحبة ونادبة كالأمّهات قائلةً:كيف لا أنوح وأضطرب إذ أراكَ عريانًا ومعلّقًا على عودٍ كمَقضِيٍّ عليك. فيا من صلبَ ودُفنَ وقامَ من بين الأمواتِ يا ربّ المجدُ لك .


المجد للآب والابن والرّوح القدس. (باللّحن السّادس)

لقد نزعوا عنّي ثيابي وألبسوني لباسًا أحمر، وجعلوا على رأسي إكليلاً من شوك، وناولوني في يدي اليمنى قصبةً لكي أسحقَهم مثلَ آنيةِ الفخّار .


الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين آمين .

لقد بذلتُ ظهري للسّياط، وأمّا وجهي فلم أردَّه من البصاق. لدى منبر بيلاطس انتصبتُ، وللصّلبِ احتملتُ من أجل خلاص العالم.


الإنجيل العاشر

الكاهن: من أجل أن نكون مستحقّين لسماع قراءة الإنجيل المقدّس إلى الرّبّ إلهنا نطلب.

الجوقة: يا ربّ ارحم. (3 مرّات)

الكاهن: الحكمة فلنستقم ونسمع الإنجيل المقدّس، السّلام لجميعكم.

الجوقة: ولروحك.

الكاهن: فصلٌ شريفٌ من بشارة القدّيس مرقس الإنجيليّ البشير والتّلميذ الطّاهر (15: 43 – 47).

الجوقة: المجد لك يا رب المجد لك.

الكاهن: لنصغ.

في ذلك الزّمان جَاءَ يُوسُفُ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، وَهُوَ مُشِيرٌ شَرِيفٌ، وَكَانَ هُوَ أَيْضًا يَنْتَظِرُ مَلَكُوتَ اللهِ، فَاجْتَرَأَ وَدَخَلَ عَلَى بِيلاَطُسَ وَسَأَلَهُ جَسَدَ يَسُوعَ. فَاسْتَغْرِبَ بِيلاَطُسُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ هَكَذَا سَرِيعًا. وَاسْتَدْعَى قَائِدَ الْمِئَةِ وَسَأَلَهُ "هَلْ لَهُ زَمَانٌ قَدْ مَاتَ؟" وَلَّمَا تَحَقَّقَ مِنْ القَائِدِ، وَهَبَ الْجَسَدَ لِيُوسُفَ. فَاشْتَرَى كَتَّانًا، وَأَنْزَلَهُ وَلَفَّهُ فِي الْكَتَّانِ، وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ قَدْ نُحِتَ فِي صَخْرَةٍ، وَدَحْرَجَ حَجَرًا عَلَى بَابِ الْقَبْرِ. وَكَانَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يُوسِي تَنْظُرَانِ أَيْنَ وُضِعَ.

الجوقة: المجد لطول أناتك يا ربّ المجد لك.


القارئ: لك ينبغي المجد أيّها الرّبّ إلهنا، ولك نرسل المجد أيّها الآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان، وإلى دهر الدّاهرين، آمين.


﴿المجدلة الصغرى﴾

المجد لله في العلى، وعلى الأرض السّلام، وفي النّاس المسرّة.

نسبّحك نباركك، نسجد لك نمجّدك، نشكرك لأجل عظيم جلال مجدك.

أيّها الرّبّ الملك، الإله السّماويّ، الآب الضّابط الكلّ، أيّها الرّبّ الابن الوحيد يسوع المسيح، ويا أيّها الرّوح القدس.

أيّها الرّبّ الإله، يا حمل الله، يا ابن الآب، يا رافع خطيئة العالم ارحمنا يا رافع خطايا العالم.

تقبّل تضرّعنا أيّها الجالس عن يمين الآب وارحمنا.

لأنّك أنت وحدك قدّوس، أنت وحدك الرّبّ يسوع المسيح، في مجد الله الآب، آمين.

في كلّ يوم أباركك، وأسبّح اسمك إلى الأبد وإلى أبد الأبد.

يا ربّ ملجأ كنت لنا في جيل وجيل، أنا قلت يا ربّ ارحمني واشف نفسي لأنّي قد خطئت إليك.

يا ربّ إليك لجأت فعلّمني أن أعمل رضاك، لأنّك أنت إلهي.

لأنّ من قبلك عين الحياة، وبنورك نعاين النّور. فابسط رحمتك على الّذين يعرفونك.

أهّلنا يا ربّ أن نحفظ في هذه الليلة بغير خطيئة.

مبارك أنت يا ربّ إله آبائنا ومسبّح وممجّد اسمك إلى الأبد، آمين.

لتكن يا ربّ رحمتك علينا كمثل اتّكالنا عليك.

مبارك أنت يا ربّ علّمني وصاياك.

مبارك أنت يا سيّد فهّمني حقوقك.

مبارك أنت يا قدّوس أنرني بعدلك.

يا ربّ رحمتك إلى الأبد، وعن أعمال يديك لا تعرض.

لك ينبغي المديح، بك يليق التّسبيح، لك يجب المجد، أيّها الآب والابن والرّوح القدس الآن وكلّ أوان، وإلى دهر الدّاهرين، آمين.


الإنجيل الحادي عشر

الكاهن: من أجل أن نكون مستحقّين لسماع قراءة الإنجيل المقدّس إلى الرّبّ إلهنا نطلب.

الجوقة: يا ربّ ارحم. (3 مرّات)

الكاهن: الحكمة فلنستقم ونسمع الإنجيل المقدّس، السّلام لجميعكم.

الجوقة: ولروحك.

الكاهن: فصلٌ شريفٌ من بشارة القدّيس يوحنّا الإنجيليّ البشير والتّلميذ الطّاهر (19: 38 – 42).

الجوقة: المجد لك يا رب المجد لك.

الكاهن: لنصغ.

في ذلك الزّمان سأل يُوسُفُ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، وَكَانَ تِلْمِيذًا لِيَسُوعَ، لكِنَّهُ كَانَ يَسْتَتِرُْخَوْفًا مِنَ الْيَهُودِ، طَالِبًا مِنْ بِيلاَطُسَ أَنْ يَأْخُذَ جَسَدَ يَسُوعَ، فَأَذِنَ بِيلاَطُسُ. فَجَاءَ وَأَخَذَ جَسَدَ يَسُوعَ. وَجَاءَ أَيْضًا نِيقُودِيمُوسُ، الَّذِي كَانَ قَدْ جَاءَ أَوَّلًا إِلَى يَسُوعَ لَيْلًا، وَمَعَهُ مَزِيجُ مُرّ وَصَبْرٍ نَحْوَ مِئَةِ رَطْلٍ. فَأَخَذَا جَسَدَ يَسُوعَ، وَلَفَّاهُ فِي لَفَائِفِ كَتَّانٍ مَعَ الأَطْيَابِ، عَلَى حَسَبِ عَادَةِ اليَهُودِ فِي دَفْنِهِمْ. وَكَانَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي صُلِبَ فِيهِ بُسْتَانٌ، وَفِي الْبُسْتَانِ قَبْرٌ جَدِيدٌ لَمْ يُوضَعْ فِيهِ أَحَدٌ بَعْدُ. فَوَضَعَا يَسُوعَ هُنَاكَ لأجلِ تهيئةِ الْيَهُودِ لأنّ القبرَ كان قريبًا.

الجوقة: المجد لطول أناتك يا ربّ المجد لك.


الأبوستيخن (باللّحن الأوّل)

أيّها المسيح، إنّ كلّ البريّة استحالت خوفًا لـمّا لاحظتك معلّقًا على الصّليب، فالشّمسُ ادلهمّت وأساساتُ الأرضِ اضطربتْ والكلُّ تألّموا مع خالقِ الكلّ، فيا من احتملَ ذلك طوعًا لأجلنا، يا ربّ المجد لك.


إقتسموا ثيابي بَيْنَهُم وعلى لباسي اقترعوا. (باللّحن الثّاني)

لماذا الشّعب الرّديء الاعتقاد، المتعدّي الشّريعة، يهذُّ بالباطل؟ لماذا حُكمَ بالموت على حياةِ الكلّ؟ فيا له من عجبٍ عظيم، لأنّ مبدعَ العالم أُسلمَ إلى أيدي عابري النّاموس، والمحبَّ البشر رُفعَ على العودِ لكي يعتقَ المكبَّلين في الجحيم هاتفين: أيّها الرّبُّ الطّويل الأناة المجد لك.


أعطوني في طعامي مرارة وفي عطشي سقوني خلاً.

اليوم البتولُ البريئةُ من العيبِ أبصرتك مرفوعًا على الصّليبِ أيّها الكلمة، فانجرحَ قلبُها بنحيبِ الجوانح الوالديّة وتنهّدت بتفجّعٍ من صميم النّفس، ونتفتْ شعرها وخدودها بتمرمر، وقرعت صدرها هاتفةً بانسجام العبرات: ويحي يا ولدي الإلهيّ، ويلي يا نورَ العالم. لماذا غبتَ عن مقلتيَّ يا حمل الله؟ حينئذٍ الأجناد العديمو الأجساد شملهم الارتعادُ هاتفين: أيّها الرّبُّ الّذي لا يدرك المجد لك.


أمّا الله فهو ملكنا قبل الدّهور، صنع الخلاصَ في وسط الأرض.

أيّها المسيح إلهُ كلّ البرايا وخالقُها، إنّ الّتي ولدتك بغير زرع لـمّا رأتك معلّقًا على عودٍ هتفت بمرارة: أين غاب جمالُ طلعتك يا ولدي، لست أحتملُ مشاهدةَ صَلبك ظلمًا، إنهَضْ مسرعًا لأشاهدَ قيامتك من الأموات ذات الثّلاثة أيّام.


المجد للآب والابن والرّوح القدس. (باللّحن الثّامن)

أيّها الرّب، حين رَفْعِكَ على الصّليب سقط على البريّةِ خوفٌ ورعب، إلاّ أنّكَ منعتَ الأرض أن تبتلع صالبيك، وأمّا الجحيم فأمرتَها أن تُطلقَ الـمُعتقلينَ لإعادةِ خَلقِ الأنام، لأنّك وافيت لتمنَحَهُم حياةً لا موتًا. فيا ديّانَ الأحياءِ والأمواتِ ومحبَّ البشرِ المجدُ لك.


الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين آمين.

الآن يُغَمَّسُ قلمُ الحُكم منَ القُضاةِ الظّالمين، ويُقضى على يسوع، ويُحكمُ عليه بالصّلب، والخليقةُ تتوجّعُ لمشاهدتِها الرّبَّ على الخشبة، فيا من تألّمَ من أجلي بطبيعةِ الجسد، أيّها الرّبُّ الصّالحُ المجدُ لك.


الإنجيل الثّاني عشر

الكاهن: من أجل أن نكون مستحقّين لسماع قراءة الإنجيل المقدّس إلى الرّبّ إلهنا نطلب.

الجوقة: يا ربّ ارحم. (3 مرّات)

الكاهن: الحكمة فلنستقم ونسمع الإنجيل المقدّس، السّلام لجميعكم.

الجوقة: ولروحك.

الكاهن: فصلٌ شريفٌ من بشارة القدّيس مَتّى الإنجيليّ البشير والتّلميذ الطّاهر (27: 62 – 66).

الجوقة: المجد لك يا رب المجد لك.

الكاهن: لنصغ.

فِي الغد الّذي بعد التّهيئة اجتمع رؤساء الكهنة والفرّيسيّون إلى بيلاطس قائلين: "أَيّها السّيّد، قد تذكّرنا أنّ ذلك المضلّ قال وهو حيّ: إنّي بعد ثلاثة أيّام أقوم. فَمُرْ أَنْ يُضبَطَ القبر إلى اليوم الثّالث، لئلاّ يأتي تلاميذه ليلاً ويسرقوه، ويقولوا للشّعب: إنّه قد قام من بين الأموات، فتكون الضّلالة الأخيرة شرًّا من الأولى!" فقال لهم بيلاطس: "إِنّ عندكم حرّاسًا. فاذهبوا واضبطوا كما تعلمون". فمضوا وضبطوا القبر بالحرّاس خاتمينَ الحجر.

الجوقة: المجد لك يا ربّ المجد لك.


المتقدّم: صالح الاعتراف للرّبّ، والتّرتيل لاسمك أيّها العليّ، ليخبّر برحمتك في الغداة، وبحقّك في كلّ ليلة.

القارئ:

  • قدّوس الله قدّوس القويّ قدّوس الّذي لا يموت ارحمنا. (3 مرّات)

  • المجد للآب والابن والرّوح القدس

  • الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين

  • أيّها الثّالوث القدّوس، ارحمنا. يا ربّ، اغفر خطايانا. يا سيّد، تجاوز عن سيّئاتنا. يا قدّوس، اطّلع واشف أمراضنا، من اجل اسمك يا ربّ ارحم، يا ربّ ارحم، يا ربّ ارحم.

  • المجد للآب والابن والرّوح القدس

  • الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين، آمين

  • أبانا الّذي في السّماوات. ليتقدّس اسمك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السّماء كذلك على الأرض. خبزنا الجوهريّ أعطنا اليوم، واترك لنا ما علينا كما نترك نحن لمن لنا عليه. ولا تدخلنا في تجربة، لكن نجّنا من الشّرّير.

الكاهن: لأنّ لك الملك والقدرة والمجد، أيّها الآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

الجوقة: آمين.


الطروباريّة (باللّحن الرّابع)

اشتريتنا من لعنةِ النّاموسِ بدمِكَ الكريم، لـمّا سُمّرتَ على الصّليبِ وطُعنتَ بحربةٍ، فأنبعتَ للبشرِ عدمَ الموتِ يا مخلّصنا المجدُ لك .


الكاهن: الحكمة.

الجوقة: بارك.

الكاهن: المسيح إلهنا الّذي هو مبارك كلّ حين الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين.

القارئ: آمين. ليوطِّد الرّبّ الإله الإيمان المقدّس، إيمان المسيحيّين الحسني العبادة الأرثوذكسيّين مع هذه الكنيسة المقدّسة وهذه المدينة إلى دهر الدّهور، آمين.

الكاهن: أيّتها الفائق قدسها والدة الإله خلّصينا.

القارئ: يا من هي أكرم من الشّاروبيم وأرفع مجدًا بغير قياس من السّارافيم، الّتي بغير فساد ولدت كلمة الله، وهي حقّا والدة الإله إيّاك نعظّم.

الكاهن: المجد لك أيّها المسيح الإله يا رجاءنا المجد لك.

القارئ: المجد للآب والابن والرّوح القدس، الآن وكلّ أوان والى دهر الدّاهرين، آمين.

ياربّ ارحم، ياربّ ارحم، ياربّ ارحم، باسم الرّبّ بارك يا أب.

الكاهن: أيّها المسيح إلهنا الحقيقيّ يا من احتمل البصاق والسّياط والتّقريعات والصّلب والموت لأجل خلاصنا، بشفاعات أمّك القدّيسة الكلّيّة الطّهارة والبريئة من كلّ عيب، والقدّيسين المشرّفين الرّسل الكلّيّ مديحهم، والقدّيس جاورجيوس صاحب هذه الكنيسة المقدّسة، والقدّيسَيْن الصّدّيقيْن جدّي المسيح الإله يواكيم وحنة، وجميع قدّيسيك، إرحمنا وخلّصنا بما أنّك صالح ومحبّ للبشر.

بصلوات آبائنا القدّيسين أيّها الرّبّ يسوع المسيح إلهنا ارحمنا وخلّصنا.

الجوقة: آمين.